التّجمّل والتّزيّن عند العرب – دراسة حضاريّة لغويّة –
التّجمّل والتّزيّن عند العرب – دراسة حضاريّة لغويّة –
La coquetterie et l’embellissement chez les Arabes
Étude culturelle et linguistique
روضة محمّد رياض صبحة[1]
Rawda Mohamad Riad Sabha
تاريخ الاستلام 19/8/2024 تاريخ القبول 5/9/2024
الملخّص
الجمال ميلٌ فطريّ في الإنسان، يحبّه كائن من كان يسعى بما لديه إلى الوصول إليه، وهل أحلى في السّمع من كلمة جميل؟ وأجلى في الإيقاع مفردة جميلة؟ إنّها تُطربُ وتجعل صاحبها في نشوة لا تنضب.
ونزولًا عند تلك المشاعر، عمل الإنسان على الوصول إلى الحُسن، بعيدًا من الشَّين. تجسّد العمل المذكور فيما يُعرف بصناعة الجمال، عن طريق فعل الزّينة الّتي تغطّي العيوب وترفع للنّاظرين كلّ مرغوب محبوب.
حضنت الفعل الحضاريّ الصّيغة “تفعّل”؛ لقدرتها على تغطية المعنى المقصود، وصيغ العربيّة، بمختلف أوزانها جاءت لتؤدّي في المعاني المتباينة. وقد كَثُر فعل التّزيّن والتّجمّل في بطون الحضارة العربيّة الّتي اهتمّت به كلّ الاهتمام نظرًا لمقامه في نفس كلّ الأنام.
عُرِف فنّ التّجمّل، فطاول غير عضو من أعضاء الإنسان: العيون، الحواجب… كما وصل إلى تغيير الألوان والزّركشة على الأبدان، وهو ما عُرف بالوشم… فضلًا على الصّباغة بالمساحيق بما يُعرف اليوم بالمكياج وغيره من المصطلحات الأجنبيّة.
إنّها عمليات كشف عنها البحث في ثناياه: وصفها، ذكر كيفيّة إجرائها ومدى تعامل النّاس معها… فكان منجزًا حضاريًّا لغويًّا لتاريخ فنّ التّزيين، يرفع الوهم عمّا يخلّد في الأذهان، ويظهر المعطيات والحقائق لكلّ إنسان.
Résumé
La beauté est une inclination innée chez l’être humain, aimée par tous et chacun, cherchant par tous les moyens à l’atteindre. Et y a-t-il quelque chose de plus doux à entendre que le mot “beau” ? Ou de plus harmonieux que le terme “belle” ? Cela ravit et met celui qui l’entend dans un état d’euphorie sans fin.
En réponse à ces sentiments, l’homme a travaillé à atteindre la beauté, loin de la laideur. Cet effort se manifeste dans ce qu’on appelle l’industrie de la beauté, à travers l’acte de la parure, qui couvre les défauts et offre aux regards tout ce qui est désirable et aimé.
L’acte civilisationnel a été porté par la forme “taf’ala”, en raison de sa capacité à couvrir le sens visé, et les formes arabes, avec leurs différents schèmes, sont venues pour exprimer des significations variées. L’acte de se parer et de s’embellir a été abondamment présent dans les tréfonds de la civilisation arabe, qui y a attaché une grande importance, étant donné sa place dans l’âme de chaque être humain.
L’art de l’embellissement est connu et a touché plusieurs parties du corps humain : les yeux, les sourcils… Il a également impliqué la modification des couleurs et les motifs sur le corps, ce qui est connu sous le nom de tatouage… Ainsi que la teinture avec des cosmétiques, connue aujourd’hui sous le nom de maquillage et d’autres termes étrangers.
Ce sont des processus dévoilés par la recherche dans ses détails : leur description, la manière de les réaliser et la façon dont les gens les utilisent… C’était une réalisation civilisationnelle linguistique de l’histoire de l’art de l’embellissement, levant le voile sur ce qui reste dans les esprits et révélant les données et les vérités à tout être humain.
فاتحة القول
الجمال هبة الله في مخلوقاته، ونعمة أنعمها على موجوداته. من وهبه شكر واعتبر، ومن حرمه صبر واعتذر. أليس هو في حقيقة أمره “الحُسن الكثير”؟! وفوق ذلك كلّه، يُحبّ من اتّسم بسماته، واختصّ بخواصه، فكان واسطة الوصول منه إلى غيره، يصدق ذلك ما رُوِي عن الرّسول(ص): “إنّ الله جميل يحبّ الجمال“[2]، تنبيهًا له أنّه منه تفيض الخيرات الكثيرة، فيحبّ من يختصّ بذلك.
إلى جانب ما سبق، يحبّ الإنسان من يثني عليه بالفضائل النّفسيّة والجسديّة، ويجد في نفسه الرّاحة والأمان، كأنّه امتلك ما نقص من الإنسان. وهذا الميل الفطريّ طبيعيّ فيه، ولا أدلّ على ذلك ممّا يشاع من بيت: [من الكامل]
يهوى الثّناءُ مبرزٌ ومقصّرُ حُّبُّ الثّناءِ طبيعةُ الإنسانِ
إنّها حقيقة حبّ الثّناء، الماثلة “طبيعة الإنسان”.
والإنسان، بطول باعه، وسعة قدرته يعمل جاهدًا على استدراك ما فاته، والتّعويض عمّا حُرم من صفاته، عن طريق لمّ شتيت ما يُصلح صورته، ويضفي عليها جمالًا في خلقته. إنّه فعل يدور في الطّلب والتّصنّع، والعمل على تزيين العضو المشوّه المتصدّع والسّلوك المقصود يحمل “التّجمّل” و”التّزيّن”. ماذا يعنيان في رحاب الحدود اللّغويّة. عمّ يدلّ التّجمّل؟ وماذا يعني التّزيّن؟؟
التّجمّل والتّزيّن في فضاء الدّلالة
التّجمّل مشتقّة من الجمال، وأصلها [جمل]، قالوا رجل جميل وجُمال، وهذا يعني الحُسن، والجمال ضدّ القبح[3]… والجمال ضربان، أحدهما جمال يخصّ الإنسان في نفسه أو بدنه أو فعله، والثّاني ما يوصل به إلى غيره[4]. والمعنى في خطّة البحث المعنى الأوّل، لما يتناول خلق الإنسان في بدنه ونفسه، بما يوصف به الإنسان بالقول: إنّه جميل. ويؤازره المعنى الثّاني؛ حبّ النّاس من يختصّ بذلك؛ لأنّ منه تفيض الخيرات الكثيرة.
أمّا التّزيّن فاشتقاقه من الزّينة، الّتي أخذت من مادّة [زين]، وهو أصل يدلّ على حسن الشّيء وتحسينه والزّين نقيض الشَّين، يقال زيّنت الشّيء تزيينًا وازّينت الأرض وازينت وازدانت إذا حسَّنها عشبها[5].
والزّينة بالإجمال ثلاث[6]: زينة نفسيّة كالعلم والاعتقادات الحسنة، وزينة بدنيّة كالقوّة وطول القامة، وزينة خارجيّة كالمال والجاه… والمقصود في هذا المقام الزّينة البدنيّة وما تُزيّن صورته في عيون النّاس. وهي حقيقة يعزّزها تعريف ابن فارس المذكور: “…وازيَّنت الأرض… إذا حسَّنها عشبها”.
وبالنّظر إلى الصّيغتين “التّجمّل” و”التّزيّن”، يلاحظ أنّ وزنهما “تفعّل”. وهي صيغة تأتي بمعنى “فعّل”، مثال: تخلّصه بمعنى خلّصه، كما قال الشّاعر: [من الطّويل]
خلَّصني من غَفلةِ الغَيِّ مُنْعِما وكنت زمانًا في ضمانِ إسارهِ[7]
ويكون “تفعّل” بمعنى التّكلّف ، مثال: تشجَّع وتَجلّد. والمعنيان مقصودان في البحث، لأنّ من يتزيّن يقصد زيّن، ويهدف بسلوكه الوصول إلى الجمال عن طريق فعل التّجمّل، يتكلّفه تكلّفًا وليس خلقًا. يتحوّل بعدها إلى ما هدف إليه، ورمى من ورائه له، فجاءت الصّيغة لتدلّ مجريات البحث بالهيئة، مفصحة بإجمال الإشارة إلى تفاصيل العِبارة.
جوانب التّجمّل والتّزيّن وأساليبهما
ظهر فعل العربيّ التّجميليّ في بيئته، عبر مفاصل كثيرة، جابت العديد من أعضاء الجسم، على نحو ما يلي:
- الحواجب
اهتمّت المرأة بجمال حواجبها، فاجتلبت ما يدقّقها. حكى ذلك الفعل “زجّج”، الّذي يدلّ على التّرقيق والتّدقيق.
أنشد الرّاعي الخيريّ يصف الغانيات، وقد قمن بتجميل حواجبهن: [من الوافر]
إذا ما الغانياتُ بَرَزنَ يومًا وَزَجّجنَ الحواجبَ والعيونا[8]
و”زجّجن” يراد به جمَّلن وحَسَّنّ ونحوهما. وهو من فعل الجمال في المرأة، يعزّز ذلك ما ورد عن العرب في التّزجيج. ذكر الثّعالبيّ في “فصل في الحاجب”: “من محاسنه الزَّجج والبَلَج… فأمّا الزّجج فدقّة الحاجبين وامتدادها حتّى كأنّهما خُطّا بقلم. وأمّا البلج فهو أن يكون بينهما فُرجة، والعرب تستحبّ ذلك وتكره القَرن وهو اتصالهما”.[9]
والقصد من فعل التّزجيج الّذي يشبه خطّ القلم طولًا واستقامة، الدّلالة على سعة العين الموازية لطول الحاجب؛ فيعكس ذلك جمال العين، الّتي تبدو واسعة نجلاء. إنّها صفة من محاسن العين، قال الثّعالبيّ: “…الدَّعج أن تكون العين شديدة السّواد مع سعة المُقلة… والنّجل سعتها…”.[10]
- العيون
استحبّ العربيّ صفات في العين، واستجلابًا لذلك الجمال المتمثّل في صفتَي: السّواد والسّعة، استعملت المرأة المكحلة، منتزعة الكُحل بواسطة الميل. قالوا: “وقد اكتحل وتكحّل، والمكحال الميل تكتحل به العين من المكحلة. وأضاف ابن سيده: المِكحل والمِكحال الآلة الّتي يكتحل بها”.[11]
هكذا استنبطت آلة الكحل، جالبة بذلك الجمال للعين، عن طريق التّصنّع للفعل. وعمل تكحيل العين رافع القباحة عنها، وطاردًا للقذى منها؟ فتغدو معه الفتاة جميلة مقبولة للنّاظرين. أنشد ثعلب في عين لم تكحل، وما تترك أثر في المتلقي والنّاظر: [من الطّويل]
فما لكَ بالسَّلطانِ أن تَحملَ القَذَى جفونُ عيونٍ بالقذى لم تُكَحّل[12]
يتمّ فعل التّجمّل عن طريق تسويد الجفون، وتحكيل الرّموش، فتطول، وتبدو العين واسعة حوراء،تشبه أعين الظّباء، الّتي هام بها الشّعراء، فغدت مطلب النّساء. قال جرير في صفة العين الّتي في طرفها حور، وهو اتساع سوادها، ممّا يقتل الشّاهد لهذا السّحر: [من البسيط]
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا
يَصرَعنَ ذا اللُّبِ حَتّى لا صِرَاعَ بِهِ وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللّه أَركانا
طارَ الفُؤادُ مَعَ الخَودِ الَّتي طَرَقَت في النّوم طَيِّبَةَ الأَعطافِ مِبدانا[13]
هكذا يأتي فعل العين بجمالها واسوداد مشافرها ورموشها، الّتي لا تبدو قاتلة بسهامها، مصيبة كبد الحبيب، فائقة سهام القوس وآسال النبال.
- الطّيب والعِطر
عرفت الأنثى في الحضارة العربيّة “العطر” و”الطّيب” بأنواعهما المختلفة، فباتت معها في مقام التّجميل والتّزيين. برز ذلك جليًا في سلوكها الاجتماعيّ، في البيت وخارجه. عندما يتضوّع المسك منها، فتُعرف به،وكذلك العطور الأخرى الّتي أوجدتها الطّبيعة العربيّة، كرائحة “القرنفل”. قال امرؤ القيس، يصف قيام حبيبته وحركتها، وما ينتشر منها في أثناء ذلك، ممّا تحلّت به: [من الطّويل]
إذا قامَت تضَوّعَ المِسكُ منها نسيمَ الصِّبا بريا القَرَنْفُل[14]
والمسك معروف في البيئة العربيّة، ومتداول بين أبنائها، بأنواعه المختلفة، وكيفيّة استخراجه من الظّباء المتوفّرة عند العرب “وذلك أفضل المسك فيأخذونه ويودعونه نوافج معهم قد أخذوها من غزلان اصطادوها معدّة، فذلك هو المسك الّذي تستعمل ملوكهم، ويتهادونه فيما بينهم وتحمله التّجّار في النّادر من بلادهم…[15]
وتبالغ الأنثى في التّطيّب بالمسك، حتّى يغدو مصدره جسدها، وينعكس على فراشها الّتي ينبعث منه المسك. أنشد امرؤ القيس، ما تتمتّع به حبيبته من زينة وعطور: [من الطّويل]
وَتُضْـحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَا نَؤُومُ الضَّـحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ[16]
إنها مخدومة ثريّة بما يدلّ عليه تزيينها وتطيبها…
ويتجاوز التّزيين غير شاعر، ويضحى سمة في الحياة العربيّة وتتعدّد العطور متخطيّة المسك إلى الزّنبق الورد[17]. نقل عن الأعشى يصف حبيبته، وما تتمتّع به من زينة وعطور بحيث يذهب ريحها في كلّ حدب وصوب من مكان قيامها: [من البسيط]
إذا تقوم يّضُوع المسك أصورة والزّنبقُ الورد من أردانِها شَمِلُ[18]
هكذا كانت أردانها (أطراف ملابسها) منبعًا للمسك والزّنبق الورد، حتى إذا غدا طيبها شاملًا. ويؤدّي الطّيب دور مفردات اللّغة، بحيث يفصح عن مكان الحبيبه: إنّه بمثابة اسمها، فحلّت الرّائحة المشهورة بها مكانه، فعرّفت به تعريف اسم العلم. إنّها إحداثية امتطاها عمر بن أبي ربيعة في الاهتداء إلى معشوقته، قال مصوّرًا ذلك: [من الطّويل]
وَبِتُّ أُناجي النَّفسَ أَينَ خِباؤُها وَكَيفَ لِما آتي مِنَ الأَمرِ مَصدَرُ
فَدَلَّ عَلَيها القَلبُ رَيّا عَرَفتُها لَها وَهَوى النَّفسِ الَّذي كادَ يَظهَرُ[19]
هكذا جاء السؤال: “أين خباؤها؟” وفاه الجواب “ريا عرفتها”، وهو ما انتشر من رائحة.
- الحلى والجواهر
تخطّت المرأة العربيّة التّصنّع بواسطة المساحيق والعطور، إلى آليات أخرى، أمدّتها بها البيئة العربيّة زيّنت بواسطتها أعضاء جسدها. من ذلك :الخلخال”[20]، الّذي تلبسه المرأة ومن الفعل تخلخلت المرأة: لبست الخلخال من صور ذلك قول الشّاعر امرئ القيس: [من الطّويل]
هَصَرتُ بِفَودي رَأسِها فَتَمايَلَت عَلَيَّ هَضيمَ الكَشحِ رَيّا المُخَلخَلِ[21]
إنّه مقام وصف الجمال، وما تمتّعت به المرأة من زينة لا محال. ويتعدّى الموقف غير مكان، مؤكّدًا فعل التّجمّل، فيها يذكر الخلخل من الحلي، يتجلّى ذلك في قول الشاعر: [من الرّجز]
بَرّاقةُ الجِيدِ صَمُوتُ الخَلْخَل[22]
وفعل التّصنّع ظاهر في حقل البيت الدّلاليّ: برّاقة، صموت… إذ ساقها ممتلئة، بحيث يصمت الخلخال عن الحركة، وهو ما يستحبّ في المرأة.
ويؤازر الخلخال القُرط من أدوات التّجميل المصطنعة. وهو ما يُعلّق في شحمة الأُذُن[23]. ولا أدلّ على مقصد الزّينة والتّجمّل من قولهم: قرطت الجارية فتقرّطت، قال الرّاجز يخاطب امرأته: [من الرّجز]
قرّطك الله على العَيْنَيْن
عقــاربــًــا سودًا وأرْقمــين[24]
والقُرط، والتّزيّن به بات دليلًا على الغنى، وآية من آيات الجمال، يحكيه علماء البلاغة عندما استندا إلى طول القرط في الإشارة إلى الجمال، شاهده قول الشّاعر: [من الطّويل]
بَعِيدةُ مهوى القُرْط إمّا لنَوْفلٍ أبوها إما عبدُ شمسٍ فَهَاشمُ[25]
قال قدامة في التّعليق على البيت، يؤكّد دلالة القرط على الجمال: “وإنّما أراد الشّاعر أن يصف طول الجيد فلم يذكره بلفظه الخاص به، بل أتى بمعنى هو تابع لطول الجيد، وهو بعد مهوي القُرط”[26].
إلى جانب أدوات التّجميل الآنفة الذّكر، أغدقت البيئة العربيّة أنواعًا أخرى، ومرادفات للمذكور. عقدت المصادر بابًا اسمه “معرفة حلّي النّساء”، تضمن… القُلْب: السّوار يكون من عاجٍ أو نحوه، وكذلك المسَكَة والجمع مَسَك، والوَقْف: الخَلخال، والسّمْط: العِقد، والحْجِل: الخَلخال ايضاً وجمعه حجول، وكذلك البُرةُ، والجمع بُرين، والخُدَمَة والجمع خِدامْ[27]… وصف عدي بن الرّقاع محبوبته “حُسَيْنة”، وهي متزيّنة بعقد من الشّذر والمرجان وغيره: [من البسيط]
وَما حُسَينَةُ إِذ قامَت تُوَدِّعُنا لِلبَينِ وَاِعتَقَدَت شَذراً وَمُرجانا[28]
وقد ظهر التّزيّن عند القيام للوداع، فبدت آية في الجمال، بما أضافته على جسدها من متاع وجواهر وقلائد.
- الوشم والوسم
اجتلبت الأنثى أقلامًا، ونباتات تفرز ألوانًا عديدة، من حبر وسوائل وغيرهما، تترك أثرها الظّاهر على الجسم؛ فتزيده جمالًا على ما هو فيه، أو تطرد ما يعلوه من قبح عنه. إنّها آليات ومواد أملتها بيئة العرب الطّبيعيّة. من أبرز ذلك الأثر ما يسمى بالوشم، وحقيقته: “ما تجعله المرأة على ذراعها بالإبرة، ثمّ تحشوه بالنَّؤُور، وهو دخان الشّحم والجمع وشوم[29]. من وثائق ذلك ما ذكره لبيد بن ربيعة: [من الكامل]
أوْ رَجْعُ واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤورُهَا كففًا تعرَّضَ فوقَهنَّ وِشامُها[30]
فقد جاء على عناصر عملية التّزيين بالوشم كاملة: الواشمة، نؤور (مادّة الوشم)، والكفف (الدّارة والحلقة)، والوشام جمع الوشم… ممّا يؤكّد الصّنعة المفضية إلى التّحلية، والأناقة الصُّوريَّة.
وتتجاوز عملية الوشم الذّراع إلى اليد، منتقلًا على كافة أطراف الجسم، ساكبًا عليها صورة حسنة،اقتطفها الشّعراء لتجميل آثار الدّيار، وتظهير الأطلال. قال طرفة بن العبد: [من الطّويل]
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ[31]
فقد تعانقت خولة بأطلالها وجمال ذكراها، بعلامات الوشم في ظاهر اليد، التي كانت تتزين به.
ويمتد الوشم ماخرًا أعضاء أخرى من الجسم، ساكبًا عليها مسحة الجمال، ممّا يقرّبها من الكمال من الأعضاء الّتي يطالها الوشم “الثّغر”، شاهدة قول ثعلب: [من الرّجز]
ذكرتُ من فاطمةَ التَّبسما
غداة تجلو واضحًا موشّما
عذبًا لها تجري عليه البُرْشما[32]
اجتمعت آلية التّجمّل والتّزيّن في حقل دلاليّ: التّبسّما، تجلو، واضحًا، موشّمًا، عذبًا والبرشما… إنّه فعل حضاريّ، تمّ بمواد محليّة، أوجدتها البيئة العربيّة، أوضح أبو عبيد عمليّة الوشم وكيفيّة القيام به بقوله: “الوشم في اليد، وذلك أن المرأة كانت تغرز ظهر كفّها ومِعصمها بإبرة أو بِمسلة حتّى تؤثر فيه، ثمّ تحشوه بالكحل أو النّيل أو بالنّؤور… فيزرّق أثره أو يخضرّ…”[33].
- الملابس والألوان
استخدمت الملابس في الأصل، لستر العورة، وما يغطّي الإنسان من قبيح، يصدقه قوله تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ ٢٦﴾[34].
ومع تطوّر الأيّام، تعدّى اللّباس وظيفته الأساسيّة، إلى وسيلة للزّينة وآلة للجمال. تمَّ ذلك بما استحدث في الثّياب من زركشة وزيادات عليها، وما أضيف إليها من ألوان ونقوش. روت المصادر أنّ المرأة العباسيّة، من سيّدات الطّبقة الرّاقية “اتّخذت غطاء الرّأس (البرنس) مرصّعًا بالجواهر، محلّى بسلسلة ذهبيّة مطعّمة بالأحجار الكريمة. وكانت نساء تلك الطّبقة يعلّقن الحجب بزنار البرنس للزّينة”[35].
وزادت الملابس زينة في المناسبات والاحتفالات؛ فكانت توشّى بخيوط الذّهب والفضّة، إلى درجة بلغ ثمن بعض الكسي خمسمائة دينار، وثمن المنديل خمسة دنانير[36].
ونظرة بتمعن إلى ملابس النّساء، تفوه بالمقصد منها، المتجسّد بالزّينة والتّجميل. فقد ميّزت ملابسهم بكثرة النّقوش والألوان، ووجود الصّنع وغلبة الأقمشة الحريريّة ، صوّر ذلك الشّاعر بقوله: [من البسيط]
صفراء مُتْحَمةً حيكت نمانِمُها من الدِّمَقْسِيِّ أو من فاخر الطُّوطِ[37]
فقد برزت الألوان: صفراء، متحمة (البرود المخطّطة)، النّمائم، الدّمقسيّ… كلّها تشكل الحقول الدّلاليّة للزّينة والجمال.
وكان لناعم الثّياب مكانته في زينة المرأة، على شاكلة ما يسمى “بالخال”، وهو ثوب ناعم، وضرب من البرود، وبرد أرضه حمراء فيها خطوط سود…[38].
والبرود توشّى بتصاوير منها الرّحال؛ فسمّي الثّوب المرحّل، وهو ضرب من برود اليمن. وكذلك مرط مرحّل عليه تصاوير الرّحال. جاء في معلّقة امرئ القيس، وصفًا لثياب حبيبته: [من الطّويل]
خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وراءَنا على أَثَرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ[39]
وازدانت الملابس بالكتابة، وشعر الغزل، بحيث فاقت الزّخرفة بما حملته من مضامين تثير المشاعر، كما تثير الألوان الحواس والنّواظر. رُوِيَ أنّ ولادة بنت المستكفي كتبت بالذّهب على عاتقها الأيمن: [من الوافر]
أنا واللَهِ أَصْلُحُ للمَعالي وأَمشي مِشْيَتي وأتيهُ تيها
وكتبت على العاتق الأيسر: [من الوافر]
وَأُمكِنُ عاشقي من صَحن خدّي وأُعطي قُبلَتي مَنْ يَشْتَهيها[40]
لقد بدأ البذخ الماديّ مؤازرًا البذخ الفكريّ المعنويّ، حتّى تعانق فاخر الثّياب بفاخر الأقوال.
إلى جانب ما تقدّم، عمدت المرأة إلى لبس الثّياب الشّفافة، الّتي تصف ما خلفها، إمعانًا في الإغراء، وإثارة لمفاتن الحسناء. وهو سلوك تميّزت به الحضريّات، قياسًا بلباس البدويّات. قالت ميسون بنت بَحدل موازنةً بين لبس العباءة البدويّة، ولبس الشّفوف الحضريّة: [من الوافر]
لَبَــيْـتٌ تـخـفِـقُ الأرواحُ فـيـه أحــبُّ إليَّ مــن قــصــرٍ مُــنـيـفِ
ولُبْــسُ عــبـاءةٍ وتَقِرُّ عـيْـنـي أحــبُّ إليَّ مــن لبْسِ الشُّفــوفِ[41]
وتفنّنوا بالثّياب الرّقيقة الشّفافة، فجعلوها أنواعًا تبعًا لمقدار ما تظهره من الجسم. نقل الثّعالبي في تفضيل الثّياب الرّقيقة، مُفصّلاً: “ثوب شفّ إذا كان رقيقًا يستشفّ منه ما وراءه، ثمّ سبّ إذا كان أرق ّمنه… ثمّ سابري إذا كان لابسه بين المكتسي والعريان… ثم لّهْلَهٌ ونَهْنَةٌ إذا كان في نهاية رقّة النسج…”[42].
- تكبير الأعضاء
عملت آليّة التّجميل إلى أعضاء الجسم، عن طريق تزيينها بما أضافته إليها من زيادات؛ غيرّت الأحجام حينًا، والألوان حينًا آخر، والأشكال في أحايين أخرى. كان مطلب العمل الوصول إلى الشّكل الحسن، وما في النّفوس يستحسن، والمرغوب فيه عند كلّ إنسان. تجلّى الفعل في التّسميات الّتي حفظتها المواد اللّغويّة، على شاكلة: “الإعجازة”، قالوا: “العجازة والإعجازة: ما تعظّم به المرأة على عجيزتها”[43]. ويوصف فعل التّجميل،الماثل في الإعجازة بأنّه شيء شبيه بالوسادة تشدّه المرأة على عجيزتها لِتُحسب أنها عجزاء. و”الرفاعة”، وهي الحشية، وما تضعه المرأة على عجيزتها تعظّمها بها، يقال: تحشّت المرأة، فهي متحشيّة.
وكذلك حال “الأضخومة”، وهي الثّوب الّذي تشدّه المرأة على عجيزتها تحت إزارها تضخّم به عجيزتها[44]. وعلى شاكلته أيضًا الغُلّة، أنشد الشّاعر: [من المتقارب]
كَفاها الشَّبابُ وتَقْوِيمُه وحُسْن الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ[45]
ولا أدلّ على فعل التّجمّل، من محاولة الظّهور بمظهر الشّباب والصّبايا اللّواتي يتّصفن بالجمال والحسن من قوله: “كفاها الشّباب” و”حسن الرّواء” والوصول إلى جمال العجيزة بواسطة “لبس الغلل”. وهي حقيقة تمثّلت بلبس الغلالة، تناولها الشّاعر قائلًا : [من الرّجز]
تَغْتال عَرْضَ النّقْبَةِ المُذالَهْ
وَلَمْ تَنَطَّقْها عَلَى غِلالَهْ
إلا لحسنِ الخلقِ والنّباله[46]
وقوله: “لم تنطقها” السّبب للوصول إلى النّتيجة “إلّا لحسن الخَلْق والنّبالهْ، وهي الغاية، وإليها النّهاية.
وفي المقابل، كانت المرأة عظيمة العجيزة، تتمنّع عن لبس الحشية وسواها، وتفتخر على أضرابها ممّن يلبسن تلك القطع من الملابس والحشوات، بما وهبها الله من أعطيات. أنشد ابن الأعرابي مصورًا الحدث الحضاريّ: [من الرّجز]
لا نحتشي إلّا الصّميم الصّادقا[47]
ومن آليّات تكبير الأعضاء، ما عرف في تعظيم الأرداف، على شاكلة “الإعظامة”. قال الفرّاء شارحًا: “العُظمة شيء تعظّم به المرأة ردفها من مرفقه وغيرها”[48]. والأمر نفسه طاول غيرهما من الأعضاء،كالأصابع، والصّدر… كما لحق الأيدي والشّعر، بما أضافه إليهما من خضاب وحنّاء، فتحوّلت من لون الأصل، إلى أصباغ تحلو لكلِّ متأمّل.
من السّرد والتّحليل إلى السّند والدّليل
ما تقدّم، نماذج وصور تدلّ دلالة كافية على معرفة العرب صناعة التّزيين والتجمّل. وليست الأقوال السّابقة، من باب التّسلية والتّندّر، ولكنّها وقائع في الحياة الاجتماعيّة تُذكَر. حقائق تعزّزها الأدلّة، وتشفع لها الأسانيد التّالية:
- الدّعوة إلى التّجمّل سلوك اجتماعيّ معروف في البيئة العربيّة تلجأ إليه المرأة لتحسّن صورتها وتجمّل أعضاءها. إنّها نزعة فطريّة في الإنسان، وهو ينزع إلى كلّ حسن. وقد اهتمّت به الفتيات، ودفعت النّساء بناتها إليه. رُوِي أنّ امرأة قالت لابنتها: “تجمّلي وتعفّفي”[49]. أي كُلي الجميل، وهو الشّحم المُذاب، قال ابن قتيبة موضّحًا الفعل: “أصله من الجميل، وهو ودك الشّحم المُذاب، يراد أنّ ماء السّمن يجري في وجهه”[50]. واشربي العفاف، وهو ما بقيَ في الضّرع من اللّبن. وفي هذا الفعل،يحمرّ الوجه، وتتورّد الخدود، فتشرق صورة البنت، وتشعر معها بسعادة الجمال، وفرحة الاكتمال، يدلّ على ذلك قول أبي ذؤيب الهذلي: [من الوافر]
جَمالُكَ أَيُّها القَلبُ الجَريحُ سَتَلقى مَنْ تُحِبُّ فَتَستَريحُ[51]
- عرف التّجمّل والتّزيّن في الحضر، وكان من سلوك الحضريّات قياسًا إلى البدويّات، الّتي تستند إلى المأكل والمشرب من الأطعمة، الّتي تغيّر اللّون، كالمذكورة سابقًا. ومعرفة التّجمّل وصنعته حفظها الشّعراء، في أثناء الموازنة في الجمال، بين البدويّات والحضريّات، على نحو ما ذكره المتنبي: [من البسيط].
ما أَوجُهُ الحَضَرِ المُستَحسَناتُ بِهِ كَأَوجُهِ البَدَوِيّاتِ الرَّعابيبِ
حُسنُ الحَضارَةِ مَجلوبٌ بِتَطرِيَةٍ وَفي البَداوَةِ حُسنٌ غَير مَجلوبِ
أينَ المَعيزُ من الآرامِ ناظِرةً وغيرَ ناظِرةٍ في الحسنِ والطّيبِ[52]
والأقوال السابقة تجلو حقيقة التزين والتجمل، وأوضح التحسين في الخلق والمآل اليه… فقد اكتملت لوحة من الجمال سطّرتها ريشة المفردات المستحسنات، الرّعابيب، حُسن، تطرية، الحضارة، ناظرة، الطّيب…
- حفظت المصادر أصول التّجميل الشّائعة في تلك الآونة، بما أوردته من أوصاف النّساء الممدوحة، على نحو: الخَوْد: المرأة الحسنة الخَلق، والغادة: النّاعمة… والخَدْلجة: الممتلئة الذّراعين والسّاقين… والرّعبوبة: البيضاء النّاعمة، الهيفاء الضّامرة البطن… والعُطْبولة الطّويلة العنق… والغيداء: المُتَثَنيَّة من اللّين…[53] والصّفات نفسها مذكورة عند الثّعالبي، في فصل “محاسن العين”، فصل “في الحاجب”،فصل “في تقييم الأنوف”… وممّا ورد في تفصيل أوصاف الأنوف المحمودة والمذمومة: الشَّمم: ارتفاع قصبة الأنف مع استواء أعلاها… الخَنَسُ: تأخّر الأنف عن الوجه…[54]. إنّها أثر يدلّ على عين ما كان معمولًا به في أساليب التّجميل والتّزيين ومقاييس لجمال الخلق تراعي في مهارات الإبداع، واصطناع التّحسين.
- التَّطيّب مطلب اجتماعيّ-حضاريّ، حفظته المادّة اللّغويّة [طيب]، وغدا هدفًا يقصد إليه الانسان، وتتحلّى به المرأة، ما استطاعت، في كلّ أوان . وارتقى درجة وصل معها إلى أنّه حاجة اجتماعيّة، لا تبارح النّساء، يشدّ الأزر قول امرئ القيس: [من الطّويل]
أَلَمْ ترَياني كُلَّما جئتُ طارِقًا وَجَدْتُ بها طيبًا وإن لم تَتَطَيّبِ[55]
وقوله: وإنْ لم تتطيّب، هي المسعى وإليها تُشَدّ الرّحال وتسعى، والطّيب بات معروفًا موجودًا يرسمه قوله: وجدت بها طيبًا.
ويشارك الطّيب “التّكحّل” و”التّخضّب”، دعت اللّياقة المجتمعيّة إليها، وبخاصّة في المنتديات، وعند لقاء الرّجال في كثير من المقامات، صوّر ذلك عنترة بن شدّاد: [من الكامل]
إنّ الرّجالَ لَهُمْ إليكِ وَسِيِلةٌ إنْ يأخذوكِ تَكَحّلي وتَخَضَّبي[56]
والدّعوة إلى التّزيّن جليّة في فعلَي الأمر الواردَين في صدر البيت: “تكحّلي” و”تخضّبي”؛ ممّا يؤكّد انتشار التّجمّل في المجتمع، تدعو إليه دواعٍ كثيرة. قال البطليوسي موضّحًا الغاية من التّجمّل: “الرّجال يتوسّلون إليك بما تَحْسَبينَهُ فيهم، وتتقبلينه منهم، وهو البضع، فتتكحلين لذلك وتتخضّبين”[57].
- تضمّنت أشعار العرب تشبيهات من موجودات البيئة؛ بما تصنعه الزّينة في الجسم. من أمثلة تشبيه طرفة آثار الدّيار -السّابق الذّكر- بباقي الوشم في ظاهر اليد. وكذلك الأمر في تصوير جمال المرأة، وما تتزيّن به من الجواهر، تزداد معها صفة الحسن الأخّاذ، قال امرؤ القيس يصف حبيبته وأعضاءها، وما حوته من جواهر وقلائد حول عنقها: [من الطّويل]
وجيدٍ كجيدِ الرَّئْم ليس بِفاحِشٍ إذا هي نَصَّتْهُ ولا بِمُعَطِّلِ[58]
ومنه أيضّا قول امرئ القيس، يشبّه لحم النّاقة وشحمها بأطراف الثّوب من الحرير الأبيض، ومن كتّان إبريسم: [من الطّويل]
فظلّ العذارى يرتمينَ بِلَحْمها وَشَحْم كَهُدّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ[59]
بجيدها كجيد الظّبي غير متجاوز قدره المحمود، ثمّ ذكر أنّه لا يشبه جيد الظّبي في التّعطل عن الحلّي، مؤكّدًا أدوات التّجميل من قلائد حول العنق. ومعلوم أنّ العرب تستعمل في تشبيهاتها، وتصويرها ما عرفته في بيئتها، الأمر الّذي يعزّز التّزيّن. قال ابن طباطبا: “واعلم أنّ العرب أوْدَعت أشعارها من الأوصاف والتّشبيهات والحكم ما أحاطت به معرفتها، وأدركه عيانها،ومرَّت به تجاربها…[60] ونزولاً عند المبدأ المذكور، تبنّت آلة الزّينة، وأدوات التّجميل…
- يفضى اشتقاق الجمل والأناقة، إلى عمليّات التَجمّل، والتّزيّن عند العرب؛ نظرًا لارتباط الاسم بسماه. ولم تكن تسمية الجمال والأناقة عرضًا لا ارتباط له بالبيئة. أفصح ابن جنّي عن هذا الاشتقاق والرّبط، قائلًا: “…ألا تعلم أنّ في النّاقة معنى الفعل، وذلك أنّها فَعَلة من التّنوّق في الشّيء وتحسينه… والتقاؤهما في النّاقة عندهم ممّا يُتَحَسّنُ به، ويزدان بملكه، وبالإبل يتباهون، وعليها يُحملون ويتحمّلون؛ ولذلك قالوا لمذكّرها: الجمل؛ لأنّه فعل من الجمال، كما أنّ النّاقة فَعَلة من التّنوّق، وعلى هذا قالوا: قد كَثُر عليه المَشَاء والفَشَاء والوَشَاء، اذا تناسل عليه المال. فالو شاء فَعَال من الوَشْي، كأنّ المال عندهم زينة، جمال لهم، كما يُلبس من الوشي للتّحسّن به…[61]
إنّها جُملة من الأسانيد، تؤكّد حقيقة ما تقدّم من عديد، وتشير إلى اليقين وعنه لا يحيد.
خاتمة رحلة الفكر والتّجوال
خلُص البحث، بعد تجواله، إلى ضرب الكشح عن معطيات حضاريّة، تتمثّل في صناعة الجمال،ومهارات التّزيّن وصولًا بالخلق إلى ما يشبه الكمال، أو ما يشكّل من رضا النّفوس بلا جدال. برز جليًّا معرفة العرب في القديم فنّ التّجمّل، واعتماده في حياتهم بما يقربهم من اللّياقة، وقبول الآخر.
وتوجز معطيات البحث قضايا أوّلها معرفتهم أدوات للتّجميل وآليّات للزّينة، بما أغدفته عليهم بيئتهم،وأنّ ما يعرف اليوم من آليّات، برز غرسها في أيّام العرب الضّاربة في القدم… وثانيهما قدرتهم على ابتداع ما يكبّر الأعضاء، الّتي بدأت حشايا وغلل… وانتهت اليوم إلى آلات صناعيّة لا تبارح الأولى إلّا بما استجدّ من أدوات أملتها الحضارة الحديثة، كالحقن بالسّيليكون Silicone بدلًا من الإعجازة… وثالثهما إبداعهم في الوشم، وما يترك من جمال على الأعضاء، وقد تحوّل بفعل الحضارة الجديدة إلى ما يسمى”بالتّاتو”Tatoo ، كأنّ التّسمية الأجنبيّة تشير إلى أنّ الصّناعة أجنبيّة، لا فضل للعرب فيها.
ويؤازر ما سبق، معرفة العرب مكامن الجمال، وصفات كلّ عضو جميل، مما يضيء الطّريق لفاعل التّزيين لتقليده، والسّير على منواله، لأنّه مثاله. من ذلك صفات العيون النّجلاء، ولون الخدود الحمراء والشّفاه اللمياء والأسنان البيضاء والحواجب البلجاء…
يفسّر ذلك قول الشّاعر، الّذي أجمل معظم الصّفات في قوله: [من البسيط]
وأمطرتْ لُؤلؤًا من نرجسٍ وسقتْ وردًا، وعضًتْ على العُنّابِ بِالبَردِ[62]
شبّه الشّاعر الدّمع باللّؤلؤ، والعين بالنّرجس، والخدّ بالورد والأنامل بالعُنّاب والثّغر بالبرد، مقدّمًا صورًا لجمال كلّ عضو، وما يشبه من وجودات الطّبيعة، كأنّه يذكر أدوات التّجميل المطلوبة به للتّزيين وألوانها المحبّبة للنّاظرين.
وبالمضامين السّابقة كُشِفت عن أصول جماليّة حضاريّة، أرساها البحث، مبرزًا في ذلك القيم الحضاريّة الّتي ساهم فيها العرب في فنّ الزّينة والتّجميل النّسائيّة إلى جانب وضعهم الكثير من المعايير الجمالية لكلّ عضو: كجمال العينين والحاجبين، وامتلاء السّاق، واستدارة الكشح ودقّته… ممّا تعتبر أساسًا لمعايير الجمال المعتمدة اليوم.
وأجلت خوا في الكثير من الحركات الجذّابة المثيرة الّتي تؤدّيها المرأة، والّتي شاعت في الميل والرّقص، الّتي استودعت بطون الأشعار، كقولهم: “إذا قامت” و”قامت” و”تمايلت” وما يشاكلها.
لم تعد شواهد العربيّة وعاءً لأحكامها وقواعدها، بل تجاوزت ذلك إلى ما تحتضنه في رحمها من قيم حضاريّة، وقضايا اجتماعيّة، كالبارزة فيما تقدّم… وكذلك حال المواد اللّغوية، الّتي اختزنت نشاط المجتمع، مسّطرةً المعارف الّتي عاينها، والعلوم الّتي أتقنها… لقد جاءت مساندة لكتب الحضارة والتّاريخ والاجتماع… وسواها من العلوم، فيجب التّنبّه إليها والاعتماد عليها عند خوض أقلام الباحثين فيما شاكلها.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم
1- ابن الأجدابيّ، كفاية المتحفّظ ونهاية المتلفّظ، حقّقه وشرحه عبد القادر المبارك، حرّره وشفع متنه بالشّواهد د. غازي طليمات، راجعه وضبطه د. مازن المبارك، دار الفكر، دمشق، ط1، 1424هـ – 2003م.
2- ابن البيطار، الجامع لمفردات الأدوية، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1412هـ – 1992م.
3- ابن جنّي، الخصائص، حقّقه محمد علي النّجار، دار الهدى للطّباعة والنّشر، بيروت، ط 2، لا.تا.
4- ابن طباطبا، عيار الشّعر، تحقيق د. محمد زغلول سلام، منشأة المعارف، الإسكندرية، لا.تا.
5- ابن فارس: معجم مقاييس اللّغة، تحيق وضبط عبد السّلام محمد هارون، دار الكتب العلميّة، اسماعيليان نجفي، إيران (قم)، لا.تا.
6- ابن منظور: لسان العرب، دار صادر، بيروت،ط6، 2008م.
8- ابن هشام، شرح شذور الذّهب، تحقيق محمد محيي الدّين عبد الحميد، المكتبة التجارية الكبرى مصر،ط10، 1385هـ – 1965م.
9- ابن هشام، مغني اللّبيب عن كتب الأعاريب، حقّقه وعلّق عليه د.مازن المبارك ومحمد علي حمد الله،راجعه سعيد الأفغاني، دار الفكر بيروت، ط 5، 1979م.
10- امرؤ القيس، الدّيوان، دار صادر، بيروت، لا.تا.
11- البطليوسي، أبو بكر عاصم بن أيوب، شرح الأشعار السّتّة الجاهليّة، تحقيق ناصيف سليمان عواد،دار الشّؤون الثّقافيّة العامّة، بغداد 2000م.
12- التّبريزيّ، الخطيب، شرح القصائد العشر، تحقيق د. فخر الدين قباوة، دار الآفاق الجديدة،بيروت،ط3، 1399هـ – 1979م.
13- الثّعالبي: كتاب فقه اللّغة، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لا.تا.
14- الجبّوري، يحيى، الملابس في الشّعر الجاهليّ، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، 1989م.
15- حسن، حسن إبراهيم، تاريخ الإسلام السّياسيّ والدّينيّ والثّقافيّ والاجتماعيّ، دار الجيل ومكتبة النّهضة المصريّة، بيروت والقاهرة، ط 13، 1411هـ – 1991م.
16- الشّكعة، مصطفى، الأدب الأندلسيّ، دار العلم للملايين، بيروت، ط 5، 1983م.
17- الصّاوي، محمد إسماعيل عبد الله، شرح ديوان جرير، مكتبة محمد حسين النّوري والشّركة اللّبنانيّة للكتاب، دمشق وبيروت.
18- طرفة بن العبد، الدّيوان، تحقيق دريّة الخطيب ولطفي الصّقّال، المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر،بيروت، ط2، 2000م.
19- العاملي،عديّ بن الرّقاع ، الدّيوان، جمع وشرح ودراسة د. حسن محمد نور الدّين، دار الكتب العلميّة،بيروت، ط1، 1410هـ – 1990م.
20- عمر ابن أبي ربيعة، الدّيوان، شرح وتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الأندلس، بيروت 1997م.
21- عنترة بن شداد، الدّيوان، تحقيق ودراسة محمد سعيد مولوي، المكتب الإسلاميّ، بيروت ودمشق، ط2، 1403هـ -1983م.
22- قدامة بن جعفر، نقد الشّعر، تحقيق وتعليق د. محمد عبد المنعم خفاجي، الجزيرة للنّشر والتّوزيع،القاهرة، لا.تا.
23- لبيد بن ربيعة، الدّيوان، دار صّادر، بيروت، 1386هـ – 1966م.
24- المتبني، الدّيوان، شرح العكبري، ضبطه وصحّحه مصطفى السّقاد إبراهيم الابياري وعبد الحفيظ شلبي، دار الفكر، بيروت، 1431هـ – 2010م.
25- مسلم، صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربيّة، عيسى البابي الحلبي وشركاه، لا.ب، لا.ط
26- مطلوب، أحمد، معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها، مكتبة لبنان، بيروت، 2007م.
27- مطلوب، أحمد، معجم الملابس في لسان العرب، مكتبة لبنان، بيروت، 1995م.
28- النّميري، الرّاعي، الدّيوان، جمعه وحققه راينهرت فايبرت، فرانتس شتاينر فيسبادن، المعهد الألمانيّ للأبحاث العربيّة، بيروت، 1401هـ – 1980م.
[1] – باحثة في الدّكتوراه جامعة القديس يوسف، معهد الآداب الشّرقيّة، قسم اللّغة العربيّة.
[2] – مسلم: صحيح مسلم، تحقيق… محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربيّة، عيسى البابي الحلبي وشركاه، لا.ب، لا.ط، ج1 ص 93، كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر. وأوّل الحديث: “لا يدخل الجنّة مَنْ كان في قلبه مثقال ذرّة من كِبر…”
[3] – ابن فارس: معجم مقاييس اللّغة، تحقيق وضبط عبد السّلام محمد هارون، دار الكتب العلميّة، اسماعيليان نجفي، إيران (قم)، لا.تا، مج 1 ص 481، مادّة [جمل].
[4] – الرّاغب الأصفهانيّ: مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق صفوان عدنان داوودي، دار القلم، دمشق، ط5، 1433هـ – 2011م، ص203.
[5] – ابن فارس: معجم مقاييس اللّغة، مج 3 ص 41، مادّة [زين].
[6] – الرّاغب الأصفهاني: مفردات ألفاظ القرآن، ص 389 – 390.
[7] – ينظر الثّعالبي: كتاب فقه اللّغة، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لا.تا. ص 242.
[8] – الرّاعي النّميري: الدّيوان، جمعه وحقّقه راينهرت فايبرت، فرانتس شتاينر فيسبادن، المعهد الألمانيّ للأبحاث العربيّة، بيروت، 1401هـ – 1980م، ص 269، وابن هشام: شرح شذور الذّهب، تحقيق محمد محيي الدّين عبد الحميد، المكتبة التجارية الكبرى مصر، ط10، 1385هـ – 1965م، ص 242، وهو من شواهد “المفعول معه”.
[9] – الثعالبي: كتاب فقه اللّغة، ص 66.
[10] – الثعالبي: كتاب فقه اللّغة، ص 66.
[11] – ابن منظور: لسان العرب، دار صادر، بيروت، ط6، 2008م، مج 13، ص30، مادّة [كحل].
[12] – ابن منظور: لسان العرب، مج 13، ص 30، مادّة [كحل].
[13] – محمد إسماعيل عبد الله الصّاوي: شرح ديوان جرير، مكتبة محمد حسين النّوري والشّركة اللّبنانيّة للكتاب، دمشق وبيروت، ص595.
[14] – امرؤ القيس: الدّيوان، دار صادر، بيروت، لا.تا، ص32.
[15] – ابن البيطار: الجامع لمفردات الأدوية، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط1، 1412هـ – 1992م، مج2، ج 4 ص445.
[16] – امرؤ القيس: الدّيوان، ص 45.
[17] – قال أبو عبيدة: “أجود الزّنبق ما كان يضرب إلى الحمرة؛ فلذلك قال: والزّنبق الورد”. ينظر، الخطيب التّبريزيّ: شرح القصائد العشر، تحقيق د. فخر الدين قباوة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط3، 1399هـ – 1979م، ص 422.
[18] – ينظر، الخطيب التبريزي: شرح القصائد العشر، ص 422.
[19] – عمر بن أبي ربيعة: الدّيوان، شرح وتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الأندلس، بيروت 1997م، ص 95 – 96.
[20] – الخلخال والخُلخل لغة في الخَلخال… وأحد خلاخيل النّساء، والمُخلخل: موضع الخلخال من السّاق. يراجع، ابن منظور: لسان العرب، مج 11 ص 220 – 221، مادة [خلل].
[21] – امرؤ القيس: الدّيوان، ص 42.
[22] – ابن منظور: لسان العرب، مج 5، ص148، مادّة [خلل].
[23] – ميّز العرب بين ما يعلّق في أعلى الأذن من الّذي يعلّق في أسفلها، قالوا: “القُرط: الشّنف، وقيل: الشّنف في أعلى الأذن والقرط في أسفلها… والجمع أقراط وقراط وقروط وقِرطة، يراجع، ابن منظور: لسان العرب، مج 12، ص73، مادّة [قرط].
[24]– ينظر، ابن منظور: لسان العرب، مج 12، ص73، مادّة [قرط]
[25] – يراجع د. أحمد مطلوب: معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها، مكتبة لبنان، بيروت، 2007م، ص 564.
[26] – قدامة بن جعفر: نقد الشّعر، تحقيق وتعليق د. محمد عبد المنعم خفاجي، الجزيرة للنّشر والتّوزيع، القاهرة، لا.تا، ص 136.
[27] – ينظر تفصيل ذلك، ابن الأجدابيّ: كفاية المتحفّظ ونهاية المتلفّظ، حقّقه وشرحه عبد القادر المبارك، حرّره وشفع متنه بالشّواهد د. غازي طليمات، راجعة وضبطه د. مازن المبارك، دار الفكر، دمشق، ط1، 1424هـ – 2003م، ص 42.
[28] – عدي بن الرّقاع العاملي: الدّيوان، جمع وشرح ودراسة د. حسن محمد نور الدّين، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط1، 1410هـ – 1990م، ص 105. والشذر قطع من الذّهب، وممّا صاغ من الذّهب فرائد يفصّل بها اللّؤلؤ الصّفار أو نحوه، واحدته: مرجانة.
[29] – يراجع، ابن منظور: لسان العرب، مج 15، ص 220، مادّة [وشم].
[30] – لبيد بن ربيعة: الدّيوان، دار صادر، بيروت، 1386هـ – 1966م، ص 165.
[31] – طرفة بن العبد: الدّيوان، تحقيق دريّة الخطيب ولطفي الصّقّال، المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر، بيروت، ط2، 2000م، ص 23.
[32] – ينظر، ابن منظور: لسان العرب، مج 15، ص220، مادّة [وشم].
[33] – يراجع، ابن منظور: لسان العرب، مج15، ص220، مادّة [وشم].
[34] – سورة الأعراف، الآية 26.
[35] – ينظر، حسن إبراهيم حسن: تاريخ الإسلام السّياسيّ والدّينيّ والثّقافيّ والاجتماعيّ، دار الجيل ومكتبة النّهضة المصريّة، بيروت والقاهرة، ط 13، 1411هـ – 1991م، ج 3 ص 453.
[36] – حسن إبراهيم حسن: تاريخ الإسلام السّياسيّ والدّينيّ والثّقافيّ والاجتماعيّ، ج3 ص 600.
[37] – د. يحيى الجبّوري: الملابس في الشّعر الجاهليّ، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، 1989م، ص 36.
[38] – ينظر، د. يحيى الجبوري: الملابس في الشّعر الجاهليّ، ص 39.
[39] – امرؤ القيس: الدّيوان، ص 41. المرط: كساء من خزّ أو من صوف. والمرحّل: المنقّش بنقوش رحال الإبل.
[40] – ينظر د. مصطفى الشّكعة: الأدب الأندلسيّ، دار العلم للملايين، بيروت، ط 5، 1983م، ص 181.
[41] – يراجع ابن هشام: مغني اللّبيب عن كتب الأعاريب، حقّقه وعلّق عليه د.مازن المبارك ومحمد علي حمد الله، راجعه سعيد الأفغاني، دار الفكر بيروت، ط 5، 1979م، ص 352.
[42] – الثّعالبي: كتاب فقه اللّغة، ص 155.
[43] – ابن منظور: لسان العرب، مج 10، ص44، مادّة [عجز].
[44] – أحمد مطلوب: معجم الملابس في لسان العرب، مكتبة لبنان، بيروت، ط 1، 1995م، ص 63، 86.
[45] – ينظر أحمد مطلوب: معجم الملابس في لسان العرب، ص 33.
[46] – ابن منظور: لسان العرب، مج 11، ص 76، مادّة [غلل].
[47] – ابن منظور: لسان العرب، مج 4،ص 134، مادّة [حشا].
[48] – أحمد مطلوب: معجم الملابس في لسان العرب، ص 34.
[49] – ينظر، الرّاغب الأصفهاني: مفردات ألفاظ القرآن، ص 203.
[50] – ابن فارس: معجم مقاييس اللّغة، مج 1 ص 481، مادّة[جمل].
[51] – ابن فارس: معجم مقاييس اللّغة، مج 1 ص 481، مادّة[جمل].
[52]– المتبني: الدّيوان، شرح العكبري، ضبطه وصحّحه مصطفى السّقاد إبراهيم الابياري وعبد الحفيظ شلبي، دار الفكر، بيروت، 1431هـ – 2010م،ج1، ص 168.
[53]– ينظر ابن الأجدابي: كفاية المتحفّظ ونهاية المتلفّظ، ص38-39.
[54]– الثّعالبي: كتاب فقه اللّغة، ص66-70.
[55]– امرؤ القيس: الدّيوان، ص 64.
[56]– عنترة بن شداد: الدّيوان، تحقيق ودراسة محمد سعيد مولوي، المكتب الإسلاميّ، بيروت ودمشق، ط2، 1403هـ -1983م، ص273.
[57]– أبو بكر عاصم بن أيوب البطليوسي: شرح الأشعار السّتّة الجاهليّة، تحقيق ناصيف سليمان عواد، دار الشّؤون الثّقافيّة العامّة، بغداد 2000م، 24 ص 112.
[58]– امرؤ القيس: الدّيوان، ص44.
[59]– الخطيب التّبريزي: شرح القصائد العشر، ص 31. والدِّمَقْس: الحرير الأبيض، ويقال: القّزّ وقيل الدّمقس والمدقس كلّ ثوب أبيض من كتّان أو إبريسم أو قزّ، نشبّه شحم هذه النّاقة والجواري يترامينه بهدّاب الدّمقسيّ.
[60] – ابن طباطبا: عيار الشّعر،تحقيق د. محمد زغلول سلام، منشأة المعارف، الإسكندرية، لا.تا، ص 48.
[61] – ابن جنّي: الخصائص، حقّقه محمد علي النّجار، دار الهدى للطّباعة والنّشر، بيروت، ط 2، لا.تا، ج 1 ص122.
[62] – ينظر الثّعالبي: كتاب فقه اللّغة، ص 244.
عدد الزوار:22