أبحاثالتربية وعلم النفس

دراسة بعض الحالات عند الفتيات المراهقات في النّبطية

دراسة بعض الحالات عند الفتيات المراهقات في النّبطية

دراسة ميدانية رقم (1)

Study of some cases among teenage girls in Nabatieh

Field study No.1

زينب شريم

Zeinab chriem

تاريخ الاستلام 20/3/2024                                                  تاريخ القبول 2 /4/2024

 

ملخّص

تمحورت دراستنا حول دراسة بعض الحالات عند الفتيات المراهقات في النّبطية. إذ أنّ جسدنا هو بداية حضورنا في هذا العالم. وما يتركه من انطباعات لدى الآخرين. وإذا كان جسدنا يخصّنا، فهو أيضًا جسد اجتماعيّ يتعلّق بحضور الآخر ونظرته إلى هذا الجسد. من هنا كان للثّقافة الاجتماعيّة والرّوادع الدّينيّة تأثير قوي وضاغط على الفتاة.

وبعد دراسة لعشرة حالات من خلال تطبيق ست لوحات من اختبار T.A.T   جاءت طبيعة المشكلة (الاكتئاب، الشّعور بالعجز والحرمان الماديّ والعاطفيّ، الصّدمات النّفسيّة والعاطفيّة، ومشكلة الخسارة والألم الجسديّ والمرض).

بالنّسبة إلى الحاجات: تبين لنا الحاجة إلى (الدّعم والحماية ، تجنّب الأذى والتّهديد، الاستقلاليّة والتّعبير، والتّعليم  والتّشجيع والحاجة إلى الحبّ).

أما بالنّسبة  إلى الدّفاعات النّفسيّة فكانت (النّكوص، سلوك الرّفض والهروب، الكبت، والتّعويض).

وأما عن نهايات  القصص غير السّعيدة والتّعيسة فكانت في الطّليعة وكذلك نهايات غير واضحة (حالات انتظار او عدم يقين) .

وهكذا يتبيّن لنا أنّ الوضع النّفسيّ عند الفتاة ليس على ما يرام بسبب الإهمال أو القسوة من جانب الأهل فضلًا عن ضغوط البيئة التي تشكّل أرضيّة مشتركة من خلال الثّقافة الاجتماعيّة الدّينيّة المهيمنة.

تشير إلى أنّ نهايات القصص التي أعطتها الفتيات في رائز T.A.T حيث جاءت هذه النّهايات  تعيسة وسلبيّة. وهذا يثبت وجود ميول اكتئابيّة مقنّعة أو لنقل ألمًا مكبوتًا.

إن ما تحتاجه الفتاة، بالدّرجة الأولى، هو الدّعم والحماية لتجنّب الأذى والتّهديد وقساوة الضّغوط المفروضة عليها بما في ذلك الضّغوط النّاتجة عن الرّوادع الدّينيّة والاجتماعيّة.

Abstract

Our study focused on studying some cases among teenage girls in Nabatieh.Where our body is our presence in our world. It is also a social body related to the presence of others and their view of this body. Hence، social culture and religious deterrents had a strong and pressuring influence on the girl.

After studying ten cases by applying six panels of T.A.T tests، the nature of the problem was (Depression feeling of helplessness and material and emotional deprivation، psychological and emotional trauma، and the problem of loss، physical pain and illness.)

Regarding needs، it shows us the need for (support and protection، avoiding harm and threats، independence and expression، education and encouragement، and the need for love.)

As for psychological defenses، they were (recidivism، rejection and escape behavior، repression، and compensation.)

As for the endings of unhappy stories، they were at the forefront، as were unclear endings (cases of waiting or uncertainty.)

Thus، it becomes clear to us that the psychological situation of the girl is not well due to neglect or cruelty on the part of the family، as well as the pressures of the environment that constitute a common ground through the dominant social and religious culture .The endings of the stories that the girls gave in the T.A.T test indicate that these endings came from unhappy and negative .This proves the presence of disguised depressive tendencies، or to convey repressed pain.

What the girl needs، first، is support and protection to avoid harm، threats، and harsh pressures imposed or she، including pressure resulting from religious and social deterrents?

 

المقدمة

جسدنا هو بداية حضورنا في هذا العالم وما يتركه من انطباعات لدى الاخرين. واذا كان جسدنا يخصّنا، فهو أيضًا جسد اجتماعيّ يتعلّق بحضور الاخر و نظرته إلى هذا الجسد. من هنا كان للثّقافة الاجتماعيّة والرّوادع الدّينيّة تأثير قوي وضاغط على الفتاة.

إنّ هذا الموضوع كان يثير فينا دائما الرّغبة في فهمنا لمسارات الصّحة النّفسيّة لدى المراهقات  في مدارس النّبطية المتنوّعة (دينيّة ، رسميّة، إرساليّة و علمانيّة.) وهل تختلف آثار الرّوادع الدّينيّة والاجتماعيّة عند الفتيات بحسب نوع المدرسة، وكيف تظهر تلك الآثار في أفكار الفتاة المراهقة وفي مشاعرها الظّاهرة والمكبوتة وكذلك في اتجهاتها وسلوكها.

لقد أردنا أن نقوم  بتشريح نفسيّ لعدد من الفتيات اللواتي يعانين من بعض الاضطربات النّفسيّة وما ينقصهنّ من حاجات،  كيف ترد الفتاة على الضّغوط من خلال الدّفاعات النّفسيّة الإيجابيّة والسلبيّة الخ.

وهو يضمّ مجموعة من اللوّحات وكل لوحة T.A.Tاعتمدنا تطبيق رائز ذات الوضعيّات والمواقف الإنسانيّة المتنوّعة التي تدلّ على الأزمات النّفسيّة وعمليّات التّماهي ووسائل الدّفاع النّفسيّ. نطلب إلى الفتاة ان تروي لنا قصة كاملة عن كل لوحة نعرضعا عليها، ثم نسجّل الأجوبة ونعمد بعد ذلك إلى تحليلها بحسب بروتوكول علميّ يساعدنا على رسم بروفيل كامل لشخصية الفتاة وأوضاعها النّفسيّة فضلًا عن الحلول التي تطرحها.

قمنا بدراسة عشر حالات بصورة معمقة وسوف نكتفي هنا في هذا البحث بعرض ثلاث حالات فقط، لأنّ عرض مجمل الحالات يستغرق حوالي خمسين صفحة. لكننا سوف نقدّم في نهاية هذه المقالة توليفة تختصر مجمل النتائج التي توصنا اليها.

 

الرّوادع الدّينيّة والاجتماعيّة(ضغوط بيئية

الرّوادع الدّينيّة والاجتماعيّة

                                          (ضغوط البيئة)

                                          المتغيّر المستقل

                                        اضطرابات صورة الجسد

 

 

 

 

 

 

                الوسواس القهريّ        التّفاؤل         القلق        الاكتئاب        مستوى تقدير الذّات

 

“إنّ صورة الجسد هي مفتاح الرّاحة النّفسيّة أو الاضطراب عند الفتاة (أوالمرأة) لأنّها تشكَل الصّورة الذّهنيّة التي تكوّنها عن نفسها وشخصيتها” (يعقوب، 2019) فكلما كان موقف الآخرين من جسد الفتاة إيجابيًّا فإنّ الاضطرابات النّفسيّة قد تنخفض ويرتفع مستوى قبول صورة الجسد وتقدير الذّات. أما عندما تتفاقم الضّغوط والرّوادع الدّينيّة، فتكون احتمالات تشوَه صورة الجسد قائمة وتترافق مع اضطرابات نفسيّة متنوّعة.

إنّ الهدف من هذا البحث هو التحقّق من مدى تأثير تلك الضّغوط في صورة الجسد وما يرافقه من اضطرابات عند الفتاة قد تؤثّر سلبًا في صحّتها النّفسيّة بسبب وطأة الكبت وضغوط الأنا الأعلى. ما قد يُحدث خللاَ في عملية التّكامل والتّفاعل بين عوامل ثلاثة هي الجسد والتّفكير والانفعال. مع الإشارة إلى أنّه قد يظهر عكس ذلك تمامًا.

إنّ الرّوادع الاجتماعيّة والدّينيّة المفروضة على الفتاة قد يكون لها تأثير كبير في بناء شخصيتها وسلوكها بالإضافة إلى تأثير هذه الرّوادع على نظرتها إلى جسدها.  سيصار من خلال هذه الدّراسة إلى تحديد مدى تأثير تلك الرّوادع في صورة الجسد لدى الفتاة المراهقة.

الهدف

إنّ الهدف من هذا البحث هو التّحقّق من مدى تأثير تلك الضّغوطات في صورة الجسد وما يرافقه من اضطرابات عند الفتاة.

 

الفائدة العلميّة المرجوّة من البحث

يهدف هذا البحث إلى تحديد مدى قدرة الفتاة على التّكيَف مع الضّغوط الدّينيّة الثّقافيّة وما تتركه من آثار سلبيّة أو إيجابيّة. وكيف تواجه الفتاة تلك الضّغوط، وكيف تؤثّر وتتعامل معها في نظرتها إلى جسدها وإلى نفسها.

هذه دراسة نفسيّة تربويّة اجتماعيّة قد تكشف عن كيفية تشكّل مسارات النّمو الانفعاليّ والمعرفيّ والاجتماعيّ. وقد يقدّم لنا هذا البحث بعض النّتائج التي تفيدنا في فهم ملابسات النّمو الانفعاليّ عند الفتيات وكيف يمكن تعديل أسلوب التّنشئة الاجتماعيّة من أجل درء الأخطار النّفسيّة ومن ثمّ تحسين ظروف الصّحة النّفسيّة، فالهدف هو فهم المعاناة. وبعد ذلك يصبح بالإمكان تحديد استراتيجيّات التدّخل للمساندة المطلوبة. عمدنا إلى تطبيق ست لوحات متخصصة للاناث من اختبار T.A.T

1_الحالة  الأولى 🙁R)

الوضعية العامة

الفتاة (R ) في السّادسة عشرة من عمرها، وهي في الصّف الّثانويّ الأوّل. الأب يعمل في مجال صب الباطون (نجار باطون)، المدخول الشّهريّ كحد وسطيّ ثمانماية ألف ليرة لا غير، والأم تتولّى إدارة المنزل وتربية الأولاد، وعلاقتها مع أفراد العائلة شبه مستقرة. تنحو بعاطفتها نحو الأب أكثر من الأم، وتعدّه الأقرب إليها، ولكن لا وقت لديه لمتابعتها والجلوس معها، يأتي نهاية النّهار ويكون منهكًا من العمل، يقوم الجو العائليّ على شجار شبه دائم بين الأب والأم لأسباب اقتصادّية بالدّرجة الأولى. أما تحصيل الفتاة  الدّراسي فهو في حدود الوسط، وينتابها من وقت لآخر شعور بالفراغ والملل وتعاني من الوحدة، إذ لا يوجد لديها صديقة تثق بها.

اختبار تفهم الموضوع T.A.T:

عرضنا عليها بطاقات تفهم الموضوع السّت فكانت إجاباتها كالآتي:

(1)_ فتاة أمام صحن من الطّعام، وهي تنظر إليه، ولا تعرف كيف تأكل منه، إنّها فتاة فقيرة حزينة، جائعة ترفض تناول الطّعام على الرّغم من شعورها بالجوع، يظهر الأسى والحزن في عيني الفتاة، بالإضافة للهموم التي ترافقها.

تجاهلت الآلة الموسيقية، وشاهدت أمامها طبقًا من الطّعام، وهي في حالة جوع، لكنها ترفض تناول الطّعام. وكأنّها تعاقب نفسها على شيء ما، حيث تنظر إلى الطّعام مثلما ينظر الإنسان العطشان إلى كوب مياه في الصّحراء، فهي تبيّن لنا كم هي بحاجة إلى الطّعام وتقوم برفضه.

3GF_ رجل يواجه مشاكل كثيرة ومتراكمة في حياته، ويظهر عليه التّعب والحزن، ومن شّدة الألم النّفسيّ فقد توازنه، وألقى بيده على الباب لكي يستند إليه خوفًا من الوقوع، ودموعه تنهمر على وجنتيه من شدّة الوجع والألم.

تحكي عن رجل حزين متعب كثير المشاكل، يقف عاجزًا عن حلّ مشاكله، رجل منهار من شدّة الإعياء، يعاني من ألم نفسيّ كبير، وعنده يأس من حلّ المشاكل الذي يتعرض لها.

7GF_ أم تجلس مع ابنتها لترشدها وتقوم بتوعيتها، وتقدّم لها النّصائح لكي لا تقع في الخطأ، وتحذّرها من المجتمع الذي ينتشر فيه الفساد. لكنّ الابنة غير مكترثة لكلام والدتها.

أم خائفة على  ابنتها من المجتمع الذي تنتمي اليه، وتريد أن تحميها من الفساد التي لم تذكر نوعه، ولكن الابنة منزعجة، ولا تتقبل كلام والدتها.

فتاة حزينة  كئيبة، أصيبت بخيبة أمل، عاجزة عن إصلاح ما تخرّب، ولكنها جالسة تتأمّل وتحلم بصديق يأتي صدفة لينقذها من قسوة الحياة، ومن المخالب التي تخدشها كل يوم، واختارت الصّمت والانتظار كحلّ مؤقت لوضعها على أمل أن يأتي أحد لإنقاذها.

9GF_ إمرأة هاربة من رجل يريد إيذاءها، ويحمل بيده كتابًا وكيسًا، ويراقبها، والمرأة خائفة تنتظر أحدًا لإنقاذها من خطر الرجل الذي يلاحقها.

18GF_ أم تودع ولدها الذي قضى برصاصة، تضمه إلى صدرها وتخاطبه بألم وحسرة لتخبره انها لم تعد تستطيع أن تراه وتكلّمه بعد اليوم. فقد تركها للحزن والألم، وتندبه على أنّه كان كالحلم في حياتها فهي لم تهنأ بوجوده معها، فقد تركها ولم يبق لها غير البكاء على فراقه.

ان الأسلوب الجيّد يشير إلى أنّ الفتاة تملك بعض الطّاقات ولكنها مكبوتة، ولا أحد يشجعها أو يدعمها بل أنّ هناك ضغوطًا خارجية تُفرض عليها.

إن صورة البطل في القصص المذكورة تبدو كئيبة وحزينة هاربة من واقعها السيّء، لقد تكرّرت الحاجة إلى المساعدة والدّعم والمواساة وتجنّب الأذى والحاجة إلى النّجدة. أما العلاقة مع الآخرين فهي مؤذية ومهددّة. فالفتاة تعيش في بيئة قاسية وغير داعمة. لذا فهي تعاني الحرمان الماديّ والعاطفيّ بالإضافة إلى الاكتئاب والقلق والخوف من الأذى. ومن الملاحظ إنّها قد تعرضّت لصدمة نفسيّة لم تستطع الخروج منها إلاّ بمساعدة أحد الاشخاص.

علاوة على ذلك جاءت دفاعاتها النّفسيّة سلبيّة في معظم الأحيان: الدّفاع المازوشيّ والنّكوص والكبت والهروب والانتظار ونكران الواقع.

إذًا نحن أمام مشكلة نفسيّة تتمثّل في الدّرجة الأولى بظهور الوسواس القهري بشدًة في المدارس الملتزمة دينيًا، وقد تبيّن، بالإضافة لما تقدم، وجود ميول اكتئابيّة مرتبطة باليأس.

علاوة على ذلك، نشير إلى أنّ نهايات القصص التي أعطتها الفتيات في رائز T.A. حيث جاءت هذه النّهايات  تعيسة وسلبيّة. وهذا يثبت وجود ميول اكتئابيّة مقنعة أو لنقل ألمًا مكبوتًا.

إن ما تحتاجه الفتاة، بالدّرجة الأولى، هو الدّعم والحماية لتجنّب الأذى والتّهديد وقساوة الضّغوط المفروضة عليها بما في ذلك الضّغوط الناتجة عن الرّوادع الدّينيّة.

 

جاءت مشكلة الاكتئاب والشّعور بالعجز من الطّليعة من مجمل التّشكيلات القائمة

-مشكلة الحرمان الماديّ (الفقر) والحرمان العاطفيّ

-الصّدمات النّفسيّة والعاطفيّة.

-مشكلة الخسارة (خسارة أحد الاعزاء).

-مشكلة الالم الجسديّ والمرض.

-القلق.

– الدّفاعات النّفسيّة

– الحاجات

-الحاجة إلى الدّعم والحماية

-تجنب الاذى والتّهديد

-الحاجة إلى الاستقلاليّة والتّعبير

-الحاجة إلى التّعلّم والتّشجيع

-الحاجة إلى الحبّ (العلاقة مع الآخر)

 

الدّفاعات النّفسيّة

-النّكوص الذي يعني التّراجع في عملية النّمو الانفعاليّ وتدني المرونة النّفسيّة.

-سلوك الرّفض والهروب كتعبير سلبيّ عن الرّغبة في الاستقلاليّة و التّحرّر من ضغط الأنا الأعلى في المجتمع.

-الكبت الذي يدلّ على كبت المشاعر واحتباس الانفعالات السّلبيّة المؤلمة.

-التّعويض كوسيلة إيجابيّة لترميم الوضع والخروج من المشكلة.

مقابل التّعويض جاء التّمرّد كوسيلة احتجاجيّة ضد ضغط البيئة المتزايد أو تخاذل الأنا أن تتمرّد على قساوة الأهل والبيئة وترفض احتجاز حريّة الذّات (مثل الزواج المبكر).

الدّفاع المازوشيّ الذي يعني ارتداد القسوة إلى الذّات.

الغيرة التي تدلّ على تحمّل الفتاة مسؤوليّات عائليّة تفوق قدرتها بعد حصول تغيّرات دراماتيكيّة (طلاق أو وفاة).

 

2_ الحالة الثانية (F)

الوضعيّة العامة:

الفتاة(F) في الخامسة عشرة من عمرها، وهي في الأوّل ثانويّ، والدها يملك دكان للسّمانة في البلدة، وقد وصل في دراسته إلى المرحلة المتوسطة، أمّا الأم فهي ربة منزل وتهتم بتربية الأولاد، إنّ علاقتها بأفراد عائلتها شبه متوترة ومن الصّعب التّفاهم معهم.

اختبار تفهم الموضوع T.A.T:

عرضنا عليها بطاقات تفّهم الموضوع فكانت إجاباتها كالآتي:

  • فتاة أمام آلة موسيقية، تنظر إليها بحزن لإنّها لا تجيد العزف عليها، ولديها رغبة شديدة لتتعلّم العزف، ولكن الأهل لا يؤيدون فكرتها ولا يسعون إلى تحقيق رغبتها بتعلّم الموسيقى، ما جعلها تشعر بالحزن والكآبة، وترى أنّ التّعلّم يدفع بالإنسان لأن يصبح أكثر ذكاء.

3GF_ شخص يعاني من الحزن والاكتئاب وهو فاقد للأمل في الحياة لأنّ مشاكله كثيرة ولا يستطيع حلّها، كما أنّ لا أحد يهتم بمصلحته كالأهل والأصدقاء، وهذا الوضع يجعله يعاني من صداع شديد.

7GF _أم حزينة على ابنتها التي تزوجت باكرًا وأنجبت، حرمت من طفولتها بسبب الإنجاب والمسؤولية التي تقع على عاتق الابنة لتربية طفل صغير، والأم تنظر إليها بحسرة بسبب وضعها، ولكن في آخر سطرين من القصة تقول بأنّ الابنة فرحة بوجود شقيق لها، والأم تنظر إليها نظرات فرح. إنّها تُعبّر بصورة جسدها عن حزنها بلباسها الأسود (اللّون الأسود في مجتمعنا يعبر عن الحداد والحزن).

8GF_ فتاة حزينة كئيبة، تحلم بحياة أفضل، بعيدة عن المشاكل، واشارت إلى ألم في القلب ربما خذلت من مجبوب.

9GF_ إنّها الأميرة الهاربة، أو عائدة من مكان تأخرت فيه وأحدهم يلاحقها وهي خائفة.

18GF_ أم حزينة على ابنها لفقدانه، وقلب الأم لا يتقبل تلك العبارة ولاسيما بخصوص أبنائها.

البطل لكل قصة بالتدرج:

(1)_فتاة حزينة ومحبطة.

3GF_ رجل كئيب فاقد الأمل.

7GF _فتاة زوّجت في سن مبكرة.

8GF_ فتاة حزينة.

9GF_أميرة هاربة.

18GF_ أم ثكلى.

حاجات البطل

(1)_الحاجة إلى التّعلّم والتّشجيع.

3GF_ الحاجة إلى الدّعم والمساعدة.

7GF _الحاجة إلى الدّعم.

8GF_ الحاجة إلى الدّعم.

9GF_الحاجة إلى الحماية.

18GF_ الدّعم والمواساة.

طبيعة العلاقة مع البيئة

(1)_مسيطرة وغير داعمة.

3GF_ باعثة على الإحباط والإهمال.

7GF _ سيطرة ثم تعاطف.

8GF_ البيئة باعثة على الإحباط والمشاكل.

9GF_ بيئة باعثة على الخوف والملاحقة.

18GF_ البيئة باعثة على الحزن والحداد.

طبيعة القلق

(1)_الشّعور بالعجز والكآبة.

3GF_ الشّعور بالعجز والكآبة.

7GF _ ضغط نفسيّ (مسؤولية).

8GF_ اكتئاب وصدمة عاطفيّة.

9GF_ الخوف والقلق.

18GF_ خسارة وصدمة كبرى.

إنّ مشاعر الخوف والحرمان والكآبة تسيطر على الفتاة التي تشعر بالوحدة وعدم الآمان والطمأنينة داخل أسرتها وفي المجتمع، وهذا الشّعور بالاهمال يولّد لديها الاكتئاب وخاصة في غياب الدّعم الأسريّ والدّعم الاجتماعيّ لها.

نوع الدّفاع النّفسيّ

(1)_نكوص.

3GF_ نكوص

7GF _نكوص

8GF_نكوص

9GF_هروب

18GF_ إنهيار واستسلام للقدر.

نظام الأنا وقساوة الأنا الأعلى:

(1)_الأنا مستسلمة والأنا الأعلى قاسية.

3GF_ الأنا ضعيفة ومستسلمة والأنا الإعلى غير مبالية.

7GF _الأنا ضعيفة تعتمد على الأنا الأعلى (الأم).

8GF_ الأنا ضعيفة ونادمة

9GF_ الأنا متبصرة وتدرك الخطر.

18GF_ الأنا منهارة.

1_الأنا قوية وتواجه وتتحدى الصعاب في القصة

3GF_ تتخذ قراراَ بالعمل ومساعدة العائلة ماديًا.

7GF _تتحدى أختها وترفض الزواج في سن مبكرة.

9GF _قررّت أن ترى حبيبها بالرغم من معارضة الأب، ولكن سلطة الأنا الأعلى(الأب) دفعتها إلى الهروب من حبيبها، والكذب على أبيها بإنها تلحق به إلى الغابة لكي لا يؤذيه. أما في بقية القصص فالأنا ضعيفة تلتزم بالعادات الاجتماعيّة، والأنا الأعلى متسلطة.

من هنا نرى ان الأنا الأعلى (الأهل والمجتمع) مسيطرة ومحبطة مما يدفع الفتاة إلى حافة اليأس والاكتئاب.

 

نهاية القصة

  • حل واقعيّ لإرضاء المجتمع، حالة نكران الذّات بتجاهل الآلة الموسيقيّة التي تحب، ورؤيتها على أنّها ماكينة الخياطة التي تدلّ على المهنة التي تعتاش منها وتساعد أهلها، وقد حرمت نفسها من التّعليم لتحمي وتساعد أهلها.

3GF_ نهاية تعيسة، حرمان الأم من أبنائها وطلاقها، وتشتت العائلة والمعاناة، وفي أثناء كتابتها للقصة ظهر التوتّر والقلق، كانت متردّدة ومنفعلة وظهر تردّدها بكثرة حيث شطبت بعض الكلمات والجمل في القصة.

7GF _ناجمة بظهور فتاة متمردة رافضة للزواج لصغر سنها، ترفض تحمل المسؤولية، وتعتبر ان الزواج المبكر يعد جريمة بحق الطفولة.

8GF_ الحلّ واقعي بالنّسبة للمجتمع: إن وجود الفتاة في العائلة هو لتحمل المسؤولية وتشارك في تربية أخوتها في حال غياب الأم.

9GF_ الحل واقعي، في البداية حاولت أن تتحدّى الأب وتخرج مع ابن عمها سرًّا، ولكن قسوة الأنا الأعلى (والدها) جعلتها تتراجع عن الخروج مع ابن عمها لتحميه.

18GF_ نهاية مأساويّة وتعيسة. الأنا ضعيفة مستسلمة، لم تستطع اسعاف أخيها، وهي تعاني من قسوة المجتمع.

نلاحظ من أن نهاية القصص تدلّ على الاكتئاب واليأس وقسوة المجتمع على الفتاة.

نمط سرد القصص

(1)_أسلوب جيّد

3GF_ أسلوب محدود.

7GF _أسلوب ضعيف غير متماسك.

8GF_ أسلوب ضعيف غير متماسك.

9GF_أسلوب مقبول.

18GF_ أسلوب مقبول.

أسلوب ضعيف، وانما نستطيع أن نفهم القصة والفكرة المقصودة، ولكن بالرغم من حالة الحرمان التي تعيشها الفتاة فهي تحاول النهوض والمساعدة، وتحمل المسؤولية. أثناء تطبيق الاختبار ظهر واضحًا لديها التوتر والخوف والقلق. سألت كثيرًا (شو يعني، فيكي تكتشفي شي، بدو حدا يشوفن غيرك؟).

أسلوب ضعيف وأفكار ضعيفة ما يدلّ على التوتّر والكبت والاكتئاب لدى الفتاة، بالاضافة إلى الأخطاء الإملائية.

3_الحالة الثالثة: (N)

الوضعية العامة:

الفتاة(N) لها من العمر أربعة عشرة عامًا، وهي في الرّابع المتوسط، والدها عامل يوميّ، درس لغاية الأوّل الثّانويّ، ويكبر زوجه بتسع سنوات، علاقته مع أولاده عادية. الأم وصلت لغاية الرّابع المتوسط، وهي مسؤولة عن إدارة المنزل وتربية الأولاد، وعلاقتها بأفراد عائلتها شبه متوترّة  فهي لا تجيد التّعامل معهم. تعيش في منزل متوسط الحال، لا يتّسع كفاية لأفراد العائلة، توجد بعض المشاكل سببها في أغلب الأوقات الضيق الماديّ.

اختبار تفهم الموضوع T.A.T:

عرضنا عليها بطاقات تفهم الموضوع  وكانت إجاباتها كالآتي:

  • _ عايدة تحب الموسيقى، وتحب أن تتعلمها، وتعتبر الموسيقى غذاء الروح، ولديها رغبة قويّة بتعلم الموسيقى، أخذت قرارها بتعلّم الموسيقى مهما كانت النتائج، أي على(عاتقها).

3GF_ الياس يفقد أباه بعد معاناته لمرض عضال لمدة عشر سنين، كان يرعاه ويهتم به، وذات يوم ساءت حالته الصّحيّة فقام بنقله إلى المستشفى، ولكن لم يستطع أحد إنقاذه فتوفي الأب تاركًا الياس وحده يتألّم من فراق والده الذي يحبّه كثيرًا وانهار من شدة الحزن.

7GF _ابنة تعيش صراعًا بين قناعاتها، وبين رأي والدتها، والتي تنصحها بارتداء الحجاب وتقنعها بالالتزام بالخط الدّينيّ، ورضى الله أهمّ من رضى الناس إذ انّ الابنة اصبحت في سن التّكليف الشّرعيّ الذي يلزمها ارتداء الحجاب (التّاسعة من عمرها)، لكن الفتاة ترفض ان تستمع لكلام والدتها حيث تحمل الحجاب بيدها وتفكر، محتارة، بأصدقائها الذين سيسخرون منها من جهة، وبكلام والدتها. فهي تعيش صراعًا بين ما هو مطلوب دينيًّا وما هو مطلوب اجتماعيّا، ولكن في النّهاية غلب رأي الأهل، وباتت تعدّ نفسها محظوظة بوالدين يرشدانها لتنال مرتبة التقوى ورضى الله.

 

8GF_ فتاة تحلم بتغيير نمط حياتها إلى الأفضل، والفقر والحاجة يمنعاها من تحقيق أحلامها، وتأمين حاجاتها يكون مثلًا عبر اقتناء هاتف خلوي لكي تواكب التطور إسوة برفاقها. والفقر جعلها فتاة حزينة تشعر بالحرمان وتتمنى حياة أفضل.

9GF_ زمرد أحبّت شخصًا فقيرًا، وهي ابنة المليونير الذي لا يرفض لها طلب وتعيش حياة الرّفاهية. رفض الأب تزويجهما نظرًا للفرق الاجتماعيّ، ولكنها تحدّت والدها وهربت مع من تحب، وكان أحمد يراقبها من خلف الشجرة وخائف عليها، فالحب بالنسبة لزمرد هو أساس الحياة وشريانها وليس المال كما يعتقد أباها.

18GF_ العمّة ليلى، التي تقطن بجانب بيت أخيها، والتي توفي زوجها فأصبحت مسؤولة عن عائلتها لوحدها في إحدى الليالي أحسّت على شخص يتردّد إلى منزلها في ساعة متأخرّة من اللّيل، فقرّرت المراقبة والانتظار تحت الدّرج. وعند منتصف الليل جاء سارق، فهجمت عليه وقتلته لكي تحمي عائلتها.

البطل لكلّ قصة بالتّدرج:

(1)_فتاة طموحة تحب أن تتعلّم الموسيقى.

3GF_ الياس حزين على والده الذي توفي.

7GF _ابنة حائرة بين ارتدائها للحجاب وعدمه، فهي تريد أن تكون مثل رفيقاتها، ولكن والدتها تدفعها لارتداء الحجاب لأنّها أصبحت في سن التّكليف، وفي النّهاية استسلمت لرأي الأم.

8GF_ فتاة كئيبة وتحلم بتغيير حياتها والخروج من حال الفقر.

9GF_أميرة هاربة مع حبيبها تاركة وراءها المال والجاه، وترى أنّ الحبّ أهمّ من المال.

18GF_ أم قتلت سارقًا في منزلها لكي تحمي عائلتها.

 

حاجات البطل

(1)_الحاجة إلى التّعلّم.

3GF_ الحاجة إلى الدّعم والمواساة.

7GF _الحاجة إلى الاستقلاليّة من جهة والانتماء من جهة أخرى.

8GF_ الحاجة إلى حياة أفضل والتّخلّص من حالة الفقر.

9GF_الحاجة إلى الحبّ. فأميرة تركت الجاه والمال لتلحق بحبيبها.

18GF_ الحاجة إلى إزالة الخطر والأذى.

طبيعة العلاقة مع البيئة

(1)_البيئة غائبة.

3GF _ بيئة باعثة على الألم والحداد.

7GF _ مسيطرة (أم تسيطر على ابنتها بفرض رأيها بالتّرهيب بالعقاب الإلهي.

8GF_ بيئة باعثة على الإحباط والحرمان.

9GF_البيئة العائلية باردة وغير متعاطفة (ماديّة فقط).

18GF_ البيئة باعثة على الألم والخطر.

طبيعة القلق

  • لا قلق بل طموح ورغبة في التّعلّم.

3GF_ خسارة وحزن.

7GF _قلق ناجم عن الصراع بين حاجة الفتاة للاستقلالية وضغط الأهل (الأم).

8GF_ الحرمان الماديّ والفقر.

9GF_الحرمان العاطفيّ والتمرد.

18GF_ القلق والخوف من الأذى الاعتداء.

إنّ مشاعر الخوف والحرمان والقلق تسيطر على الفتاة التي تشعر بالحرمان وعدم الأمان داخل أسرتها وفي المجتمع.

نوع الدّفاع النّفسيّ

(1)_ تعويض (التّعلّم).

3GF_ نكوص.

7GF _ استسلام لسيطرة الأنا الأعلى.

8GF_نكوص وانتظار في المجهول.

9GF_سلوك اندفاعي متهور.

18GF_ سلوك عدوانيّ (جريمة).

الأنا ضعيفة تعتمد آليات دفاع سلبيّة بصورة عامة(نكوص، اندفاعية، عدوانية) وأحيانًا قليلة يلجأ إلى الدّفاعات الجيّدة كالتّعويض في اللوحة الأولى.

نظام الأنا وقساوة الأنا الأعلى:

(1)_الأنا قوية، توكيد الذّات.

3GF_ الأنا ضعيفة ومستسلمة للقدر، وتكيّف ضعيف.

7GF _الأنا تستسلم للأنا الأعلى.

8GF_ الأنا حزينة مستسلمة للواقع الأليم (حرمان ماديّ).

9GF_الأنا متمردة وتحدّت الأنا الأعلى بالهروب (اندفاعيّة).

18GF_ اندفاعية منحرفة (قتل).

 

نهاية القصة

(1)_حلّ واقعي لتعلّم الموسيقى وتعليمها ونهاية سعيدة.

3GF_ نهاية تعيسة، موت والد الياس، الذي عاش ألم الفراق.

7GF _حل واقعيّ واستسلام لرأي الأهل.

8GF_ الحل غير واقعيّ، النّهاية انتظار في المجهول.

9GF_الحل غير واقعيّ، ونهاية مجهولة محفوفة بالمخاطر.

18GF_ مأساوية لأم قتلت السارق.

نهاية القصص تشير إلى وجود اضطراب في هويّة الفتاة وميل إلى الحلول الوهميّة (أحلام) والنّهايات  المجهولة وغير السّعيدة مقابل نهايتين فيهما شيء من الإيجابيّة: الرّضوخ لمشيئة الأهل والرّغبة في التّعلّم وتحمل المسؤولية.

نمط سرد القصص

(1)_أسلوب جيّد.

3GF_ نص مترابط ويوجد قصة.

7GF _نص مترابط ويوجد قصة.

8GF_ أسلوب ضعيف ونص وصفيّ لوضع الفتاة.

9GF_أسلوب مترابط ويوجد نص لقصة.

18GF_ أسلوب غير مترابط.

أسلوب مترابط بشكل عام، ونستطيع أن نفهم القصة والفكرة المقصودة،  ولكن بالرغم من حالة الحرمان التي تعيشها الفتاة فهي تحاول النهوض وتحمل المسؤولية، ولكن اذا توفّر لها الدّعم العائلي والاجتماعيّ فإنها تسطيع تخطّي حالة القلق والصراع النّفسيّ.

 

تفسير نتائج اختبار T.A.T ومناقشتها  

الخلاصة

بعد أن درسنا عشر حالات لا بدّ الآن من القيام بتوليفة نستطيع من خلالها أن نقدّم بروفيلًا لأهم المحاور، توصلًا إلى فرز النتائج وتبويبها، وهي: طبيعة المشكلة، الدّفاعات النّفسيّة، الحاجات، ونهايات القصص. وقد توصلّنا إلى ما يلي:

1_ طبيعة المشكلة:

جاءت مشكلة الاكتئاب والشّعور بالعجز في الطليعة وبلغت 37.7% من مجمل المشكلات القائمة، وهناك مشكلة الحرمان الماديّ(الفقر) والحرمان العاطفيّ بنسبة 22.22%، ثم جاءت الصّدمات النّفسيّة والعاطفيّة بنسبة 15.55% وبعدها مشكلة الخسارة(خسارة أحد الأعزاء أو الأهل) بنسبة 13.44% ، ومشكلة الألم الجسديّ والمرض بنسبة 6.66%، وأخيرًا جاء القلق بنسبة 4.44%.

2_ الدّفاعات النّفسيّة:

أهم آلية دفاعيّة ظهرت عند الفتيات في الحالات المدروسة كان النّكوص الذي يعني التراجع في عملية النّمو الانفعاليّ وتدنّي المرونة النّفسيّة، وقد وصلت نسبته إلى 48.14%.

بعد النّكوص جاء سلوك الرفض والهروب كتعبير سلبيّ عن الرّغبة في الاستقلاليّة والتّحرّر من ضغط الأنا الأعلى والمجتمع بنسبة 16.66%، ثم جاء الكبت بنسبة 11.11% ما يدلّ على كبت المشاعر واحتباس الانفعالات السّلبيّة المؤلمة. بعد ذلك جاء التّعويض كوسيلة إيجابيّة لترميم الوضع والخروج من المشكلة، وهذا التّعويض يدعم عملية النّمو النّفسيّ. مقابل التّعويض جاء التمرّد كوسيلة احتجاجيّة ضد ضغط البيئة المتزايد، إذ تحاول الأنا في هذه الوضعيّة أن تتمرّد على قساوة الأهل والبيئة وترفض احتجاز حريّة الذّات (مثال الزواج المبكر) وقد بلغت نسبة ذلك 7.40%. ومن الدّفاعات السلبيّة نذكر أيضًا الدّفاع المازوشيّ الذي يعني ارتداد القسوة إلى الذّات مصحوبًا بعذاب الضّمير والشّعور بالذّنب. والدّفاع المازوشيّ يدخل في باب اضطراب الاكتئاب. وتأتي أخيرًا الغيرية بنسبة 3.70%  التي تدلّ على تحمّل الفتاة لمسؤوليات عائليّة تفوق قدرتها بعد حدوث تغير دراماتيكي في ظروف الأسرة (الطّلاق أو مرض أحد الوالدين أو وفاتهما).

3_ الحاجات:

إنّ الحاجة الأولى والملحّة عند الفتاة هي الحاجة إلى الدّعم والحماية وبنسبة 60%. وهذا يدلّ على خلل في تربية الأبناء بحيث لا يعير الأهل الاهتمام اللازم لتلبيّة هذه الحاجة (ومرد ذلك إلى المستوى الثقافي المتدنّي عند الأهل والضّيق الاقتصاديّ وحجم العائلة الكبير). أما الحاجة الثّانية الملحّة فهي تجنّب الأذى والتّهديد من جانب الأهل أو أشخاص البيئة، وقد بلغت نسبة الحاجة الثانية 14.54%. تأتي بعد ذلك الحاجة إلى الاستقلاليّة والتّعبير عن الذّات بنسبة 10.10%. وهذه الحاجة تلقى معارضة شديدة من جانب الأهل والمجتمع. أما الحاجة إلى التّعلّم والتّشجيع فقد بلغت 0.9% مقابل الحاجة إلى الحب (العلاقة مع الآخر) والتي بلغت نسبتها 4.5% لتكون في المرتبة الدنيا. وهذا الأمر قد يعود إلى الخوف من المجتمع ومن الكبت العاطفيّ أيضًا.

4_ نهاية القصص:

النّهايات  غير السّعيدة أو التّعيسة تمثل النّسبة الأعلى ووصلت إلى 84% مقابل النّهايات  السعيدة التي وصلت نسبتها إلى 10%  والنّهايات  غير الواضحة (في حالة انتظار أوعدم يقين) والتي بلغت نسبتها 6%.

وهكذا يتبيّن لنا أنّ الوضع النّفسيّ عند الفتاة ليس على ما يرام بسبب الإهمال أو القسوة من جانب الأهل فضلًا عن ضغوط البيئة التي تشكّل أرضيّة مشتركة من خلال الثقافة الاجتماعيّة الدّينيّة المهيمنة.

نشير إلى أن نهايات القصص التي أعطتها الفتيات في رائز T.A.T جاءت تعيسة وسلبيّة. وهذا يثبت وجود ميول اكتئابيّة مقنعة أو لنقل ألمًا مكبوتًا.

إن ما تحتاجه الفتاة، بالدرجة الأولى، هو الدّعم والحماية لتجنّب الأذى والتّهديد وقساوة الضّغوط المفروضة عليها بما في ذلك الضّغوط الناتجة عن الرّوادع الدّينيّة.

 

المصادر والمراجع

المصادر العربية

  1. دمعة، ل. & يعقوب غ. (1992). سيكولوجيا النّمو عند المراهق. دار النهار للنّشر.
  2. دمعة، ل. & يعقوب، غ. (2015). المعجم الموسوعي في علم النفس : عربي-فرنسي-إنجليزي : مصطلحات، مدارس، نظريات، مناه. مكتبة لبنان ناشرون.
  3. زهران، ح. (2005). علم نفس النّمو الطفولة والمراهقة (م 5). القاهرة: عالم الكتب.
  4. فيّاض،م. (2000). فخ الجسد. دار النهضة العربية.
  5. مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر”. (2007). الفتاة العربيّة المراهقة: الواقع والآفاق. المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع.
  6. يعقوب،غ. (2014). الثروة الفكرية لدى المراهقين. دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع.
  7. يعقوب، غ. (2018). كيف نتغلّب على اضطرابات الوسواس بالعلاج النّفسيّ. الدار العربية للعلوم ناشرون.

المصادر الأجنبية

  1. Dolto، (1984). L’image Inconsciente du Corps. Seuil.
  2. Schilder، (1984). L’image du Corps. Gallimard.
  3. Sillamy، (1980). Dictionnaire Encyclopédique de Psychologie. Bordas.

 

عدد الزوار:138

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى