وسائل التّواصل الاجتماعيّ وانعكاساتها على الحياة الزّوجيّة (تطبيق واتس_آب نموذجًا)
وسائل التّواصل الاجتماعيّ وانعكاساتها على الحياة الزّوجيّة (تطبيق واتس_آب نموذجًا)
Social media and its repercussions on marital life (WhatsApp application as an example)
عبير قاسم صلاح
Abeer Qasim Salah
تاريخ الاستلام 6/9/2024 تاريخ القبول 22/9/2024
ملخص
حاولت الدّراسة الحاليّة الكشف عن دور تطبيق الواتس آب وتأثيره على عادات وتقاليد وقيم الحياة الزّوجيّة لدى الأزواج في منطقة بيروت الحمرا، إذ توصّلت الدّراسة في جانبها النّظريّ إلى معرفة وضبط بعض المفاهيم المتعلّقة بمتغيّرات الدّراسة من عادات وتقاليد وقيم وإدمان وسائل التّواصل، وما هي أهمّ الأعراض التي تظهر على الفرد كي يُحكم عليه بأنّه مدمن مواقع تواصل وتشخيصه ومساعدته للخروج ممّا هو عليه، حيث أنّ من أبرز السّلبيّات المترتّبة على استخدامه الخاطئ، الولوج في علاقات محرّمة من الشّرع والقانون والمبادئ الإنسانيّة والأخلاقيّة.
الكلمات المفتاحيّة: وسائل التّواصل الاجتماعيّ – الحياة الزّوجيّة
Abstract
The current study attempted to reveal the role of the WhatsApp application and its impact on the customs, traditions and values of married life among couples in the Beirut Hamra area. The study, in its theoretical aspect, reached the knowledge and control of some concepts related to the study variables of customs, traditions, values and addiction to social media, and what are the most important symptoms that appear on an individual in order to judge him as a social media addict and diagnose him and help him get out of what he is, as one of the most prominent negatives resulting from its incorrect use is entering into relationships forbidden by Sharia and the law Humanitarian and ethical principles.
Keywords: Socia media- Married life
المقدّمة
تعدّ الحياة الزّوجيّة ضربًا من ضروب العلاقات الإنسانيّة التّفاعليّة، إذ تتجسّد فيها أشدّ العلاقات ترابطًا، التي تقوم على المودّة والرّحمة، الصّبر والتّعاون. وضمن ما يُعرف بالمؤسّسة الزّوجيّة بأصولها السّلوكيّة الفرديّة أو حتّى الاجتماعيّة، يرتكز مناطها لقواعد أخلاقيّة_عمليّة تسهم في استمراريّة هذه المؤسّسة.
ومن الملاحظ أنّ الحياة الزّوجيّة لا تسير دائمًا وفقًا لنمط واحد، ذلك كون المواقف الاجتماعيّة المختلفة كفيلة بتوجيه سلوكيات الأفراد، من وقت إلى آخر أو من بيئة اجتماعيّة إلى أخرى، فعوامل الزّمان والمكان هي من ضمن المؤثّرات الفاعلة في توجيه الحياة الزّوجيّة، وتأثيرها في سلوكيات كل من الزّوجين وفي مجالات تفكيرهم.
وفقًا لما سبق، تتشكّل الحياة الزّوجيّة من خلال البنـــاء النّفســـيّ – الاجتماعيّ للعلاقـــات بين الزّوجين، حيث يهدّد استقرارها إحدى أقوى المؤثّرات التي تتجسّد في وسائل التّواصل الاجتماعيّ-الواتس آب نموذجًا- وما تبعه من خراب للأسرة والعلاقات الاجتماعيّة، إذ لا يقتصـر تأثيرهـا علـى تحطـيم البنـاء النفسـي السـليم للفـرد، إنّمـا تمتـد لتشمل أساس التماسك الأســـري بشـــكل خـــاص والاجتماعيّ بشــكل عــام.
تصديقًا لما تقدّم ومن الواقع المعيش، وبحكم ما نشهده من خلافات أسريّة متنوّعة الأسباب، كان لوسائل التّواصل الاجتماعيّ وتحديدًا تطبيق الواتس آب حصّة الأسد، كونه مخترقًا للخصوصيّة ومساعدًا لتفشي هذه الخلافات، وذلك بتقويض العلاقة الزّوجيّة التي تُعد أساس تماسك الرّوابط الاجتماعيّة، إلى العديد من الإضّطرابات كحالات الاكتئاب، الادمان، الإنتحار، الخيانة الزّوجيّة وغيرها من النتائج. ويدفعنا ما سبق إلى التساؤل إن كان الإستخدام للواتس آب بما فيه تلك الخصوصيّة هو الدّافع لإثارة الشكّ لبعض الأزواج، أم أنّ الخلل الزوجي قائم مسبقًا وجاء التّطبيق كمساعد للخروج من تلك الدائرة ؟ هذا ما سنحاول الكشف عنه في دراستنا.
أ_ أهميّة البحث
بالنسبة إلى أهمية هذا الموضوع فظاهرها لا يدفع للجدل بأنّ المشكلات الأسريّة منتشرة في المجتمع وهي ذات طبيعة قيميّة، حيث يتمّ تهديد النّسق القيمي بالمجتمع من خلال استخدام أحد الزّوجين تطبيق الواتس آب بأسلوب يضرّ بحياتهم الزّوجيّة التي تتميّز في لبنان والمجتمعات الشرقية بأنّها مؤسّسة قانونية يتأسس على وجودها مفاعيل قانونية متعدّدة، منها على سبيل المثال التوارث. وكذلك ينشأ على انحلال الرّابطة الزّوجيّة وفقدانها آثار لا يُستهان بها لجهة ما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبيّة على الأولاد أو على الزّوج أو الزّوجة المطلّقة، كلّ ذلك يؤدي إلى تفكّك المجتمعات وانحلالها. لذا كان من المهم تسليط الضّوء على الاستخدام السّلبيّ لهذا التّطبيق، وعلى نتائجه التي سنبرزها في موضوع دراستنا لأنّها محل جدل كبير، إذ تخترق البيوت بأسلوب ناعم جديد لتدمّر الرّوابط الأسريّة على نحو أسوأ من تدمير البيوت بقوة السّلاح والصّواريخ.
ب_ أسباب اختيار الموضوع
من أهمّ الأسباب لاختيار موضوع بحثنا هي السّعي إلى حل مشكلة البحث التي تدور حول ظاهرة انتشار استخدام وسائل التّواصل وانعكاساتها على الحياة الزّوجيّة، وكذلك الأهميّة والفائدة التي يقف الموضوع خلفها من أهم الأسباب التي دفعتنا لاختيار الموضوع التي تشغل بال الكثير، أضف إلى ذلك تقديم الإضافة العلميّة ضمن مجال البحث والتّخصّص العلميّ وذلك من خلال تقديم معرفة جديدة لم يسبق تناولها من قبل، إضافةً لأسباب تتعلّق بكشف الغموض عن حقيقة الواتس آب وكيف يؤثّر في العلاقات الزّوجيّة.
د_الإشكاليّة
بعد احتلال مواقع التّواصل الاجتماعيّ الحيّز الأكبر من حياتنا الاجتماعيّة، وخاصّةً الواتس آب الذي أصبح تطبيق ضروري ومهم وحتمي موجود على هاتف أيّ فرد في المجتمع العالميّ بشكل عام واللّبنانيّ بشكل خاص، أدّى هذا النمط الجديد إلى صبغ حياة البشر عمومًا بتأثيرات منها الإيجابي ومنها السّلبيّ. وخاصّةً على العلاقات الزّوجيّة التي تعدّ محرّك أيّ مجتمع. إذ إنّ إدمان النّاس على هذه التّطبيقات ومن ضمنها الواتس آب بشكل مفرط، جعل التّأثير السّلبيّ لها يزداد يومًا بعد يوم خصوصًا على العلاقات الزّوجيّة، إذ يتسابق الأزواج في وقتنا الرّاهن لنشر تفاصيل حياتهم اليوميّة مع أشخاص تعدّ وهميّة، أو غير حقيقيّة بسبب افتقادهم في حياتهم مع شركائهم هذه التفاصيل، إذ يتولّد لدى أحد الشّريكين عدم الرضى عن شريكه وطريقة حياته ويسعى إلى لبحث عن تعويض لحرمانه في عالم الواتس آب الذي أصبح مليئًا بضعاف النّفوس وصيّادي الفرص، فيقع الباحث في فخّهم ليصل إلى طريق الدمار والخيانة الزّوجيّة وغيرها من الجرائم التي باتت تُعرف بالجرائم الإلكترونيّة.
انطلاقًا ممّا تقدّم يمكننا طرح السّؤال الإشكالي الآتي :
ما هو دور وأثر وسائل التّواصل الاجتماعيّ (الواتس آب نموذجًا) في الحياة الزّوجيّة؟
ويتفرّع عن الإشكاليّة الأساسيّة عدّة إشكاليّات فرعيّة:
- ما مدى تأثير الواتس آب في منظومة القيم (الإيثار، الصّدق، وتبادل الحب والاحترام) في الحياة الزّوجيّة؟
- هل استبدل الأزواج العادات القائمة على احترام معنى الرّابط الأسري والزّوجي المقدّس على وجه الخصوص، بعادات بديلة؟
- هل تبدّلت نظرة أحد الزّوجين إلى القيم والتّقاليد المتعارف عليها في المجتمع؟
هـ_ حدود الدّراسة
تتضمّن ثلاث مجالات:
1_ المجال البشري: سيتم الاعتماد على العيّنة المقصودة التي ستتكوّن من عدد مناسب من الأزواج ضمن نطاق منطقة بيروت الحمراء، بحيث تكون ممثّلة لخصائص المجتمع اللّبنانيّ من الناحية الديموغرافيّة والثقافيّة، حيث ستؤخذ عيّنة من الأزواج بأعمار تتراوح بين (25-35) سنة، من أجل الحصول على معرفة أكثر يقينًا مع أزواج في بداية العلاقة الزّوجيّة، إذ تتكوّن من 200 مفردة مؤلّفة من 100 مفردة من الزّوجات، و100 مفردة من الأزواج، هذه العيّنة ستكون ضمن المعايير المعتمدة عالميًا من ضمن مناهج البحث العلميّ، بحيث تكون كافية لتعكس الصورة الواقعيّة المطلوبة عن مجتمع الدّراسة.
2_ المجال الزّماني: تخضع هذه العينة للوقت المتاح في إنجاز هذه الدّراسة، من العام(2024) وهي المدّة الزمنيّة الكافية والمتوافقة مع مدّة الدّراسة بهدف الحصول على عيّنة كافية ومترابطة من الأزواج في هذه المرحلة الزمنيّة.
3_ المجال المكانيّ: تمثّل منطقة الحمراء أكبر تجمّع سكّاني يضم عيّنة تشمل جميع الشرائح اللّبنانيّة بمختلف ثقافاتهم وتوجّهاتهم ودياناتهم على اختلافها، ذلك بغية التعرّف على تأثير الواتس آب في العلاقات الزّوجيّة في المنطقة المحدّدة في مدينة بيروت (منطقة الحمرا).
و _ أهداف الدّراسة
- الكشف عن مدى تأثير الواتس آب في منظومة القيم (الإيثار، الصّدق، وتبادل الحب والاحترام) في الحياة الزّوجيّة
- معرفة ما إذا استبدل الأزواج العادات القائمة على احترام معنى الرّابط الأسري والزّوجي المقدّس على وجه الخصوص، بعادات بديلة.
- البحث حول ما إذا تبدّلت نظرة أحد الزّوجين إلى القيم والتّقاليد المتعارف عليها في المجتمع.
ح _ الدّراسات السّابقة في الموضوع
1_ دراسة رحاب عبدالله الفوزان: بعنوان جودة الحياة الزّوجيّة وعلاقتها بالافصاح عن الذَّات لدى المتزِّوجين في الرياض، حيث في هذه الدّراسة يتم الاضاءة على نجاح الحياة الزّوجيّة من خلال إفصاح الذّات لدى المتزوحين ممّا يولّد حالة صراحة وثقة بين الطرفين. في حين أنّ دراستنا تستعرض وجود وسائل التّواصل الاجتماعيّ وتحديدًا الواتس اب في سبب زعزعة الحياة الزّوجيّة (الفوزان، عبدالله ر، 2020، صفحة 21).[1]
2_ دراسة خالد عبد الجواد: بعنوان، علاقة استخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ بمشكلات الأسرة العربيّة، ترتكز هذه الدّراسة بشكل أساسي على المشكلات التي تحدث بسبب استخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ تحديدًا خلافات أسريّة متنوعة، في حين أنّ دراستنا تنصبّ بشكل أساسي على حدوث خلافات زوجيّة التي هي أضيق من الخلافات الأسريّة التي تستوعب الخلافات الزّوجيّة. [2]
3_ دراسة نسرين عبدالله عبد القادر: بعنوان، أثر وسائل التّواصل الاجتماعيّ على طبيعة العلاقات الزّوجيّة إذ ترتكز هذه الدّراسة على طبيعة العلاقات الزّوجيّة في ظل تداعيّات وجود وسائل التّواصل الاجتماعيّ، إضافةً إلى ذلك حدوث صراع ثقافيّ لدخول هذه الوسائل الجديد. هذه الدّراسة هي الأقرب إلى دراستنا مع فارق بسيط أنّنا في دراستنا الحاضرة نرتكز على جوهر تبدّل العادات والتّقاليد والقيم الاجتماعيّة وليس فقط حدوث صراع ثقافيّ.[3]
ز_ المنهج المتّبع في الدّراسة
إنّ طبيعة البحث الاجتماعيّ هي التّي تحدّد المنهج الذي سوف يتّبعه الباحث لإتمام بحثه. لذا سنعتمد في هذا البحث المنهج الوصفيّ التّحليليّ الذّي يُعرف بأنّه أحد أشكال التّحليل والتّفسير العلميّ المنظّم لوصف الظّاهرة أو المشكلة المحدّدة وتصويرها كميًّا.[4] سيطبّق هذا المنهج من خلال وصف العادات والتّقاليد والقيم الاجتماعيّة للحياة الزّوجيّة، القديمة والمستحدثة حاليًّا بفعل التّطوّر والتّطبيقات المستخدمة، إضافةً لتحليل المعطيات التي حصلنا عليها ومقارنتها بالنّتائج من خلال القيام ببحث ميدانيّ عبر اختيارنا للعيّنة الممثّلة للبحث والتّقنيات المستخدمة، ومن ثمّ تحليل نتائج الدّراسة في ضوء الإطار النّظريّ للدّراسة نفسها.
الفصل الأول: مفهوم الحياة الزّوجيّة وأسسها وتحدّياتها
1_ المبحث الأوّل: الحياة الزّوجيّة بين المتطلّبات والأسس
نبدأ هذا المبحث بضرورة تعريف الحياة الزّوجيّة كالتالي:
أ_ تعريف الحياة الزّوجيّة:
أ- الزّواج نظام عالمي، وعقد شرعي رضائي لا إكراه فيه بين الرّجل والمرأة، ولا يقوم النظام الاجتماعيّ بدونه باعتباره ضرورة حتميّة للمحافظة على النّسل وإنجاب الأطفال، ويجعل لكلّ من الزّوجين حقوقًا وواجبات.[5] ب_يعد “الزّواج مؤسّسة موروثة عن الأجيال السّابقة، وهو حقّ لكلّ النّاس وتقليد متّبع عند كافة الشعوب. وقد اعتبر تأمين النّسل البشري وتشريع الممارسة الجنسيّة وتنظيمها من الأهداف السامية لهذه المؤسّسة”.
ب_ متطلّبات الحياة الزّوجيّة :
يمكن تقسيم هذه الفكرة إلى نوعين من المتطلّبات الأساسيّة هما: المتطلّبات المادّية والمتطلّبات المعنويّة:
1_ المتطلّبات الماديّة :
- إنّ اختيار الرّجل بأن يكون زوجًا في مجتمع شرقيّ يُلقى بالعبء عليه، تمثّله بالقدرة المادّية ليتمكّن من تأسيس بيتًا والإنفاق على زوجته، فضلًا عن تأمين جميع احتياجاتها ومتطلّباتها. هذا في العموم، أمّا بخصوص المجتمع اللّبنانيّ فإنّه يتأثر بحرارة عاداته وتقاليده كلّما شعر أنّ هناك ثوابت مّا تهدّد كيانه.[6]
- على الزّوجين الاتّفاق منذ البداية بأن تكون المتطلّبات المادّية مناصفة بين الطّرفين، بهذا الشّكل يجعل كلًا منهما مثابرًا على عمله من أجل الحفاظ على الأسرة واستمراريتها.
- تكون المتطلّبات المادّية نابعة من الطّرفين لكن ليس بالمناصفة التّامة بل بحسب ظروف وقدرة كلًّ منهما، قائمًا على النّسبيّة، وليس على العدل القائم على النّظرة العامّة المطلقة.[7]
2_ المتطلّبات المعنويّة
المتطلّبات المعنويّة كثيرة ومتنوّعة، لكنّنا سنعطي بعض الأمثلة بخصوصها في موضوع دراستنا على الشّكل الآتي:
- الكلمة الطيّبة: كلمة مليئة بالحبّ والأمان والعاطفة، تُعد من أهم المتطلّبات المعنوية التي يبحث عنها طرفا المؤسّسة الزّوجيّة. فالحياة الزّوجيّة تُستدام بالكلام الطيّب الممزوج بالغزل، بدون ذلك ستكون الحياة أشبه بحياة الروبوت لا مشاعر فيها ولا أحاسيس.[8]
- تقدير الجّهود: تقدير الجهود أمرٌ ضروري يقع على طرفيّ المؤسّسة الزّوجيّة، إذ من خلاله يمكن الحفاظ عليها وإلّا بحث كلٌّ من الزّوجين عن شخص آخر لإشباع تلك الحاجة، وهذا البحث عن الغير بداية لخراب الحياة الزّوجيّة أو لتهديد مسارها القائم. فالإنسان يتزوّج لعديد من الدّوافع الدّاخلية، ولكن الزّواج في ذاته نظام اجتماعيّ ينبع من العرف أكثر ممّا ينتمي إلى البيولوجيا.[9]
ج_ الأسس المطلوبة في الحياة الزّوجيّة:
من الأسس المنوطة بالحياة الزّوجيّة النّاجحة والسّعيدة نذكر ما يلي:
- الثّقة المتبادلة : كون الثّقة المفتاح الضّروري لباقي أسس نجاح الحياة الزّوجيّة، فالثّقة تتولّد بالمواقف والعشرة الحسنة، وغياب الثّقة يعني غياب الحبّ والأمان وبالتّالي سيعيش الطرفان في حالة ريبة وشكّ.
- الحوار بين الزّوجين: لغة الحوار وثقافة التحاور، بعيدًا عن لغة الإهانات واستعمال العنف اللفظي والمعنوي، من الأسس والرّكائز الأساسيّة لبقاء الحياة الزّوجيّة في ديمومة السّلام، نظرًا كون الحوار يعزّز ثقافة مفادها بأنّ الزّوجين روح واحدة وإلاّ تولد عكس ذلك من عنف وصولًا لجرائم القتل والإنتحار[10].
- حفظ الأسرار : قد تمرّ الحياة الزّوجيّة بالعديد من التقلّبات والتّغيّرات، لذلك من غير المقبول معرفة الآخرين لهذه التّغيّرات حتى ولو كانوا أقرب النّاس كالأهل من الأم والأب. فالسّر الذي يتم إفشاؤه قد يؤدّي إلى مشاكل بغنى الزّوجين عنها.
- أسلوب المودّة والرّحمة: تتبدّل سلوكيّات الإنسان ودوافعه الجنسيّة حين يكبر، ويبدأ حينها الزّوجان بالبحث عن المودّة والرّحمة، لأنّ الحياة الزّوجيّة في مراحلها الأخيرة تحديدًا تحتاج إلى المودّة والرّحمة أكثر من أي مرحلة سبقتها. هذا مع العلم أنّ أسلوب المودّة والرّحمة تحديدًا، مطلوب في كل المراحل الزّوجيّة، غير أنّه من الواجب التشديد عليها في مرحلتها الأخيرة نظرًا لحاجة الطرفين لجعل العلاقة ذات مشاعر دافئة وسليمة على حدٍ سواء.
2_ المبحث الثّاني: التحدّيات أمام الحياة الزّوجيّة
أ_ التحوّلات التكنولوجيّة ومغرياتها
لم تعد الحياة تسير على وتيرة واحدة، ففي عصرنا الراهن بتنا نشهد ثورة تكنولوجيّة بمعنى الكلمة أي ثورة المعلومات، فلا نجد اليوم بيتًا يخلو من الهاتف الجوّال قادرًا على الاتّصال بشبكة الإنترنت، ممّا يعني بشكلٍ أو بآخر أنّ تدفّق المعلومات والحصول على قنوات للبث مثل اليوتيوب والواتس آب، إلخ غدا متاحًا على مستوى تواصل كل شخصٍ مع كل العالم.[11]
لذلك نجد أنّ هذا العصر ذو ملمح خاص ومتطوّر، ألا وهو عصر التحوّلات التكنولوجية المتسارعة التي لم تعد تحت الحصر، إذ نجد بين ساعة وأخرى مبتكرات تكنولوجية جديدة وأبرز مثال على ذلك تنافس شركات الهواتف الجوّالة، وتعدّد إصداراتها من الهواتف الذكية، بحيث يلاحظ أنّ إصدارات كل عام تلغي إصدارات العام السّابق لناحية التطوّر العلميّ والتكنولوجي التي تظهر في الهواتف الجديدة.
ب_ الوضع الاجتماعيّ والاقتصاديّ في تغيّر مستمر
إنّ الوضع الاقتصاديّ الذي بات مسيطرًا على الحياة المعاصرة ذو تداعيات سلبية، وذلك له إنعكاساته على الحياة الزّوجيّة بشكلٍ خاص، ممّا تفرضه وقائع الحياة المعاصرة من متطلّبات مادّية مرهقة يقع ضحيتّها الزّوج أو الزّوجة على السّواء في الحالة التي يقوم فيها الإثنان معًا بالإنفاق على المؤسّسة الزّوجيّة بكل ما تقتضيه من واجبات وتطلّعات لكل أفراد الأسرة[12]. ممّا بات يعني أنّ الحياة المعقّدة تزيد تعقيدًا في ظل استمرار المبتكرات ووصولها إلى البيوت كحاجات لا يمكن الاستغناء عنها نظرًا للانسجام والمركز الاجتماعيّ كالسيارة مثلًا[13]. فواقع الأمر أنّ الحياة الاقتصاديّة المتردية في الغالب ذات انعكاسات سلبيّة وخطيرة على الحياة الاجتماعيّة وذلك بما تعنيه من تواؤم في الحياة بين الزّوجين، وانصهار بين الأسر من خلال روابط الزّوجيّة.
ج_ ظهور مبدأ الحريّة الفرديّة
غدا مبدأ الحريّة الفرديّة مبدأ مكرّسًا على نحو قوي في مجتمعنا المعاصر، يجد له واقعًا ملموسًا في حياة الزّوجين تحت سقف واحد. ما يعني بشكلٍ آخر أنّ الشخص الحر إقتصاديًّا هو صاحب الحرّية من مبدأ القرارات العائليّة. كما أنّ الحريّة الفرديّة غدت ذات طابع حقوقي، خاصّةً في ظل ما تنادي به فعّاليات المجتمع المدني من حقوق الإنسان وبشكلٍ خاص حقوق المرأة، التي كانت في السّابق قبل ثورة الاتّصالات، مجّرد أمنيات صعبة التّحقيق، صارت مع وسائل الاتّصال، شعارات للحريّة، بحيث بات كل فرد قادرًا على التّعبير بحرية عن قناعاته وآرائه ومطالباته وإيصال كل ذلك للنّاس المتواصلين معه.[14]
3_ المبحث الثّالث : التّغيّرات الحاصلة في الحياة الزّوجيّة
أ_ تحوّلات في طبيعة العلاقات بين الزّوجين
لا تبقى العلاقات على ثباتها في حالة الحبّ، فمرحلة ما قبل الزّواج هي مرحلة نموذجية في تبادل الأفكار، وغالبًا ما ينتج عنها مثاليّات وأخلاقيّات تعبّر إيجابيًا على الرّغبة في الارتباط والتّعايش رغم الصّعوبات التي تكمن في واقع الحياة[15]، التي لا تلبث أن تتحوّل إلى إيقاع يومي رتيب وتقليديّ منذ تحوّل شراكة الحبّ إلى شراكة المسؤولية المتعلّقة بأساسيات الحياة والقدرة على إشباعها. هذا الاتّجاه والتّغيّر قد تكون له عواقب سيّئة تساعد في تفكك روابط الأسرة وهدم كيان المجتمع.[16]
لذلك، يبدو لنا أنّ التحوّلات التي تطرأ على طبيعة الحياة الزّوجيّة، هي تحوّلات يفرضها المستقبل وطبيعة الظروف الاجتماعيّة المحيطة بالأسرة، التي تؤثر عليها سلبًا. فنلحظ بناءً على ذلك، هروب بعض المتزوجين باتّجاه تعويضات نفسية، لنسيان مشاكلهم الزّوجيّة وظروفهم الحياتية والمادّية الضّاغطة. بحيث قد ينحرف بعض الأزواج نحو علاقات ممنوعة في إطار المؤسّسة الزّوجيّة، كالخيانة الزّوجيّة، نتيجة المعاناة النفسية التي لا تنفتح على المصارحة ولا تقبل مطارحات الحلول.
ب_ الانتقال والتحوّل في العادات الزّوجيّة
إنّ الحديث عن العادات الزّوجيّة قد تجد بدايتها في الحديث عن العادات ما قبل الزّواج، وفي هذا السّياق نجد المرأة هي الأكثر تأثّرًا بتغيّر عادات زوجها، حيث أنّها تفسّر هذا التغيّر بأنّه تخلّي عن الحبّ أو العزوف عن الرّغبة بها، بحيث ترى الزّوجة في زوجها “مكيافيلية عاطفية” ممقوتة. ومن ثم تغيير في العادات ينمّ عن نيّة التغيير في طريقة التّعامل، وفي هذه الحال أكثر المتأثّرين هم الأكثر التصاقًا ببعض كالأزواج مثلًا. وذلك يفيد بأنّ كثيرًا من الخلافات منشؤها تغيّر العادات، والتّعبير البلاغيّ القرآني في هذه الواقعة خيرُ شاهدٍ في قوله تعالى ﴿خُذِ ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ١٩٩﴾ [سورة الأعراف، الآية: 199] .
وإذا كان هذا الخطاب موجّهًا لنبي الرّحمة محمد ﷺ فإنّه من باب أولى تعليمٌ لأمّته أن تقتدي بأخلاقه، وتفسير ذلك ارتباط البيان القرآني أمر بالعرف بأمرٍ ملازم لذلك (وأعرض عن الجّاهلين)، فالآية تتضمن ثلاثة أوامر: خذ (العفوَ)، وأمر (بالعرف) وأعرض (عن الجاهلين)، ومعلوم ممّا تسوّقه كتب التفسير أنّ العفوَ هو ما فاض عن حاجة المرء من المال. حيث أنّه ببذل المال لمن يحتاجه يشعر المرء برضا النّاس عنه أو عفوهم عن زللـه إن بدر منه ذلك أمام الناس. أما العرف، فهو العادة المتّبعة الملزمة خالف سّنة (عادة) درج عليها وكانت سببًا لإرضاء الآخرين. أما الإعراض عن الجّاهلين فمرّده إلى عدم علمهم وجهلهم بقيمة العادة الملزمة وتأثيرها المعنوي الكبير في استبقاء المودة أي إلتزام العرف بشكل إيجابي.[17]
ج_ التّقاليد الزّوجيّة المستحدثة (مقارنة بين القديم والمستحدث)
مرّ زمان كانت التّقاليد الزّوجيّة تتّبع أعراف كانت سائدة في المجتمع التي أخذت إلى التغيّر في نهاية القرن العشرين[18]، وآلت إلى الانّدثار نهائيًا في البلدان التي شهدت حروبًا مدمّرة، جعلت من المستحيل القيام بأعباء حفل الزّواج ونفقاته في ظل الظّروف الاقتصاديّة الرّاهنة ، ومرّد ذلك إلى غياب التّشريعات الحمائيّة والرقابيّة من الدّولة[19] إذ لم يعد بالإمكان التّمسّك بالعادات والتّقاليد حتّى لمن أراد ذلك.
كما نجد إضافة إلى ذلك، أنّ الإنفتاح على دول العالم وخاصة دول العالم الغربيّ، أبقى في النّفوس الشابّة تصوّرات وآمالًا أبعدتهم عن تقاليد المجتمع الشّرقيّ بشكلٍ خاص. فالطّبقة المثقّفة من هؤلاء الشّباب والبنات التي ترى في الغرب وعاداته حضارة وتقدّمًا، باتت بعيدة عن التأثّر بتقاليد الشرق، لا بل أنّها ترى فيها تخلّفًا يجب القضاء عليه أو التخلّص منه بشكلٍ من الأشكال. والسّبب في ذلك هو التّرويج للحياة الغربيّة التي تركّز على قيم المادّة وتنسى قيم الإيثار والوفاء والتضحية[20].
الفصل الثاني : مفهوم التّواصل الاجتماعيّ وأنّواعه وانعكاساته الإيجابية والسّلبيّة على الحياة الزّوجيّة
1_ المبحث الأوّل : مفهوم التّواصل الاجتماعيّ
أ_ تعريف التّواصل الاجتماعيّ
التّواصل الاجتماعيّ الحديث مرهون بشبكات التّواصل الاجتماعيّ التي من شأنّها إحداث هذا التّفاعل بين روّاد هذه الشبكات، وذلك من خلال المراسلات الفوريّة، وتبادل الصّور والفيديوهات والملفّات وغيرها من الأمور.
وعليه، فإنّ مقولة ديكارت “أنّا أفكّر إذًا أنا موجود” تغيّرت بسبب دخول وسائل الاتّصال والتّواصل إلى حياتنا بشكلٍ يومي وملموس لتغدو العبارة بشكلٍ أكمل، أنّا أتّصل إذًا أنا موجود[21].
ب_ الانعكاسات السّلبيّة والإيجابيّة للتواصل الاجتماعيّ
1_ الانعكاسات السّلبيّة : لا مناص من وجود أضرار سلبيّة تطال مستخدم التّواصل الاجتماعيّ من أضرارٍ جسديّة وأضرار دينيّة وأضرار اقتصاديّة. إلّا أنّ ما يهمّنا هو تسليط الضّوء على الأضرار الاجتماعيّة وتحديدًا تلك المرتبطة بالعلاقة الزّوجيّة وتداعيات استعمال وسائل التّواصل الاجتماعيّ ضمن النّقاط الآتية:
- رفض الآخر: مع وجود مغريات وسائل التّواصل الاجتماعيّ وسهولة التّواصل وبروز الصّور والتعرّي والفساد، فإنّ ذلك يدفع بطرفيّ الزّواج لرفض بعضهم البعض وعدم التقبّل، كون صور وسائل التّواصل الاجتماعيّ لا تعكس حقيقة الواقع لخضوعها للتّبديل والتّزيين. هذا فضلًا عن تغير الألوان والانعكاسات الضّوئيّة، كلّ ذلك يؤدّي إلى الغرق بالمظاهر الخياليّة، والنفّور ورفض الآخر والبحث عن البديل.
- الخيانة الزّوجيّة: عندما يتولّد رفض الآخر والبحث عن بديل، يتبع ذلك بوادر وأفعال الخيانة الزّوجيّة من خلال استعمال وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وصولًا إلى حدوث علاقة جنسيّة غير شرعية يرفضها المجتمع والدين والقانون، كونها تؤدّي إلى حدوث تفكك أسري وانهيار الرّابطة الزّوجيّة وبالتالي إنّ الخيانة النّاجمة عن وسائل التّواصل الواتس آب، تقضي على الثّقة المتبادلة بين الزّوجين.
- استخدام أساليب العنف على مختلف أشكاله وأنّواعه، كون العنف يولّد مزيدًا من التوتّر، نظرًا لما يشاهده المستخدم ويقوم بتطبيقها دون حسيب ولا رقيب ممّا يولّد حالات إكتئاب وانتحار لدى الزّوجين.
- الطلاق: قد يلعب الواتس آب دورًا سلبيًا خطيرًا في هدم أركان الأسرة، ويؤدي في نهاية المطاف إلى الطلاق المتمثل بالإنهيار الفعلي للمؤسّسة الزّوجيّة، والدّخول في دوّامة التفكّك الأسري والتشتت الذهني.
وفي دراسة أعدّتها ميرنا موريس نعمان بعنوان : استخدام الشّباب لمواقع التّواصل الاجتماعيّ بين الآثار الإيجابيّة والآثار السّلبيّة[22]، تذكر النّاحية السّلبيّة على الشّباب بقولها: يفضّل الكثير من الشّباب استخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وبالتالي يقضون ساعات طويلة في التحقق من مواقع التّواصل االجتماعي. وكلّما زادت عدد السّاعات التي يستخدمها الشّباب في التّصفّح كلّما زادت اضطرابات النّوم، وارتفع إدمانهم لتملك المواقع؛ ممّا أدّى إلى تنمية بعض العادات السّلبيّة كتصفح مواقع التّواصل الاجتماعيّ أثناء العمل والمحاضرات الدراسية ممّا أثر سلبيًا على تحصيلهم الدّراسيّ وارتفاع معدلات إدمان الألعاب الرقمية التي يتم ممارستها من خلال مواقع التّواصل الاجتماعيّ.
بالإضافة إلى الإنحطاط الخلقيّ في الردود والمناقشات بين الشّباب. فيتعرض الشّباب لموجـة لا تنتهـي مـن التـوتّر والضغوط، تصل إلى حدّ الإساءات والتنمّر من الآخرين ممّن يختلفون معهم في الرّأي وهو ما يطلق علية التنمّر الإلكتروني.
وفي دراسة أخرى أجرتها سميرة عمار حركات بعنوان: استخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ بين السّلبيّات والإيجابيّات[23]، وبعد تحليلها في دراستها لعديد من الدّراسات، توصّلت لأهم النّتائج السّلبيّة منها:
- تترك عمليّة استخدام هذه الوسائل آثارها العميقة على شبكة العلاقات الأسريّة وخاصّةً بين الزّوجين أو بينهم وبين الأبناء، وفضلًا عن التّأثير في القيم الاجتماعيّة للأبناء.
- تحطّم وسائل التّواصل الاجتماعيّ الخصوصيّة الفرديّة، وبدأت شركات التّأمين تدخل على بيانات الأفراد المنشورة على صفحاتهم في فيسبوك لمحاولة إثبات أنّهم يعانون من مشاكل صحيّة مثل الإكتئاب.
2_ الانعكاسات الإيجابيّة: على الرّغم من السّلبيّات التي ذُكرت سابقًا، فالإيجابيّات متنوّعة كما يلي:
- الاستفادة من المعلومات الواردة على وسائل التّواصل الاجتماعيّ بغية توظيفها في الحياة الزّوجيّة من خلال تعلّم سبل الحفاظ على الحياة الزّوجيّة وكيفيّة حل المشاكل التي قد تحصل بين الطرفين، حيث يتمّ ذلك عبر الاستفادة من تجارب وأخطاء الغير من خلال الاطّلاع على القضايا العالقة حول الحياة الزّوجيّة في وسائل التّواصل الاجتماعيّ وكيفيّة تجنّبها.
- من الممكن توظيف وسائل التّواصل الاجتماعيّة لتعزيز الرّابط الزّوجيّ بين الشّريكين من خلال الحديث والكلام مع بعضهما البعض ولو بإيجاز في مكان العمل أو في أثناء الاستراحة، فيكفي إرسال رسالة صوتيةّ أو خطيّة للاطمئنان أو لإلقاء التحيّة، فكلّ هذه الطّرق تزيد جسور الوصال بين الزّوجين.
- إنّ استخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ فرصة للحفاظ على التّرابط الزّوجي عندما يكون الطّرفان كلّ منهما في بلدٍ أو مناطق بعيدة، فتكون وسائل التّواصل الاجتماعيّ سبيلًا للحفاظ على الحياة الزّوجيّة ومعرفة أخبار بعضهما البعض.
وفي دراسة ميرنا موريس نعمان التي ذكرناها سابقًا، قد وضعت الانعكاسات الإيجابيّة لوسائل التّواصل الاجتماعيّ سنذكر منها :
- بنى الشّباب مجتمعات افتراضية تحقّق الترابط والتّواصل الاجتماعيّ مع الآخر بناءً على اهتماماتهم وأفكارهم واتجاهاتهم فتواصل الشّباب مع الغير، فقد جعلتهم أكثر انفتاحًا سواء كان ذلك غير المختلف عنه في الدّين والعقيدة والثّقافة والعادات والتّقاليد، واللّون والمظهر والميول، فإنّه قد اكتسب صديقًا ذا هوية مختلفة على بعد أميال قليلة أو على بعد آلاف الأميال في قارة أخرى.
- كذلك عزّزت وسائل التّواصل الاجتماعيّ التّعليم الذّاتيّ، حيث مكّنت الشّباب من التّعليم عن بعد والاطّلاع على كل جديد فيما يخصّ مجال دراستهم، ما أدّى إلى تسريع عملية التّدريس والتّعلّم وسيولة البحث عن المعلومات أو زيادة المعلومات المطروحة بكل موقع من خلال مستخدميها من الشّباب.
2_ المبحث الثاني : تطبيق الواتس أب
بعد استعراض أنّواع التّواصل الاجتماعيّ مستعرضين سلبيّات وإيجابيّات استعمالاتها الاجتماعيّة، لا بدّ من التركيز على تطبيق الواتس آب الذي يمثّل محور دراستنا وعليه سنعرض ذلك في ما يلي:
أ_ ظهور الواتس آب كتطبيق
بالنّسبة لمؤسّسي هذا التّطبيق يعود للأمريكي Brain Acton والأوكراني جان كوم، وكلاهما من الموّظفين السابقين لشركة ياهو، فقد تمّ تفعيل تطبيق الواتس في شهر آب من العام 2009، ثم في العام 2014 قامت شركة الفيس بوك بشراء تطبيق الواتس آب ليصبح تابعًا لإدارة الفيس بوك، ويعدّ تطبيق الواتس آب من أكثر تطبيقات الاتّصال الجديدة إنتشارًا في استخدامه، بحيث من الصّعب الاستغناء عنه نظرًا لسهولة استعماله، إذ إنّ الواتس آب من خلال الهواتف الذكيّة، يتم تبادل المعلومات والأخبار وبكلّ وضوح.
ب_ استخدامات الواتس آب
يمكن تقسيم استخدام هذا التّطبيق ضمن معيارين:
1_ معيار من حيث الوصف :
- استخدامات معرفيّة: ترتبط بتقوية المعلومات، والمعرفة، وزيادة الفهم من خلال استخدام التّطبيق.
- استخدامات تأثيريّة: ترتبط بتدعيم الخبرات الجماليّة، والاستمتاعيّة، والوجدانيّة.
- استخدامات تكامليّة: ترتبط بتدعيم المصداقيّة، والثّقة، والاستقرار، والمكانة.
- استخدامات اجتماعيّة تكامليّة: ترتبط بتدعيم الاتّصال مع الأسرة، والأصدقاء، والعالم.
- استخدامات للهروب أو التّنفيس عن التّوتّر: تساعد على الهروب من التّوتر الذّاتيّ، والخارجيّ.
2_ معيار من حيث الهدف
- يهدف الواتس آب إلى إرسال الرّسائل بصورة فوريةّ وذلك كوسيلة مجّانية بديلة عن (SMS) عبر مشاركة الملفّات، الصّور، والبيانات.
- يهدف الواتس آب إلى تأمين التّواصل الدّائم بين النّاس في مختلف المجالات والمناسبات.
ج_ التّسهيلات المتاحة عبر تطبيق الواتس آب
هناك العديد من التّسهيلات المتاحة والمتوافرة في هذا التّطبيق من النّاحية التّقنيّة نوردها كما يلي:
- يمكن للمستخدم إخفاء وقت وتاريخ ظهوره عند استخدامه لهذا التّطبيق.
- خاصّية حذف الرّسائل، والحظر لمن يشكّل له الإزعاج.
- يمكن للمستخدم تحديد الأشخاص الذين يريد التّواصل معهم.
3_ المبحث الثّالث : تأثير الواتس آب على الحياة الأسريّة
أ_ آثار الواتس آب على العلاقة بين الآباء والأبناء
يؤدّي التّطبيق دورًا سلبيًا على صعيد أفراد الأسرة فيما بينهم، وذلك نظرًا لوجود التراسل المكتوم والكتابة بالحروف، وإمكانية كتم رنّة الهاتف عند وصول الرسائل. فهذا يجعل المرء في عالمين في وقتٍ واحد، عالم الواقع (مع الأسرة) وعالم آخر (افتراضي نوعًا ما) يحمل معلومات سريّة على أقل تقدير بالنسبة لبقيّة أفراد الأسرة. وبقياس هذا الأمر وإسقاط واقعه على كل أفراد الأسرة المجتمعين في مكانٍ واحد، سيظهر أنّ الجميع هم في مكان واحد، لكنّهم معزولون فكريًّا الواحد عن الآخر، وكأنّ مجلس المشاورة أو الاجتماع المنزليّ هو مجرد شكليّ للجلوس معًا على سبيل المجاملة التي لا تعطي فائدة ولا توصل القرار إلى نهاية الاتّفاق عليه بين أشخاص قلوبهم شتى وبعيدين عن فهم ما يدور حولهم في المكان الواحد.
وفي النّهاية نجد أنّ العلاقة الأسريّة التي قامت قديمًا على اللّحمة والتّماسك واجتماع الآباء والأبناء باتت في طريقها إلى الزّوال لتزول معها فائدة العلاقات الاجتماعيّة لناحية التّشاور والتنّاصح، وهذا خاصّةً يجعل من رغبة الفرد المتفلّتة أحيانًّا، محورًا لشخصيّته بعيدًا من رقابة الأهل الموجودين معه في بيتٍ واحد، ممّا يسبّب ضياعًا للشّباب العربي. [24]
ب_ آثار استخدام الواتس آب على علاقة الأزواج
والواقع أنّ أساس المشكلة تكمن في تشفير هاتف الزّوج أو الزّوجة بعد مدّة من الزّواج، وهو الأمر الذي يدلّ على تغيّر في السّلوك كتعبير عن تغيّر في المشاعر. فمعلوم أنّ الإتّجاه السلوكي هو تعبير مادّي عن نيّة مستبطنة، قد يكون من الممكن التعرّف عليها بدليل.[25] وعبّر عن ذلك الإمام الشافعي (محمد بن إدريس)، حيث قال: “احرص على صون القلوب من الأذى، فرجوعها بعد التّنافر يعسر، إنّ القلوب إذا تنافر ودّها مثل الزّجاجة ككسرها لا يُجبرُ. [26]
إضافة إلى ذلك، يمكن أنّ تتولّد من الشّكوك شكوك أخرى، وذلك مع إمكانية التتبّع للشّخص المقصود، حيث يتم ذلك طبقًا لخيارات مصاحبة للتّطبيق، في مقابل رسم ماليّ. إنّ هذه الميزة تجعل أيًّا من الشّريكين محبطًا من أيّ سلوك غير متوقّع، يطّلع عليه بملء إرادته ومن دون علم شريكه الآخر. أو ربما يصبح كلٌّ من الزّوجين جاسوسًا على الآخر، فتنقلب طبيعة حياتهما من المودّة والسّكينة والرّحمة، إلى الغيرة والرّيبة وتتبّع الهفوات أو العورات، بما قد يؤدّي إلى سلوك سيكوباتيّ يدفع بصاحبه عادة إلى إلحاق الأذى بالغير. [27]
في كل ذلك نلحظ تأثيرًا سلبيًّا للواتس آب في الحياة الزّوجيّة وعلاقة الزّوجين من خلالها. ونجد إذًا أنّ إنعدام الثّقة من أثر استخدام هذا التّطبيق هو واقع ممكن حدوثه جدًا.
ج_ ظهور مفهوم الفردنة والحرّية الشخصيّة للأزواج
إنّ تطبيق الواتس آب يمثّل بحدّ ذاته عنوان الخصوصيّة، فالهاتف الجوّال بما يتيحه من فرص التّواصل الصامت والمحكي بالصوت، لا يمكن حسبانه هاتفًا للعموم، وذلك خاصّةً مع احتفاظ مالك الخط الهاتفي بميزه إغلاق الهاتف أو تشفيره لعدم استخدامه من الغير حتى ولو كان قريبًا حميمًا. ففي كلّ هاتف هناك ما يشبه البريد الخاص الذي لا يطّلع عليه إلّا المُرسَل إليه وحده، لنكون بذلك أمام ظاهرتين مندمجتين معًا: الفردنة والحريّة. ونعني بالفردنة أنّ التّواصل مع الشّخص المعني أو المُرسَل إليه عبر الواتس آب، لن يمرّ عبر أيّ شخصٍ آخر، وذلك بحيث يكون المتلقّي للرسائل بمثابة محتكر البريد الخاص.
أما الحريّة فهي أيضًا ميّزة تظهر في تطبيق الواتس آب، حيث لا يمكن لأيّ شخص أنّ يقرأ الرسائل المحميّة والمشفّرة، فضلًا عن أنّ إمكانيّة الرّد على المرسِل قابلة للتأخير من جانب المتلقّي، الذي يمكنه أن يستلم ويفهم الرسالة الواردة إليه دون أن يكون ملزمًا بالرّد الفوري عليها مثلما كان الحال في الهاتف العادي السلكي.
الخاتمة
الحياة الزّوجيّة يمكن تلخيصها بجملة واحدة، هي أنّها مؤسّسة إجتماعية قائمة على الشراكة بين زوجين، تتطلّب من كلاهما الجدّ والصدق والإخلاص لاستمرارها بنجاح. فذكرنا ضمن بحثتا عن المتطلّبات الأساسيّة للحياة الزّوجيّة في شقّيها المادّي والمعنوي وكيفيّة تأمين المّادة للزوجين كونها تمثّل جانبًا مهمًّا لاستمرار الحياة الزّوجيّة بكرامة، وضرورة وجود الملاطفة والكلمة الطيبة بين الزّوجين وتقدير الجهود لكليهما. هذا بالإضافة للأسس المطلوبة في الحياة الزّوجيّة التي تتمثّل بالثقة المتبادلة بين الزّوجين، والحوار وحفظ الأسرار، وأسلوب المودّة والرحمة وغيرها من الأسس المهمّة التي يجب الحثّ عليها ومتابعتها والحفاظ عليها. هذا بالإضافة إلى أبرز التّحدّيات التي تواجه حياة كلّ من الزّوجين، من تحديات اقتصاديّة، إلى ظهور وتطوّر تكنولوجيّ مثير للأهمية، لمبدأ الحريّة الفرديّة الذي بدأ يخيّم بظلاله على أذهان الإفراد. واستعرضنا أيضًا ما لأهميّة القيم الاجتماعيّة في حياتنا كأفراد في مجتمعٍ واحد، فالإيثار بالنفس لأجل الشريك على وجه الخصوص تضحية يقوم بها أحد الزّوجين في سبيل إسعاد الزّوج الآخر، مهم جدًا للتراحم والتواد فيما بينهما.
هذا وقد عرجنا بوصف مفصّل لمواقع التّواصل الاجتماعيّ، أنواعه وأهم تطبيقاته، واسترسلنا في ذكر سلبياته وإيجابيّاته العامّة والخاصّة، العامّة للمجتمع بشكلٍ عام، وخاصّة في تأثيرها بشكلٍ مباشر على الحياة الزّوجيّة. وخصّصنا بشكلٍ مفصّل مبحث كامل لتطبيق الواتس آب كونه المتغيّر الأساسي للدّراسة، حيث عرضنا توقيت ظهوره للمرة الأولى كتطبيق فعّال بيت الأقراد، وما هي معاييره وأهم استخداماته والتّسهيلات المطبّقة به. وقد استعرضنا تأثيراته على العلاقة بين الآباء والأبناء من ناحية، وعلى العلاقة بين الأزواج من ناحيةٍ أخرى، وكيف خلق هذا التّطبيق خلخلة عند بعض العائلات، ومشاكل عند بعض الأسر قد وصلت إلى خلق عدم الثّقة بين أفراد العائلة المهزوزة، التي أدّت في نهاية المطاف إلى الطّلاق.
من أهم النتائج: لا يمكن معالجة النّتيجة إنّما معالجة السبب الذي دفع كلًا من الزوج والزوجة الى الغوص في غمار وسائل التّواصل وتحديدًا الواتس آب . وبهذا نكون قد وضعنا المشكلة ضمن إطار الحلول لها لمعالجة الأسباب وبالتالي فإنّ النّتيجة ستُحلّ تلقائيًا، وطالما أنّ الأسباب الموجبة لهروبهم إلى العالم الافتراضي موجودة سيبقى لجوئهم لهذا العالم.
- على الطّرفين الرّجل والمرأة المقدمين على الزّواج إدراج خطّة تحت عنوان “الأمور الحياتيّة المناسبة للطّرفين ” تتّصف بالشّفافيّة والوضوح، بالثّقة وتحمّل المسؤوليّة، لتلافي الأخطاء قدر الإمكان التي قد تُزعج أحدهما لتقليل خطر الوصول إلى مرحلة الطلاق.
- عدم الإكثار والغوص في التّعامل والاستخدام للتّواصل الاجتماعيّ، وبالأخصّ الواتس آب، الذي قد يلهيه عن الشّريك وتاليًا قد يثير الشكوك لديه، وأن يقتصر التّعامل مع هذه التّقنيّة في ما لا يخالف الشّرع والأخلاق والقيم والمبادئ.
- المطلوب من الزّوجين للحفاظ على استمراريّة الحياة الزّوجيّة بينهما وعدم الوصول إلى الطّلاق، احترام كلّ منهما الآخر وعدم الانجرار وراء الرّغبات التّي قد تخالف الأعراف والقيم، إذ يتحقّق ذلك بالتزامهما الحقوق والواجبات التّي أقرّها وأمرهما بها الشّرع، وبأن يضع كلّ منهما تقوى الله تعالى نصب عينيه.
- وسائل التّواصل بشكل عام جدًا مهمّة، لذلك يُطلب الوعي الكافي والإدراك التّام لمدى أهميّة الأمانة في العلاقة الزّوجيّة في المقام الأوّل ومن ثمّ الفطنة في كيفيّة الإستخدام الإيجابي للوسائل والتقنيات المتوفّرة عبر الإنترنت فيما يخدم العلاقة الزّوجيّة بشكل خاص وعلاقاتهم الاجتماعيّة بشكلٍ عام.
- عدم الاستخفاف بمشاعر الطّرف الآخر واستسهال الأمور، ففي العالم الفضائيّ المليئ بضعاف النفوس، قد يوقع أحد الزّوجين بمتاهات خطيرة للغاية، لذلك على الطرفين التنبّه لتلك المخاطر واحترام مشاعر الشريك.
- وأخيرًا يأتي دور وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة لدينا، فبدلًا من التّركيز على عرض المسلسلات التّي تحثّ على الخيانات الزّوجيّة، التي قد تجعلها أمور مشروعة بعين المشاهد، عليهم التّركيز على ضرورة التّماسك الأسري والتّرابط العائليّ وتكثيف البرامج عن أهميّة الرّابط الزّوجيّ وعدم الانجرار وراء الوسائل التي تؤدّي إلى الطّلاق.
قائمة المصادر والمراجع
المصادر
- الشافعي، محمد بن ادريس، (-204 هـ / 820 م) ، ديوان الشافعي، بيروت، دار الكتاب العربي، 1416 هـ/ 1996 م ، (1-3) 218 صفحة
المراجع
- أتزيوني، أميتاي، التغيّر الاجتماعيّ : مصادره، نماذجه، نتائجه، ترجمة حنونة، محمد أحمد، دمشق، منشورات وزارة الثقافة السوريّة، 1404 هـ / 1984 م ، 123 صفحة.
- بعقليني، نجيب، حب واستمرار، بيروت، دار الفكر اللّبنانيّ، الجامعة الأنطونيّة، 1419 هـ / 1999 م، 166 صفحة.
- البعيني، حسن أمين، العادات والتّقاليد في لبنان في الأفراح والأعياد والأحزان، لبنان، بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، 1421 هـ/ 2001 م، 416 صفحة.
- تناغو، سمير، النظريّة العامّة في القانون، الإسكندريّة، منشأة المعارف، 1405هـ/ 1985 م.
- الجماعي، صلاح الدين أحمد، الإغتراب النفسي والاجتماعيّ وعلاقته بالتوافق النفسي والاجتماعيّ، دار الزهران للنشر والتوزيع، 1433 هـ / 2013 م ، 292 صفحة.
- حركات، سميرة عمار، ” استخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ بين السّلبيّات والإيجابيّات “، المجلّة العربيّة للدراسات الأمنيّة، 36( 76/ 2020م)، 285-316.
- حمدان، حسّان، الزواج والمعوقات للإجتماعيّة والاقتصاديّة، بيروت، مركز حقوق المرأة للدراسات والأبحاث، 1423 هـ / 2003 م ، 208 صفحة.
- حطب، زهير، تطوّر بنى الأسرة العربيّة، بيروت، معهد الإنماء العربي، 1400هـ / 1980 م، 249 صفحة،(1-2).
- الساعاتي، سامية حسن، الإختيار للزواج والتغيّر الاجتماعيّ، بيروت، دار النهضة العربيّة، 1401 هـ / 1981 م, 483 صفحة.
- عبد المعطي، عبد الباسط، البحث الاجتماعيّ، مصر ، دار المعرفة الجامعية، 1407هـ/1987 م
- العيسوي، عبد الرحمان، علم النفس الجنائي أسسه وتطبيقاته العمليّة، الإسكندريّة، مكتبة معهد الحقوق القانون الجزائي، الدار الجامعي، 1410 هـ/ 1990م، 352 صفحة.
- غرايبه، فوزي، أساليب البحث العلميّ العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، الأردن، دار وائل للنشر، 1428هـ/ 2008 م ، 197 صفحة.
- فلوريدي، لوتشيانو، الثورة الرابعة : كيف يعيد الغلاف المعلوماتي تشكيل الواقع الإنساني، ترجمة السيّد، لؤي عبد المجيد، الكويت، سلسلة عالم المعرفة، 1437هـ / 2017 م، 318 صفحة.
- ملحم، سامي محمد، مناهج البحث في التربيّة وعلم النفس، الأردن، دار المسيرة، 1430هـ/ 2010م ) ، 512صفحة.
- معتوق، فريدريك، التّقاليد والعادات الشعبيّة اللّبنانيّة، بيروت، غروس برس، 1406هـ/ 1986 م، 136 صفحة.
- نعمان، ميرنا موريس، ” استخدام الشّباب لمواقع التّواصل الاجتماعيّ بين الآثار الإيجابيّة والآثار السّلبيّة “، مجلّة للبحوث العلوم الاجتماعيّة والتنمية، 5 ( 4/ 2022م)، 575- 599.
الدوريّات
- الخطيب، جمال محمد، ” تعديل السلوك الإنساني” ، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت، 11 ( 23/ 2016 م) ، 397 صفحة، (1-8) .
- شحاتة، عبد المنعم، الإختيار الزواجي: ” دراسة على العاملات في المجال الأكاديمي والطالبات الجامعيّات ” ، مجلّة العلوم الاجتماعيّة، 1419 هـ/ 1999 م.
- الشبول، أيمن، ” المتغيّرات الاجتماعيّة والثقافيّة لظاهرة الطلاق”، مجلة جامعة دمشق، 48( 3/ 2010 )، 647-705.
- عبد الجواد، خالد أحمد، “علاقة استخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّة بمشكلات الأسرة العربيّة “ ، المجلّة المصريّة لبحوث الأعلام، 64 ( 3/ 2018) ، 95_ 138.
- عبد القادر، نسرين عبدالله، ” أثر وسائل التّواصل الاجتماعيّة على طبيعة العلاقات الزّوجيّة “، حوليات آداب عين شمس، 69 ( 7/2020) ، 504_ 487.
- عيساوي، أحمد، ” إلى أين يسير بنا الإدمان الفيسبوكي؟ ” ، مجلة الوعي الإسلامي، 53(633/ 2018م)، 42-43.
- الفوزان، رحاب عبدالله، ” جودة الحياة الزّوجيّة وعلاقتها بلإفصاح عن الذات لدى المتزوّجين في مدينة الرياض”، مجلّة كليّة التربية، 36 ( 3/2020 م ) ، 517- 559.
- الحلواني، محمد ابراهيم،” المساواة الاجتماعيّة في السيرة النبويّة “، مجلّة الوعي ، 64 ( 634 / 2019 م)، 11-15.
- الفطافطة، محمود،” مستقبل الإعلام الجديد“، مركز رام الله للدراسات وحقوق الإنسان، فلسطين،9 ( 36/ 2012 م) ، 65-73.
المصادر الإلكترونيّة :
- الأيوبي، أحمد، “غياب الإهنمام بعلم التشريع في لبنان والعالم العربي“، محامي نتwww. Mohamah.net\law\|
- المؤتمر الوطني حول الأسرة اللّبنانيّة وإشكالاتها، مصلحة الشؤون الأسريّة، وزارة الشؤون الاجتماعيّة، 1429 هـ / 2009م ، 96-97.
[1] الفوزان، رحاب عبدالله ، جودة الحياة الزوجيّة وعلاقتها بلإفصاح عن الذات لدى المتزوّجين في مدينة الرياض، 21، مجلّة كليّة التربية، 36 ( 3/2020 م ) ، 517- 559.
[2] عبد الجواد، خالد أحمد، ” علاقة استخدام وسائل التواصل الاجتماعية بمشكلات الأسرة العربيّة “، 95 ، المجلّة المصريّة لبحوث الأعلام، 64 ( 3/ 2018) ، 95_ 138.
[3] عبد القادر، نسرين عبدالله ، ” أثر وسائل التواصل الإجتماعية على طبيعة العلاقات الزوجيّة “، 487، حوليات آداب عين شمس، 69 ( 7/2020) ، 504_ 487
[4] سامي محمد ملحم، مناهج البحث في التربيّة وعلم النفس، 74، الأردن، دار المسيرة، 1430هـ/ 2010م ) ، 512صفحة.
[5] حطبب، زهير، تطوّر بنى الأسرة العربيّة، 110، بيروت، معهد الإنماء العربي، 1400هـ / 1980 م، 249 صفحة، (1-2).
[6] معتوق، فريدريك، التقاليد والعادات الشعبيّة اللبنانيّة،6، بيروت، غروس برس، 1406هـ/ 1986 م، 136 صفحة.
[7] سمير تناغو، النظريّة العامّة في القانون، 193، الإسكندريّة، منشأة المعارف، 1405هـ/ 1985 م.
[8] شحاتة، عبد المنعم، الإختيار الزواجي: ” دراسة على العاملات في المجال الأكاديمي والطالبات الجامعيّات ” ،110، مجلّة العلوم الإجتماعيّة، 1419 هـ/ 1999 م.
[9] الساعاتي، سامية حسن، الإختيار للزواج والتغيّر الاجتماعي، 19، بيروت، دار الننهضة العربيّة، 1401 هـ / 1981 م, 483 صفحة.
[10]بعقليني، نجيب، حب واستمرار، 11، بيروت، دار الفكر اللبناني، الجامعة الأنطونيّة، 1419 هـ / 1999 م، 166 صفحة.
[11] فلوريدي، لوتشيانو، الثورة الرابعة : كيف يعيد الغلاف المعلوماتي تشكيل الواقع الإنساني، ترجمة السيّد، لؤي عبد المجيد، 15الكويت، سلسلة عالم المعرفة، 1437هـ / 2017 م، 318 صفحة.
[12] عيساوي، أحمد، ” إلى أين يسير بنا الإدمان الفيسبوكي؟ “، 43، مجلة الوعي الإسلامي، 53(633/ 2018م)، 42-43.
[13] الحلواني، محمد ابراهيم، ” المساواة الاجتماعيّة في السيرة النبويّة “،10، مجلّة الوعي ، 64 ( 634 / 2019 م) ،11-15.
[14] المؤتمر الوطني حول الأسرة اللبنانيّة وإشكالاتها، مصلحة الشؤون الأسريّة، وزارة الشؤون الاجتماعيّة، 1429 هـ / 2009م ، 96-97.
[15] حمدان، حسّان، الزواج والمعوقات للإجتماعيّة والإقتصاديّة،4، بيروت، مركز حقوق المرأة للدراسات والأبحاث، 1423 هـ / 2003 م ، 208 صفحة.
[16] أتزيوني، أميتاي، التغيّر الاجتماعي : مصادره، نماذجه، نتائجه، ترجمة حنونة، محمد أحمد، 123، دمشق، منشورات وزارة الثقافة السوريّة، 1404 هـ / 1984 م ، 123 صفحة.
[17] شليبك، أحمد الصويعي، ” العرف وأثره في الأحوال الشخصيّة في الفقه الإسلامي والقانون الكويتي”، 205، مجلة كليّة الحقوق الكويتيّة، 7 ( 32/ 2020 م9، 201-255.
[18] حسن أمين البعيني، العادات والتقاليد في لبنان في الأفراح والأعياد والأحزان، 41، لبنان، بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، 1421 هـ/ 2001 م، 416 صفحة.
[19] الأيوبي، أحمد ، “غياب الإهنمام بعلم التشريع في لبنان والعالم العربي”، 644، محامي نت www. Mohamah.net\law\|
[20] الشبول، أيمن، ” المتغيّرات الإجتماعيّة والثقافيّة لظاهرة الطلاق”، 647، مجلة جامعة دمشق، 48( 3/ 2010 )، 647-705.
[21] محمود الفطافطة، ” مستقبل الإعلام الجديد” ، مركز رام الله للدراسات وحقوق الإنسان، 65، فلسطين، 9 ( 36/ 2012 م) ، 65-73.
[22] نعمان، ميرنا موريس، ” استخدام الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي بين الآثار الإيجابيّة والآثار السلبيّة “، مجلّة للبحوث العلوم الاجتماعيّة والتنمية، 5 ( 4/ 2022م)، 575- 599.
[23] حركات، سميرة عمار، ” استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين السلبيّات والإيجابيّات “، المجلّة العربيّة للدراسات الأمنيّة، 36( 76/ 2020م)، 285-316.
[24] صلاح الدين أحمد الجماعي، الإغتراب النفسي والإجتماعي وعلاقته بالتوافق النفسي والاجتماعي، 16، دار الزهران للنشر والتوزيع، 1433 هـ / 2013 م ، 292 صفحة.
[25] جمال محمد الخطيب، ” تعديل السلوك الإنساني” ، 13، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت، 11 ( 23/ 2016 م) ، (1-8) .
[26] محمد بن ادريس الشافعي، (-204 هـ / 820 م) ، ديوان الشافعي، 50، بيروت، دار الكتاب العربي، 1416 هـ/ 1996 م ، (1-3) 218 صفحة.
[27] عبد الرحمان العيسوي، علم النفس الجنائي أسسه وتطبيقاته العمليّة، 53، الإسكندريّة، مكتبة معهد الحقوق القانون الجزائي، الدار الجامعي، 1410 هـ/ 1990م، 352 صفحة.
عدد الزوار:25