أبحاثالفلسفة والشريعة

عالم الإنس في القرآن الكريم

عالم الإنس في القرآن الكريم

The world of mankind in the Holy Quran

سعد عبد الستار أكرم[1]

Saad Abdel Sattar Akram        

المشرف الدكتور محمود سمهون

Supervisor Dr. Mahmoud Samhoun

تاريخ الاستلام 20/4/2024                                              تاريخ القبول 2/5/2024

 

الملخَّص 

يتناول هذا البحث الإنسان في القرآن الكريم من خلال التّعريف به لفظًا واصطلاحًا وبيان الأسلوب القرآني في خطابه، ثمّ دراسة أطوار خلقه وصفاته وتكريمه في الإسلام، ومن ثمّ بيان أسلوب وصفه في القرآن الكريم، فقد شكّلت هذه المحاور عالمًا قائمًا بذاته في ظلّ القرآن الكريم. وقد نهجنا في هذه الدّراسة المنهج الوصفي التّحليلي الذي أعاننا على الوقوف على الآيات القرآنيّة التي صوّرت هذه الموضوعات ودراستها دراسة تحليليّة تبيّن المكانة العالية التي حباها الله تعالى للإنسان وكرّمه بها وفضّله على غيره من الخلق.

الكلمات المفتاحيّة: الإنسان، القرآن الكريم، خطاب الإنسان، خلق الإنسان، صفات الإنسان.

  Abstract 

This research deals with man in the Holy Qur’an by defining him verbally and terminologically, and explaining the Quranic style in his speech, then studying the stages of his creation, his attributes, and honoring him in Islam, and then explaining the method of describing him in the Holy Qur’an. These topics have formed a self-contained world under the light of the Holy Qur’an. In this study, we have approached the descriptive and analytical method, which helped us to identify the Qur’anic verses that depicted these topics and study them analytically, demonstrating the high status that God Almighty has bestowed upon man, honored him with, and favored him over other creatures.

Keywords: man, the Holy Qur’an, human speech, human creation, human characteristics

 

المقدمة

لقد “امتازت نظرة القرآن الكريم إلى الإنسان بالعديد من المميّزات والسّمات التي وظّفت من أجل بناء إنسان عظيم، يسمو بروحه وعقله، قادر على حمل الأمانة الرّبّانيّة –  وهي قيادة الوجود وسيادته، وتسخيره على نحو روحي سام يحقّق رضوان الله تعالى”.[2]

فهي نظرة “عرّفته بحقيقة نفسه كإنسان في أصله، وأطوار خلقه، وغاية وجوده، ورسالته في الحياة، وتميّزه عن المخلوقات الأخرى بما خصّه الله من عقل وتكريم”.[3]

كما أنّها “أقامت توازنًا رائعًا بين مكوّنات النّفس والكون والحياة، فقد وازنت بين المادّة والرّوح، وبين الدّنيا والدّين، وبين الحياة الدّنيا والحياة الآخرة”.[4]

قال تعالى: ﴿وابْتَغِ فيما آتاكَ اللهُ الدّارَ الآخِرَةَ ولا تنْسَ نَصيبَكَ منَ الدّنيا﴾.[5]

فالله عزّوجلّ لا ينهى عباده عن السّعي وابتغاء الحياة الدّنيا، بل إنّ القرآن الكريم يجعل العمل من أجل الدّنيا حقًّا من حقوق الإنسان، فلكلّ إنسان نصيب فيها.

وقد “اهتمّ القرآن بالعقل الإنساني باعتباره مركز التّفكير والتّأمّل والتّدبّر والاعتبار، وهو عجلة القيادة لهذا الإنسان، إذ به يستطيع أن يميز الحقّ من الباطل، والخير من الشّر، فهو جوهرة ثمينة، لا بدّ أن يرعى حقّ الرّعاية، وأن يصان بعيدًا عن الانحراف والتّيه، بعيدًا عن اللهو والعبث، وأن يوجّه في مساره الصّحيح، لينتج تفكيرًا علميًّا صحيحًا بعيدًا عن الأوهام والخرافات والأساطير”.[6]

وانطلاقًا من ذلك، فقد بدا الإنسان في القرآن الكريم، وما يخصّ خلقه وصفاته، عالمًا متكاملًا، إذ تحدّث القرآن الكريم عن أمور خلقه وصفاته الممدوحة والمذمومة، وكثيرًا ما صرّح القرآن في خطابه بمناداة الإنسان، ولذا اخترنا هذا البحث في محاولة لرصد العالم الإنسيّ في ظلّ القرآن الكريم، وتحليل مقاصد القرآن في هذا التّفصيل والتّصوير.

 

إشكالية الدراسة

يحاول هذا البحث الإجابة عن تساؤلات عدّة، ولعلّ أهمّها:

– كيف تجلّى عالم الإنس في القرآن الكريم؟

ويتفرّع عن هذا السّؤال جملة من التّساؤلات الفرعيّة، منها:

  • ما الألفاظ والمشتقّات التي وظّفها القرآن الكريم في حديثه عن الإنسان؟

الضرورة  (الأهمية والهدف)

يهدف هذا البحث إلى رصد الحضور الإنساني في القرآن الكريم، وكيفيّة تعامل القرآن الكريم مع الكيان الإنساني، وذلك على المستوى اللفظي الاشتقاقي، وعلى المستوى المعنوي من خلال دراسة أطوار خلقه وصفاته في القرآن الكريم، ولعلّ أهميّة هذا البحث تتأتّى من نظرته الشّموليّة للموضوعات القرآنيّة المتّصلة بالإنسان، فقد شكّلت عالمًا متكاملًا سيحاول هذا البحث رصد أبعاده.

خلفية الدراسة (الدراسات السابقة)

تنوّعت الدّراسات التي اهتمّت بتناول موضوعات الإنسان في القرآن الكريم، غير أنّ كلًّا منها كان يهتم بدراسة جانب من جوانب هذا الموضوع، في حين أنّ بحثنا يتناول هذه الموضوعات  بوصفها تشكّل عالمًا قائمًا بذاته، ويمكن أن نشير لبعض الدّراسات التي تقترب من موضوعنا، من ذلك:

  • الإنسان في القرآن الكريم، سليمان آيدين، كليّة العلوم ا، جامعة يالوا، د.ت:

تبيّن هذه الدّراسة معنى الإنس ومترادفاته لغة واصطلاحًا، وكذلك توضّح ماهيّة كرامة الإنسان وما خلق منه وما خلق له وما خلق عليه، ثم تشرح ضعف الإنسان خَلقًا وخِلقةً على الفطرة، وكونه مدنيًا ومتديّنًا وحرًّا بطبعه، وأنّ الإنسان سائر إلى ربّه في طريق يعاديه فيها إبليس.

فهذه الدّراسة تتناول جانبًا من الموضوعات التي سنتطرّق إليها، غير أنّ دراستنا ستحاول تكوين علاقة ترابطيّة بين كلّ الموضوعات الخاصّة بالإنسان في القرآن الكريم ؛ لترسم صورة عالم متكامل بكلّ الأبعاد

التّفسير المقاصدي للقرآن الكريم (خلق الإنسان نموذجًا)، أحمد المصري، مجلّة كليّة أصول الدّين والدّعوة، جامعة الأزهر، ع39، د.ت:

تعرّف هذه الدراسة بالتّفسير المقاصدي باعتباره من أهم أنواع التّفسير، وتهدف الدّراسة إلى تسليط الضّوء على التّعريف لمصطلح التّفسير المقاصدي، وبيان نشأته وتطوّره، ثمّ جاء التّطبيق العملي لهذا التّفسير بذكر مقاصد خلق الإنسان في القرآن الكريم.

يتّضح لنا أنّ هذا البحث يتناول جانبًا من جوانب موضوعنا وهو خلق الإنسان، غير أنّه يدرسه من وجهة تختلف عن وجهتنا التي ستبحث في أطواره وصفاته.

  • مراحل خلق الإنسان في آيات القرآن الكريم، منى عبد الرّازق، رسالة ماجستير، جامعة النجاح، فلسطين، 2003م:

تتناول هذه الدّراسة التّفسير العلمي للقرآن الكريم، وصورة الإنسان في القرآن الكريم، والخلق الذي خرج عن السّنّة الجارية المعروفة للإنسان، والمتمثّلة في خلق آدم، وحوّاء، وعيسى عليهم السّلام. ثمّ تدرس مراحل الخلق كما ذكرها القرآن الكريم.

وبالمجمل، فإنّ هذه الدّراسة تركز على موضوع الخلق، بينما سنتناول – نحن – أيضًا الصّفات.

 

أوّلًا: الإنسان في القرآن الكريم

يعدّ (الإنسان) من أهم الموضوعات التي دار حولها كثير من الآيات القرآنيّة، ولعلّ ذلك يجعل لزامًا علينا أن نقدّم لمحة عامّة توضّح المعنى اللغوي والاصطلاحي لهذه المفردة ومشتقّاتها في القرآن الكريم، وأسلوب القرآن في خطاب الإنسان، وذلك على وفق الآتي:

– المطلب الأوّل: تعريف الإنسان لغة واصطلاحًا.

تشتقّ لفظة الإنسان من الجذر اللغوي (أ-ن-س)، و”الهمزة والنّون والسّين أصلٌ واحدٌ، وهو ظهور الشّيء، وكلُّ شيءٍ خالفَ طريقة التّوحّش. قالوا: الإنسُ خلاف الجنّ، وسمّوا لظهورهم. يقال آنست الشّيء إذا رأيته.. ويقال آنستُ الشّيء إذا سمعته، وهذا مستعارٌ من الأوّل.. والأنسُ: أَنِس الإنسان بالشّيء إذا لم يستوحش منه. والعرب تقول: كيف ابن إنسِك ؟ إذا سأله عن نفسه. ويقال إنسان وإنسانان وأناسيّ. وإنسان العين: صبيّها الذي في السّواد”.[7]

نلاحظ هنا أنّ المعنى اللغوي لهذا الجذر يدلّ عل معنى الظّهور وهو المعنى الأشهر، ولذا ورد ذكره في القرآن الكريم على أنّه نقيض للجنّ الذي يعود للجذر اللغوي (ج- ن- ن) الذي يشي بمعنى الخفاء والسّتر.

كما يشير المعنى اللغوي إلى معنى الألفة الي هو ضدّ الوحشة، وكأنّ الإنسان يستأنس بأخيه الإنسان، ومن ثمّ سمّي بذلك.

وأمّا الإنسان اصطلاحًا فهو”الكائن المخلوق الذي له روحٌ وعقلٌ وجسدٌ، سواء أكان هذا الكائن ذكرًا أم أنثى، مسلمًا أم كافرًا”.[8]

أي أنّ المعنى الاصطلاحي يشير إلى الهيئة ومكوّنات الكائن الإنساني، وأمّا المعنى اللغوي فإنّه يشير إلى سبب التّسمية.

 

ثانيًا: مشتقّات لفظة (أنس) في القرآن الكريم

ورد الجذر اللغوي (أ-ن-س) في القرآن الكريم غير مرّة، ويمكن تحديد مشتقّاته في القرآن الكريم بالكلمات الآتية:

_ الفعل (آنس): بمعنى أبصر، من ذلك قوله تعالى: ﴿فلمّا قضى موسى الأجلَ وسارَ بأهله آنس من جانبِ الطّور نارًا﴾.[9]

وقد يتّصل بهذا الفعل ضمائر متّصلة، أو قد يزاد عليه أحرفًا لاشتقاق صيغ أخرى، مثل (تستأنسوا) كما في قوله تعالى: ﴿لا تدخُلوا بيوتًا غيرَ بيوتِكم حتّى تستأْنِسوا وتسلّموا على أهلها﴾.[10]

وأمّا المشتقّات الاسميّة فهي:

– أناس: من ذلك قوله تعالى: ﴿ قد علم كلّ أناسٍ مشربهم﴾[11]

– أناسيّ: وهي “جمع إنسي: الواحد من البشر”.[12] من ذلك قوله عزّ وجلّ: ﴿ونسقيه ممّا خلقنا أنعامًا وأناسيّ كثيرًا﴾.[13]

– إنس: كما في قوله تعالى:  ﴿فيومئذ لا يُسأَل عن ذنبِه إنسٌ ولا جانٌّ﴾[14]

– إنسيّا: وتعني “واحدًا من البشر”.[15] كما في قوله تعالى: ﴿إنّي نذَرْتُ للرّحمنِ صَومًا فلَن أُكلّمَ اليومَ إنسيّا﴾.[16]

– الإنسان: وهو الأشهر والأكثر استعمالًا، كما في قوله تعالى: ﴿علّم الإنسانَ ما لم يعلمْ﴾.[17]

فهذه المشتقّات بمجملها وردت في القرآن الكريم وفي سياقات مختلفة، ولعلّ لكلّ منها دلالته الخاصة في السّياق القرآني، فالقرآن الكريم لم يأتِ بأيّة لفظة بصورةٍ عشوائيّة، بل إنّ كلّ لفظة من ألفاظه لها بعدها الدلاليّ والقصديّ في النّصّ القرآني.

ثالثًا: خطاب الإنسان في القرآن الكريم

يظهر الخطاب القرآني للإنسان “متّسمًا بالسّمة الأخلاقيّة… وتوضيح ذلك هو أنّ الطّبيعة الجوهريّة للإنسان هي أنّه كائنٌ متديّن.. وهذا يعكس الخصائص الرّوحيّة للإنسان من حيث هو كائنٌ متديّنٌ وفقًا للتّصوّر القرآني للجبلّة البشريّة، ثمّ إنّه في دين أخلاقي كالإسلام، لا بدّ من أن تكون هذه الخصائص البشريّة دينيّة وأخلاقيّة في الوقت نفسه”.[18]

ولعلّ أبرز خطاب للإنسان في القرآن الكريم يتمثّل في مناداته بلفظِ جمْعِه (يا أيّها النّاسُ)، فقد ورد هذا التّركيب في آيات كثيرة، ويمكن تناول إحداها، إذ يقول تعالى: ﴿يا أيّها النّاسُ إنْ كنتم في رَيبٍ منَ البَعْث فإنّا خلَقناكُم منْ تُراب﴾[19]

فخطاب الإنسان هنا خطاب عام لا يخصُّ مسلمًا أو كافرًا، ولا غنيًّا أو فقيرًا، إنّه يجمع عباده بصفة الإنس بوصفها الخاصيّة الأبرز والموحّدة بينهم جميعًا على اختلاف أعراقهم وأزمانهم وأمكنتهم، إذ إنّ “خطاب القرآن الكريم ليس مقصورًا على المسلمين، ولا على العرب الأمّيين، كما أنّه ليس مقصورًا على أبناء القرن العشرين، ولكنّه عام مطلق لكلّ عصر ولكلّ مكان. فليس من المعقول، وليس من المقصود، أن يظلّ تفكير الإنسان ثابتًا على نسق واحد في جميع العصور”.[20]

 

المصادر والمراجع

*القرآن الكريم

  1. آيدين، سليمان، الإنسان في القرآن الكريم، كليّة العلوم ا، جامعة يالوا، د.ت.
  2. زريق، برهان، الإنسان في القرآن، دار حوران، دمشق _ سوريا، ط1، 2011م.
  3. ابن عاشور، التّحرير والتّنوير، الدّار التّونسيّة للنّشر، تونس، 1984م، ج15.
  4. عبد الرّزاق، منى، مراحل خلق الإنسان في آيات القرآن الكريم، رسالة ماجستير، جامعة النّجاح الوطنيّة، فلسطين، 2003م.
  5. العقّاد، عبّاس، الإنسان في القرآن، مؤسسة هنداوي، القاهرة، 2001م.
  6. ابن فارس، مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السّلام هارون، دار الفكر، 1979م.
  7. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط5، 1996م، ج10.
  8. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق: سامي السّلامة، دار طيبة للنّشر والتّوزيع، الرّياض، السّعوديّة، ط2، 1999م، مج9.
  9. اللوح، عبد السّلام، الإعجاز العلمي في القر آن الكريم، آفاق للطّباعة والنّشر، غزّة، فلسطين، ط1، 1999م.
  10. مجمع اللغة العربيّة، معجم ألفاظ القرآن الكريم، مصر 1989م،، ج1.
  11. هندي، صالح ذياب، دراسات في الثّقافة الإسلاميّة جمعيّة أعمال المطابع التّعاونيّة، عمان، ط8، 1987م.

 

 

[1] موظف في جامعة كركوك العراق/ طالب ماجستير في جامعة الجنان لبنان An employee at Kirkuk University, Iraq Master’s student at Jinan University, Lebanon

[2]  عبد الرّزاق، منى، مراحل خلق الإنسان في آيات القرآن الكريم، رسالة ماجستير، جامعة النّجاح الوطنيّة،  فلسطين، 2003م، ص23.

  [3]  هندي، صالح ذياب، دراسات  في الثّقافة الإسلاميّة، جمعيّة أعمال المطابع التّعاونيّة، عمان، ط8، 1987م،  ص55.

[4]  هندي، صالح ذياب، دراسات  في الثّقافة الإسلاميّة، جمعيّة أعمال المطابع التّعاونيّة، عمان، ط8، 1987م، ص57.

[5]  سورة القصص، 77.

[6]  اللوح، عبد السّلام، الإعجاز العلمي في القر آن الكريم، آفاق للطّباعة والنّشر، غزّة، فلسطين، ط1، 1999م، ص54.

[7]  ابن فارس، مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السّلام هارون، دار الفكر، 1979م، ص145.

[8]  آيدين، سليمان، الإنسان في القرآن الكريم، كليّة العلوم ا، جامعة يالوا، د.ت، ص3.

[9]  سورة القصص، 29.

[10]  سورة النّور، 27.

[11]  سورة البقرة، 60.

[12]  مجمع اللغة العربيّة، معجم ألفاظ القرآن الكريم، مصر 1989م،، ج1، ص94.

[13]  سورة الفرقان، ص49.

[14]  سورة الرّحمن، 39.

[15]  مجمع اللغة العربيّة، معجم ألفاظ القرآن الكريم، مصر 1989م،، ج1،  ص95.

[16]  سورة مريم، 26.

[17]  سورة العلق، 5.

[18]  زريق، برهان، الإنسان في القرآن، دار حوران، دمشق – سوريا، ط1، 2011م، ص102.

[19]  سورة الحج، 5.

[20] عبد الرّزاق، منى، مراحل خلق الإنسان في آيات القرآن الكريم، رسالة ماجستير، جامعة النّجاح الوطنيّة، فلسطين، 2003م،ص4.

عدد الزوار:67

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى