البناء المجتمعيّ للأقلّيّات الكرديّة في الشّرق الأوسط
البناء المجتمعيّ للأقلّيّات الكرديّة في الشّرق الأوسط
Societal Construction of Kurdish minorities in the Middle East
ربيع سميح نور الدّين)[1](
تاريخ الاستلام 7/3/2024 تاريخ القبول 15/3/2024
الملخّص
يعد البعض أنّ المسألة الكرديّة هي قضيّة شعب مضطهد يهدف إلى تشكيل دولته المستقلّة ورفع الاضّطهاد القوميّ، والظّلم الاجتماعيّ عن كاهله، فمنذ بداية القرن التّاسع عشر برزت القضيّة الكرديّة، واحتلّت في مراحل عديدة صدارة الأحداث في الشّرق الأوسط. وحاليًا ما زال الأكراد يحاولون في كل جولة تحدث، وفي كل أزمة أن يُبرزوا مسألتهم وقضيّتهم أمام المجتمع الدّوليّ آملين بتحقيق أهدافهم التي من أبرز حيثيّاتها بناء دولة قوميّة كرديّة. الأمر الذي جعلهم بين اتّجاهين، الأوّل وهو التّأثير، لبناء أي دولة ذات يقظة القوميّة كإيديولوجيا يجعلها “قّوة فعّالة في السّياسة الحاليّة والمستقبليّة الجارية في المنطقة، حيث تواجه هذه القوّة تحدّيًا إسلاميًّا”([2])، والثّاني وهو المؤثّر، أي الدّعم الأمريكيّ والإسرائيليّ للأكراد في بنائهم الذّاتي وإن شكّل خطورة أو تهديدًا وكذلك العائق الدّاعشيّ.
الكلمات المفتاحية: الأكراد، الانتماء العرقيّ، النّظام الاجتماعيّ، كردستان، الشّرق الأوسط.
Abstract:
Some consider the Kurdish issue to be the issue of an oppressed people aiming to form their independent state and lift national persecution and social injustice from their shoulders. Since the beginning of the nineteenth century, the Kurdish issue has emerged and, in many stages, occupied the forefront of events in the Middle East. Currently, the Kurds are still trying, in every round that occurs, and in every crisis, to highlight their issue and cause before the international community, hoping to achieve their goals, the most prominent of which is building a Kurdish national state. Which put them between two directions: the first, which is the influence to build any state with awakened nationalism as an ideology that makes it “an effective force in the current and future politics taking place in the region, as this force faces an Islamic challenge,” and the second, which is the influence, that is, the American and Israeli support for the Kurds in their self-building, even if it constitutes a danger or threat, as well as an ISIS obstacle.
Keywords: Kurds, ethnic affiliation, social system, Kurdistan, Middle East.
مقدّمة
يدّعي الأكراد أنّ كردستان، هي وطن قوميّ للشّعب الكرديّ، وهي تحتلّ مساحة كبيرة من اليابسة في الشّرق الأوسط، تتقاسمها أربع دول: إيران، العراق، تركيا وسوريا. وهناك استخلاصات من تصريحات القادة الأكراد توحي إلى التّوجهات التي سينطلقون بها في بناء دولتهم وهما المشروعان الأساسيّان في السّاحة الكرديّة:
- مشروع يقوده رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، وتقوم إستراتيّجيته على إقامة دولة كرديّة مستقلّة في إقليم كردستان العراق، على أن تشكّل هذه الدّولة مرجعيّة قوميّة للكرد في باقي أجزاء كردستان، وتسعى إلى تشكيل مرجعيّة لمختلف الحركات الكردستانيّة، هدفها الإستراتيجي توضيح كيفيّة بناء الدّولة القوميّة الكرديّة المستقلّة.
- مشروع عبد الله أوجلان زعيم حزب العمّال الكردستاني، إذ طرح أوجلان قبل أكثر من عقدين من الزّمن مشروع إقامة فدراليّات أو حتى كونفدراليّات في الدّول التي يتواجد فيها الكرد من دون الانفصال عنها.
يرى سياسيّون أكراد أنّ الوقت قد حان لإعلان بناء دولتهم، وأصبحت الظّروف الآن ملائمة لإنشاء دولة كرديّة([3]). لكن كل هذا يُنسف في لحظة إذا لم يرق لأي دولة ذات وزن كبير تستغلّهم كأمريكا مثلًا، وقد تخذلهم وتتركهم إن إرتأت مصلحتها منع وجود دولة كرديّة بعدما يكون الأكراد قد أرهقوا وبذلوا كل محاولاتهم الدّاعمة لأمريكا، أي إن لم توافق القوى الإقليميّة والدّوليّة على بناء دولة كرديّة فإن كل ما يفعله وفعله سابقًا الأكراد سيذهب سدى في هواء “الرّبيع الكرديّ”.
إشكاليّة البحث
تتزاحم المشاكل في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا عمومًا منذ تفتّت الدّولة العثمانيّة واصطناع جغرافيا جديدة للمنطقة. كان للقوى المتغلّبة في الحرب الكونيّة الأولى دور كبير في تكوينها بما يخدم مصالحها. والمسألة الكرديّة في صدارة المشكلات دائمة الإنفجار، نظرًا لتعقيدات كثيرة أهمّها أنّ مناطق الكرد تقع في دول إقليميّة ليست ضعيفة تاريخيًّا وذات إمتدادات وتحالفات دوليّة مختلفة. أمّا موقف الدّول الكبرى فهو يتمايل تبعًا لمصالحها حينًا وتبعًا لقوّة الدًول الإقليميّة، فتُشجّع على الانفصال تارةً في إقليم معيّن وتغطّي القمع للأكراد في إقليم آخر، مع خلاف تاريخيّ غير قابل للحسم بسهولة حول الهويّة القوميّة للكرد بين من يراهم أمّة كسائر الأمم في تشكّلاتها اللّغويّة والمكانيّة وبين من ينكر عليهم ذلك لعدم ظهورهم كجماعة سياسيّة أو حضاريّة في الماضي. فقد كانوا جزءًا من المشاريع السّياسيّة في المنطقة على امتداد التّاريخيّين القديم والوسيط فلم يُعرف لهم حضارة خارج الحضارات التي سادت في المنطقة. أمام هذا التّشابك لا بد من تشخيص الواقع الكرديّ بشكل واضح في أبعاده الاجتماعيّة والدّيمغرافيّة والثّقافيّة والسّياسيّة لتحديد الموقف الأنسب للتّعامل مع المسألة الكرديّة. فهل فعلًا الأكراد قوميّة ذات جذور تاريخيّة؟ أو شعب كان منصهرًا في المحيط الإسلاميّ خلال تاريخه وهو جزء من الحضارة الإسلاميّة؟ وهل تمايزات اللّغة وبعض الأعراف والتّقاليد سببٌ كاف لتشكيل جغرافيّة سياسيّة مستقلّة؟ أو يجب الإكتفاء بالاعتراف بالحقوق الثّقافيّة والاجتماعيّة داخل دولهم التي يتشاركون مع باقي مواطنيها في الانتماء الدّيني والحضاري والهموم المشتركة؟
أهمّيّة البحث
المسألة الكرديّة من أبرز القضايا التي تحتل مساحة إهتمام واسع وتطفو على سطح الإهتمامات مع كل متغيّر في المنطقة. لذا تكمن أهمّيّة البحث في:
- تعدّ القضيّة الكرديّة من القضايا الشّائكة والتي لم تحل منذ تفتّت الدّولة العثمانيّة وانشطار معظم جغرافيّتها على أساس قوميّ.
- تتقاطع مصالح الأكراد الطّامحين بالانفصال عن الدّول المقيمين فيها مع مصالح بعض الدّول الأجنبيّة وفي مقدّمتها الولايات المتّحدة الأمريكيّة التي تريد إستغلال المسألة الكرديّة من أجل مزيد من التّجزئة والقلاقل في المنطقة وبالتالي المزيد من الهيمنة والسّيطرة الأمريكيّة.
- أهمّيّة فهم البنية الاجتماعيّة والتّاريخيّة للقوميّة الكرديّة كمقدّمة ضروريّة لفهم الواقع السّياسي الحالي وحركته ومعالجة الأزمات والنّزعات النّاتجة عنه بشكل موضوعي وبتعبير آخر لا يمكن إكتمال صورة المشهد السّياسي دون معرفة الواقع التّاريخي الاجتماعيّ.
منهج البحث
سنعتمد بالبحث على المنهج الاستقرائيّ التّحليليّ. فالأوّل يتحقّق من خلال الإستدلال والملاحظة والتّجربة، إذ تعد نتائج الإستقراء أعمّ من مقدّماته، فهو عمليّة صاعدة يرتقي فيه الباحث من الحالات الجزئيّة إلى القواعد العامة. أما المنهج التّحليلي فهو يُعنى بالنّقد والإستنباط والتّفسير للبحوث العلميّة، من خلال تحليل النصوص وتأويل المشتبهات حتى تتّضح المشكلات وتنكشف المبهمات لتبدو بصورة واضحة متكاملة.
أوّلًا. جذور الشّعب الكرديّ
يُعدّ الأكراد أحد الشّعوب القليلة التي حافظت على خصائصها العرقيّة منذ التّاريخ القديم ولغاية يومنا هذا، رغم ما توارد على ألسنة الباحثين من شكوك حول عرقهم ونسبهم، فالباحث ماكدونيل يقول: “إنّه من المشكوك فيه جدًا أن يكون الأكراد مجتمعًا عرقيًّا منطقيًّا مترابطًا من ناحية النّسب. فعدم وجود ثقافة مدنية كرديّة، وأدب قوميّ كرديّ في بدايات القرن العشرين كان يُعَدُّ من العوائق القاتلة في تعريف الكرد كقوميّة”([4]).
لكن، وعلى الرغم كل هذا التباين، فإنّ هناك من يرى أن الأكراد، كعرق، تشكّلوا منذ ألف وخمسمائة سنة، وإنّ التّكوينات الأولى للشّعب الكرديّ، وتوحده اللاحق في قوميّة قد جرى على تلك الأرض نفسها التي تحدد بكردستان المعاصرة. لهذا رأى بعضهم، الأكراد قوميّة نشأت في حدود تواجدهم الرّاهن كإحدى الأقليات في منطقة الشّرق الأوسط، وهذه هي السّمة الأولى البارزة في التّاريخ الكرديّ([5]).
- أ. التّاريخ الكرديّ- أرضًا وشعبًا
اختلف الباحثون حول تحديد التّاريخ الكرديّ أرضًا وشعبًا، ولم يكتشف المنقّبون الأثريّون في أي جزء من العراق، وخاصة المناطق الشّماليّة الجبليّة، مخطوطات كرديّة. وحتى أنّ كل متاحف العالم مليئة بالآثار البابليّة والآكديّة والآشوريّة والعربيّة والعثمانيّة إلّا آثار الكرديّ، وأنّ دخولهم شمال العراق كان حديث العهد، فنصفهم من السّوران والنّصف الباقي من البادينان([6]).
بينما يرى آخرون أنّ الأكراد يحاولون إقناع أنفسهم بوهم اسمه حضارة كرديّة، لأنّ بعض الرّجال والقادة من أصول كرديّة كانوا يقومون بفتوحات وانتصارات باسم الإسلام وليس باسم الأكراد في الدّول ذات الطّابع الإسلاميّ. ولكنّهم عملوا كمسلمين وليس باسم قوميّتهم الكرديّة، وكان هذا عامل يُضاف ويُحسب للإسلام لأنه كان لا يفرق بين العرب، وباقي القوميّات الأخرى[7].
في حين يقول عالم الإنثربولوجيا الأمريكيّ “هنري فيلد”: أن الأكراد مجموعة من العروق المختلفة الأرمني و البلقاني، وحوض البحر الأبيض المتوسّط، والأناضولي والألبي نسبة الى جبال الألب ولا ينحدرون من أصل واحد صاف جميعًا”[8]. كذلك فإننا نرى المؤرخ الإنتوغرافي “ليرخ” يقول: هم أحفاد أولئك الخالدين الإيرانيّين المحاربين الأشدّاء الذين كانوا من سكّان الجبال ويتمتّعون بروح قتاليّة عالية[9].
- ب. أكراد الشّرق الأوسط والدّولة
كان الأكراد يعيشون في ظل ما يعرف بالدّولة الإسلاميّة، أو الحكم الإسلاميّ في تلك البقعة من الأرض التي يسمّونها كردستان، وتحت سلطة الدّولة العثمانيّة. في الحرب العالميّة الأولى إتّفقت فرنسا وبريطانيا بمصادقة من الإمبراطوريّة الرّوسيّة على تقسيم الدّولة العثمانيّة وتحديد مناطق السّيطرة والنّفوذ في الشّرق الأوسط”[10]، فكانت معاهدة سايكس بيكو [11]عام 1916، التي حطّمت الآمال الكرديّة في تحقيق حقّهم المشروع في تقرير المصير.
لم تدخل سايكس بيكو حيّز التّنفيذ بشكل رسميّ، ولكنّها شكّلت أساسًا لمعاهدة سيفر (1920)[12]. وكانت نقطة التّحوّل للأكراد وللشّعوب الأخرى في الشّرق الأوسط. وبعد الحرب العالميّة الأولى، رُسمت حدود الدّولة العثمانيّة بما يسمى اتفاقيّة “سيفر” التي أعطت للأكراد حقّ الحكم المحلّي، وهو أول دليل على اهتمام المجتمع الدّوليّ واعترافه بقضيّة كرد العراق.
وفي العام 1922 انتهى حكم الدّولة العثمانيّة رسميًّا ووُزّع الأكراد ضمن الدّول الأربعة، إيران، العراق، تركيا وسوريا، وبهذا تكون قد فقدت معاهدة سيفر صلاحيّتها لتستبدل باتفاقيّة لوزان[13]، وهي دليل على عدم اعتراف المجتمع الدّوليّ لكرد تركيا بحقّ تقرير المصير. وربّما كان فشل تجربة دولة مهاباد دليلًا آخر على عدم اعتراف المجتمع الدولي بحق تقرير المصير لأكراد إيران، إلا أن المجتمع الدولي بقي يتابع تطوّر قضيّة أكراد العراق بطريقة تختلف عن قضيّة أكراد باقي الدّول خلال القرن الـ 20، حتى كان عام 1990 الذي رسم بعده المجتمع الدّوليّ خارطة طريق الإقليم كردستان الحالي في العراق[14]. إضافة إلى ما يجري اليوم في سوريا من أحداث، يجد فيها الأكراد أملًا نحو تحقيق مكتسبات. وهكذا بدأت رحلة الأكراد في هذه الدّول نحو المطالبة بحقوقهم إلى أن يصلوا المراد الموعود بالدّولة.
ثانيًا. جغرافيا الأكراد في الشّرق الأوسط
ينتشر العدد الأكبر من الأكراد في جنوب شرقي تركيا، يليه أكراد شمال غربيّ إيران، وكتلة شمال العراق التي تحوّلت إلى إقليم كردستان، أما الكتلة الأضعف فهي الكتلة الكرديّة السّوريّة.
- أ. الأكراد في تركيا
يقدّر عدد سكان الأكراد في شرق وجنوب شرق تركيا بحوالي 15 مليون نسمة يتركّزون في المناطق الجبليّة الشّرقيّة حول ديار بكر، وهم يعملون بالرّعي ولا يخضعون لنظام الدّولة، ولم يُذكر لهم ثورة ضد الدّولة العثمانيّة إلا في عام 1880 حين أرادوا تكوين دولة مستقلّة لهم تحت إسم أرض كردستان، وكان رد الفعل العثماني هو إبادة أعداد كبيرة منهم[15].
خاض أكراد تركيا كثيرًا من المواجهات المسلّحة مع الدّولة التّركيّة، نتج عنها صراعات دمويّة كثيرة. إذ إنه “لم تتغيّر ردّة الفعل الحكوميّة كثيرًا من الدّولة العثمانيّة من أتاتورك إلى أردوغان، وإن كان الأكراد في عهد أردوغان قد شهدوا انفراجة ضئيلة في تعامل الحكومة معهم”[16]. وزاد من خطورة الموقف إلقاء القبض على زعيم الأكراد عبد الله أوجلان ومحاكمته، ما دفع الأكراد إلى الثّورة، والمظاهرات الدّامية ضدّ المصالح التّركيّة في الدّول الأوروبيّة وداخل تركيا، وعرض البلاد لخسائر كبيرة[17]. ولا زال أردوغان يتخوّف من الوجود الكرديّ خصوصًا ما يجري الآن من أزمة سوريّة جعلت من الكرديّ يلعب الدّور البارز في هذه الحرب للمطالبة بإقرار حقوقه والحصول على المزيد من المكاسب.
- ب. الأكراد في إيران
يُقدّر عدد الأكراد في شمال غرب إيران ب 6 مليون نسمة تقريبًا وتعدّ أراضيهم امتدادًا لأرض أكراد العراق في مرتفعات كردستان و شمال مرتفعات زاجروس. وقد تمرّد أكراد إيران أكثر من مرّة على الحكومة الإيرانيّة، أهمّها تلك التي قامت بين 1920م 1925.[18]
واستطاع الأكراد إقامة دولة جمهوريّة مهاباد الشّعبية الدّيمقراطيّة بواسطة زعيم الحزب الدّيمقراطي الكردستاني قاضي محمد في شمال إيران عام 1946م، ولكن شاه إيران وبمساعدة الغرب استطاع أن يسيطر على الموقف العام 1956.[19] وبعد قيام الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران 1979 ، سادت أجواء الغضب المناطق الكرديّة في إيران بسبب عدم إتاحة الفرصة لممثّلين عن الأكراد للمشاركة في كتابة الدّستور الإيراني الجديد.
ولكن، في العام 1997 بعد وصول الرّئيس محمد خاتمي إلى الحكم قام بتنصيب أوّل محافظ كرديّ لمحافظة كردستان وهو عبد الله رمضان زاده، كما قام بتعيين بعض الأكراد في مناصب حكوميّة، وتم تشكيل حزب الإصلاح الكرديّ، ومنظّمة الدّفاع عن حقوق الأكراد برئاسة محمد صادق كابودواند العام 2005.[20]
وبهذا العمل تكون الجمهوريّة الإيرانيّة قد تساهلت وأعطت الحقوق اللّازمة للأكراد، وهي أكثر من غيرها من الدّول تعاونًا مع الأكراد.
- ج. الأكراد في العراق
يُقَدَّر عدد الأكراد في شمال العراق بـ 5 ملايين نسمة تقريبًا، أي ما يُعادل خمس سكّان العراق، ونسبتهم تتزايد في المناطق الوعرة في شمال شرق العراق، وهم يقيمون في أكثر مناطق العراق غنى، ويتبيّن هذا الغنى في الإنتاج الزّراعي والإنتاج الحيواني مثلما يتمثّل في التّحكّم بأهم حقول البترول العراقيّة[21] وأعظمها في كركوك مثلًا. أي إن المسألة الكرديّة العراقيّة أصبحت ذات ثقل اقتصاديّ إستراتيجيّ، مما اضطرّ العراق إلى وضع دستور يسمح لهم بتولّي مناصب قياديّة، واعترف الدّستور بأنّ أرض العراق شراكة بين العرب والأكراد وأن يكون لهم نصيب في الوظائف[22]. ولكن بعد حرب الخليج الثّانية العام 1991 أصبح لأكراد العراق وضع خاص بهم، إذ استطاعوا أن يُحقّقوا في الملاذ الآمن الذي وفّرته حماية الطّيران الأمريكيّ والبريطانيّ كيانًا خاصًا بالأكراد، بعد أن حظرت الولايات المتّحدة إقليم شمال العراق على الطّيران العراقي، وجعلته منطقة حظر جوّي[23]، ومن ثمّ حصلوا على نظام فيدراليّ لإقليم كردستان. وهذا يعني أن أكراد العراق أكثر المحظوظين سياسيًّا بالحصول على حقوقهم التي تتعاظم دائمًا إلى أن حصلوا على إقليم كردستان شبه المستقل، فيما غيرهم من الأكراد في الدّول الأخرى لا زالوا في مرحلة المطالبة بالحقوق.
- د. الأكراد في سوريا
يقطن الأكراد في المناطق الرّئيسة في شمال شرقي سوريا في الجزيرة السّوريّة، كما تسكن أعداد كبيرة في مدينة حلب ومدينة دمشق، وفي محافظات حماه، وحمص، والرّقة، واللّاذقية، ومنطقة حوران[24]. ويتكلّم معظم كرد سوريا اللّغة الكرديّة، إلّا أن الأكراد المقيمين في دمشق منذ القدم وكذلك أكراد اللّاذقية وحوران وحماه يتكلّمون العربيّة. أمّا عدد الأكراد في سوريا فلا توجد إحصائيّات رسميّة حول عددهم، لكنّهم يُعدون العدد الأقل عن غيرهم، بالنّظر إلى أنّ السّلطة في سوريا تعدّ كل المقيمين على الأرض السوريّة عربًا، وهذه التّقديرات تتفاوت، وحسب إحصاءات لعام 2002 يُقدّر عددهم بمليون نسمة[25].
ثالثًا. النّظام الاجتماعيّ للأكراد
لكل مجتمع نظام اجتماعيّ يضبط حركة أفراده وفق منظومة من السّلوكيات والقيم ولكل نظام خصائص ومزايا عن غيره من النّظم. سنعرض أبرز صفحات النّظام الاجتماعيّ لدى الأكراد:
- أ. العادات والتّقاليد
إن العادات والتّقاليد هي حصيلة التّطور التّاريخي والحضاري للأفراد، والزّمر الاجتماعيّة في البيئة الكرديّة، منذ الأزمنة القديمة وحتى الآن، حيث نجد الكرديّ لا زال يحافظ عليها في كثير من أمور حياته على الرّغم من نزعة التّطوّر والتّقدّم التي تجري في المجتمعات، إضافةً إلى حصول أي طارئ قد يشوّش على العقليّة المستحدثة للأجيال الصّاعدة.
ومن أهم التقاليد التي رصدها المستشرقون والرّحالة عند المجتمع الكرديّ، وأوردها الأب “توماس بوا” احترام العائلات القديمة النّبيلة، إذ ما زال المجتمع الكرديّ ينظر بإجلال كبير إلى أحفاد رؤساء الأسر التي ناضلت من أجل الشّعب الكرديّ في القرن التّاسع عشر، ومطلع القرن العشرين، على الرّغم من أنّ هؤلاء الأحفاد ربما لم يبذلوا شيئًا يُذكر تجاه قومهم[26]. إن مثل هذا السّلوك يمثّل وفاء من الأكراد إزاء قادتهم السّياسيّين، أو الدّينيّين، أو الاجتماعيّين، ويزيد من ترسيخ هذه العادات والتّقاليد للإستمراريّة بها بين الأجيال.
- ب. مظاهر المجتمع الكرديّ بين التّديّن والإنفتاح على الغرب
إن القيم الإنسانية، والعادات والتّقاليد التي تسيطر على العائلة الكرديّة في علاقاتها في ما بينهم تؤثّر حتمًا على علاقاتهم مع الآخرين خارج حدود العائلة إلى المؤسّسات الأخرى في المجتمع، كالمؤسّسات الدّينيّة، والسّياسيّة، والتّربية والعمل.[27] على الرّغم من ظهور القيم السّلفيّة، والأصوليّة، والإنغلاق وغيرها، فإن المجتمع الكرديّ يشهد ظهور قيم جديدة فيه خاصة عند الشّباب، كقيم الإنفتاح على الغرب، حيث تبنّى الشّباب الكثير من معتقدات الغرب وأزيائه ومفاهيمه، بما في ذلك ثقافة العولمة والإنترنت[28].
- ج. التّربية القوميّة والثّقافيّة
لقد روّج الغرب في بداية القرن العشرين لكلمة الكرد والشّعور القوميّ الكرديّ، وعمّموها على جميع القبائل الجبليّة التي تتكلّم لغات مختلفة، الذين لم تجمعهم لغة واحدة، وعنصر وعرق واحد، فمثلًا اللّغة السّورانيّة التي يتكلّم بها بعض الأكراد تختلف من حيث القواعد والكلمات عن اللّغة الباديانيّة، واللّغة الفارسيّة أقرب إلى السّورانيّة. وقد نشر الاستعمار البريطانيّ الأفكار القوميّة بين الشّعوب الإسلاميّة، وذلك بهدف خلخلة أركان الإمبراطوريّة العثمانيّة، ومحاربتها في نهاية الأمر[29].
فظهر الشّعور القوميّ عند العرب أوّلًا، كما ظهر عند الكرد، ويقول المؤرّخ “ماكدويل” أنّ الكرد ظهروا قوميّة فى النّصف الثّاني من القرن التّاسع عشر، بينما يرى المؤرّخ “برنارد لويس” أنّ الشّعور بالهويّة الكرديّة ومن ثم القوميّة ظهر في بداية القرن العشرين. وتطوّر هذا الشعور عندهم تطوّرًا سريعًا لعدة عوامل، منها إعتبار الإمبراطوريّة البريطانيّة أن الكرد قضيّة أمّة متكاملة يستوجب على الغرب الدّفاع عنها. وتعاطف الكتاب الغربيّون مع الكرد، ما جعل الأكراد يبالغون في وحدة أصلهم ولسانهم وتاريخهم ووطنهم[30].
أما بالنّسبة إلى الثّقافة، يقول الأديب الأرمني”أبوفيان”: لقد تطوّرت القصائد الكرديّة الشّعبيّة كثيرًا، وبلغت حدود الكمال، ويعتقد المؤرخ “فيلجيفسكي”: أَنَّ غنى الأدب الكرديّ بالقصائد الشّعبيّة ليس إلا نتيجة لجهل العامة باللّغة الأم[31]. ولا زال الأكراد يحاولون أن يستغلّوا العصبيّة ويلعبون على وتر القوميّة لإقناع شعبهم المنتشر في إيران وتركيا وسوريا والعراق بأهمّيّة العامل القوميّ في بناء الدّولة الكرديّة.
رابعًا. الأحزاب والتّيارات السّياسيّة
تحوي المناطق الكرديّة في دول منطقة الشّرق الأوسط العديد من التّشكيلات، والأحزاب والتّيارات السّياسيّة المختلفة، منها العلمانيّ والقوميّ واليساري والإسلاميّ، من أبرزها:
- أ. الأحزاب الكرديّة في العراق وأهمّها
تتمايز الأحزاب الكرديّة في العراق عن باقي الأحزاب الكرديّة في الأقطار المجاورة، أنّها جزء من التّكوين السّياسي والسّلطة المركزيّة بعد عام 2003، ومن أبرزها:
- الحزب الدّيمقراطي الكردستاني
تأسّس هذا الحزب العام 1946 ويتزعّمه حاليًّا مسعود البارزاني، وهو ابن مؤسّس الحزب الملّا مصطفى البارزاني. وتغلب عليه النّزعة القوميّة، ويعتمد إلى حد كبير على العشيرة البارزانية [32]، وغالبيّة أتباعه يتواجدون في منطقة أربيل ودهوك في النّصف الشّمالي من كردستان العراق. قاد البرزاني منذ تأسيسه الحزب الحركات المسلّحة ضد السّلطات المركزيّة في بغداد، وهو لديه رغبة لا يخفيها في تأسيس دولة كرديّة، كما أنّ للحزب علاقات جيّدة مع تركيا، والولايات المتّحدة الأميركيّة، والدّول الغربيّة إلا أن علاقاته مع إيران ليست على ما يرام غالبًا.
- الاتّحاد الوطني الكردستاني
أسّس هذا الحزب جلال الطّالباني عام 1975 إثر انشقاقه عن الحزب الدّيمقراطي الكردستاني. ويميل نحو القوميّة الكرديّة، مع أن لديه العديد من الرّجال والكوادر ذوو ميول ليبراليّة. ينتشر الحزب في السّليمانيّة وهو على علاقة جيّدة مع إيران.
- حزب كادحي كردستان
إن هذا الحزب يساري يتزعّمه قادر عزيز، وتربطه علاقات قويّة بالاتّحاد الوطني الكردستاني.
- حزب الاتّحاد الإسلاميّ
وقد تأسّس العام 1992 بقيادة الشّيخ صلاح الدّين محمد بهاء الدّين، وللحزب توجّه إصلاحيّ لا يعتمد على المواجهة المسلّحة. وهو يمثّل فكر الإخوان المسلمين وله علاقات طيّبة مع الجماعة الأم بمصر.
- الحركة الإسلاميّة
تأسّست الحركة الإسلاميّة في الثّمانينيّات وظلّت لمدّة طويلة أهم حزب إسلامي كرديّ. وهو حزب غير بعيد عن حركة الإخوان المسلمين.
- جماعة أنصار الإسلام
ويُطلق عليها (پاك) تأسّست العام 2001، وهي تعدّ حديثة العهد، ويتزعّمها الشّيخ فاتح كريكار. انشقّت عن الحركة الإسلاميّة وعُرفت بتشدّدها ولذلك نالها لقب “طالبان الكرديّة”، وإليها ينسب الكثير من العمليّات المسلّحة ضدّ الوجود الأميركي وكذلك ضدّ حكومة إقليم كردستان، كما أنّها تتّهم بالتّعاون مع تنظيم القاعدة وتصنّف أميركيًّا منظّمة إرهابيّة [33].
- ب. الأحزاب الكرديّة في إيران
على عكس الواقع العراقيّ فإن الأحزاب الكرديّة في إيران ليست على وئام مع السّلطة القائمة في طهران، وهي أقل فعاليّة عن الأحزاب الكرديّة في باقي الأقطار ويعود ذلك للهويّة الإسلاميّة الجامعة التي طرحتها الثّورة الإسلاميّة. وأهم الأحزاب التي تأسّست في حقبات مختلفة هي:
- جمعيّة بعث كردستان
تأسّست في كردستان/إيران عام 1942، مركز أنشطتها في “مهاباد” ثم تحوّل إسمها عام 1946 إلى الحزب الدّيمقراطي الكردستاني، ولقيت دعمًا من كرد العراق.
- الحزب الدّيمقراطي الكردستاني
تأسّس سنة 1946 عشيّة تأسيس جمهوريّة مهاباد الكرديّة، وتلقّى دعمًا من الاتّحاد السّوفياتي السّابق، كما دعا إلى الحكم الذّاتي في كردستان في إطار الدّولة الإيرانيّة دون تبنّي مسألة الانفصال.
- ج. الأحزاب الكرديّة في تركيا
شكّلت الأحزاب السّياسيّة الكرديّة في معظم الإستحقاقات الإنتخابيّة التّركيّة خلال السّنوات الأخيرة عامل دعم وتحفيز لأحزاب علمانيّة ويساريّة محليّة، على عكس الأحزاب اليمينيّة التي تُعادي النّزعة القوميّة الكرديّة، وأهم هذه الأحزاب:
- الحزب الدّيمقراطي الكردستاني
تأسّس العام 1965 من مجموعة إقطاعيّين والملاك الكرد، وكان ذا إتّجاهات يمينيّة. ولم يفكّر في التعاون مع القوى اليساريّة. ولكن بعد فترة سيطر التّيار اليساري بعد إنتماء أشخاص إليه يحملون هذا الفكر، إلى أن تحوّل كليًّا إلى حزب يساري طاردًا منه كل العناصر اليمينيّة والمحافظة. ولعب دورًا في قيادة الإضرابات العماليّة.
- حزب عمّال كردستان التّركيّة
هو حزب يساري خرج من عباءة الحزب الدّيمقراطي الكردستاني بعد الصّراع الذي وقع داخل الحزب عام 1971، وكانت له صلات مع الأحزاب الكرديّة في العراق وإيران.
- الحزب الإشتراكي الكردستاني
عرف بجماعة “طريق “الحريّة” وله نفوذ واسع بين المثقّفين والطّلبة. قام الحزب بدور كبير في نشر الأفكار اليساريّة، مستثمرًا النّشر العلني أو شبه العلني الذي كان مسموحًا به في حقبة حكم حزب الشّعب الجمهوري اليساري بقيادة “بولند أجاويد” أواخر السّبعينيّات ويقوده أمينه العام كمال بورقاي[34].
- حزب العمّال الكردستاني
يُعرف إختصارًا بـ (PKK) وقد تأسّس في 27 نوفمبر/ تشرين الثّاني 1978 بطريقة سريّة على يد مجموعة من الطّلاب الماركسيّين غير المؤثّرين في السّاحة السّياسيّة الكرديّة، بينهم “عبد الله أوجلان” الذي أختير رئيسًا للحزب 29[35]. ويؤكّد الحزب في برنامجه الدّاخلي أنّ الماركسيّة اللّينينيّة أيديولوجيته في العمل[36]، ويضع نصب عينيه إنشاء دولة كرديّة ديمقراطيّة مستقلّة في الشّرق الأوسط، وكانت إستراتيجيّته ترتكز على استعمال العنف وتصعيده في مواجهة عنف القوّات التّركيّة. ولكن بعد القبض على عبد الله أوجلان العام 1999 أوقف الحزب أنشطته المسلّحة بدعوة من أوجلان الذي أعلن عن مبادرة سلام تتضمّن الحوار مع أنقرة، ثم عاد العام 2005 إلى النّشاطات المسلّحة. هذا وللحزب نفوذ سياسيّ وعسكريّ قوي في المناطق الحدوديّة مع العراق وسوريا، كما يحظى بنفوذ قوي لدى العلويّين من الكرد في منطقة تونجالي[37].
- حزب السّلام والدّيمقراطيّة
أسّس في دياربكر عام 2008، برئاسة “جولتان كيشاناك” ليصبح وريثًا لحزب المجتمع الدّيمقراطي الذي حصل على 22 مقعدًا في البرلمان التّركي عام 2005 عبر مرشّحين مستقلّين، قبل أن يُحظر الحزب لاحقًا بعد إتهامه بعلاقته مع الانفصاليّين الأكراد[38].
- حزب الشّعوب الدّيمقراطي
تأسّس حزب الشّعوب الدّيمقراطي يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2012، ويرأس الحزب “صلاح الدّين دميرطاش” مناصفةً مع السّياسة الكرديّة لـ”فيغان يوكسيك داغ”. ويقدّم التّنظيم نفسه بوصفه حزبًا لكل مكوّنات وأطياف المجتمع التّركي، مؤكّدًا أنه لا يُمثّل هويّةً أو عرقًا بعينه، غير أنّ الكثيرين يعتبرونه نسخة عن حزب السّلام والدّيمقراطيّة الكرديّ، لكنّه موجّه إلى مناطق تركيا الغربيّة. كما أن هناك من يعتبره حزبًا ذا توجّه إشتراكي. وينصّ قانونه الدّاخلي على أنّه “حزب يمثّل المضطهدين والمهمّشين”.
- د. الأحزاب الكرديّة في سوريا
هناك العديد من الأحزاب الكرديّة في سوريا تعمل لكن دون الحيازة على ترخيص قانوني لها من الدّولة السوريّة، ومن بين هذه الأحزاب:
- الحزب الدّيمقراطي الكردستاني
تأسّس العام 1957 وترأّسه الدّكتور “نور الدّين زازا”، ودعا عند انطلاقه إلى تحرير كردستان وتوحيدها عن طريق الثّورة. ثم لاحقًا بعد اعتقال غالبيّة قياديّيه، أعادوا النّظر في برنامجهم وعملوا فقط على المطالبة بحقوق الكرد السّوريّين الثّقافيّة والسّياسيّة.
- الحزب الدّيمقراطي اليساري الكرديّ
تأسّس هذا الحزب في أواخر الخمسينيّات، منتهجًا خطى الحزب الدّيمقراطي الكردستاني، لكنّه اضّطر لاحقًا إلى تغيير نهجه والسّير نحو سياسة معتدلة.
خامسًا: أهم الشّخصيات الكرديّة في العصر الحديث
برز في المجتمع الكرديّ الكثير من الشّخصيّات التي أدّت دورًا مهمًّا في الحضارة الإسلاميّة على مختلف الصّعد، ولكنّها كانت منخرطة بالبيئة العربيّة فنسبت إلى العرب، حديثًا من أهم الشّخصيّات الكرديّة:
- عبد الرحمن الكواكبي: وُلِد في حلب من أصل كرديّ كاتب ومفكّر وصحفي، عمل في الصّحافة، واشتهر بكتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد[39].
- قاضي محمّد: مؤسس أوّل دولة كرديّة (1946) ورئيسها في التّاريخ الحديث، في مدينة مهاباد الإيرانيّة التي سرعان ما فشلت.
- مصطفى البارزاني: يصفه الكرد بالزّعيم الخالد، نتيجة قيامه بالحركة المسلّحة ضد الحكومة العراقيّة. في عام 1945 قرّرت الحكومة العراقيّة القضاء على حركة البارازاني فضاقت به السّبل وهرب إلى الاتّحاد السّوفياتي.
- جلال الطّالباني: أوّل رئيس كرديّ للعراق (2005-2014) وزعيم حزب الاتّحاد الوطني الكردستاني، ولد العام 1933، وانضم إلى الحزب الدّيمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني. سافر العام 1957 إلى موسكو ودمشق مروّجًا لدولة كرديّة.
أسّس الطّالباني لنفسه إقليمًّا وحكومة في السّليمانية عام 1992، لكنّه دخل في صراع نفوذ على المنطقة مع مسعود البارزاني. احتفظ الطّالباني بعلاقات جيّدة مع الأميركيّين، تم اختياره رئيسًا مؤقّتًا للعراق العام 2005، وجدّد انتخابه من قبل مجلس النّواب لرئاسة من أربع سنوات في 2006.[40]
- مسعود البارزاني: رئيس إقليم كردستان العراق منذ (2005)، وزعيم الحزب الدّيمقراطي الكردستاني، ولد عام 1946م وكان للوجود الإسرائيليّ شمال العراق دور في علاقته بالإسرائيليّين، فقد منحته منظّمة تسمى الجمعيّة اليهوديّة العراقيّة ومقرّها في نيويورك، لقب منقذ الشّعب اليهودي، لأنه كما جاء ببيانها في الرّابع من أبريل 1987 أنقذ حياة خمسة آلاف يهودي عراقي بين عامي 1970 و 1973. هذا بالإضافة إلى التّعاون الاستخباراتي المستمرّ مع الإسرائيليّين[41].
- عبد الله أوجلان: أسّس عبد الله أوجلان فرعًا لحزب العمّال الكردستاني في تركيا عام 1978 بالإشتراك مع أقرانه من الطّلاب الكرد ذوي الميول الشّيوعيّة، حيث قاد الحزب بزعامته صراعًا دمويًّا عام 1984 ضد قوّات الأمن التّركيّة، كما اتّجه إلى تصفية معارضيه من الأحزاب الكرديّة الأخرى [42]، ويُعد بطلًا قوميّا مناضلًا في نظر العديد من الأكراد. تم إعتقاله عام 1999، وأصدرت تركيا قرارًا بإعدامه يوم 29-6-1999، إلا أن القرار لم ينفّذ حتى الآن.
إذ أن الولايات المتّحدة أيّدت قرار إعدام أوجلان كونه “إرهابيًّا دوليًّا” إلا أنّ القرار أثار إستياء الاتّحاد الأوروبيّ الذي اشترط على تركيا إلغاءه لنيل عضويّة الاتّحاد، فألغى البرلمان التّركي عقوبة الإعدام على أوجلان وحولها إلى سجن مؤبّد 2001([43]).
- صلاح الدّين ديمر طاش: سياسي وحقوقي تركي من أصول كرديّة إنتخب في البرلمان التّركي لثلاث حقب متتالية. وكان رئيسًا لحزب السّلام والدّيمقراطيّة، مناصفة، ثم أصبح رئيسًا لحزب الشّعوب الدّيمقراطي مناصفة أيضًا، فحقّق بقيادته مفاجأة كبرى في تشريعيات 2015 بحصوله على نحو 78 مقعدًا في البرلمان. ولد صلاح الدّين ديمر طاش يوم 10 أبريل / نيسان 1973، واشتهر بدعوته المستمرّة إلى عصيان لغوي وثقافي يرتكز على فرض اللّغة والثّقافة الكرديّة في المجالات المهنيّة والاقتصاديّة([44]).
سادسًا. خلاف الأكراد
يبقى الخلاف الجوهري والأساسي بين الأكراد أنفسهم يتمحور حول توقيت إستقلال إقليم كردستان العراق وحول طبيعة نظام الحكم وشكل الدّولة ما أجّج الخلافات أكثر فأكثر.
كذلك هناك إختلاف في توجّهات وتحالفات الحركات الكرديّة التي تنقسم سياسيًّا وإيديولوجيّا،ً فإنّ طبيعة المجتمع الكرديّ قد ساعدت أيضًا في الإختلاف نتيجة التنوّع الدّيني واللّغوي. ففي إقليم كردستان رغم التّعايش البارد لسنوات بين الحزب الدّيمقراطي والاتّحاد الوطني، لا تزال الإدارات في أربيل والسّليمانيّة مستقلّة بعضها عن بعض، ولا تزال قضايا مثل توحيد الأجهزة الأمنيّة دون حل([45]).
إن كرد تركيا مثلًا ينشطون من خلال حزب العمّال الكردستانيّ يساريّ التّوجه الذي عاد إلى العمل المسلّح بعد سنين من اعتقال قائده “عبد الله أوجلان”، وهذا الأخير كان يرى قيادات كرد العراق مجرّد زعامات إقطاعيّة مصيرها الهزيمة، ولذلك لم يجد كرد تركيا ملاذًا لدى أشقائهم في العراق، فظلّوا في منطقة الشّريط الحدودي المعقّدة والعصيّة على كل خصومهم([46]).
خاتمة
يتّضح ممّا تقدّم تشابك المسألة الكرديّة وإختلاف الرّؤى بين الأكراد أنفسهم حول مستقبلهم، ولكن لا يمكن فصل الأزمات الكرديّة عن أزمات المنطقة وبالأخص في هذه الحقبة الزّمنيّة حيث أضحت العلاقات الإقليميّة والدّوليّة شديدة التّداخل والتّشابك. فالأكراد بغض النّظر عن أصولهم التّاريخيّة والخلاف حول تشكّلهم الحضاري أو القوميّ، هم جماعة بشريّة قائمة تتمايز في اللّغة وبعض العادات والتّقاليد عن محيطها وتطمح لتوكيد خصوصيّاتها. وبالوقت عينه يجمعها بالمحيط كثير من المشتركات وفي طليعتها الدّين الإسلاميّ بشموليّته الجامع الأوّل لشعوب المنطقة، إضافةً للإنتماء الحضاري والتّاريخي وهموم التّنمية بكافة أبعادها حيث تعاني كلّ جغرافيا المنطقة من مشكلات متشابهة. فالأصلح للكرد مقاربة الواقع بموضوعيّة وواقعيّة والإستفادة من تجارب الانفصال وفشلها في الماضي، وعدم المراهنة على الدّول الكبرى أو الإرتماء في أحضان العدو الصّهيونيّ، فهم جزء لا يتجزأ من الأمّة الإسلاميّة وسلوك طريق التّفاهم والحوار مع دولهم لإنتزاع الحقوق بشكل سلمي، ولا بدّ للدّول التي يقيم فيها الأكراد من الاعتراف لهم بحقوق إنسانيّة نصّت عليها المواثيق الدّوليّة ولم تعارضها الشّريعة الإسلاميّة كالتّعليم بلغتهم الأم والتّحدث بها واستخدامها كلغة رسميّة ثانية في مناطقهم والمحافظة على تراثهم الفنّي وما شابه، فالتّعدد اللّغوي والثّقافي موجود في كثير من دول العالم دون أن يحدث نزاعات أو يخدش بوحدة وهويّة الدّولة، بالإضافة لعدم التّميز القانوني والواقعي في الحقوق السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والتّقديمات الإنمائيّة والخدماتيّة تبعًا لمفهوم المواطنة الواحدة التي يتساوى فيها جميع من يحمل جنسيّة بلد ما بالحقوق والواجبات..
قائمة المصادر والمراجع
أ. الكتب
– أخميس، حنان، أصل الأكراد، ديوان العرب، الجزء الأول، قسم الدراسات والأبحاث، 19/1/2004.
– العبيدي، مثنى، محفزات داعش: هل يستطيع الأكراد بناء دولتهم على أنقاض الفوضى الإقليمية، المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية، القاهرة، 30/10/2014.
ب. المجلّات والدّوريّات
– حسين، إياد، تاريخ الأكراد ومستقبلهم، مجلة تحولات، 8 حزيران 2006.
– مرعي، فرست، أكراد سورية وصراع المحافظة على الهوية، مجلة رؤية البيان، 13/04/2014.
– فيلد، هنري، جنوب كردستان، دراسة أنثروبولوجية، ترجمة جرجيس فتح الله، الناشر: منشورات الجمل، دار ناراس للطباعة والنشر، طبعة 1، مجلد 1، 2012/8/2.
ج. المواقع الإلكترونيّة
– ترك برس، نبذة من تاريخ الأكراد في الشرق الأوسط، 14/4/2015، http://www.turkpress.co/node/7481.
– حافظ، جمال، الأكراد بين الانتماء الإسلاميّ أو التعصب العرقيّ، جريدة حرية بوست، 25/6/2015.
– حسو الزيباري، الطاهر، بنية المجتمع الكرديّ، نشر بتاريخ 23/5/2006، شوهد بتاريخ 24/6/2023 على الرابط www.aljazeera.net.
– خوين، جكر، تاريخ كردستان، مكتبة جياي كورمنج، ستوكهولم 1985، ترجمة: مسور، خالد، مطبعة أميرال للطبع والنشر والتوزيع، بيروت 1/7/1996، شوهد بتاريخ 25/6/2024 على الرابط
https://www.dorar-aliraq.net/threads/8190
– دالاي، غالب: القوميّة الكرديّة ستصوغ مستقبل المنطقة، موقع نون بوست، ترجمة وتحرير نون بوست، مركز الجزيرة للدراسات، نشر بتاريخ 12 يوليو 2015، شوهد بتاريخ 19/5/2024، على الرابط: https://www.noonpost.com/7505.
– دلشاد، عبد الله: حلم الدولة الكرديّة، الدعوة لاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق.. تواجه خلافات وعقبات، موقع المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات الإلكتروني، نشر بتاريخ 17 تموز 2014، شوهد بتاريخ 23/5/2024، على الرابط:
https://center-lcrc.org/index.php?s=4&id=11576
– ديمر طاش، صلاح الدين، فريق عمل الجزيرة نت، نشر بتاريخ 9/6/2015، شوهد بتاريخ 24/5/2024 على الرابط: www.aljazeera.net.
– سلمان القضاة، محمد، أكراد إيران.. حقائق ومعلومات، نشر بتاريخ 3/9/2007 على الرابط: http://www.aljazeera.net.
– سوريشو، حنا، الدولة الكرديّة حقيقة أم يوتوبيا، موقع Kurdish State Arabic.htm http://www.bethsuryoyo.com/currentevents/KurdishState
– شحاتة، أمين، الأحزاب والتيارات السياسية الكرديّة، موقع الجزيرة نت، شوهد بتاريخ 23/5/2006 على الرابط: www.aljazeera.net.
– الطلعة، قمصان، الدولة الكرديّة.. هل من فرصة؟، موقع الجزيرة 23/5/2006.
– فريق عمل ساسة بوست الأكراد.. التشتت وحلم الاستقلال، 18/2/2014،
– فريق عمل سكاي نيوز عربية، خريطة بأهم الأحزاب الكرديّة في المنطقة، أبوظبي – سكاي نيوز عربية، نشر بتاريخ 22/10/2014، شوهد بتاريخ 24/5/2024 على الرابط: www.skynewsarabia.com.
– فريق عمل موسوعة الجزيرة، حزب العمال الكردستاني، الجزيرة 7/6/2016، على الرابط www.aljazeera.net.
– محمد العيسوي، فايز، مشكلة الأكراد: رؤية جغرافية، كتب المقال بتاريخ 28.2.2012، http://www.alukah.net/world_muslims/0/38776.
– – محمود عبد الستار، عمر، حق تقرير المصير لكورد العراق والاتجاه نحو الكونفيدرالية، موقع نون بوست 18/3/2015، https://www.noonpost.net/content/5884 .
– ميران، عمر، مؤرخ كرديّ يكشف حقائق خطيرة عن تاريخ الأكراد: موقع النهى، 6/8/2008.
[1]– طالب دكتوراه قسم الدّراسات الإسلاميّة، كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في جامعة الجنان – لبنان.
[2]– دالاي، غالب: القوميّة الكرديّة ستصوغ مستقبل المنطقة، موقع نون بوست الإلكتروني، ترجمة وتحرير نون بوست، مركز الجزيرة للدراسات، نشر بتاريخ 12 يوليو 2015، شوهد بتاريخ 19/5/2024، على الرابط:
https://www.noonpost.com/7505/.
[3]– دلشاد، عبد الله: حلم الدولة الكرديّة، الدعوة لاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق.. تواجه خلافات وعقبات، موقع المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات الإلكتروني، نشر بتاريخ 17 تموز 2014، شوهد بتاريخ 23/5/2024، على الرابط:
https://center-lcrc.org/index.php?s=4&id=11576.
4– خوين، جكر، تاريخ كردستان، مكتبة جياي كورمنج، ستوكهولم 1985، ترجمة: مسور، خالد، مطبعة أميرال للطبع والنشر والتوزيع، بيروت 1-7-1996، شوهد بتاريخ 25/6/2024 على الرابط
https://www.dorar-aliraq.net/threads/8190.
[5]– المرجع نفسه، ص 13.
[6]– حسين، إياد، تاريخ الأكراد ومستقبلهم، مجلة تحولات، 8 حزيران 2006.
[7] ميران، عمر، مؤرخ كردي يكشف حقائق خطيرة عن تاريخ الاكراد: موقع النهي، 6/8/2008
[8] فيلد، هنري، جنوب كردستان، دراسة أنثروبولوجية ، ترجمة جرجيس فتح الله، منشورات الجمل، دار ناراس للطباعة والنشر، الطبعة 1، مجلد 1، 2012/8/2.
[9] أخميس، حنان، أصل الأكراد – الجزء الأول، ديوان العرب قسم الدراسات والأبحاث، ۱۹ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٤، ص (1).
[10] ترك برس، نبذة من تاريخ الأكراد في الشرق الأوسط، 14/4/ 2015 على الرابط
http://www.turkpress.co/node/748
[11] اتفاقية سايكس بيكو عام :1916 في مطلع القرن العشرين كان الشرق الأوسط على وشك أن يشهد تحولا كبيرا. وفي الحرب العالمية الأولى اتفقت فرنسا وبريطانيا بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على تقسيم الدولة العثمانية وتحديد مناطق السيطرة والنفوذ في الشرق الأوسط. ورسم الدبلوماسي البريطاني مارك سايكس Mark Sykes والدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو -François Georges Picot خريطة بالمسطرة في عام 1916. و مع هذا الاتفاق السري حصلت فرنسا على سوريا ولبنان وسيطرت بريطانيا على العراق وفلسطين والأردن. وكان يسعى الفرنسيون والبريطانيون لتطبيق سياسة فرق تسد في المنطقة. لم يدخل اتفاق سايكس بيكو حيز التنفيذ بشكل رسمي، ولكنه شكل أساسا لمعاهدة السيفر. وهذا الاتفاق كان نقطة التحول للأكراد وللشعوب الأخرى في الشرق الأوسط، (ترك برس م.ن).
[12] معاهدة سيفر 1920: رسمت حدود الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى مع معاهدة سيفر من جديد، وفقدت الدولة جزءاً كبيراً من أراضيها. وتعطى هذه المعاهدة للأكراد حق الحكم المحلي، وبعد سنة واحدة حق مراجعة عصبة الأمم للاستقلال وفي 1 تشرين الثاني 1922 انتهى حكم الدولة العثمانية رسميا، وفقدت معاهدة سيفر صلاحياتها و توزع بعدها الأكراد في ثلاث دول ضمن الحدود التركية والعراقية والسورية، إضافة إلى الأكراد في إيران (ترك برس.م.ن).
[13] حددت المعاهدة حدود عدة بلدان مثل اليونان وبلغاريا وتركيا والمشرق العربي تنازلت فيها تركيا عن مطالبها بجزر دو ديكانيسيا وقبرص ومصر والسودان والعراق وسوريا ، كما تنازلت تركيا عن امتيازاتها في ليبيا التي حددت في الفقرة 10 من معاهدة أوشي بين الدولة العثمانية و مملكة إيطاليا في 1912 (كامل) الفقرة 22 في معاهدة لوزان (1923). في المقابل، أعيد ترسيم الحدود مع سوريا بما يشمل ضم أراض واسعة وتضم من الغرب إلى الشرق مدن ومناطق مرسين وطرسوس وقيليقية وأضنة وعنتاب وكلس ومرعش وأورفة وحران وديار بكر وماردين ونصيبين وجزيرة ابن عمر (جزيرة بوتان, أي فعليًا ضم المناطق كافة التي تعدّ من كورستان الشمالية إلى تركيا. وكان السبب الأول لرفض تركيا معاهدة سيفر وإلغائها هو كونها تتضمن وطن قومي مستقل للكورد ، فقامت تركيا آنذاك بإقناع الحلفاء بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرهم عن طريق التنازل عما تنازلته من أراض في سبيل الحصول على كامل الأرضي الكوردية و بعض المناطق من أرمينيا وبالتالي زيادة مساحة دولة تركيا التي كان يطمح لها أتاتورك و فيما بعد قامت الحكومة البريطانية بضم ولاية الموصل إلى دولة العراق وبالتالي تقسيم المناطق الكوردية بين تركيا, سوريا, إيران والعراق و كانت هذه الاتفاقية هي الاتفاقية الأخيرة بعد الحرب العالمية الأولى و التي رسمت بموجبها الحدود الرئيسية لمعظم الدول الحالية في الشرق الأوسط ( وليد شيخو ، معاهدة لوزان وكيف تم تقسيم كوردستان، الصفحة الرسمية للسياسي الكوردي 11 شباط (2013)
[14] محمود عبد الستار، عمر، حق تقرير المصير لكورد العراق والاتجاه نحو الكونفيدرالية، موقع نون بوست 18/3/2015، https://www.noonpost.net/content/5884.
[15] ا فريق عمل ساسة بوست الأكراد.. التّشتّت وحلم الاستقلال، 18 فبراير 2014، شوهد بتاريخ 6-10-2016، http://www.sasapost.com.
[16] فريق عمل ساسة بوست الأكراد.. التّشتّت وحلم الاستقلال، م.ن.
[17] محمد العيسوي، فايز، مشكلة الأكراد رؤية جغرافية، كتب المقال بتاريخ 28/2/2012، شوهد بتاريخ 3/6/2016 على الرابط: http://www.alukah.net/world_muslims
[18] القضاة، محمد سلمان، أكراد إيران.. حقائق ومعلومات، نشر بتاريخ 3/9/2007، شوهد بتاريخ 3/9/2016 على الرابط: http://www.aljazeera.net.
[19] القضاة، محمد سلمان، م. س.
[20] القضاة، محمد سلمان، م. س.
[21] محمد العيسوي، فايز، مشكلة الأكراد: رؤية جغرافية، م.س، ص (1) .
[22] محمد العيسوي، فايز، م.س.
[23] محمد العيسوي، فايز، م.س.
[24] فرست مرعي ، أكراد سورية وصراع المحافظة على الهوية، مجلة رؤية البيان، 13/04/2014.، ص (6).
[25] مرعي، فرست، أكراد سورية وصراع المحافظة على الهوية، م. س، ص (6).
[26] سوريشو، حنا، الدولة الكرديّة حقيقة أم يوتوبيا، موقع Kurdish State Arabic.htm، شوهد بتاريخ 11/3/2016 على الرابط: http://www.bethsuryoyo.com/currentevents/KurdishState.
[27] حسو الزيباري، الطاهر، بنية المجتمع الكردي، نشر بتاربخ 23-5- 2006، شوهد بتاريخ 24/6/2023 على الرابط www.aljazeera.net.
[28] مرعي، فرست، أكراد سورية وصراع المحافظة على الهوية، م.س، ص (5).
[29] محمود حسين، إياد، تاريخ الأكراد ومستقبلهم، م.س، ص (3).
[30] محمود حسين، إياد، م.س.
[31] مجلة درر العراق، نشر بتاريخ 10-8-2010، شوهد بتاريخ 24/6/2024 على الرابط: www.dorar-aliraq.net.
[32] شحاتة، أمين، الأحزاب والتيارات السياسية الكرديّة، موقع الجزيرة نت، شوهد بتاريخ 23/5/2006 على الرابط: www.aljazeera.net..
[33] شحاتة، أمين، الأحزاب والتيارات السياسية الكرديّة، م. س، ص (2).
[34] شحاتة، أمين، الأحزاب والتيارات السياسية الكرديّة، م. س. ص (3).
[35] فريق عمل موسوعة الجزيرة، حزب العمال الكردستاني، الجزيرة 7/6/2016، على الرابط www.aljazeera.net.
[36] شحاتة، أمين، الأحزاب والتيارات السياسية الكرديّة، م. س، ص (3).
[37] أمين شحاتة، م.س.
[38] فريق عمل سكاي نيوز عربية، خريطة بأهم الأحزاب الكرديّة في المنطقة، أبوظبي – سكاي نيوز عربية، نشر بتاريخ 22/10/2014، شوهد بتاريخ 24/5/2024 على الرابط: www.skynewsarabia.com .
[39] حافظ، جمال، الاكراد بين الانتماء الاسلامي أو التعصب العرقي، ص (4)، جريدة حرية بوست، 25/6/2015.
[40] حافظ، جمال، الاكراد بين الانتماء الاسلامي او التعصب العرقي، م.س، ص (4).
[41] حافظ، جمال، م.س.
[42] حافظ، جمال، م.س.
[43] حافظ، جمال، الاكراد بين الانتماء الاسلامي او التعصب العرقي، م.س، ص (4).
[44] فريق عمل الجزيرة نت، صلاح الدين ديمر طاش، نشر بتاريخ 9-6-2015، شوهد بتاريخ 24/5/2024 على الرابط: www.aljazeera.net.
[45] العبيدي، مثنى، محفزات داعش: هل يستطيع الأكراد بناء دولتهم على أنقاض الفوضى الإقليمية؟
[46] الطلعة، قمصان، الدولة الكرديّة.. هل من فرصة؟ ص (3)، نشر بتاريخ 23/5/2006، شوهد بتاريخ 9/6/2024 www.aljazeera.net.
عدد الزوار:56