أبحاثاللغة والأدب والنّقد

أثر خطاب “أمر اليوم” في التّواصل الداخليّ في الجيش اللّبنانيّ

أثر خطاب “أمر اليوم” في التّواصل الداخليّ في الجيش اللّبنانيّ[1]

The impact of the “Order of the Day” speech on internal communication in the Lebanese Army

شئيم الدرويش[2]

Shaim Al-Darwish

تاريخ الاستلام 1/8/2024                                              تاريخ القبول 14/8/2024

 

الملخص

يشكّل التّواصل الفعّال مع الكادر البشري في المؤسّسات عاملًا رئيسًا في نجاحها وتحقيق رؤيتها وأهدافها، وذلك يحتاج إلى إدارة تدرك أهمّيّة الاتّصال والتّواصل معهم. ولأنّ المؤسّسة تقوم على مستويات إدارية متعدّدة (استراتيجيّة – تكتية – تنفيذية)، فإنّ رؤيتها تأتي في المستوى الاستراتيجيّ وهي مرتبطة بأصحابها أو قادتها. على هذا النّحو، فإنّ الجيش اللّبنانيّ يُعد تنظيميًّا مؤسّسة –بعيدًا من خصوصيته الأمنيّة- لها رؤيتها وأهدافها الّتي تخدم مصالح الدّولة اللّبنانيّة من ضمن أدوات القوّة الوطنيّة.

يسير الجيش اللّبنانيّ بأهدافه الوطنيّة بقيادة ضابط عام برتبة عماد، وهو يدرك تمامًا أهمّيّة التّواصل الداخليّ مع مرؤوسيه من العسكريّين لتوجيههم وتحفيزهم خدمة للمصالح الوطنيّة والأهداف الاستراتيجيّة للجيش. لكن التّواصل مع العسكريّين لتحقيق الرّؤية الاستراتيجيّة يأخذ عدّة أشكال، منها التّواصل اللّفظيّ. يشكّل خطاب “أمر اليوم” أحد أساليب التّواصل الداخليّ اللّفظيّ مع العسكريّين، يستخدمه قائد الجيش اللّبنانيّ ليتوجه به إليهم.

كلمات مفتاحية: التّواصل – الجيش – قائد الجيش – أمر اليوم

Abstract

Effective communication with the human staff in institutions constitutes a key factor in their success and in achieving their vision and goals. This requires constant management that recognizes engaging with them. Since an institution operates at multiple administrative levels (strategic – tactical – and operational). Its vision is formulated at the strategic level and is closely linked to its owners or leaders. Indeed, the Lebanese army is an organizational institution – apart from its security role – that has its vision and goals that serve the interests of the Lebanese state as part of the national power equipment.

The Lebanese army, led by a General Officer with the rank of General, is dedicated to its national objectives. The Army recognizes the crucial importance of internal communication with its military personnel to guide and motivate them in serving national interests and the strategic goals of the Army. However, communication with the military personnel to achieve the strategic vision takes various forms, including verbal communication. “Order of the Day” is one of the verbal communication methods used by the Lebanese army in chief commander to address and communicate with the personnel.

Keywords: Communication – Army – Army Commander – Order of the Day

 

المقدمة

تقوم الجيوش على حسن القيادة والإدارة العسكريّة الّتي لا تنفك تمزج بين القوّتين العقليّة والجسديّة. هي قائمة على فكرة وأيديولوجيا تبثّان فيها العزيمة والدّافع للعمل في سبيل الهدف الأسمى الّذي وُجدت لأجله، ألا وهو الذّود والدّفاع عن حدود الأوطان من كلّ شرّ متربّص بها. الجيوش في المقام الأوّل قائمة على الموارد البشريّة الّتي تتّحد عقليًّا وجسديًّا للاستخدام الأفضل للعتاد المتوافر لديها. فالعتاد بما يتضمّنه من أسلحة لا يمكن أنْ يؤدّي هدفه ووظيفته إنْ لم يكن مُستخدمه على مستوى عالٍ من المسؤوليّة والمعرفة العسكريّة والفكريّة. هذا السّلاح المُستخدم يؤدّي وظيفة وطنيّة مترسّخة في ذهن الأفراد والعسكريّين، فتنصهر المعرفة العسكريّة مع تلك الوظيفة لتشكّل بناءً وهيكلًا متينًا لحدود الأوطان.

الجيوش جماعة، ما يفرض تنظيمها وحسن إدارتها مع وجود قائد يقودها نحو الهدف المرجو. والقائد العسكريّ يكون دوره أخطر في المحافظة على الجماعة الّتي أوكل إليه مهمّة قيادتها وتحمّل مسؤوليّتها؛ لأنّه يحمل مسؤوليّة أرواح تداهمها المخاطر والشّر، على عكس أنواع أخرى من القادة غير العسكريّين. القائد العسكريّ لكي ينجح عليه بثّ روح العزيمة في نفوس عسكريّيه وترسيخ الأفكار والعقيدة في عقولهم. هذا الأمر يتطلّب من القائد العسكريّ المعرفة الفكريّة والثقافيّة، والقدرة التّأثيريّة والإقناعيّة، ما يعني الاتّزان وامتلاك الأسلوب التّوجيهي. ولأنّ القائد العسكريّ يقود الجيش في إطار مؤسّساتي بهدف إدارته بما يخدم المصلحة العامّة للدولة؛ فإنّ ذلك يتطلّب حسن إدارة البيئة البشريّة الداخليّة واكتساب ثقتة البيئة البشريّة الخارجيّة لتعزيز الأهداف الوطنيّة. ولا يسير الأمر بشكل عبثيّ في الجيش، فبناء الثّقة في العلاقة مع البيئتين يحتاج إلى تواصل يوضّح الرسائل الّتي تسعى إليها المؤسّسة العسكريّة لضمان تكامل جهودها مع باقي نشاطات مؤسّسات الدّولة، لذا فإنّ الجيش يتبع استراتيجيّة تواصليّة تتيح لقائد الجيش وأجهزة القيادة التّأثير في الجمهور المستهدف وتوجيه سلوكياته. لكن على الرّغم من تعدّد الجماهير المستهدفة وأهمّيّة التّواصل مع كلٍّ منهم لتوطيد العلاقة، إلّا أنّ العنصر البشريّ الداخليّ أو بالأحرى العسكريّين في الخدمة الفعلية يُمكن وضعهم في المستوى الأوّل لأفضلية التّواصل، خصوصًا أنّهم الجهة الأولى والمعنية مباشرة في تنفيذ مهمّات الجيش العملانية الّتي تحتاج إلى إيمان هؤلاء العناصر بعملهم، ووعيهم بمدى أهمّيّته للحفاظ على صورة الجيش كمؤسّسة وطنيّة جامعة، وإدراكهم أنّ سلوكهم هو مفتاح بناء الثقة مع باقي الجماهير. من هنا، يسعى قائد الجيش ضمن استراتيجيّة التّواصل إلى إيلاء تواصله مع العسكريّين أهمّيّة ليضمن نجاح نشاطات الجيش. لكن التّواصل مع العسكريّين مختلف عن التّواصل مع باقي الجماهير، لأنّه يقوم على التّوجيه والتّحفيز بالمقام الأوّل. في هذا الإطار، تتنوّع أساليب الاتّصال والتّواصل التّوجيهي الّتي يستخدمها قائد الجيش مع العسكريّين، أبرزها خطاب “أمر اليوم”.

الإشكاليّة

كيف يتبلور التّواصل الداخليّ في الجيش اللّبنانيّ الّذي يؤديه قائد الجيش مع العسكريّين، وما دور “أمر اليوم” في ترسيخ الأهداف العامّة للجيش؟

الفرضية

يتواصل قائد الجيش اللّبنانيّ مع العسكريّين بأساليب مختلفة ومنها التّواصل اللّفظيّ بشتّى أنواعه، إلّا أنّ خطاب “أمر اليوم” أبرز تلك الأنواع الّتي تسمح لقائد الجيش بترسيخ العقيدة العسكريّة للجيش اللّبنانيّ عند العسكريّين.

1- مفهوم الاتّصال

1-1- لغويًّا

ورد في معجم لسان العرب “وصَل: وصلت الشّيء وصلًا وصِلة… ووصَل الشّيء إلى الشّيء وصولًا وتوصَّل إليه: انتهى إليه وبلغه”[3]. وفي القاموس المحيط “وصل الشّيء بالشّيء وصلًا وصِلة… بلغه وانتهى إليه. وأوصَله واتّصل: لم ينقطع. والوصلة، بالضم الاتّصال، وكلّ ما اتّصل بشيء فما بينهما”[4].

يتّضح أنّ المفهوم جذره اللّغوي “وصَل”، مع ضرورة وجود طرفين، وبلوغ الأمر من الطرف الأوّل إلى الثّاني والانتهاء إليه، على أن لا ينقطع البلوغ حتّى الانتهاء. “ويفيد التّواصل في اللّغة العربيّة الاقتران والصّلة والاتّصال، والتّرابط، والالتئام، والجمع والانتهاء”[5].

1-2- اصطلاحًا

يرد الاتّصال على أنّه نقل وتعميم لعقيدة أو فكرة ما، أو نشاط ذهني يتوخى فيها طرفا الاتّصال مشاركة رموز معيّنة ليطفو المعنى التّواصلي على المياه الراكدة للنتيجة التّواصليّة. انطلاقًا من قاعدة وخلفيّة ثقافيّة، اجتماعيّة، سياسيّة، وفكريّة… سواء أكانت مشتركة أو مختلفة. تقول الباحثة اللّبنانيّة مي العبدالله “الاتّصال يعني المعلومات المبلّغة أو الرسالة الشفويّة، أو تبادل الأفكار والآراء والمعلومات عن طريق الكلام أو الإشارات والرموز”[6]. هذا التّبادل في العمليّة التّواصليّة “يحتاج إلى وسيط لاتمام العمليّة، وعليه يكون لدينا المرسل والمرسل إليه وموضوع المرسلة وقناة الاتّصال”[7].

يعود مصطلح “الاتّصال (Communication) في أصله الأعجمي إلى اللاتينيّة من (Communis) بمعنى المشاركة وتكوين العلاقة. كما يرجع البعض هذه الكلمة إلى الأصل (Common) بمعنى عام أو مشترك”[8].

على الرّغم من تعدّد نظريّات الاتّصال والتّواصل في المجالات شتّى في الإعلام واللّغة، إلّا أنّ العالم اللّساني السّويسريّ فيرديناند دي سوسير[9] (1857-1913) (Ferdinand de Saussure) ومن بعده عالم اللّغة الرّوسيّ رومان جاكبسون[10] (1896-1981) (Roman Jakobson)، يعدّان من أبرز منظّري عمليّة التّواصل. فالأوّل، درس نظريّة التّواصل بيولوجيًّا وفيزيائيًّا،. أمّا الثّاني فدرس التّواصل وظيفيًّا، ووضع لها أسسها في الأربعينات من القرن العشرين. وفق جاكبسون فإنّ عمليّة التّواصل تحتاج إلى ستة عوامل هي:

1- المرسل أو المتكلّم منه تنطلق عمليّة الاتّصال، فيرسل إشاراته بأنواعها المتعدّدة.

2- المرسل إليه أو المتلقّي الّذي يستلم أو تصل إليه إشارة المرسل.

3- المرسلة وهي مضمون وموضوع الخطاب في عمليّة التّواصل اللّغوي.

4- السّياق وهو العامل المفعّل للمرسلة، الّتي تتفاعل وفق حركة العوامل الظرفيّة والزمانيّة والمكانيّة.

5- نظام الرموز وهو القواعد المنظّمة للقيم المشتركة بين المرسل والمرسل إليه.

6- قناة الاتّصال إما ان تكون فيزيائيّة أو فيزيولوجيّة، وهي الوسيط الّذي يسمح بالتّواصل بين المرسل والمرسل إليه.

2- منطلقات التّواصل في الجيش اللّبنانيّ مع البيئتَين الخارجيّة والداخليّة

تشكّل المؤسّسة العسكريّة كيانًا مستقلًا بذاته يرتدي طابع المجتمع الشامل، فتعكس صورة المجتمع اللّبنانيّ باختلاف ثقافاته لتتوحد جميعها تحت شعار المؤسّسة العسكريّة (شرف. تضحية. وفاء). وإذا كان للجيش خصوصيته الأمنيّة، فإنّه من المنظور الإداري هو مؤسّسة شاملة بكامل وظائفها وخصائصها. هذا الأمر يُحيلنا إلى مقوماتها وعناصرها المكوّنة لها؛ وعليه فإنّ العنصر البشري هو على رأس هذه العناصر ومدماك قيام المؤسّسة، خصوصًا أنّها نتاج اجتماعيّ أوسع ينطلق من الفرد مع كل ما يحمله من حاجات وثقافة وانتماء. هذا يظهر مدى الصّعوبة في تحصين أي مؤسّسة بالاستقرار الداخليّ نظرًا لتعدّد التوجهات البيئيّة للعناصر المنتمية إلى المؤسّسة. لكن الجيش اللّبنانيّ –في يومنا هذا- ينجح في تثبيت أُنموذج المؤسّسة اللّبنانيّة المستقرة، على الرّغم من اختلاف وتعدّد توجهات وبيئات وثقافات العناصر البشريّة فيه. يُعدّ هذا الأمر صعب ودقيق يتطلّب جهدًا مضاعفًا لإدارته، إلّا أنّ العقيدة الّتي تقوم عليها المؤسّسة العسكريّة في الجيش اللّبنانيّ من الحوافز المساهمة في استقرارها. هذه العقيدة تنطلق من الدذستور اللّبنانيّ ورؤية الدّولة لأعدائها، فالعداء لإسرائيل ومحاربة الإرهاب على رأس عقيدة الجيش اللّبنانيّ؛ ما يشكّل عاملًا مشتركًا للعناصر البشريّة المنتمية إلى المؤسّسة العسكريّة.

تنطلق المؤسّسة العسكريّة في تعاملها مع البيئة الخارجيّة والداخليّة من منظور الحاجة إلى التّواصل مع هاتين البيئتين، لتحصينها من أي تشويش يُسيء إلى صورتها ويعيق تحقيق أهدافها الّتي ترمي بالدّرجة الأولى إلى تحقيق أهداف الدّولة العامّة. في هذا الإطار، تتبع المؤسّسة العسكريّة في الجيش اللّبنانيّ رؤية محدّدة في تواصلها مع البيئتين الخارجيّة والداخليّة، وهي ما تسمى “استراتيجيّة التّواصل” الّتي تسعى إلى تحقيق التّواصل الفعّال، وإطلاق الرسائل المناسبة وتوجيهها بما يتلاءم مع الأهداف المحددة من قبل قيادة الجيش. يمكن النّظر إلى هذه الاستراتيجيّة على أنّها “مجموعة النّشاطات الهادفة إلى تعزيز مصالح الدّولة عبر استخدام الدفاع كوسيلة للتّواصل، بغية التّأثير في سلوك الجماهير المستهدفة، معتقداتها وتصرفاتها.”[11]

3- علاقة التّواصل مع العسكريّين باستراتيجيّة الجيش التّواصليّة

يتضح ممّا سبق أنّ مصالح الدّولة هي المعيار الأوّل أو الغاية المرجوة من أي استراتيجيّة تقوم بها المؤسّسة العسكريّة. وإذا كانت هذه الاستراتيجيّة على المستوى الداخليّ تتألّف من مجموعة خطط وبرامج بالمقام الأوّل، فإنّها من ناحية أخرى هي جزء من نشاطات وخطط ورسائل تقوم بها باقي مؤسّسات الدّولة وتُدعى “أدوات القوّة الوطنيّة”.[12]

جدول رقم (1): أدوات القوّة الوطنيّة وتصنيفاتها

أدوات القوّة الوطنيّة[13]
الدبلوماسيّة المعلوماتيّة العسكريّة الاقتصاديّة
السفارات والسفراء المعلومات العسكريّة العمليات العسكريّة السياسات التجارية
المفاوضات الدبلوماسية العامّة التعاون والتنسيق الأمني السياسات المالية والنقدية
المعاهدات الشؤون العامّة عرض القوّة الرسوم الجمركية والضرائب
السياسات مصادر المعلومات والاتّصالات التكنولوجيا العسكريّة المساعدات والهبات
المنتديات الدولية المنتديات الدولية تكوين القوّة
المتحدثون أو الناطقون الرسميون، ووسائل الإعلام

في سعيها إلى تحقيق أهداف الدّولة العامّة، تركّز المؤسّسة العسكريّة نشاطاتها على التّواصل مع الجماهير، وهم نوعان: جماهير خارجيّة وجماهير داخليّة. فالخارجيّة هي تلك المكوّنة لمختلف الجهات المرتبطة بسعي المؤسّسة العسكريّة إلى إيصال رسائلها لها، ومحاولة تعديل موقفها وسلوكها كداعم رئيس. مثل: (الشّعب اللّبنانيّ – الشّركاء – المنافسون). أمّا الداخليّة، فهي العناصر العسكريّة في الخدمة الفعلية، والمتقاعدون، بالإضافة إلى الموظفين المدنيين والمتعاقدين وعائلات العسكريّين الّذين هم على العاتق[14].

    

شكل رقم (1): أنواع الجماهير المستهدفة

على هذا الأساس، فإنّ العسكريّين في الخدمة الفعليّة هم من الجمهور الداخليّ المستهدف في الاستراتيجيّة التّواصليّة للجيش، ويشكّلون العنصر البشريّ الأساس والفاعل له. يُعد التّواصل معهم حاجة إنسانيّة كونهم جزءًا من هيكلية المؤسّسة العسكريّة الّتي لا يمكن أن تنجح في مسعاها الاستراتيجيّ من دون مراعاة العوامل المؤثّرة في سلوك العسكريّين. وتاليًا؛ فإنّ الشعور بالانتماء إلى الجيش وتقدير الذّات هي من العوامل الّتي ترعاها المؤسّسة العسكريّة في تواصلها مع العسكريّين. وتأتي هذه الحاجة من ضمن الحاجات الّتي نظّر لها “ماسلو”[15] Abraham Maslow (1908 – 1970) المعروفة بـ”نظريّة الحاجات”، وتضم خمس حاجات هي:

1- الحاجات الفسيولوجيّة

2- حاجات الأمان والأمن

3- الحاجة للحب والانتماء

4- الحاجة للتقدير

5- الحاجة لتحقيق الذات

المستوى الرابع
المستوى الثاني
المستوى الأول
المستوى الثالث
المستوى الخامس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شكل رقم (2): هرم ماسلو للحاجات

يأتي التّواصل في المستويين الثّالث والرّابع من هرم الحاجات.

فالمستوى الثّالث هو الحاجة إلى الحبّ والانتماء، “فمجرد أن تشبع الحاجات الفسيولوجية وحاجات الأمان سواء بدرجة كبيرة أو صغيرة تأتي حاجات الانتماء والحب في المقدمة كدوافع للسلوك، ولهذا يصبح لدى الفرد رغبة قوية لتكوين علاقات إلفة مع الآخرين، وينتابه شعورًا مؤلمًا بدرجة قوية من الإحساس بالوحدة ينتج من افتقاد الأصدقاء…”[16]

أمّا المستوى الرّابع من هرم ماسلو فلا يتحقق إلّا بعد تحقيق الحاجات الثّلاث السّابقة، فيبدأ الفرد بالبحث عن قليل من اعتبار الذات. وقد “ذكر ماسلو نوعين من حاجات التقدير، حاجة أدنى للتقدير، وحاجة أعلى للتقدير. الأدنى منها الحاجة لاحترام الآخرين، الحاجة للمكانة، للشهرة، للعظمة، للاعتراف، والاهتمام، للسمعة، للاعجاب، للكرامة، وحتّى للسيطرة. ويتضمن المستوى الأعلى من حاجات التقدير، الحاجة لاحترام الذات الّتي تتضمن الحاجة إلى بعض المشاعر، من قبيل الثقة، الكفاءة، الإنجاز، الاتقان، الاستقلالية، والحرية.”[17] من هذا المنطلق تأتي أهمّيّة عملية التّواصل الداخليّة مع العسكريّين ضمن استراتيجيّة التّواصل للجيش.

4- التّواصل مع العسكريّين شرط لنجاح استراتيجيّة التّواصل في الجيش

تتعدّد أهداف التّواصل وفق الجمهور المستهدف والغاية المرجوة، ومنها: توجيهيّة – تعليميّة – تثقيفيّة – ترفيهيّة – اجتماعيّة – إداريّة. من هذه الأهداف تركّز المؤسّسة العسكريّة توجهاتها في تواصلها مع العسكريّين على الأهداف التّوجيهية، من أجل اتباع العسكريّين لسلوك يضمن تحقيق الرسائل الفاعلة في استراتيجيّة الجيش التّواصليّة.

يركّز التّواصل الداخليّ على العسكريّين، وهو يُعد أحد المسارات الّتي تتبعها المؤسّسة العسكريّة في برامجها من خلال تحديد الجمهور المستهدف لتتوافق أفعاله وأقواله بما يضمن تحقيق أعلى درجات المصداقية لدى هذا الجمهور؛ بالتالي توطيد العلاقة بين الطرفين (المرسل – المتلقي). إنّ علاقة الثقة لا يمكن أن تستقيم أو تقوم إذا كان الجمهور المستهدف أو المحدّد معاديًا ومناوئًا لأهداف الجيش الوطنيّة والإنسانية. وإن كان لهذا النوع من الجمهور مساره المحدد من قبل قيادة الجيش للتعامل معه بأسلوب يُفشل أهدافه في زعزعة الثّقة بالمؤسّسة من خلال تحريضه وبثّ الإشاعات… لكن في قيام العلاقة الوطيدة لا بد من أن يكون الجمهور المستهدف ملتزمًا، وهذا ينطبق على العسكريّين في الجيش. فالتّواصل مع العسكريّين “يهدف إلى تعزيز العلاقات القائمة والتّأكيد على اتجاهاته والتّركيز عل القدرات المتوافرة لديه وتحصينه ضد التّأثيرات السّلبيّة الّتي قد تنتج عن أعمال أو نشاطات أو مواقف مختلفة.”[18] ويتضح ممّا سبق أنّ التّواصل مع العسكريّين داخل المؤسّسة العسكريّة له تأثيره التّشاركيّ في نجاح برامج وأهداف الجيش، وهذا التّواصل مضبوط بنظام وسلوك معيّن. على هذا الأساس عملت قيادة الجيش على تطوير برامج تواصليّة داخليّة لإيصال الرّسائل المرجوة من دون تأويل، فقامت بإعطاء حيّز للتّواصل الداخليّ ضمن استراتيجيّتها التّواصليّة. ونظرًا لأهمّيّة ما سبق “فقد أنشأت قيادة الجيش في العام (2022) مديرية التّخطيط للتّواصل الاستراتيجيّ، ومن مهمّاتها العمل على وضع استراتيجيّة للتّواصل ذات رؤية واضحة لتوحيد الأهداف والجهود، عبر شبكة متماسكة منسقة ومتناغمة من الاتّصالات المحفّزة والفعّالة، نواتها الوحدات ذات القدرات المرتبطة بالمعلومات الّتي تعمل مجتمعة للحصول على التّأييد والدّعم العام للمهمة والحفاظ عليها.”[19]

5- دور قائد الجيش التّوجيهي والتّحفيزي في تواصله مع العسكريّين

ليكون التّواصل الداخليّ فعّالًا ومؤثرًا في نفوس العسكريّين لا بد من أن يتبع مسار التّواصل التّنازلي، أي من الأعلى إلى الأدنى. ولأنّ الكلام هنا حول استراتيجيّة وبرامج بعيدة المدى، فإنّ الأمر حكمًا مرتبط بقيادة الجيش وتحديدًا قائد الجيش. يستخدم قائد الجيش في تواصله مع العسكريّين عدة أساليب لتحقيق رسالته القيادية، أبرزها التّواصل اللّفظيّ والمكتوب. يحرص من خلالها الالتزام بالمميزات القيادية للرسالة المرجوة الّتي تخلق علاقة ثقة بين القائد والمرؤوسين. من هذه المميزات:

1- المعنى (أن تعكس رسالته فكر المؤسّسة)

2- القيم (أن تعكس رسالته رؤية المؤسّسة ومهمّاتها)

3- الإيقاع (أن تكون رسالته بشكل متكرر ومنتظم)

يُعد تواصل قائد الجيش مع العسكريّين من الخطط التّواصليّة للجيش القائمة على التّوجيه المعنوي، ذلك من أجل تحقيق أكبر قدر من الرسائل الفاعلة والمؤثرة في رسم صورة لائقة للجيش. فالتّوجيه المعنوي هو العامل المخطط النوعي والهادف إلى إعداد وبناء عناصر القوّات المسلّحة إعدادًا ذهنيًّا ونفسيًّا ومعنويًّا. كما يشكّل تواصل قائد الجيش مع العسكريّين ركيزة أساس من ركائز القيادة العسكريّة، الّتي تسعى إلى تحقيق تنشئة وطنيّة تحصن الجيش من أي عامل سلبيّ داخليّ وخارجيّ لضمان أمن المؤسّسة بالدّرجة الأولى، وأمن الدّولة بالدّرجة الثانية. على أساس أنّ أي خلل في المنظومة الداخليّة للجيش ستنعكس حكمًا على أهداف الدّولة العامّة في حماية أمن مواطنيها.

يقود الجيش اللّبنانيّ قائد برتبة عماد، وهو يعمل لمواجهة المخاطر المحدّقة بلبنان. أوّلًا، المخاطر الّتي يحملها العدو الإسرائيليّ على الحدود الجنوبيّة وأطماعه تجاه لبنان نحو موارده الطّبيعيّة. ثانيًا، تربّص الإرهاب شرًّا نحو لبنان داخليّا وعلى الحدود. هذه المخاطر تفترض بقائد الجيش مواجهتها بعزيمة وصلابة، والعمل على بثّ روح الجماعة والانتماء الوطنيّ والعسكريّ في نفوس العسكريّين، فالعمل المؤسّساتي يتكامل عقيدة وإدارة وتنظيمًا وتنفيذًا. ولأنّ التّوجيه سمة من سمات القيادة سواء أكان في وضع الخطط الاستراتيجيّة لبلوغ الأهداف، أو التّواصل مع أفراد المؤسّسة والمنظّمة، فإنّ على قائد الجيش أن لا يتردّد أبدًا في استغلال أي فرصة تسنح له لملاقاة عسكرييه، وتوجيههم، وشدّ عزيمتهم، وبثّ الرّوح الوطنيّة فيهم، ورفع معنوياتهم.

التّواصل جزء أساسي وضروري بين القائد ومرؤوسيه؛ لردم الهوّة الكامنة في عقول العسكريّين وسدّ الطريق في وجه أي فكرة من الممكن أن تتسلّل إليهم بأنّهم أدوات تنفيذ لا يمكنهم ملاقاة قائدهم. علمًا أنّ النّظام العسكريّ العام يراعي هذا الأمر، ويشدّد على ضرورة وقوف القائد العسكريّ على شؤون عسكرييه وأوضاعهم.

يمثّل قائد الجيش اللّبنانيّ القيادة الّتي يخضع لها العسكريّين في الجيش اللّبنانيّ. فالقيادة هي “نتاج تفاعل الجماعة، والقائد بوصفه عضوًا في الجماعة يستطيع من خلال إتقان المهارات المستعملة في بناء روح الجماعة، والتّزويد بالحافز، وغرس الانضباط في وحدته؛ إظهار صفات القائد الحقيقي”[20]. وبما أنّ القائد عضوٌ في الجماعة، فإنّ ذلك يتطلّب من قائد الجيش التّأثير في عسكرييه وتوجيههم؛ لتحقيق أهداف المؤسّسة العسكريّة المحدّدة في العقيدة العسكريّة الّتي تخدم الاتّجاه العام للدّولة. إذ إنّ “القيادة هي فنّ التّأثير في السّلوك الإنسانيّ بغية تحقيق مهمّة بالأسلوب الّذي يرغبه فيه القائد”[21]. يتّضح ممّا سبق أنّ أهداف الجيش العامّة تراعي سلوك القائد وتحرّكاته، وترسم له طريق المسار ليستطيع تنفيذ قيادته. لذا، فإنّ القيادة لها عناصرها المحدّدة وهي:

1- وجود هدف يحرّك النّاس إليه.

2- وجود مجموعة من الأفراد.

3- وجود قائد يجعل ذلك في قوالب عمليّة تؤثّر في النّاس[22]

للقيادة العسكريّة الّتي يمثّلها قائد الجيش أهمّيّة وضرورة، لأنّها “حلقة الوصل المتمثّلة في القوّة الّتي تتدفّق لتوجيه الطاقات بأسلوب متناسق، ويضمن عمل العاملين بين خطط المنظّمة وتصوّراتها المستقبليّة. وتدعم السّلوك الإيجابي وتقلّل من السلبيّات، وتسيطر على مشكلات العمل وترسم الخطط اللّازمة لحلّها كما تتطلّب مواكبة المتغيّرات المحيطة وتوظيفها لخدمة المنظّمة. وتعمل على تنمية الأفراد وتدريبهم ورعايتهم”[23].  ووفق “وارين بينيز” [24] (1925-2014) (Warren Bennis) فإنّ للقيادة مقوّمات أساسية تتمثّل في الآتي :

1- الرّؤية المرشدة

2- العاطفة

3- المصداقية

4- الثّقة

5- الجرأة[25]

هذه المقوّمات لا بد أن تنعكس عند قائد الجيش اللّبنانيّ فكريًّا وعملانيًّا، فهو لديه الرّؤية البعيدة في تنظيم المؤسّسة العسكريّة وتطويرها، ويتمتع بالعاطفة الّتي يغرق فيها عسكرييه وعائلاتهم، خصوصًا عوائل الشهداء. بالإضافة إلى الجرأة والثّقة اللّتين تندمجان معًا لتجعلاه يخوض معارك عسكريّة ناجحة وباهرة وثابتة. ولا تختلف مقوّمات بينيز للقيادة عن المهارات الأساسية السبع ” لبيرت نانوس”[26] (1936-؟) (Nanus Burt)  وهي:

1- بعد النّظر

2- إدارة التغيير

3- تصميم المنظّمة

4- التعلم المستمر

5- المبادرة

6- إدارة التّكامل

7- المصداقية العالية[27]

يتّضح من خلال مقوّمات بينيز ومهارات نانوس أنّ العمل القيادي يتطلّب اتّصال قائد الجيش بمرؤوسيه؛ للتّأثير فيهم بما يخدم مصلحة الوطن والأهداف الّتي وُجد لأجلها الجيش. “فالاتّصال هو الوسيلة الّتي يستطيع القائد بواسطتها أن يؤثّر في الجماعة.”[28] هذا الاتّصال يمكّن قائد الجيش من أن “يوطد سلطته القيادية مع جماعته حتّى يتمكّن في وقت الأزمات والمواقف الخطرة، من التّأثير في سلوكها بصورة فعّالة.”[29]

إنّ اتّصال قائد الجيش بمرؤوسيه يجب أن يعتمد على رؤية لديه، ترسم له الأسلوب المناسب لتوجيه عسكرييه، فيتلاءم ذلك ويتواءم مع الأهداف الوطنيّة. “فكارل البريخت” (1920-2014) (Karl Albrecht) يقول: “الرّؤية صورة متفق عليها لما نود أن تكون عليه المنظّمة مستقبلًا… إنّها توفّر نقطة تصويب لاتّجاه المستقبل”[30]. أمّا “جاي كونغر”[31] (1952-؟) (Jay Conger) “فيصف الرّؤية بأنّها صورة عقليّة تصف الحالة المستقبليّة المرغوبة، أو علم مثالي يمتد بعيدًا”[32]. إنّ الرّؤية لدى القائد تتطلّب خصائص يجب أن يتمتّع بها كي يكون قدوة ومثالًا لعسكرييه، يقتدون به ويسعون إلى مشاركته الرّؤية الّتي تحمل قيم وطنيّة، وهي تعزّز الاتّصال مع قائد الجيش وفق النّظام العسكريّ، وتدعم قوام الجيش وترسم إطارًا يحميه من الدّخلاء والصّائدين بالمياه العكرة. من هذه الخصائص:

1- خصائص ذاتيّة (فطريّة): الذّكاء، والشّجاعة، والكرم، والحزم، والصّدق، والتّواضع، والتّفاؤل، والقوّة، والاعتدال، والاستقامة، والثّقة، والوفاء …

2- خصائص شخصيّة (مكتسبة): الإيمان، والعلم، وضبط النّفس، والشّعور بالمسؤوليّة، والنّضج، والجرأة، والطموح…

3- خصائص اجتماعيّة (تعاملية مع الآخرين): العدل، والمساواة، والمشاركة، والشّورى، والعفو، وحسن اختيار الأعوان…[33]

إنّ هذا الأمر ليس ببعيد من قائد الجيش اللّبنانيّ، فهو يعمل دائمًا على الاتّصال بالعسكريّين وفق ما تقتضيه الحاجة. بما أنّه لا يمكنه الاتّصال بالعسكريّين دفعة واحدة لصعوبة ذلك تقنيًّا؛ بسبب انتشار وحدات الجيش في مختلف المناطق اللّبنانيّة وعلى الحدود -لكبر عديد الجيش- فإنّ النّظام العسكريّ في الجيش اللّبنانيّ حدّد للقائد أسلوبًا يجعله على اتّصال بالعسكريّين في مناسبات رسميّة محدّدة تُترجم رؤيته العامّة للجيش. ولأنّ الاتّصال متنوّع ومتعدّد، فإنّ الخطاب يعدّ الوسيلة الفضلى بالنّسبة إلى قائد الجيش. هذا الخطاب له خصوصيّته التقنيّة في الجيش اللّبنانيّ، يعمل على ترجمة رؤية وخطاب الضباط كافة في تأكيدهم الانتماء إلى النّظام العسكريّ واحترامه وتطبيقه، هذا الخطاب يدعى في الجيش اللّبنانيّ “أمر اليوم”. فأمر اليوم خطاب مركزيّ في استراتيجية التّواصل في الجيش، لأنّه صادر من قائد الجيش الّذي يمثّل أعلى سلطة عسكريّة تنفيذيّة، بعيدًا من السلطات السّياسيّة الّتي يُمنع على العسكريّ الدخول في شؤونها.

“أمر اليوم” هو خطاب رسميّ عسكريّ يصدر من قائد الجيش في مناسبات محدّدة (عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار – عيد الجيش في 1 آب – عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني…)، وهو يُعدّ خطابًا توجيهيًّا يمارس فيه قائد الجيش مهاراته التّوجيهيّة والعسكريّة. هذا الخطاب لا يصدر شفهيًّا من قائد الجيش مباشرة، بل له خصوصيته التقنيّة ألا وهي أنّه يوزّع نصّ الخطاب على قادة الوحدات العملانيّة المنتشرة على الأراضي اللّبنانيّة، ليؤدّوا دورهم بإلقائه شفهيًّا على العسكريّين ضمن مراسم احتفال خاصّة.

6- أُنموذج تحليلي لـ”أمر اليوم”[34] ودوره في بلورة الأفكار العامّة لقائد الجيش وفاعليّته في التّواصل مع العسكريّين

“أمر اليوم” في مناسبة تسلّم العماد جوزاف عون قيادة الجيش

أيّها العسكريون

شرف لي هذه الثّقة الكبيرة الّتي منحني إيّاها فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة العماد ميشال عون، ومقام مجلس الوزراء بتعييني قائداً للجيش اللّبنانيّ، تماماً كما كان لي الشّرف منذ البداية، أن أكون ضابطاً في مؤسّسة الشّرف والتضحية والوفاء، هذه المؤسّسة الوطنيّة العريقة المؤتمنة على وحدة الوطن وسيادته واستقلاله، والتي ما انفكّت منذ تأسيسها تكتب بدماء شهدائها وجرحاها الأبطال صفحات تاريخه المجيد، وتثبت بعزيمة رجالها والأمل المتجدّد في نفوسهم، أنّها دائماً المؤسّسة الجديرة بالحفاظ على هذا الوطن، في دولته وشعبه ومؤسساته ومقدّراته.

أيّها العسكريون

أتسلّم اليوم أمانة الجيش في خضمّ الظّروف الإقليمية الصعبة الّتي تمرّ بها المنطقة، وموجات الإرهاب الّتي لا تزال تطرق حدود الوطن، محاولةً استدراج نار الفتنة والفوضى إلى داخله. وكما واجهتم المرحلة السابقة بكلّ صلابة وعزم وأثبتم مناعتكم في مواجهة التّحدّيات، إنّي على ثقة كاملة بأنكم ستكونون حاضراً ومستقبلاً على قدر الأمل المعقود عليكم. فكونوا على أتمّ الاستعداد على الحدود الجنوبية لمواجهة ما يبيّت له العدوّ الإسرائيلي من أطماع ومخطّطاتٍ تخريبية، جنباً إلى جنب مع السهر على تطبيق القرار 1701 بالتنسيق والتعاون مع القوات الدولية الصديقة، وكونوا على أتمّ الاستعداد أيضاً لمواصلة الحرب على الإرهاب بكلّ ما أوتيتم من حزمٍ وقوّة، وضرب مخابئه وأوكاره حتّى استئصاله من جذوره، واضعين نصب العيون تحرير رفاقكم المخطوفين لديه وعودتهم إلى أحضان عائلاتهم ومؤسستهم في أسرع وقتٍ ممكن.

أيّها العسكريون

اعلموا أنّ العهد الجديد يراهن في ما يراهن على دور مؤسستكم لتوفير الاستقرار الأمني الشامل والمستدام، الّذي بدوره يوفّر قاعدة الانطلاق لما يصبو إلى تحقيقه من إنجازات اقتصاديّة وإصلاحية وإنمائية تنقل البلاد من ضفةٍ إلى أخرى، وهو في سبيل ذلك أبدى منتهى الحرص على تعزيز قدرات مؤسستكم، سواء عبر الدعم الداخليّ، أم عبر دعم الدول الشقيقة والصديقة، فلا تتأخروا لحظة عن القيام بهذا الواجب النبيل.

أيّها العسكريون

– مؤسستكم حامية الاستقلال، لأنها القدوة في الالتزام المصان بعرق التّضحية ودم الشهادة، وهي نموذج العمل المؤسساتي الصالح، حيث الكفاءة والأهلية والنزاهة والشفافية.

– مؤسستكم هي مرآة الشّعب اللّبنانيّ، الّتي تعكس تنوّعه وتمسكه بدوره الحضاري، وبإرادته النهائية في الانصهار الوطني والعيش الحرّ في كنف الدستور والقانون.

– مؤسستكم تجسّد إرث اللبنانيين وقوّة حاضرهم وتطلّعات مستقبلهم.

فحافظوا على هذه القيم والمبادئ والمكتسبات، لأنّها الخبز الّذي يحيا به الجيش، والأمل الّذي يستمرّ به لبنان.

اليرزة في 10 / 3 / 2017

العماد عون قائد الجيش

يطرح خطاب “أمر اليوم” جهات الاتّصال المعنية فيه، فيلقي الضوء على الجهة المرسلة الّتي تكون عادة صاحبة الخطاب الممسكة بأطرافه ومضمونه وأهدافه، وهو خطاب حصريّ بقائد الجيش الّذي يزوّد خطابه بالسّلطة المكتسبة من المركز القياديّ الّذي يتبوأه؛ فيصبح “لأمر اليوم” قوّته السلطويّة.

6-1- تحليل المفردات الواردة في خطاب “أمر اليوم”

جدول رقم (2): أبرز المفردات الواردة في الخطاب

المفردة ومشتقاتها تكرارها
الشّرف 3
الثّقة 3
رئيس الجمهورية 4
مجلس الوزراء 1
قائد الجيش 1
لبنان 4
مؤسّسة 11
الوطن 5
سيادة واستقلال 2
شهداء 2
رفاقكم المخطوفين 1
الشّعب 2
الجيش 3
الإرهاب 2
العدو الإسرائيلي 1
القرار 1701 1
قوات دوليّة صديقة 1
استقرار أمني 1
أيّها العسكريّون 4

 

رسم بياني رقم (2) : أبرز المفردات وتكرارها في الخطاب

يبيّن الجدول أعلاه، أبرز المفردات الفاعلة في النّصّ الّتي شكّلت نسيجًا متناسقًا للخطاب في إطار مواضيع وأمور محدّدة أراد العماد جوزاف عون إيصالها إلى العسكريّين.

يظهر جليًّا أنّ مفردة “مؤسّسة” ومشتقاتها وردت احدى عشرة مرّة، وهو عدد كبير مقارنة مع حجم النّصّ. يحيل هذا التكرار الكثيف للمفردة إلى الإيمان بأنّ الجيش مؤسّسة نظاميّة، مبنيّة على الانضباط والتراتبيّة الهيكليّة مثل أي مؤسّسة مدنيّة أخرى. فالمؤسّسة في طبيعتها تقوم على النّظام والقوانين والإنتاجيّة والموارد البشريّة، يقودها رئيس مجلس إدارة. هكذا الجيش، نجاحه نابع من تكامل الجهود البشريّة مع ما يتناسب من توفّر عتيد وعتاد مناسب لتلك الجهود، وقائد الجيش هو القائد الّذي يدير مؤسّسة الجيش ويضع خططه الاستراتيجيّة الّتي ينفّذها الضباط العملانيّون الّذين يماثلهم في المؤسّسات المدنيّة رؤساء أقسام خطوط الإنتاج.

المُلاحظ أنّ المؤسّسة في خطاب العماد جوزاف عون اقترنت بالوطن أوّلاً، وبالعسكريّين ثانيًا. هذا الاقتران يمثّل التكامل العضوي بين المؤسّسة المعنويّة وكادرها البشري المتمثّل بالعسكريّين، فهم أساس العمل المؤسّساتي للجيش يحيطهم شعار “شرف، تضحية، وفاء” الّذي يمثّل دستورهم وقسمهم.

في المستوى الأدنى للتّذكرار في الجدول، يظهر أنّه يوجد عدّة مفردات وعبارات تكرّرت مرّة واحدة. مثل: (رفاقكم المخطوفين – العدو الإسرائيلي – القرار 1701 – قوات دوليّة صديقة – استقرار أمني). هذا التّكرار على قلّته إلّا أنّه يمثّل أبرز القضايا الّتي أراد العماد جوزاف عون تركيزها في ذهن العسكريّين لرسم معالم وطريق عملهم. فالعسكريّون المخطوفون على يد المجموعات الإرهابيّة العام 2014 من القضايا الأساس الّتي حثّ فيها العماد جوزاف عون العسكريّين للعمل من أجل تحريرهم وعودتهم إلى الوطن، دلالة على أنّ الجيش لا يترك أسراه. أمّا العدو الإسرائيلي فهو عدو مكرّس في القوانين اللّبنانيّة وفي عقيدة الجيش اللّبنانيّ، وعليه فإنّ مواجهته على الحدود الجنوبيّة دائمة لما يمثّله من أطماع. أمّا القرار 1701 فهو مرتبط بالعدو الإسرائيليّ بعد حرب تموز[35] 2006. وتطبيقه من قبل العسكريّين في الجيش اللّبنانيّ يمثّل احترام لبنان والتزامه  في المقام الأوّل، والجيش ثانيًا بالقرارات الدوليّة، مقابل خروقات العدو الصّهيونيّ لبنود هذا القرار، وعدم احترامه الشّرعة الدّوليّة. واستكمالًا لتنفيذ القرار 1701 وتأكيدًا على احترام لبنان للقرارات الدّوليّة ومنظّمة الأمم المتّحدة الّتي يُعدّ لبنان عضوًا مؤسّسًا فيها، فإنّ العماد جوزاف عون يطلب من العسكريّين تطبيق القرار 1701 بالتّعاون مع القوات الدوليّة الصديقة، في إشارة إلى أنّها قوات صديقة ليست محتلة، وهي موجودة من ضمن القرارات الدّوليّة الّتي يعتزم لبنان تنفيذها ويحترمها. أمّا الاستقرار الأمنيّ فقد ذكره قائد الجيش مرّة واحدة لأنّه بطبيعة الحال هو من مهام الجيش، هذا الاستقرار الّذي يعنيه العماد جوزاف عون هو الّذي يصبو إليه رئيس الجمهوريّة لتحقيق الازدهار الاقتصاديّ والأمنيّ.

التّكرار الوارد في النّصّ يسهم ويساعد في ترابط الخطاب من خلال عبارة “أيّها العسكريّون”. فهذا التّكرار يشكّل لازمة الخطاب وأداة الانتقال من فكرة إلى أخرى بيسر وسلاسة من دون الحاجة إلى التّطويل والاستطراد.

6-2- تحليل القيم الواردة في خطاب “أمر اليوم”

جدول رقم (3): القيم الإيجابيّة والقيم السّلبيّة في الخطاب

المفردة / العبارة قيمة إيجابيّة قيمة سلبيّة تكرارها
الشّرف X 4
الثّقة X 10
الجيش X 15
لبنان X 11
سيادة واستقلال X 6
العدو X 3
تضحية X 10
احترام الأنظمة والقوانين X 4
أمن X X 12

يبيّن الجدول أعلاه القيم القائمة في الخطاب. والمقصود بالقيم هي الكلمات والمفردات أو العبارات الّتي تمثّل بجوهرها قصدًا قيميًّا إيجابيًّا أو سلبيًّا، هذا القصد مرتبط بالسّياق الجاري فيه. وتتوزّع هذه القيم إلى ثلاثة اتّجاهات:

الأوّل: قيم علاقاتها إيجابيّة حصرًا.

الثّاني: قيم علاقاتها سلبيّة حصرًا.

الثّالث: قيم علاقاتها موزّعة بين الإيجابيّة والسّلبيّة.

وإذا كان الجدول يظهر تسع قيم، فإنّ هذه القيم تلحظ سيطرة الإيجابيّة عليها، إذ ورد سبع منها في الخانة الإيجابيّة، مقابل قيمة واحدة لكل من القيم السّلبيّة حصرًا والإيجابيّة والسّلبيّة معًا.

الاتّجاه الأوّل من القيم الإيجابيّة: وردت فيه قيمة (الجيش) بأعلى مستوى قيمي، إذ تنطوي تحتها مفردات: “القوات المسلحة” و”المؤسّسة” بمشتقاتها، فتكرّرت هذه القيمة خمس عشرة مرّة. هذا يدل على أنّ الجيش يمثّل المسار الصحيح عندما يذكر؛ بالتّالي خلق الطمأنينة في الأجواء المحيطة به، وهو ما يسعى إليه العماد جوزاف عون بعد تسلّمه قيادة الجيش.

الاتّجاه الثّاني من القيم السّلبيّة: وردت فيه قيمة (العدو) مرّة واحدة مع ما تتضمّنه من عبارات ومفردات: “الإرهاب” و”العدو الإسرائيلي”، فتكرّرت ثلاث مرّات. هذا إن دلّ يدلّ على أنّ العدو واضح لا مجال للالتباس حوله ولا مجال لتعريفه، فأينما حلّ هذا العدو يبثّ الدمار في البشر والحجر، ولا يمكن للعسكري اللّبنانيّ أن يتهاون في وجوده، فذلك العدو هو الشرّ الّذي يهدّد الوطن، والجيش اللّبنانيّ هو مناعة الوطن ضدّ هجماته.

أمّا الاتّجاه الثّالث من القيم فهو المتضمّن المعنى الإيجابي والسلبي معًا وفق السّياق والبناء الدلالي الواردة فيه. هذا الاتّجاه مرتبط بشكل غير مباشر بالاتّجاهين السابقين؛ فقيمة “الأمن” الّتي وردت مرّة واحدة في الجدول ترتبط بقيمة “الجيش” في الاتّجاه الأوّل الّذي يؤمّن الأمان والاستقرار الأمني للوطن وللشعب اللّبنانيّ. لكنّها في الوقت ذاته ترتبط بالاتّجاه الثّاني السّلبي عندما يتعلّق الأمر بالعدو الّذي يزعزع استقرار الوطن وأمنه.

خاتمة

الاتّصال القيادي الّذي يؤدّيه قائد الجيش اللّبنانيّ يساهم في بلورة مسار الدّولة اللّبنانيّة في مواجهة تحدّياتها الأمنيّة، وقدرة العسكريّين على التّفاعل مع هذا الاتّصال بأسلوب توجيهيّ يحمل في طيّاته المبادئ الوطنيّة المتمثّلة بالعقيدة العسكريّة للجيش اللّبنانيّ. إنّ تعدّد أساليب الاتّصال والتّواصل في العصر الحديث –في ظلّ الاتّصال الرقمي- يحتّم على القائد العسكريّ اختيار إحداها لتكون مسعاه إلى الاتّصال الجماعي، عليه فإنّ القائد في الجيش اللّبنانيّ يختار الخطاب النّصّي من خلال “أمر اليوم” ليتوجّه به إلى العسكريّين. إنّ “أمر اليوم” يمثّل أفضل مثال عن رؤية القائد للجيش، ويوضّح الأسلوب الّذي يعمل من خلاله قائد الجيش على توجيه العسكريّين وتحفيزهم وإرشادهم، ويترجم عقيدة الجيش اللّبنانيّ في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب، ويؤكّد أسلوب الاتّصال التّأثيري في نفوس العسكريّين.

المصادر والمراجع

  • ابن منظور، أبو الفضل جمال الدّين محمد بن مكرم. لسان العرب، بيروت: مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، ط.1، 2005، مج.2، ج.3.
  • السويدان، طارق وفيصل باشراحيل. صناعة القائد، لا م.: دار ابن حزم، ط.3، 2004.
  • العبدالله، مي. المعجم في المفاهيم الحديثة للإعلام والاتّصال، بيروت: دار النهضة العربية، ط.1، 2014.
  • العدلوني، محمد أكرم. القائد الفعال، الرياض: قرطبة للإنتاج الفنّي، لا ط.، 2000، مج.1.
  • فرحات، دريّة. “جهود العرب القدامى في النظريات اللسانية الحديثة – الجاحظ ونظرية التّواصل عند جاكبسون أنموذجا”، بيروت: مجلة المنافذ الثقافية، دار النهضة العربية، عدد 40 – خريف 2022.
  • الفيروزآبادي، مجد الدّين محمد بن يعقوب. القاموس المحيط، بيروت: دار الكتب العلمية، ط.4، 2013.
  • هيز، صامويل ووليم توماس. تولي القيادة: فنّ القيادة العسكريّة وعلمها، تر. سامي هاشم، بيروت: المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، لا ط.، 1989.
  • مرجع تدريبي: عمليات المعلومات، الجيش اللّبنانيّ – الكلية الحربية، السنة 3.
  • مديرية التخطيط للتواصل الاستراتيجيّ، استراتيجيّة التّواصل في الجيش اللّبنانيّ للعام 2023، قيادة الجيش اللّبنانيّ – أركان الجيش للتخطيط.
  • عبد الرحمن، محمد السيد. نظريات الشخصية، القاهرة، دار أنباء للطباعة والنشر والتوزيع، 1998
  • هريدي، عادل. نظريات الشخصية، القاهرة: ايتراك للطباعة والنشر والتوزيع، ، ط.2، 2011.
  • صقر، جورج. الناطق الإعلامي في الجيش اللّبنانيّ وتأثير وجوده على صورة الجيش لدى الرأي العام. بحث عسكري غير منشور. تموز 2018.
  • موقع الجيش اللبناني في الشبكة العنكبوتية. https://www.lebarmy.gov.lb/ar
  • Scott, Kevin. “Strategy”. 25 April 2018. Joint Chiefs of Staff. PDF Joint Doctrine. 8 April 2024. https://encr.pw/IYcnj

 

 

[1] إنّ الأفكار والمعلومات الواردة في هذا البحث هي من مسؤولية الكاتب الشّخصيّة حصرًا، ولا تتبناها قيادة الجيش اللّبنانيّ بأي شكل من الأشكال.

([2]) باحث لبناني وطالب دراسات عليا في قِسمَي اللّغة العربية وآدابها والتاريخ في الجامعة اللّبنانية – كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

([3]) ابن منظور، أبو الفضل جمال الدّين محمد بن مكرم. لسان العرب، بيروت: مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، ط.1، 2005، مج.2، ج.3، ص 4296.

([4]) الفيروزآبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب. القاموس المحيط، بيروت: دار الكتب العلمية، ط.4، 2013، ص 1080.

([5]) فرحات، دريّة. “جهود العرب القدامى في النظريات اللسانية الحديثة – الجاحظ ونظرية التواصل عند جاكبسون أنموذجا”، بيروت: مجلة المنافذ الثقافية، دار النهضة العربية، عدد 40 – خريف 2022، ص 14.

([6]) العبدالله، مي. المعجم في المفاهيم الحديثة للإعلام والاتّصال، بيروت: دار النهضة العربية، ط.1، 2014، ص 21.

([7]) فرحات، دريّة، م. س.، ص 14.

([8]) العبدالله، مي، م. س.، ص 21.

([9]) لساني سويسري، يعدّ أبا للسانيات البنيوية الحديثة، ورائدًا للسيميولوجيا الفرنسية، يرى أنّ اللّغة جزء من السيميولوجيا، ينسب إليه كتاب (محاضرات في الألسنية العامّة) الّذي جمعه ونشره تلاميذته عام 1916 بعد وفاته.

([10]) هو عالم لغوي، وناقد أدبي روسي من رواد المدرسة الشكليّة الروسية. وقد كان أحد أهم علماء اللّغة في القرن العشرين وذلك لجهوده الرائدة في تطوير التحليل التركيبي للّغة والشّعر والفنّ.

([11]) مرجع تدريبي: عمليات المعلومات، الجيش اللبناني – الكلية الحربية، السنة 3، ص 2.

([12]) مرجع تدريبي: عمليات المعلومات، م. س. ن.، ص 3.

([13]) Scott, Kevin. “Strategy.” 25 April 2018. Joint Chiefs of Staff. PDF Joint Doctrine. 8 April 2024.

https://encr.pw/IYcnj

([14]) مديرية التخطيط للتواصل الاستراتيجي، استراتيجيّة التواصل في الجيش اللبناني للعام 2023، قيادة الجيش اللبناني – أركان الجيش للتخطيط، ص 11.

([15]) وُلد عالم النفس أبراهام ماسلو (Abraham Maslow) في بروكلين – نيويورك، في نيسان سنة 1908، لأبوين روسيين يهوديين مهاجرين إلى أميركا، وتوفي في الثامن من يونيو/حزيران عام 1970. حصل على الماجستير في علم النفس عام 1931، والدكتوراه في الفلسفة عام 1934، بعد أن بدأ حياته بدراسة القانون، ومن أبرز مؤلفاته: “نحو سيكولوجية كينونة”، “الدافعية والشخصية”، “أبعد ما تستطيعه الطبيعة البشريّة”. اشتهر بنظريته الخاصة بهرم الحاجات، المعروف بـ”هرم ماسلو”، وتعد نظرية ماسلو في تدُّرج الحاجات من أفضل النظريات الّتي عملت على تغطية الحاجات الإنسانية، فقام بمراقبة المرضى الّذين يأتون إلى عيادته باعتباره متخصصاً في علم النفس التحليلي، وبنى هرمه بناء على ملاحظاته وفق خمسة مستويات: الاحتياجات الفسيولوجية – الاحتياجات الأمنيّة – الحاجة للانتماء – احتياجات الاعتراف – احتياجات تحقيق الذات.

([16]) عبد الرحمن، محمد السيد. نظريات الشخصية، القاهرة: دار أنباء للطباعة والنشر والتوزيع، 1998، ص 437.

([17]) هريدي، عادل. نظريات الشخصية، القاهرة: ايتراك للطابعة والنشر والتوزيع، ط.2، 2011، ص 259.

([18]) صقر، جورج. الناطق الإعلامي في الجيش اللبناني وتأثير وجوده على صورة الجيش لدى الرأي العام. بحث عسكري غير منشور. تموز 2018، ص 5.

([19])  مديرية التخطيط للتواصل الاستراتيجي، م. س.، ص 3.

([20]) هيز، صامويل ووليم توماس. تولي القيادة: فنّ القيادة العسكريّة وعلمها، تر. سامي هاشم، بيروت: المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، لا ط.، 1989، ص 174.

([21]) م. ن، ص 18.

([22]) السويدان، طارق وفيصل باشراحيل. صناعة القائد، لا م: دار ابن حزم، ط 3، 2004، ص 40.

([23])  السويدان، طارق وفيصل باشراحيل، م. س.، ص 42.

([24]) هو كاتب ومستشار على المستوى الدولي، ولد عام 1925 م في أميركا. حاصل على بكالوريوس في الآداب من  كلية انتيوك 1951م ، ودكتوراه من معهد ماساتشوسيتس للتقنية MIT 1955. عمل في جامعات هارفارد وبوسطن وسينسناتي ومركز الصناعات في جنيف والمعهد الهندي للإدارة بكالكتا. عمل نائبا للرئيس التنفيذي لجامعة نيويورك – بفلوا، ورئيس جامعة سينسناتي في ولاية أوهايو. وهو استاذ في كلية إدارة الاعمال في جامعة جنوب كاليفورنيا USC ، وهو الرّئيس المؤسّس لمعهد القيادة الإدارية فيها. كما أنه عضوا في فريق عمل TASK FORCE الخاص بالسياسة العلمية في البيت الأبيض التابع لرئيس الأميركي من العام 1969 حتّى 1970. كما شغل منصب مدير الجمعية الأميركية للإدارة.

([25]) العدلوني، محمد أكرم. القائد الفعال، الرياض: قرطبة للإنتاج الفنّي، لا ط.، 2000، مج 1، ص 83.

([26]) ولد عام 1936 في نيويورك. وهو أستاذ فخري في جامعة جنوب كاليفورنيا، وعضوا في الكلية من العام 1969-1994. حاصل على بكالوريوس العلوم من معهد ستيفنز للتكنولوجيا عام 1957، ودكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة جنوب كاليفورنيا 1967. كتب أطروحته عن الآثار المترتبة على العمليات التجارية المتعددة الجنسيات. وعمل في شركة  SPERRY RAND Corporation وهي شركة لتطوير الأنظمة. لديه شركة استشارات خاصة ، وله العديد من المؤلفات أبرزها : القيادة الحكيمة – القيادة ذات الرّؤية …

([27]) العدلوني، محمد أكرم، م. س.، ص 85.

([28]) هيز، صامويل ووليم توماس، م. س.، ص 90-91.

([29]) م.ن، ص 14.

([30]) العدلوني، محمد أكرم، م. س.، ص 114.

([31]) أستاذ السلوك المؤسّساتي في كلية الأعمال في لندن والمدير التنفيذي السابق لمعهد القيادة بكلية الأعمال التابعة لجامعة كاليفورنيا الجنوبية.

([32]) العدلوني، محمد أكرم، م. س.، ص 114.

([33]) العدلوني، محمد أكرم، م. س.، ص 21.

([34]) “أمر اليوم” بمناسبة تسلم العماد جوزاف عون قيادة الجيش، 10 آذار 2017، موقع الجيش اللبناني في الشبكة العنكبوتية. تاريخ الاسترجاع: 3 نيسان 2024. الساعة: 23.00 مساءً. https://acesse.dev/JIw7F

 

([35]) في 12 تموز العام 2006 شنّ العدو الصهيوني الإسرائيلي عدوانًا على لبنان، بعد أسر جنديين له على الحدود الجنوبية للبنان. استمرّ العدوان 34 يومًا (12 تموز 2006 – 14 آب 2006)، وانتهى بعد تطبيق مضمون القرار الدولي رقم 1701 الّذي ينصّ على “وقف الأعمال العدائية”.

عدد الزوار:22

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى