أبحاثاللغة والأدب والنّقد

العقل واضطراباته عند اللّبنانيّين من خلال أمثالهم

العقل واضطراباته عند اللّبنانيّين من خلال أمثالهم

The Mind and Its Disorders Among the Lebanese People Through Their  Proverbs

سماح يحيى العرجة

Samah Yahya El Arja

تاريخ الاستلام 1/8/2024                                                  تاريخ القبول 20/8/2024

 

 الملخّص

لا يمكن إنكار أهمـّيّة عقل الإنسان، فهو يميّز البشر عن الحيوانات ويُعَدّ مقياسًا لنجاح الشخص أو فشله. وتُعد الأمثال اللّبنانيّة انعكاسًا للقيم الثقافية والفلسفية، وتُستخدَم لدراسة مواقف اللّبنانيّين تجاه العقل. وقد اعتمد هذا البحث على مجموعة من الأمثال اللّبنانيّة، مسلّطًا الضوء على نظرة اللّبنانيّين للعقل كمصدرٍ للحكمة وحلٍّ للمشكلات. إذ يؤكّدون من خلالها أنّ الذّكاء صفة أساسية، ويصفون الذكي بأنّه سريع البديهة وناجح في الحياة. وفي الجهة المـُعاكسة فقد يتم انتقاد الجهل والغباوة، إذ يساوي اللبنانيون بين قلة الذّكاء والفشل وعدم الكفاءة. كما تعمّق البحث في المصطلحات المختلفة المستخدمة لوصف الذّكاء والغباء، مقدّماً رؤى حول الثّقافة والقيم اللّبنانيّة.

الكلمات المفتاحية: العقل- الذّكاء- الأمثال اللّبنانيّة- الثّقافة- الجهل.

  Abstract

The importance of the human mind is undeniable, it distinguishes humans from animals and serves as a measure of one’s success and failure. Lebanese Proverbs are reflecting cultural and philosophical values and used to study Lebanese attitudes towards the mind. This research is based on several collections of Lebanese proverbs, by highlighting the Lebanese view of the mind as a source of wisdom and problem-solving. They emphasize intelligence as an essential trait and describe intelligence as quick-witted and successful in life. Conversely, ignorance and stupidity are criticized, and the Lebanese are equating lack of intelligence with failure and incompetence. The study delves into various terms used to describe intelligence and foolishness, offering insights into Lebanese culture and values.

Keywords: mind, intelligence, Lebanese Proverbs, culture, ignorance.

 

 

1– تمهيد

لا شكّ في أهمّيّة العقل بالنّسبة إلى الإنسان. ونظرًا إلى هذه الأهمّيّة، قيل: “الإنسان حيوان عاقِل، أي: إنَّ ما يميِّز الإنسان عن الحيوان هو العقل. وشتان بين العقل الإنسانيّ، والغريزة الحيوانيّة. ويُقيَّم الإنسان بعقله، لأنَّه هو الموجِّه لأفكاره وأعماله، وهو أساس نجاحه وفشله، حتّى إنَّه يحاسَب بحسب ذكائه وعقله ومدى صحّة هذا العقل واضطرابه.

ولا شكّ في أهمّيّة الأمثال من النّواحي البلاغيّة، والوطنيّة، والتّربويّة، والجماليّة، والقانونيّة، والحضاريّة([1]). ولعلّ أبرز أهمّيّة لها هي الأهمّيّة الحضاريّة، فالأمثال مرآة صادقة لحضارة الشّعب، وضروب تفكيره، ومناحي فلسفته، ومثُله الأخلاقيّة والاجتماعيّة. والباحث يستطيع أن يدرس  جزءًا من حضارة شعب، استنادًا إلى أمثاله. ولعلّ بحثي هذا الّذي يجمع بين الأهمّيّتين: أهمّيّة العقل وأهمّيّة الأمثال، خير دليل على ما أقول.

وكُتُب الأمثال اللّبنانيّة كثيرة([2])، لعلّ أهمّها ما اعتمدتُ إليه في دراستي هذه، وهي _بحسب ترتيبها الزّمنيّ:

أ- Proverbes et dictons Syro-Libanais، للمونسينيور ميشال فغالي. وقد رمزت إليه في الحاشية بِـــ”فغالي”.

ب- A dictionary of Modern Lebanese proverbs، للدّكتور أنيس فريحة. وقد رمزت إليه في الحاشية بِـــ”فريحة”.

ج- Proverbes populaires du Liban Sud Saïda et ses environs، لفردينان يوسف أبيلا. وقد رمزت إليه في الحاشية بِــ”أبيلا”.

د- الأمثال العاميّة وأثرها في المجتمع، لعبد الرّزاق رحم. وقد رمزت إليه في الحاشية بِـــ”رحم”.

ه- موسوعة الأمثال اللّبنانيّة، للدّكتور إميل بديع يعقوب. وقد رمزت إليه في الحاشية بِــ”يعقوب”.

والأرقام، في الحواشي، بعد هذه الرّموز، تمثّل أرقام الأمثال فيها، لا أرقام صفحاتها.

 

2- تعريف العقل

العقل، في اللّغة، هو ما يُقابِل الغريزة الّتي لا اختيار فيها. وما يكون به التّفكير والاستدلال وتركيب التّصوّرات والتّصديقات، وما به يتميَّز الحَسَن من القبيح، والخير من الشّرّ، والحقّ من الباطِل([3]). وقيل: هو مَرْكز الفِكْر والحُكْم والـمُخيَّلة وسواها، ومجموع القوى العقليّة، وما يكون به التّفكير والاستدلال عن غير طريق الحواسّ([4]).

 

3- أهمّيّة العقل عند اللّبنانيّين

يمجِّد اللّبنانيّون العقل، ويعدونه زينة الإنسان وجوهره، ومصدر تفوّقه على سائر الكائنات. قالوا في أهمّيّته: “العقل زينة لكلّ رزينة([5])، و”الإنسان زينته عقله([6])، و”أغنى الغنيّ العقل([7])، و”خير المواهب العقل([8])، و”كلّ شي كِتِر رِخِص إلّا العقل: كلّ ما كِتِر غِلي([9])، و”الفقير فقير العقل([10]).

واستخدام العقل في الأمور الحياتيّة يُجنّبنا الخسارة والنَّدم، ويحلّ مشكلاتنا، قالوا: “ما حدا عِقِل ونِدِم([11])، و”ما حدا تَقَّل عَقْلو ونِدِم([12])، و”كلّ مين عَقْلو براسو بيَعْرِف خلاصو([13])، و”عقلك براسك بتعرِف خلاصك([14]).

والعاقِل لا يُثرثِر، فــ”إذا تمّ العقل، نقص الكلام([15])، وأشاروا إلى الكبير بالعمر الّذي يستفيد من خبراته وتجاربه الحياتيّة، فيكون عقله راجحًا متّزنًا، قائلين: “عَقل الكبير كبير([16]).

وكلّ مُعْجَب بعقله، مهما كان مستوى هذا العقل، قالوا: “سبحان الراضي الناس بعقولا([17])، و”سبحان مفرِّق (أو مقسّم) العقول([18])، و”كلّ مين عقلو عاجبو (أو بعقلو راضي) ([19])، و”لمّا تفرّقت العقول كلّ إنسان عِجْبو عقله([20])، و”هات للمجنون ألف عقل، ما بيعجبو غير عقلو([21]).

وفي نظرة تشاؤميّة إلى الإنسان، يرى النّاس أنّ قلّة العقل هي المسيطرة على النّاس، وليس الذّكاء أو الفِطْنة. قالوا: “لو قلّة العقل بتوجِّع، أغلب النّاس بِتْقضّي عمرها بالصّريخ([22])، و”العقل زينة، والمهابيل بالدّزينة([23]).

والعقل هو معيار تقييم الإنسان، ومحاسبته في أعماله وأقواله ونواياه. قالوا: “حساب المرء عَ قَدّ عقلو([24])، و”اعطيني عقل وحاسبني([25])، و”إلّي ما لو عقل ما لو خطيّة([26]).

ويقابلون بين العاقِل والجاهل، فيفضّلون الأوّل ولو أخرس أو عدوًّا، على الثّاني ولو ناطِقًا أو صديقًا. قالوا: “أخرس عاقِل، ولا جاهل ناطِق([27])، و”عدوّ عاقِل ولا صديق جاهل([28]). وأشاروا إلى سرعة فهم العاقل لما يُطلب منه بعكس الجاهل، فقالوا: “العاقِل من غمزة، والجاهِل من رفصة([29]).

 

4- الذّكاء والفِطنة

الذّكاء: سرعة الفهم والفِطنة، وقيل: شدّة قوّة للنّفس معدَّة لاكتساب العلوم. وقيل: قدرة على التّحليل والتّركيب والتّمييز والاختبار وعلى التّكيّف حيال المواقف المختلفة([30]). وعرّفه مجمع اللّغة العربيّة بالقاهرة بأنَّه “القوّة العقليّة الّتي تتحلّى في سلامة التّفكير، والقدرة على الفهم وإدراك المعاني الكلّيّة والمجرّدات، وفي سرعة التّعلُّم، وإدراك العلاقات بين الأشياء والموضوعات والأفكار”([31]).

والفِطنة هي الذّكاء، والنّباهة، والمهارة([32])، أو هي الحذق والمهارة، وقوّة استعداد الذّهن لإدراك ما يرد عليه([33]). وتقول العرب: “فُلان ذكيّ، فَطِن، فَهِم، زَكِن، نَدِس،  لَوذَعيّ، ألْمعيّ، أَرْوَع. حادّ الذّهْن، متوقِّد الذّهْن، صافي الذِّهْن، شَهْم الفؤاد، ذكيّ القلب، خفيف القلب، ذكيّ المشاعر، حديد الفؤاد، مُرْهَف الذّهن، حديد الفهم، دقيق الفهم، سريع الفهم، سريع الفِطْنة، سريع الإدراك، صادق الحدْس، شاهد اللُّب، يَقِظ الفؤاد، مُلْتَهب الذّكاء”([34]).

ويسمّي اللّبنانيّون الذّكاء أيضًا “شطارة”، والذكيّ شاطِرًا ونبيهًا ولبيبًا. وإذا كانوا يعتبرون “العقل زينة”، و”أغنى الغنى”، و”خير المواهب”، كما تقدَم القول، فما بالك بتقديرهم للذّكاء والذكيّ؟

رأوا أوّلًا أنَّ أمارات الذّكاء تظهر منذ الطّفولة، فقالوا: “الدّيك الفصيح من داخل البيضة (أو من تحت إمّو) بِصيح([35])، وأنَّ أحدًا لا يُنكر فائدة الذّكاء في الحياة، فــ”الشّطارة مِشْ منكورة([36])، والذكيّ يُحْسِن استثمار خيرات الدّنيا: “الدّني فريسة الشّاطر([37])، و”الشّاطِر بِشطارتو([38])، أي: إنّ الرّزق مُتوافر أمام الجميع، فيأخذ منها كلُّ إنسان بحسب ذكائه.

واللّبنانيّون يهنّئون الذكيّ كُلَّما نجح في أعماله وحقّق الأرباح، قائلين: “الشّاطِر ما يموت([39]). وهم ينصحون بصداقة الأذكياء ومعاشَرتهم، فــ”عِشْرة الشّطّار بِتَطوِّل الأعمار([40]). ويُفضِّلون الشّيطان الذكيّ على الملاك الغبيّ: “الشّيطان المدمشق، ولا الملاك الغشيم([41]). ووصفوا الذكيّ بأنَّه:

أ- سريع الفهم للأمور واستيعابها من أدقّ علاماتها، قالوا: “اللَّبيب من الإشارة بيِفْهُم([42])، و”بيِفْهَم عَ الطّايِر([43])، و”بيِكْمِشا (أو بيِلْقَطا) وهي طايرة([44]).

ب- سريع في إنهاء عمله: “وقت ما بكون الفاين حَلّ كيسو، بكون الشّاطِر باع واشترى([45]).

ج- يقوم بعمله بمفرده بدون الاستعانة بغيره: “الشّاطرة بتقضي حاجتا، والبلها بِتْنادي جارتا([46]).

د- يُنجز عمله مهما كانت أدواته سيِّئة: “الشّاطرة بِتْغزُل بإجر حمار، والعِكْشة بِتِعَجِّز النَّجّار([47]).

ه- يتخلَّص من المشكلات الّتي يقع فيها، والشّدّة الّتي يحج نفسه فيها، مهما كانت صعبة، فـــ”كيف ما شلَحتو بيجي واقف([48])، و”متل البِسّ، كيف ما رميتو، بيجي واقف([49])، و”ارميه بالبحر، بيِطْلَع وبتمّو سمكة([50])، و”بيِزْمُط من خروم الشّبك([51]).

و- يعرف كيف يصل إلى هدفه بالطّريقة المناسبة: “بيَعرِف من أين تُؤْكل الكتف([52]).

ز- يُنجز أعمالًا مستحيلة الإنجاز على غيره: “بِزَوِّج الدَّكر عَ الدَّكر([53])، و”أُطَلِّع من الأقْرع شَعر، ومن الحافي نَعل([54])، و”بِفَصِّل للبرغوت قميص([55])، و”بيِلْحَس الدّبس عن الطّحينة([56])، و”بْيِلْهي الحمار (أو الجّحش) عن عليقو([57]).

ح- لا يحتاج إلى الوصيّة والنّصيحة والإرشاد إذا أرسلته ليؤدّي لك عملًا: “ابعت الشّاطر (أو الحكيم أو العاقلة)، ولا توصّيه([58])، و”ودِّ الشّاطِر ولا توصّيه، وودِّ الغشيم وتبّع فيه([59]).

ومنهم من يرى عكس ذلك، فيقول: “ابعت الشّاطر (أو الحكيم أو العاقِل)، ووصّيه([60]).

وهذا الاختلاف صدى لاختلاف العرب في الأمر نفسه، فقد قالوا: “أرْسِل حكيمًا، ولا توصِه([61])، كما قالوا: “أرْسِلْ حكيمًا واوْصِه([62]). والواقع أنّ الذكيّ، بحكمته، لا يحتاج إلى من يُرشده، ولكنّه يحتاج أحيانًا إلى معرفة ما يريد من يرسله لقضاء أمر ما، فالأهواء مختلفة، وكذلك الأذواق والغايات. فإن لم تُعَرِّفْه ما في نفسك، فقد سُمْته عِلْم الغيب، لكنَّه، في كلّ الأحوال، لا يحتاج كالرّجل غير الذكيّ، إلى كثرة الوصايا، وتنوّع الإرشادات.

ولأنَّ “حساب المرء عَ قدّ عقلو([63])، فإنّ “غلطة الشّاطِر بألف غلطة([64])؛ أي: إنّ خطأه فادح يُلام عليه أشدّ اللّوم؛ لأنَّ ذكاءه كان حَريًّا بتجنيبه الخطأ.

 

5- الجهل والغَباء

الجهل، في اللّغة، عدم العلم، وعدم المعرفة([65])، أو عدم العلم بما من شأنه أن يكون معلومًا([66]). وهو، في علم الكلام، اعتقاد الشَّيْء على خلاف ما هو عليه([67]).

ويُلاحظ من تعريفه أنَّه يُقابل العِلْم؛ أمّا عند اللّبنانيّين، فهو يُقابل العقل، بدليل قولهم: “الجاهل بيتْعَلَّم من كيسو، والعاقل من كيس غيرو([68])، و”جهد الجاهل بتْيابو، وجهد العاقِل بِكْتابو([69])“، و”عداوة العاقِل، ولا صداقة الجاهل([70])، و”عدوّ عاقِل، ولا صديق جاهل([71]).

والغباء، في اللّغة، عدم الفِطْنة([72])، أو السّخافة، والجهل([73]). والغبيّ هو الأبله، الأَخْرق، القليل الفِطْنة، غير الذكيّ، العاجز عن إصدار الحكم السّليم([74]).

وتقول العرب: “هو بَليد فَدْم، غبيّ، أبْله، غافِل، مُغَفَّل، ضعيف الإدراك. بطيء الحِسّ، مُظْلِم الحِسّ، زَمِن الفِطْنة، سَقيم الفهم، بليد الفكر، غليظ الذِّهْن، مُتخَلِّف الذِّهن، صلْد الذِّهن، مُصْنَت القلب، أغلف القلب، عمِه الفؤاد، خامِد الفِطنة… مُظْلِم البَصيرة، أعشى البصيرة، أعمى البصيرة”([75]).

وإذا كان الجهل يُقابِل العقل، والغباء يُقابِل الفِطنة أو الذّكاء، فهما ليسا مترادفين، لكنّ اللّبنانيّين لا يُميِّزون بينهما في أمثالهم، ويستخدمون الكلمات: جاهل، غبيّ، غَشيم، بهيم، طَلْطَميس، مُغَفَّل، كمـُرادفات.

وضربوا المثل بالحمار في الغباوة. فقالوا: “أحمر من الحمار([76]). وقالوا في شديد الغباوة: “حمار بأربع دينين([77]). ومن أمثالهم: “سألو جحي: مين أحمر من التّاني: الّي زَرَع السّطح، يمّا الّي قَدَّم البدار؟ قال: حمار خيّ حمار([78]).

ووصفوا الجاهل أو الغبيّ بأنَّه “بِملّي بالسّلّة([79])، و”ما بْيَعْرِف الألف من العصا([80])، و”ما بْيَعْرِف البيضة مين باضا، ولا القِنّ مين عمّرو([81])، و”ما بْيَعْرِف تلت التّلاتة إدَّيْش([82])، و”ما بْيَعْرِف الخِمْس من الطّمْس([83])، و”ما بْيَعْرِف كوعو من بوعو([84])، و”ما بْيَعْرِف ليْلو من نهارو([85])، و”مِنقِلّو أعْزب، بقول: ولادو وَيْن([86])، و”مِنْقِلّو: تيس. بقول: احلبو([87])، و”مِنْقِلّو: أرملة. بقول: صاحب البيت وين؟”([88]).

ومن صِفات الجاهل أنَّه:

أ- لا يستفيد من تجارب غيره، قالوا: “الجاهل ما بْيِتْعَلَّم إلّا من كيسو([89]).

ب- يضرّ نفسه بأعماله الطّائشة، فــ”الجاهل عدوّ نفسه([90]).

ج- يُتْعِب نفسه لإنجاز عمل يقوم به العاقِل دون تعب: “خفّة الراس بتَّعِّب السّاقين([91]).

د- يتحجَّج بأتفه العراقيل لتبرير فشله. قالوا: “الرّقّاصة الغشيمة بتِتحَجَّج بقشّة الحصيرة([92]).

ه- يعادي من ينصحه. قالوا: “لا تِنْصَحْ جاهل، بتعاديه([93]).

و- يشتري البضائع الفاسدة أو غير الجيّدة، فــ”لولا عميان القلوب، ما نفقت السِّلّع([94]).

ز- لا يُحْسِن تقدير الأشياء: “بشوف الألف، بخمِّنا مَيْدَنة([95])، و”بشوف الحبّة بِخَمِّنا قِبّة([96])، و”بشوف الحبّة قبّة، والحمِل جَمَل([97])، و”بشوف القبّة، بِحَسِّبا مزار([98]).

ح- لا يُحْسِن النّقاش: “بحاكيه (أو منحاكيه من الشّرْق، بجاوب من الغرب([99])؛ ولذلك ينصحون بعدم التّكلُّم معه، فـــ”الّي ما بْيِفْهَم بالإشارة (أو بالوَما)، الحكي معو خسارة([100]).

ط- لا يُحْسِن تدبير أموره واستثمار ما يتوافر له ممّا يفيده: “بروح عّ البحر، وبْيِرْجَع عِطشان([101])، وكذلك لا يُحْسِن القيام بأمر يتطلَّب مهارة: “الحمار بدَقّ بيانو؟”([102]).

ي – لا يُحْسِن التّمييز بين الأمور المتمايزة، بل “بْيِخْلُط شعبان برمضان([103])، و”دَخَّل عبّاس بدبّاس([104]). وكذلك لا يُحْسِن التّمييز بين الّذي ينفعه والّذي يضرّه: “الّي بكحّلو والّي بيِعْميه سوا([105]).

 

6- الحُمْق والأحمق

الحُمْق، في اللّغة، ضِدّ العقل، وقلّته([106])، أو “قِلّة العقل، وفساد فيه”([107])، فالأحمق هو قليل العقل أو فاسده.

وقال الثَّعالبيّ([108]) (249ه/1038م) في ترتيب صفات الأحمق:

“إذا كان به أدنى حمق وأهونه، فهو أَبْله. فإذا زاد ما به من ذلك، وانضاف إليه عدم الرّفق في أموره، فهو أَخْرق. فإذا كان به، مع ذلك، تَسَرُّع، وفي قَدِّه طول، فهو أَهْوج. فإذا لم يكن له رأي يُرْجَع إليه، فهو مَأفون ومَأفوك. فإذا كان كأنّ عَقْله قد أَخْلَق وتمزَّق، فاحتاج إلى أن يُرقَّع، فهو رقيع. فإذا زاد على ذلك، فهو مَرْقعان ومَرقعانة. فإذا زاد حُمْقه، فهو بوهة وعَباماء ويَهْفوف. فإذا اشتَدَّ حُمْقه، فهو خَنْفَع هَبْنَقع وهِلْباجة وعَفَنْجَج. فإذا كان مُشْبعًا حُمْقًا، فهو عَفيك وكفيك”([109]).

ويُلاحظ أنَّ الثّعالبيّ لم يذكر المعتوه ضمن هذه الصّفات. والعُتْه، كما عَرَّفه مجمع اللّغة العربيّة في القاهرة، هو “تخلّف عقليّ شديد تَصِل فيه نسبة الذّكاء أقلّ من 25. ولا يستطيع المعتوه أن يقي نفسه من الأخطار الطّبيعيّة”([110]).

وفي “المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة”، أنَّ “العُتْه: نقص في العقل دون الجنون”([111]). ويُقال: هو أحمق، أخرق، أنْوَك، رقيع، سَخيف، سَقيط، فِسْل، مائق، ناقص العقل، خفيف العقل، سخيف العقل، ضعيف التّمييز، وفيه حُمْق وحماقة، وخُرْق، ونوك، ورقاعة، وسُخْف، وسَخافة وموق”([112]).

ويسمّي اللّبنانيّون مَنْ به نقص في العقل: أحمق، وأبْلَه، ومُغفَّلًا، ومجدوبًا، ومعتوهًا. وليس ثمّة فاصِل دلاليّ بين الأحمق وشديد الغباوة في لغة اللّبنانيّين وأمثالهم، فالكثير من الأمثال الّتي ذكرتها في الفقرة السّابقة عن الغباء والغبيّ تصدق على الحمق والأحمق، والعكس بالعكس. ومن الأوصاف الّتي أكثر لصقًا بالأحمق منها إلى الغبيّ قولهم فيه: “بشيل الميّ بالغربال([113])، و”بِملّي بالسّلّة([114])، و”بعمِّر عَ الرّمل([115])، و”عَقْلاتو بنصّ كِمّ([116])، و”عَقْلاتو شِغْل إيدو([117])، و”عقلاتو عَ صوص ونقْطة([118])، و”عقْلاتو ما بيقلو بيضة([119])، و”الطّابق الفوقاني مأجَّر([120])، و”عقله متل العكّوب اليابِس([121]).

إنَّه باختصار صاحب “راس كبير وعقل زغير([122])، و”راسو معبّى تبن (أو نخالة)([123])، و”راسو فارغ متل الخفيفة([124])، أو “راس ما في([125]).

وينصحون بعدم نصحه، لأنَّ “نصيحة الأحمق بعدواة([126])، وعدم إعارته شيئًا. يقولون: “لا تعير الأحمق شي، بِحِسّ إنّو إلو([127]).

وضربوا المثل بمجاديب حمص في الحمق، فقالوا: “متل مجاديب حمص([128])، كما ضربوه في الّذي يُمخِّط بكوعه: “أحمق من الّي بِمَخِّط بكوعو([129]).

 

7- الجنون

يُفيد الجذر (جنن) في اللّغة العربيّة السّتْر والتّستُّر([130]). والجانّ، أو الجِنّ، عند المسلمين، كائنات حيّة تتّخذ أشكالًا متعدِّدة بشريّة وحيوانيّة، وتقيم في الحجارة والأشجار ووسط الأطلال، وتحت الأرض، وفي النّار والهواء. وتتميَّز بقدرتها على القيام بمختلف الأعمال الخارقة([131]). وسُمّي الجِنّ بهذا الاسم لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار([132]).

وإذا كان الجنون، في اللّغة، يعني الاستتار والاختفاء، فإنّه، في الطّبّ “اضطراب وظائف العقل العليا، كالتّفكُّر والانفعال، والسّلوك بصورة مؤقّتة، أو مستديمة. وهو مصطلح عامّ لا يدلّ على مفهوم محدّد بحسب ما توصّل إليه العلم الحديث”([133]).

قال أبو منصور الثّعالبيّ في ترتيب صِفات المجنون:

“إذا كان الرّجل يعتريه أدنى جنون وأهونه، فهو مُوَسْوَس. فإذا واد ما به، قيل: به رَئيُّ من الجِنّ. فإذا زاد على ذلك، فهو مـَمـْرور. فإذا كان به لَمـَم ومَسّ من الجِنّ، فهو مَلْموم([134]) ومَمْسوس. فإذا استمَرَّ ذلك به، فهو معتوه ومألوق ومأسوس. وفي الحديث: “نعوذ بالله من الأَلْق والأَلْس”، فإذا تكامل ما به من ذلك، فهو مجنون”([135]).

ويُقال: اخْتَلَط الرّجل، وخولِط، وجُنَّ، وخُبِلَ، واخْتُبِل، وعُرِضَ، وأُلِس، وأُلِقَ، وقد اختلط عقْله، واخْتَلَّ، والتاث، وخُولِط في عقله، ودُخِل في عقله، واستُلِب في عقْلَه، وبه اختِلاط، وجنون، وجِنَة، وخَبْل، وخَبال، وعَرْض، وأُلاس، وأوْلق، ولوثة، ودَخَل([136]).

ويسمّي العرب واللّبنانيّون من يُصاب بهذا الاضطراب العقليّ “مجنونًا”، و”مسكونًا”، و”مَمْسوسًا”، لاعتقادهم أنَّ الجِنّ سكن فيه، أو مَسّه([137]). ويُسمّي اللّبنانيّون الجنون “خوات”، والمجنون “أَخْوَتْ”([138]).

وقد عرف اللّبنانيّون الجنون والمجانين، وتعاملوا معهما، وبنوا لهما مـَصَحًّا. وظهر كلّ ذلك في أمثالهم الّتي استنطقناها، وأهمّ ما تشير إليه الأفكار الآتية:

أ- ظهور أعراض الجنون واضحة على المجنون، فالجنون، بالتّالي، لا يحتاج إلى حجج وبراهين وأدِلّة. قالوا: “الجنون ما بدّو كَتْب حِجّة([139])، و”الخوات بدّو كَتْب حجّة؟([140])، و”المجنون حِجّته برقبته([141]). وكان أولاد القرى اللّبنانيّة، إذا شعروا بجنون أحدهم، مشوا خلفه، قارعين التّنك بالعِصيّ، أو بالحجارة ليتهكّموا به. فإذا كان الرّجل مجنونًا فعلًا، فَرّ منهم، فعرفه هؤلاء على حقيقته؛ ولذلك قالوا: “أخْوَتْ (أو مجنون) طرْطِقْلو، بطير من حبال عقلو”([142]).

ب- اتّخاذ الجنون أشكالًا مختلفة، أي: إنّ المجانين ليسوا الّذين في المصحّات الخاصّة بهم وحدهم، بل ثمّة آخرون منهم يعيشون بيننا بتصرّفاتهم الغريبة، وشذوذهم. قالوا: “الجنون فنون([143])، و”كلّ مين خواتو شكل([144])، و”غسيل المجنونة تَ تِخْلَص الصّابونة([145])، و”عصا الأَخْوَتْ خشبة([146]). ونظرًا إلى اختلاف حدّة الجنون عند النّاس، وتنوّع أشكاله، قالوا مبالغين: “العقل زينة، والمجانين بالدّزينة([147]).

ج- عذر المجنون على تصرّفاته الطّائشة، فهو لا يتحمَّل مسؤوليّة ما يصدر عنه من أعمال. قالوا: “الّي ما لو عقل، ما لو خطيّة([148])، و”اعْطيني عقل وحاسبني([149])، و”ما على المجنون حَرَج([150])، و”الأَخْوَتْ ما عليه حَرَج([151])، و“إذا أخذ ما وهب، أسقط ما وجب([152]).

د- ارتكاب المجنون حماقات تقود إلى مصائب كبيرة بالغة التّعقيد يصعب على العقلاء معالجتها. قالوا: “أَخْوَتْ (أو مجنون) رمي حجر بالبير. ألف عاقِل ما شالوه([153])، و”الأخْوَتْ شَلَح شلحة، احتار فيها ألف عاقِل([154]).

ه- الرّبط بين الغضب والجنون؛ وذلك لأنَّ الغضبان يتصرَّف بحمق ودون تعقُّل أو رويّة. قالوا في التّحذير من الغضب: “الغَضَب أولو جنون وآخرتو ندامة([155])، و”الغضبان خيّ المجنون([156]).

وإلى جانب هذه الوجوه السّلبيّة للجنون، ثمّة أوجه إيجابيّة، فمن المفارقات في هذه الدّنيا أنّ المجنون قد تصدر عنه لمعات عبقريّة تُدهش النّاس بحكمتها وبراعتها، وتُقدّم حلولًا مبتكرة لمسائل مستعصية يحتار العقلاء في معالجتها، من هنا قولهم: “خدُوا الحكمة من أفواه المجانين([157]). ومن قصص اللّبنانيّين المعروفة قِصّة “أخوت شانيه”([158]) الّذي كان له الفضل في إيصال مياه نبع الصّفا إلى قصر بيت الدّين.

ز- ولاحظوا أنّ المجنون يخلو من هموم الحياة وتبعاتها، فيكون سعيدًا دائمًا مهما كانت الظّروف، قالوا: “جِنّ تِسْعَد ([159])، و”استراح من لا عقل له([160])، و”مين بزمانه سمع مجنون قال: آخ([161]). وقديمًا قال مجنون ليلى([162]) (من البسيط):

قالوا جُنِنْتَ بِمَنْ تَهْوى؟ فقُلْتُ لهــم:                 مـــا لــــــذَّةُ العيـــشِ إلّا للمـــجـــانـــيـــــنِ([163])

وقال المتنبّي([164]) (من الكامِل):

ذو العَقْلِ يَشْقى فـــــي النَّعيــمِ بِعَقْلِــــــــهِ                وأخــو الجهالَةِ فــي الشّقاوة ينْعَــــــــمُ([165])

كما رأوا أنّ اصطناع الخَبَل في بعض الظّروف الالتباسيّة ليس دائمًا سيّئًا، بل قد يكون مفيدًا للخروج من المآزق الحرجة، أو للتكيُّف مع الأوضاع المتعارضة، أو مخرجًا لمشكلة، فقالوا: “اعمل عاقِل ومجنون([166]).

ومن أمثالهم أيضًا، قولهم: “مجنون يِحكي، وعاقِل يِفْهَم([167]). يقوله من يحاول إقناع آخر برأيه، مُدّعيًا الجنون، على أنَّ من يخاطبه عاقِل ويتفهَّمه. وهو، ضمنًا، يشير إلى صواب رأيه الّذي لا يفهمه إلّا العاقِل.

وقالوا في وجوب مراعاة المجتمع في أفكاره ومعتقداته: “إنْ جَنّ رَبْعَك، عقْلك ما بْيِنْفَعَك([168]).

ومن حكمة اللّبنانيّين، وشعورهم الإنسانيّ، أنَّهم رأوا ضرورة الاهتمام بالمجانين، ومساعدتهم، وتطبيبهم؛ لأنَّهم إخوتنا في الإنسانيّة. قالوا: “المجانين ولاد ناس([169]).

وكانوا، وما زالوا، يعالجون المجانين في مَصَحّ عقليّ في منطقة قريبة من بيروت تُسمّى “العصفوريّة”. من هنا قولهم لمن يطلب شيئًا في مكان يخلو منه خُلُوًّا تامًّا: “يا طالب العقل من العصفوريّة([170]).

8- خلاصة البحث

أدرك اللّبنانيّون أهمّيّة العقل، فمَجَّدوه، جاعلينه “زينة لكلّ رزينة“، و”أغنى الغنى“، و”خير المواهِب“.

وجعلوه، عن حقّ، المعيار الأساسيّ لتقييم الإنسان، وفضّلوا الأخرس العاقِل على الجاهِل النّاطِق، والعدوّ العاقِل على الصّديق الجاهِل.

أمّا الذكيّ، فبالغوا في الثّناء عليه، لأنَّه سريع في الفهم وإنجاز الأعمال، يُنجز عمله مهما كان صعبًا، يعرف كيف يصل إلى هدفه، وكيف يتخلَّص من الشّدائد والصّعوبات. فدعوا له بطول العمر، لكنّهم يتشدّدون في لومه إذا أخطأ؛ لأنَّ “حساب المرء عَ قَدّ عقلو“.

ومع ثنائهم على الذكيّ، سخروا من الغبيّ أو الأحمق أشدّ السّخرية، واصفينه بأبشع النّعوت، مشبّهينه بالحمار؛ لأنَّه يضرّ نفسه بأعماله الطّائشة، ويعادي من ينصحه، ولا يُحْسِن تقدير الأشياء، ولا تدبير أموره، ولا التّمييز بين الأمور المختلفة.

أمّا الجنون أو “الخوات” في لغتهم، فأماراته ظاهرة مكشوفة، وهو يتّخذ أشكالًا مختلفة. وهم يعذرونه على تصرّفاته الطّائشة الّتي تأتي بالويلات أحيانًا. وهو راضٍ بجنونه، وقد تصدر عنه لمعات عبقريّة تدهِش النّاس بحكمتها وبراعتها.

واللّافت في أمثالهم المتعلِّقة بالجنون أمران: أوّلهما: شعورهم الإنسانيّ نحو المجنون، فــ”المجانين ولاد ناس“، وثانيهما تنبيههم إلى أنّ الغضب قد يؤدّي كالجنون إلى أعمال لا تُحمد عقباها.

 

المصادر والمراجع

أمثال الأقدمين في جبّة المقدّمين، أنطوان جبرايل طوق، بشاريا للنّشر، زوق مكايل (لبنان) ط1، 1992م.

الأمثال العامّية وأثرها في المجتمع، عبد الرّزاق رحم، أطروحة أُعِدَّت لنيل شهادة الدّكتوراه في اللّغة العربيّة وآدابها، جامعة القدّيس يوسف، بيروت، 1982م.

الثّقافة الصّحيّة والغِذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، الدّكتور زاهي ناضر، دار الفارابي، بيروت، ط1، 2019م.

جمهرة الأمثال، العسكريّ (الحسن بن عبد الله)، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم وعبد المجيد قطامش، دار الجيل، بيروت، ط12، 1988م.

ديوان طرفة بن العبد، دار صادر، بيروت، لاط، 1980م.

ديوان المتنبّي (أحمد بن الحسين)، شرحه عبد الرّحمن البرقوقي، دار الكتب العربي، بيروت، لاط، 1980م.

ديوان مجنون ليلى (قيس بن الملوّح)، جمع وتحقيق عبد السّتّار أحمد فرّاج، مكتبة مصر، القاهرة، لاط، لات.

فقه اللّغة وسرّ العربيّة، الثّعالبيّ (عبد الملك بن محمّد)، تحقيق الدّكتور فائز محمّد، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1993م.

مجمع الأمثال، الميداني (أحمد محمّد)، تحقيق محمّد محيي الدّين عبد الحميد، دار القلم، بيروت، لاط، لات.

المستقصى في أمثال العرب، الزمخشريّ (محمود بن عمر)، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط2، 1987م.

معجم الألفاظ العامّيّة، أنيس فريحة، مكتبة لبنان، بيروت، لاط، 1973م.

المعجم الكبير، مجمع اللّغة العربيّة بالقاهرة، ط1، 1981م.

المعجم الوسيط، مجمع اللّغة العربيّة بالقاهرة، ط5، 2021م.

مقاييس اللّغة، أحمد بن فارس، تحقيق عبد السّلام محمّد هارون، دار الفكر، 2008م.

المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، أنطوان نعمة وغيره، دار المشرق، بيروت، ط1، 2000م.

موسوعة الأمثال اللّبنانيّة، الدّكتور إميل بديع يعقوب، جرّوس برس، طرابلس (لبنان)، ط2، 1993م.

موسوعة المورد العربيّة، منير البعلبكّي، دار العلم للملايين، بيروت، ط1، 1990م.

نجعة الرّائد في المترادِف والمتوارِد، إبراهيم اليازجي، المكتبة البولسيّة، ط3، 1970م.

– Abella, Ferdinand-Joseph, Proverbes populaires du Liban-Sud, Saïda et ses environs, Maisonneuve et Larose, paris, 1981.

-Feghali, Mickel, Proverbes et dictons Syro-Libanais, Institut d’ethnologie, Paris, 1938.

-Freyha, Anis, A dictionary of Modern Lebanese Proverbs, Collated annotated and translated into English, librairie du Liban, Beirut, 1974.

[1]– للتّوسّع في أهمّيّة الأمثال من هذه النّواحي، انظر: موسوعة الأمثال اللّبنانيّة 1/20-23.

[2]– المرجع نفسه 1/37-43.

[3]– المعجم الوسيط، مادّة (عقل).

[4]– المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (عقل).

[5]– فريحة 2390؛ أبيلا 2541؛ يعقوب 4806.

[6]– فريحة 712؛ يعقوب 1432.

[7]– يعقوب 615.

[8]– يعقوب 3265.

[9]– فريحة 2922؛ يعقوب 5710.

[10]– يعقوب 5169.

[11]– فريحة 3348؛ يعقوب 6501.

[12]– يعقوب 6490.

[13]– يعقوب 5790.

[14]– فغالي 120؛ فريحة 2397؛ يعقوب 4815.

[15]– يعقوب 289.

[16]– فريحة 2391؛ يعقوب 4808.

[17]– فريحة 1878؛ يعقوب 3795.

[18]– فريحة 1880؛ يعقوب 3796.

[19]– أبيلا 2610؛ فريحة 2971؛ يعقوب 5791.

[20]– فغالي 321؛ فريحة 3204؛ يعقوب 6231.

[21]– فغالي 230؛ فريحة 4041؛ يعقوب 7778.

[22]– يعقوب 6266.

[23]– الثّقافة الصّحيّة والغِذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 166.

[24]– أمثال الأقدمين في جبّة المقدّمين، ص 118.

[25]– فغالي 733؛ فريحة 246؛ يعقوب 582.

[26]– فغالي 712؛ فريحة 592؛ يعقوب 1197.

[27]– فغالي 107؛ فريحة 115؛ يعقوب 237.

[28]– فريحة 2348؛ يعقوب 4714.

[29]– فريحة 2323؛ يعقوب 4652.

[30]– المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (ذكو).

[31]– المعجم الوسيط، مادّة (ذكو).

[32]– المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (فطن).

[33]– المعجم الوسيط، مادّة (فطن).

[34]– نجعة الرّائد 1/96-97.

[35]– فريحة 1649؛ يعقوب 3394.

[36]– فريحة 2027؛ يعقوب 4062.

[37]– فريحة 1949؛ يعقوب 3394.

[38]– فريحة 1946؛ يعقوب 3937.

[39]–  يعقوب 3938.

[40]– يعقوب 4765.

[41]– يعقوب 4211. المدمشق: الذكيّ المتحضّر. والنّسبة إلى دمشق، وكانت عند اللّبنانيّين قديمًا رمزًا للتطوّر الحضاريّ.

[42]– فريحة 3173؛ يعقوب 6155. ولعلّ المثل من قول الشّاعر (من الطّويل):

إشارتنـــا فــــــي الحـــبّ غَمــــــز عيوننـــــــــا              وكــلّ لبيـــب بالإشارة يَفْهـــــمُ

(البيت بلا نسبة في موسوعة الأمثال اللّبنانيّة 3/1245).

[43]– يعقوب 2333.

[44]– فريحة 1114؛ يعقوب 2344.

[45]– يعقوب 7955. الفاين: الكسول البليد. حلّ كيسو: تهيَّأ لأخذ الدّراهم للشّراء. وفي المثل إشارة إلى وضع اللّبنانيّين قديمًا المال في كيس يُرْبط على الخصر.

1- فريحة 1948؛ يعقوب 3940.

[47]– فريحة 1947؛ يعقوب 3939.

[48]– فغالي 480؛ فريحة 3060؛ يعقوب 5939.

[49]– فريحة 3481؛ يعقوب 6758.

[50]– فغالي 674؛ فريحة 177؛ يعقوب 448. ويُقال أيضًا في صاحب الحظّ.

[51]– يعقوب 2313. والمثل عربيّ قديم (مجمع الأمثال 1/42).

[52]– يعقوب 2313. والمثل عربيّ قديم (مجمع الأمثال 1/42).

[53]– يعقوب 1799.

[54]– أبيلا 304؛ يعقوب 1868.

[55]– فريحة 957؛ يعقوب 1959.

[56]– أبيلا 1185؛ يعقوب 2347.

[57]– فغالي 2745؛ فريحة 1117؛ يعقوب 2049، 2351.

[58]– فريحة 24؛ أبيلا 1790؛ يعقوب 50.

[59]– فريحة 4107؛ يعقوب 7914. الغشيم: الغبيّ.

[60]– يعقوب 51.

[61]– جمهرة الأمثال 1/98؛ ومجمع الأمثال 1/303؛ والمستقصى 1/140.

[62]– مجمع الأمثال 1/303؛ والمستقصى 1/140.

[63]– أمثال الأقدمين في جبّة المقدّمين، ص 118.

[64]– فغالي 122؛ فريحة 2534؛ يعقوب 5035.

[65]– المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (جهل).

[66]– المعجم الوسيط، مادّة (جهل).

[67]– المرجع نفسه، الصّفحة نفسها.

[68]– فريحة 1236؛ يعقوب 2600.

[69]– يعقوب 2689.

[70]– فريحة 2342؛ يعقوب 4706.

[71]– فريحة 2348؛ يعقوب 4714.

[72]– المعجم الوسيط، مادّة (غبي).

[73]– المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (غبي).

[74]– المرجع نفسه، الصّفحة نفسها.

[75]– نجعة الرّائد 1/98.

[76]– يعقوب 216.

[77]– فريحة 1469؛ يعقوب 3031.

[78]– يعقوب 3784.

[79]– فغالي 1181؛ فريحة 998؛ يعقوب 2060.

[80]– فريحة 3314؛ يعقوب 6440.

[81]– فغالي 2924؛ فريحة 3315؛ يعقوب 6441.

[82]– فغالي 135؛ فريحة 3316؛ أبيلا 1766؛ يعقوب 6442.

[83]– فغالي 135؛ فريحة 3319؛ يعقوب 6445. والطّمس: كلمة لا معنى لها أُتي بها للإتباع الموسيقيّ مع كلمة “خمس”.

[84]– فغالي 135؛ فريحة 3324:؛ يعقوب 6451. الكوع: طرف الزّند الّذي يلي الإبهام. البوع: عظم يلي إبهام الرِّجْل.

[85]– يعقوب 6452.

[86]– فريحة 3900؛ أبيلا 53؛ يعقوب 7545.

[87]– فريحة 3901؛ الحر 292؛ يعقوب 7546.

[88]– فريحة 3899؛ يعقوب 7544.

[89]– يعقوب 2602.

[90]– فريحة 1237؛ أبيلا 2986؛ يعقوب 2601.

[91]– فغالي 492؛ فريحة 1545؛ يعقوب 3171.

[92]– فريحة 1808؛ يعقوب 3657.

[93]– فريحة 3140؛ يعقوب 6074.

[94]– فريحة 3230؛ يعقوب 6289.

[95]– فريحة 890؛ يعقوب 1833.

[96]– فريحة 891؛ يعقوب 1834.

[97]– فغالي 548؛ فريحة 892؛ يعقوب 1835.

[98]– فريحة 893.

[99]– فريحة 814؛ يعقوب 1660.

[100]– فغالي 94؛ فريحة 570؛ رحم 1178؛ أبيلا 3053؛ يعقوب 1158.

[101]– أبيلا 70؛ يعقوب 1784.

[102]– رحم 655؛ يعقوب 3032.

[103]– أبيلا 1245؛ يعقوب 2244.

[104]– يعقوب 3311.

[105]– رحم 540؛ يعقوب 925.

[106]– لسان العرب، مادّة (حمق).

[107]– المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (حمق).

[108]– من أئمّة اللّغة والأدب من أهل نيسابور. كان فرّاءً يخيط جلود الثّعالب، فَنُسِب إلى صناعته. اشتغل بالأدب والتّاريخ. فنبغ من كتبه: “يتيمة الدّهر”، و”فقه اللّغة وسرّ العربيّة”، و”لطائف المعارف” (الأعلام 4/163).

[109]– فقه اللّغة وسرّ العربيّة، ص 136-137.

[110]– المعجم الوسيط، مادّة (عته).

[111]– المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (عته).

[112]– نجعة الرّائد 1/101.

[113]– فريحة 895؛ يعقوب 1839.

[114]– فغالي 1181؛ فريحة 998؛ يعقوب 2060.

[115]– يعقوب 1931.

[116]– فريحة 2393؛ أبيلا 3022؛ يعقوب 4810.

[117]– يعقوب 4811.

[118]– فريحة 2394؛ يعقوب 4812.

[119]– فريحة 2395؛ يعقوب 4813.

[120]– فغالي 724؛ فريحة 2221؛ يعقوب 4222.

[121]– الثّقافة الصّحيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 295. أي: إنّه خفيف العقل، طائش، فاقد الاتّزان والاعتدال، فالعكّوب اليابس، عندما يجفّ، يصبح خفيفًا جدًّا يطير مع أقلّ هبّة ريح.

[122]– فريحة 1719؛ يعقوب 3498.

[123]– يعقوب 3506.

[124]– رحم 2552؛ يعقوب 3505.

[125]– يعقوب 3501.

[126]– فريحة 4002؛ يعقوب 7715.

[127]– رحم 3858؛ يعقوب 6035.

[128]– فريحة 3600، يعقوب 7000.

[129]– رحم 122؛ يعقوب 217.

[130]– انظر: مادّة (جنن) في مقاييس اللّغة، والمعجم الكبير.

[131]– موسوعة المورد العربيّة 1/396.

[132]– المعجم الكبير 4/607، مادّة (جنن).

[133]– المعجم الكبير 4/610-611، مادّة (جنن).

[134]– اللّمَم: جنون خفيف.

[135]– فقه اللّغة وسرّ العربيّة، ص 136.

[136]– نجعة الرّائد 1/103-104.

[137]– لذلك كانوا قديمًا يعالجون المجنون بضربه ضربًا مبرحًا كي يخرج الجنّيّ منه.

[138]– معجم الألفاظ العامّيّة، ص 48.

[139]– فغالي 716؛ فريحة 1286؛ يعقوب 2687.

[140]– يعقوب 3213.

[141]– فريحة 3635؛ يعقوب 7052.

[142]– فغالي 506؛ فريحة 122؛ أبيلا 2908؛ يعقوب 254-7054.

[143]– فغالي 713؛ فريحة 1285؛ أبيلا 475؛ يعقوب 2686. قال الشّيخ أبو بكر عليّ بن الحسين القهستانيّ (من الطّويل):

تذكَّر نَجْدًا، والحديثُ شــجــــــونُ          فَجُـــنَّ اشْتِياقًــــــا، والجنـــــــــــــــونُ فـــنـــــــــــــــونُ

(البيت مع نسبته في موسوعة الأمثال اللّبنانيّة 1/598).

[144]– فغالي 500؛ فريحة 2969؛ يعقوب 5786.

[145]– فغالي 1034؛ يعقوب 5019.

[146]– يعقوب 4770.

[147]– الثّقافة الصّحيّة والغِذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 166.

[148]– فغالي 712؛ فريحة 592؛ يعقوب 1197.

[149]– فغالي 733؛ فريحة 246؛ يعقوب 582.

[150]– فغالي 733؛ فريحة 3365؛ يعقوب 6538.

[151]– يعقوب 253.

[152]– أبيلا 1686؛ يعقوب 264.

[153]– فغالي 718؛ فريحة 120؛ يعقوب 250.

[154]– رحم 415؛ يعقوب 252.

[155]– فغالي 522؛ فريحة 2527؛ يعقوب 5023.

[156]– فريحة 2528؛ يعقوب 5024. قال الشّاعر (من الطّويل):

ولمْ أرَ في الأعداءِ، حين اخْتَبَرْتَهم         عَدُوًّا لِعَقْلِ المرءِ أعْدى مِنَ الغَضَبْ

(البيت بلا نسبة في موسوعة الأمثال اللّبنانيّة 2/1037).

[157]– يعقوب 3142. قال طرفة بن العبد (من المتقارب):

وكَـــمْ مِـــــــــنْ فتًـــى ســـاقِـــــــــطٍ عَقْلُــــــهُ            وقَـــدْ يُعْجَـــــبُ النّــــاسُ مِــــــنْ شَخْصِهِ

وآخَـــــــــــــــــــر تَـــحْـــسُـــبُـــــــــه أنْـــوَكًـــــــــــــــا             ويأتيـــكَ بالأمـــــــــرِ  مِــــــــنْ فَصَّــــــــــــــــــــــــــهِ

(ديوانه، ص 65).

[158]– شانيه: بلدة لبنانيّة قرب بين الدّين. وراجع قصّة “أخوت شانيه” في الإنترنيت.

[159]– فريحة 1280؛ يعقوب 2679.

[160]– الثّقافة الصّحيّة والغِذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 166.

[161]– المرجع نفسه، الصّفحة نفسها.

[162]– قيس بن الملّوح بن مزاحم العامريّ (68ه/688م): شاعر غزل من أهل نجد. لُقِّب بــ”المجنون” لهيامه بليلى بنت سعد. مات في البادية هائجًا من شدَّة العشق. له ديوان (الأعلام 5/208).

[163]– المشهور أنّ هذا البيت لمجنون ليلى، لكنّي لم أقع عليه في ديوانه.

[164]– أحمد بن الحسين، أبو الطّيّب (354ه/965م): شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. وُلِدَ في الكوفة في محلّة اسمها كندة، ونشأ بالشّام. تنببّأ في بادية السّماوة، فتبعه كثيرون، ثمّ تاب ووفد على سيف الدّولة الحمداني في حلب، وعلى كافور الإخشيديّ في مصر، ومدحهما. له ديوان ضخم، شرحه عدد من العلماء (الأعلام 1/115).

[165]– ديوانه 4/251.

[166]– الثّقافة الصّحيّة والغِذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 168.

[167]– فريحة 3667؛ أبيلا 479؛ الحر 218؛ يعقوب 7055.

[168]– يعقوب 1288.

[169]– أبيلا 502؛ يعقوب 7049.

[170]– رحم 5013؛ يعقوب 8099.

عدد الزوار:29

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى