أبحاثالتربية وعلم النفس

الأهداف الوطنيّة في المنهج الرّسميّ لمادة الجغرافيا المدرسيّة في المرحلة المتوسطة

الأهداف الوطنيّة في المنهج الرّسميّ لمادة الجغرافيا المدرسيّة في المرحلة المتوسطة

 “الصّف التّاسع الأساسيّ  أنموذجًا”

Les objectifs nationaux de la discipline de géographie présents dans le programme officiel libanais dans le cycle complémentaire.

(Exemple: la neuvième année d’éducation de base EB9)

فايق بري شحادة

Fayek Berri ChehAdi

تاريخ الاستلام 29/3/2024                                 تاريخ القبول  15/4/2024

الملخص

هدفت الدّراسة الحالية إلى تبيان مدى توافر الأهداف الوطنيّة في منهج الجغرافيا الرّسميّ في لبنان للمرحلة المتوسطة، وينحصر السؤال الرئيسي  للدراسة بمايلي:

ما مدى توافر الأهداف الوطنيّة في منهج الجغرافيا المدرسيّة في الصف التّاسع الأساسيّ؟

والأسئلة الفرعيّة هي:

1ـ هل تتوافر الأهداف الوطنيّة في المنهج الرّسميّ لمادة الجغرافيا وتحديدًا في المرحلة المتوسطة؟

2ـ هل تتوافق الأهداف الوطنيّة في كتاب الجغرافيا المدرسيّ مع غايات المنهج الرّسميّ في الصف التّاسع الأساسيّ؟

وللإجابة على تساؤلات الدّراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي التّحليليّ وتقنية التّحليل التنازلي، وتوصلت الدّراسة  إلى أن الأهداف الوطنيّة متوفرة في المنهج الرّسميّ لمادة الجغرافيا عمومًا وفي المرحلة المتوسطة، ولكن هذه الأهداف تتوزع بحسب المراحل والصفوف بنسبٍ متفاوتة وبطريقة غير متوازنة، بالإضافة  إلى تدني نسبتها قياسًا  إلى الأهداف التعلمية في المرحلة المتوسطة. كما بيّنت الدّراسة توافق الأهداف الوطنيّة في كتاب الجغرافيا المدرسيّة في الصف التّاسع الأساسيّ مع غايات المنهج الرّسميّ. وبناءً على نتائج هذه الدّراسة تم تقديم مجموعة من الاقتراحات بهدف تحسين منهج مادة الجغرافيا في مجال التّربيّة على المواطنيّة.

Résumé:

Cette étude vise à déterminer dans quelle mesure les objectifs nationaux de la discipline de géographie sont tenus   dans le programme officiel libanais dans le cycle complémentaire.

La question principale de cette étude est:

Dans quelle mesure les objectifs nationaux sont-ils intégrés dans le programme officiel de géographie  pour la neuvième année d’éducation de base?

Les questions qui découlent de cette problématique sont les suivantes:

  1. Les objectifs nationaux sont-ils présents dans le programme officiel de géographie, pparticulièrement dans le cycle complémentaire ?
  2. Les objectifs nationaux dans le manuel scolaire officiel de géographie correspondent-ils aux objectifs du programme pour la neuvième d’éducation de base?

En guise de répondre à ces questions, l’étude met en jeu la méthode descriptive analytique et la technique d’analyse de contenu.

Les résultats montrent que les objectifs nationaux sont, généralement,  mentionnés dans le programme officiel de géographie dans le cycle complémentaire, mais ils sont répartis  de manière décousue,  incohérente et disproportionnée dans les différents cycles et classes. Les résultats indiquent également que les objectifs nationaux dans le manuel scolaire de géographie pour la neuvième année d’éducation de base ne sont pas complètement en accord avec les objectifs du programme officiel.

Finalement, en se basant sur les résultats obtenus, l’étude propose des recommandations pour que  les objectifs nationaux de géographie soient, d’une part, harmonisés, cohérents et proportionnés avec le programme officiel libanais et s’intègrent, d’autre part, dans le domaine de l’éducation à la citoyenneté.

المقدمة

يعتمد تقدّم الأمم وتطورها  إلى حدّ كبير على مدى كفاءة أنظمتها التربوية والتّعليميّة، وقد تميزت المنظومة التربوية في العقود الأخيرة من القرن العشرين في العديد من دول العالم بتأكيدها على التّربيّة السليمة والمتزنة والمتسمة بالجودة، وركّزت اهتمامها على تنمية إمكانات المتعلّمين وقدراتهم على أفضل وجه ممكن، وبما يتلاءم مع متطلبات العصر الحاضر.

تواجه المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء في بداية الألفية الثالثة كثيرًا من التحديات، “أخطرها ظاهرة العولمة وما يصاحبها من تداعيات سواء على صعيد التنمية الاجتماعيّة، أو الاقتصاديّة، أو السّياسيّة، أو الثّقافيّة، أو على صعيد ترسيخ المفاهيم والقيم الوطنيّة والتي يأتي على رأسها قيم الانتماء، والولاء والهوية الوطنيّة للمجتمع، والتسامح، والمشاركة في الحياة السّياسيّة وغيرها”.(الرنتيسي، 2011، ص.161).

ولقد أدت التغيرات التي عرفها العالم في السنوات الأخيرة من القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة إلى تنامي الاهتمام بقيم المواطنة لدى الأفراد كونها “صمام أمان لتماسك النسيج المجتمعيّ للدول والشعوب، من خلال تزويد الأفراد بالمعارف والقيم والاتّجاهات الاجتماعيّة والسّياسيّة والأخلاقيّة التي تساعدهم على التكيّف مع هذه التغيرات لمواجهة تحدياتها في ضوء الخصوصية المجتمعيّة لكل دولة وشعب”.(مرتجى، 2011، ص. 162).

ويؤكد التربويون أنّ تنمية قيم المواطنة لدى التلاميذ تعد من أهم الطرق لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، وتعد قضية أمن قوميّ، وهي تربية وقائية، والتّنافس بين الدول المتقدمة بات يتعدى قضايا التقدم الصناعي وغزو الفضاء،  إلى التنافس في مجال إصلاح التّعليم وتطوير مناهجه باعتباره المدخل الأساسيّ  للألفية الثالثة، ” إذ إن إكساب قيم المواطنة يعد الركيزة الأساسيّة للمشاركة الإيجابية والفعّالة في التنمية الاجتماعيّة، أو الاقتصاديّة، أو السّياسيّة، وذلك بهدف تطوير معارف النشء بالأمور الاجتماعيّة، والسّياسيّة، وتنمية الإحساس بالواجب نحو المجتمع المحلي والدولي”. (إبراهيم ،2001، ص.2-3)

ولا شكّ أن مناهج الدراسات الاجتماعيّة “تسهم في تعزيز المواطنة الصالحة وغرس الشعور ب الانتماء لدى المتعلّمين، وتكسبهم اتجاهات التعاون والشعور بالولاء للوطن واحترام الملكية العامة والخاصة، وتؤكد على نظام القيم الاجتماعيّة، وتقدير الأدوار التي قامت بها الشخصيات الوطنيّة، وتساعد على فهم فكرة التفاهم العالمي، وتزيد من اهتمام المتعلّمين بالمشكلات الاجتماعيّة والسّياسيّة والاقتصاديّة”.(الفرا، 1992، ص. 155).         

“إنّ الغاية الأساسيّة من تدريس مواد الاجتماعيّات (جغرافيا، تاريخ، تربية مدنية وتنشئة وطنية) هي تنمية الحس الوطنيّ، إلى جانب أهداف أخرى متنوعة، فردية، اجتماعية، وعالمية. كما أنّ مادة الجغرافيا ” تساهم من خلال أهدافها المتنوعة في تحقيق أهداف التّربيّة في مختلف المجالات المعرفية والحسية والوجدانية”. (بدران “أ”، 2013.ص.152-153).

وهكذا تشكل الجغرافيا ركنًا أساسيًا في التكوين الفكري والمدني والاجتماعيّ والوطنيّ للناشئة، من خلال تنمية وعي المتعلّمين بمجالهم الجغرافي، وتبيان دورهم كعناصر فاعلة فيه، وتعمل على تحقيق تربية مجالية مسؤولة، ليكون المتعلّم مشاركًا ومتفاعلًا مع محيطه المحلي والوطنيّ والعربي، وتعزيز قدراته على التواصل مع الآخرين، وتأهيله للمساهمة في الحفاظ على الموارد واستدامتها.

كما وتسهم الجغرافيا في تكوين الذكاء الاجتماعيّ للأفراد، وتنمية استقلاليتهم وفرادتهم، من خلال تنوع الوضعيات التعلمية_التّعليميّة التي تفرضها المادة، وتنطوي على بناء المعارف، واكتساب الخبرات والاتّجاهات الإيجابية، والاستفادة منها في وضعيات جديدة وذلك من خلال الأنشطة المتنوعة الصفية واللّاصفية التي تبني المواطن المسؤول المتفاعل مع محيطه المحلي والوطنيّ والعربي بما يحقق التنمية المستدامة.

وتسعى المرحلة المتوسطة من التّعليم في لبنان  إلى تعزيز  الانتماء والانصهار الوطنيّين والانفتاح الروحي والثّقافيّ مع التشديد على التنشئة الوطنيّة والقيم اللّبنانيّة الأصيلة كالحرية والديمقراطية والتسامح ونبذ العنف، وفي هذه المرحلة تتأرجح المشاعر الوطنيّة، لأنّ تشكيل شخصيات التلامذة في هذه المرحلة العمرية يكون  عملية سهلة لأنهم في بداية مرحلة المراهقة، وهي “مرحلة اضطراب نفسي يسهل أثناءها التركيز على بناء شخصياتهم بالطريقة التي يريدها المجتمع والوطن”. (عبدالكافي،2000، ص.75).

من خلال ما عرضناه يتبيّن لنا أهمية تنمية القيم الوطنيّة عبر مناهج الدراسات الاجتماعيّة بشكل عام، ومنهج وكتب الجغرافيا بشكل خاص، وأهمية المرحلة المتوسطة من التّعليم الأساسيّ في تشكيل الهوية الوطنيّة للتلامذة.

 

1ـ إشكالية الدّراسة

شهدت بداية الألفية الثالثة تحوّلات اجتماعية واقتصادية وسياسية متنوعة، وتطورات سريعة جعلت عملية التغيير أمرًا حتميًا في معظم دول العالم، ما يجعل الاهتمام بتعزيز الوحدة الوطنيّة أمرًا في غاية الأهمية في عصر اتسم بالتغير المتسارع والانفجار المعرفي، وقد استحوذ هذا الأمر على عناية المفكرين والعاملين في الحقل التربوي، وخاصة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين الذي اتسم باختلاف القيم، وقواعد السلوك، وتنامي العنف، وتفكك العلاقات، وتشابك المصالح.

وبما ” أن التّربيّة هي عملية بناء للفرد واعداده إعدادًا صالحًا للحياة الاجتماعيّة السليمة، فقد اتخذت المنهجية الجديدة في لبنان شعارًا لها: “وبالتّربيّة نبني”. (المركز التربوي للبحوث والإنماء. مناهج التّعليم العام وأهدافها.1997).

ولا شكّ أنّ المدرسة هي من أهم المؤسسات الاجتماعيّة التي أوكلت إليها مهمة التّربيّة، ” فهي تضطلع بالمسؤولية الكبيرة في تنمية مفهوم المواطنة، وتشكيل شخصية المواطن والتزاماته، وفي تزويده بالمعرفة والمهارات اللازمة من أجل تعزيز هذا المفهوم، وتنجز المدارس تلك المسؤولية من خلال المناهج الدراسية في شتى مراحل التّعليم العام” . (الكندري، 2008، ص. 41).

كذلك تضطلع مادة الجغرافيا بمهمة تنمية  الانتماء الوطنيّ عبر أهدافها الشاملة والمتنوعة وطرائق تدريسها إذا طبقت كما يجب، لذا فإن معرفة واقع الأهداف الوطنيّة في المناهج التّعليميّة وفي الكتب المدرسيّة في مادة الجغرافيا يعتبر ضروريًا، لكشف ما تحتويه هذه المناهج من المعارف، والمهارات، والقيم، والاتّجاهات التي تؤدي  إلى تنمية الشعور الوطنيّ، وتوجيه السلوك المرتبط بهذا المفهوم. ولأن معظم دول العالم تُخضع مناهجها لعمليات التّحليل المستمر، وتهدف من وراء ذلك  إلى تحسين تلك المناهج وتطويرها وصولًا لإعداد المواطن المسؤول والفخور بانتمائه…  بناءً على ذلك تمّ تحديد مشكلة الدّراسة بالسؤال الرئيسي التالي:

ما مدى توافر الأهداف الوطنيّة في منهج الجغرافيا المدرسيّة في الصف التّاسع أساسي؟

للإجابة على هذا السؤال لا بدّ من الإجابة على الأسئلة الفرعية التالية:

  • هل تتوافر الأهداف الوطنيّة في المنهج الرّسميّ لمادة الجغرافيا وتحديدًا في المرحلة المتوسطة؟
  • هل تتوافق الأهداف الوطنيّة في كتاب الجغرافيا المدرسيّ في الصف التّاسع أساسي مع غايات المنهج الرّسميّ؟

2ـ  فرضيات الدّراسة

في ضوء الأسئلة السابقة، تحاول الدّراسة اختبار الفرضيات التالية كإجابات محتملة لأسئلة الإشكالية:

  • إن الأهداف الوطنيّة متوفرة في منهج الجغرافيا الرّسميّ في المرحلة المتوسطة من التّعليم الأساسيّ  نظرًا لكون التّربيّة على المواطنيّة من ضمن أهداف تعليم الجغرافيا.
  • تتوافق الأهداف الوطنيّة في كتاب الجغرافيا المدرسيّ في الصف التّاسع أساسي مع المنهج الرّسميّ نظرًا لإشراف المركز التربوي للبحوث والإنماء على إصدارها.

3ـ  أهداف الدّراسة: يهدف هذا البحث  إلى:

  1. تحديد الأهداف الوطنيّة في المنهج الرّسميّ للجغرافيا والتي ينبغي تحقيقها في تعليم الجغرافيا.
  2. تحليل محتوى منهج الجغرافيا عبر تطبيق تقنية التّحليل التنازلي في دراسة التوافق بين الغايات والأهداف التعلمية الخاصة بكل درس والمتعلقة بالتّربيّة على المواطنيّة.
  3. تبيان أهمية تدريس الأهداف الوطنيّة في دروس الجغرافيا لتحقيق الأهداف الوجدانية وتنمية الحس و الانتماء الوطنيّ لدى التلاميذ.

4ـ  أهمية الدّراسة

تكمن أهمية الدّراسة في أنها ستسهم في:

  • تقديم دراسة وافية عن واقع محتوى منهج الجغرافيا ومدى احتوائه على الأهداف الوطنيّة لصفوف المرحلة المتوسطة من التّعليم الأساسيّ .
  • تقديم دراسة جديدة قد تفيد في تطوير أهداف ومحتوى مناهج وكتب الجغرافيا لصفوف المرحلة المتوسطة من التّعليم الأساسيّ في مجال التّربيّة على المواطنيّة.
  • تقديم اقتراحات للمعلمين والقيمين على التّربيّة قد تكون ذات فائدة في مجال تعليم الجغرافيا وتطوير أهدافها ومحتواها خاصة في ميدان التّربيّة على المواطنيّة الصحيحة لدى المتعلّمين.

5ـ  حدود الدّراسة

سوف تقتصر الدّراسة على:

  • ـتحليل الغايات الوطنيّة في منهج الجغرافيا الرّسميّ الصادر سنة 1997 ومتابعتها في أهداف المراحل والأهداف التعلمية – التّعليميّة للمرحلة المتوسطة من التّعليم الأساسيّ .
  • تحليل الأهداف الوطنيّة ومحتواها في الكتاب المدرسيّ في الصف التّاسع أساسي من مرحلة التّعليم الأساسيّ لاحتوائه على محور” جغرافية لبنان “.
  • المرحلة المتوسطة من التّعليم الأساسيّ للأسباب التالية:
  • ” لأنّ الاستعدادات الطبيعية عند المتعلّم في هذه المرحلة تسمح له بالربط بين الجانبين النظري والعملي”. (شعبان،2016، ص.228).
  • ” لأنه في هذه المرحلة تحصل الخطوات الأولى التي تهيئ الفرد ليؤدّي دوره في المجتمع، وليفهم موقع بلده في محيطه العربي والدولي، ويعرف كيف سيمارس مهماته في واقعه بشكل خاص من ناحية علاقته بالدولة وهو يستعد ليصير مواطنًا”. (شعبان، مرجع سابق. ص. 229).
  • إمكانية إظهار الأهداف والمفاهيم الوطنيّة في المرحلة المتوسطة (التّاسع أساسي) كونها تحتوي على محور خاص بجغرافية لبنان.

6ـ  منهج الدّراسة

لتحقيق أهداف الدّراسة تمّ اعتماد المنهج الوصفي التّحليليّ المناسب لمثل هذه الأبحاث، وتطبيق تقنية التّحليل التنازلي لدراسة الهندسة العامة للمنهج، والتناسق في الأهداف الوطنيّة الواردة في منهج الجغرافيا عبر مختلف المراحل والصفوف.

7ـ عينة الدّراسة:

يتألف مجتمع الدّراسة من المناهج العامة للتعليم العام وأهدافها في لبنان الصادرة في العام 1997، أما عينة الدّراسة فهي الكتاب المدرسيّ الصادر عن المركز التربوي للبحوث والانماء، “لأن الكتاب المدرسيّ سيعكس جزءًا من التصورات القيمية للمجتمع المنتج فيه”. (حطيط،2002.ص.167).

 

الإطار النّظريّ للدّراسة

أولًا: مصطلحات البحث

لتسهيل فهم المصطلحات تمّ تعريف الأساسيّة منها وهي التالية:

1ـ المنهج (le curriculum:

يُعرّف المنهج التربوي بأنّه”خطة العمل التي تتضمن جميع الخبرات (النشاطات والممارسات) المخططة التي توفرها المدرسة لمساعدة التلاميذ على تحقيق النتاجات التعلمية المنشودة  إلى أفضل ما تستطيعه قدراتهم، ويشمل الخطوط الأساسيّة لكافة العمل التربوي، بدءًا من تحديد مجتمع الدّراسة فالأهداف المراد بلوغها، فالمحتوى الدراسي والنشاطات المعتمدة، فالنظام التقويمي والنتائج المتوقعة”.(Raynal et Rieunier,1997,p285). ويعرّف بورغ Borg, S المنهج بأنه “مجموع توجيهات تهدف لوضع مسار للتعليم والتعلم بشكل مشاريع وغايات تربوية محددة”. (ذكرته بدران”ب”،2013،ص.104).

ويمكن الاستنتاج مما سبق أنّ المنهج  منظومة مترابطة ومتكاملة تشمل عدة مكونات (الأهداف بكافة مستوياتها، المحتوى، الطرائق والأنشطة، والتقويم)، وهو منسق بطريقة مدروسة تراعي الترابط بين مختلف هذه المكونات.

2ـ الغايات والأهداف (Finalités/ Objectifs)

عرف قطاع التّربيّة والتّعليم في لبنان في العام 1997 مع صدور المناهج العامة الجديدة مقاربة تربوية حديثة قائمة على الأهداف، والغرض من هذه المقاربة هو عقلنة العملية الديداكتيكية تخطيطًا وتدبيرًا وتسييرًا وتقويمًا،  وتجسيد الفلسفة التربوية التّعليميّة الفضفاضة على شكل أهداف عامة وخاصة.

أـ مفهوم بيداغوجيا الأهداف (Le concept de la pédagogie par objectifs p.p.o)

” إن بيداغوجيا الأهداف هي مقاربة تربوية تشتغل على المحتويات والمضامين في ضوء مجموعة من الأهداف التّعليميّة – التعلمية ذات الطبيعة السلوكية، سواء أكانت هذه الأهداف عامة أم خاصة، ويتم ذلك التعامل أيضا في علاقة مترابطة مع الغايات والمرامي البعيدة للدولة وقطاع التّربيّة والتّعليم. وبتعبير آخر، تهتم بيداغوجيا الأهداف بالدرس الهادف تخطيطا وتقويما ومعالجة”. (حمداوي، 2014.رابط: www.alukah.net).

ب ـ أنواع الأهداف

تعني اصطلاحًا “وضع خطة أو استراتيجية معينة على أساس التخطيط والتسيير بغية الوصول  إلى نتيجة معينة. إن الهدف يخضع للتقويم والرصد والقياس والاختبار والتغذية الراجعة. وعليه، فثمة مجموعة من الأهداف التي تتبع تراتبية معينة بدءًا من الغايات والأهداف العامة والأهداف الخاص”. (www.alukah.net). ويمكن توضيحها على النحو التالي:

  • الغايات (les finalités)

هي مجموعة من الأهداف العامة والتوجهات التي تريدها الدولة من التّربيّة. بتعبير آخر، الغايات هي فلسفة الدولة في مجال التّربيّة والتّعليم، وتتجسد في المنهاج والبرامج الدراسية والمقررات التّعليميّة ومحتويات الدروس، مثل: عبارة ” أن يكون مواطنا صالحًا”، ومن ثم، فالغايات هي مرام فلسفية وطموحات مستقبلية بعيدة، تتسم بالغموض والتجريد والعمومية.

والغايات بحسب بدران “ب” : ” تمثّل نقطة البداية والوجهة النهائية في العملية التعلمية- التّعليميّة. هي المستوى الأعلى من الأهداف التربوية والتوجه العام الواسع المبني على حاجات محددة، هي تحدد أي مجتمع وأي أنسان يريد المسؤولون عن التّربيّة في الوطن”. (2013.ص.106).

فالغايات إذن هي أهداف تربوية كبرى تختلط بالسياسة العامة للدولة، وغالبا ما تكون أهدافًا عامة ومجردة وفضفاضة تسعى لتحقيق قيم المجتمع وتوجه النظام التربوي في البلد.

  • الأهداف العام: (objectifs généraux)

إن الأهداف العامة أقل عمومية من الغايات، وترتبط بفلسفة قطاع التّربيّة والتّعليم. في حين، ترتبط الغايات بسياسية الدولة العامة، كأن نقول مثلًا يهدف التّعليم المهني  إلى تكوين مهنيين محترفين في مجال التكنولوجيا والصناعة.

  • الأهداف التعلمية_التّعليميّة objectifs d´apprentissages et d´enseignement

يقصد بالأهداف الخاصة الأهداف السلوكية أو الأهداف الإجرائية، ونعني بالأهداف الإجرائية تلك الأهداف التّعليميّة القابلة للملاحظة والقياس والتقييم ، وغالبًا ما تصاغ في شكل أفعال مضارعة محددة بدقة، ويعني هذا أن الهدف الإجرائي هو إنجاز فعلي خاضع للقياس والملاحظة الموضوعية، وقد يكون هدفًا معرفيًا أو وجدانيًا أو حسيًا حركيًا. وفي هذا الصدد، نقيس سلوك المتعلم، لا سلوك المدرس، بأفعال مضارعة محددة بدقة قياسية.

وقد عرّفتها بدران”ب” بأنها: ” أهداف قصيرة المدى يعمل المتعلم والمعلم على تحقيقها خلال حصة تعليمية، ويتم قياسها من خلال اختبارات متنوعة (شفهيًا،كتابيًا،أدائيًا). ولكنها مرتبطة بكافة الأهداف التي تعلوها وصولًا للغايات أو الأهداف العامة في المنهج”. (2013.مرجع سابق.ص.108).

3ـ الأهداف الوطنيّة (les objectifs nationaux) هي “التغيرات التي يراد حصولها في سلوك المواطن ومواقفه وعلاقته مع الآخرين في المجتمع، والتي ترمي  إلى تقوية الوحدة الوطنيّة من خلال توحيد المفاهيم الوطنيّة، وتعميق وعي  الانتماء والهوية، وتعزيز  الالتزام بالقيم الاجتماعيّة والمدنية، وقيم الحرية والديمقراطية والتسامح والعدالة والمساواة والشراكة، وتدعيم الابعاد السّياسيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة والإنسانية للمتعلم وتربيته على القيم الخلقية”. (الرنتيسي،مرجع سابق،ص. 173).

5ـ المواطنة  (la citoyenneté)

هي ” سمة الفرد الذي يعرف ما له من حقوق وما عليه من مسؤوليات تجاه المجتمع الذي يعيش فيه، وأن يتعاون مع الآخرين من أفراد مجتمعه وتطوره ورقيه ورفض الأعمال الضارة بالمجتمع، ولديه أيضًا القدرة على التفكير السليم الواعي في القضايا المحيطة به، ويؤمن بأن الدولة تحقق العدالة والمساواة بين جميع أفرادها دون تفرقة بينهم بسبب الدين أو اللون أو الجنس”.(معبد، 2008، ص.363).

ونستنتج مما سبق أن المواطنة هي سمة المواطن الذي يعرف ما له من حقوق، وما عليه من واجبات تجاه مجتمعه ووطنه، ويملك مجموعة من المعارف والقيم والاتّجاهات والمواقف الاجتماعيّة والمدنية والوطنيّة التي تجعله قادرًا على التفاعل الإيجابي، وتحمل المسؤولية الاجتماعيّة والوطنيّة.

7ـ القيم  (les valeurs)

عرّفها فريحة بأنها “مبادئ ومعايير أخلاقية ينشأ عليها الأنسان أو يتبناها ويطبقها في سلوكياته السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة”. (2002، ص. 34(.

تشكل القيم جزءًا مهمًا من التكوين الوجداني والنفسي للمتعلم وقدرته على التكيف والتعامل مع الكثير من المواقف والأحداث في حياته الشّخصيّة والاجتماعيّة.

 

ثانيًا: الدرّاسات السابقة

لقد تمّ الاطلاع على العديد من الدّراسات التي تناولت موضوع هذا البحث بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، خاصة أن التّربيّة على المواطنة في ظل المشكلات التي تواجهها الدول والأفراد في شتى أنحاء العالم وضياع الهوية وتداخل الثقافات وتمازج الحضارات… دفعت الكثير من الباحثين  إلى الاهتمام بهذا الموضوع وباللغتين العربية والأجنبية. وأهمها:

بحث إلهام بدران، وسليم ديب (2014)  بعنوان: “الأهداف البيئية بين المنهج الرّسميّ وكتب الجغرافيا المدرسيّة” في مجلة حنون التي تصدر عن الجامعة اللّبنانيّة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، دراسة تحليلية نقدية لمنهج وكتب الجغرافيا المدرسيّة في مجال التّربيّة البيئية، حيث قام الباحثان بتطبيق تقنية التّحليل التنازلي بهدف تحليل الغايات البيئية في منهج الجغرافيا الرّسميّ الصادر سنة 1997 ومتابعتها في أهداف المراحل التعلمية- التّعليميّة. وقد تمّ اختيار المرحلة الثانوية وتحديدًا الصف الثالث ثانوي لاحتوائه على محور خاص بالبيئة كقضية عالمية، من خلال تحليل مضمون الدرس الأول من هذا المحور في اثنين من كتب الجغرافيا المتداولة في المدارس الخاصة. وقد خلصت الدّراسة  إلى احتواء منهج الجغرافيا الرّسميّ على الأهداف البيئية، ولكنّ هذه الأهداف توزعت بشكل غير متوازن بحسب المراحل الدراسية وبحسب الصفوف. كما أظهرت الدّراسة تفاوت كتب الجغرافيا المدرسيّة المستخدمة في المدارس الخاصة والتي تمّ تحليل مضمونها من حيث الإيديولوجيا التي تحتويها ومن حيث وجود ثغرات ديداكتيكية عديدة وخاصة في مجال دراسة البيئة بالرغم من توحيد الأهداف التعلمية- التّعليميّة في المنهج الرّسميّ، فترجمتها في الكتب المدرسيّة غير متشابهة وهذا يعكس اختلاف ايديولوجيا المؤلفين. وقد أفادت الدّراسة في استخدام تقنية التّحليل التنازلي وتطبيقها في البحث، بالإضافة  إلى الإفادة من الاقتراحات التي قدمتها بهدف تطوير الأهداف التعلمية ومحتوى المناهج.

بحث إلهام بدران (2013) بعنوان: مدى توافق الإيديولوجيا في كتب الجغرافيا المدرسيّة مع إيديولوجيا المناهج الرّسميّة، حيث قدمت دراسة وافية حللت من خلالها منهج الجغرافيا، ومضمون كتب الجغرافيا، الكتاب الرّسميّ وأربعة من الكتب التي تدرّس في المدارس الخاصة، وقد تناولت بالتّحليل تحديدًا درس “التكامل الاقتصاديّ العربي” في السنة الثانوية الثانية. وقد اعتمدت “الجملة” في تحليل المضمون، و توصلت  إلى النتائج التالية: الكتاب المدرسيّ الرّسميّ احتوى على العدد الأكبر من المعلومات وشدد على أهمية التكامل الاقتصاديّ العربي من خلال الأمثلة الواردة فيه، أما كتب المدارس الخاصة فتبيّن أن كتاب دار الفكر اللبناني هو الأكثر إيجابية تجاه موضوع التكامل الاقتصاديّ العربي من خلال تركيزه على ايجابيات هذه الخطوة في ضوء المخاطر التي تتهدد العالم العربي. أما الكتاب الصادر عن مكتبة حبيب فقد تبيّن أن عدد الجمل الايجابية التي احتواها هي الأقل، فقد شدد على أهمية الأمن الغذائي وبيّن صعوبات تحقيق التكامل العربي، لقد أظهر البحث أنه وبالرغم من توحيد الأهداف التعلمية – التّعليميّة في المنهج الرّسميّ إلا أن ترجمتها في الكتب المدرسيّة متباينة بين كتاب وآخر وبالتالي لا تدل على حيادية المؤلفين بل تعكس إيديولوجية كل منهم. أفادت هذه الدّراسة في تنظيم الموضوع وكيفية تطبيق تقنية تحليل المضمون، وألقت الضوء على أن إيديولوجيا المؤلفين تؤثر في مضمون الكتب المدرسيّة وليست حيادية رغم أن غايات وأهداف المنهج واحدة.

كما هدفت دراسة إلهام بدران (2013) بعنوان: مدى توافق الأهداف التعلمية- التّعليميّة في منهج وكتب الجغرافيا مع المعايير الصحيحة المحددة في المناهج الحديثة. وهي بحث مقدّم لمجلة الأبحاث التربوية ، تصدر عن كلية التّربيّة في الجامعة اللّبنانيّة.  إلى دراسة تحليلية نقدية لمنهج الجغرافيا الرّسميّ الصادر سنة 1997 وأهدافه، وقد قسمت الباحثة البحث إلى قسمين، في القسم النظري شرحت أسباب اختيار الموضوع، وأهداف الدّراسة، والإشكالية والمنهجية المعتمدة وحدود البحث، بالإضافة  إلى مصطلحات الدّراسة والدراسات السابقة. وتناولت في القسم الثاني تحليل ونقد غاية من غايات منهج الجغرافيا والأهداف التعلمية الخاصة بدرس التكامل الاقتصاديّ العربي. ولقد خلصت الدّراسة  إلى أن صياغة الأهداف التعلمية لا تتوافق في منهج الجغرافيا مع شروط الصياغة الجيدة في الصف الثاني ثانوي انسانيات، كما أن الدّراسة بيّنت عدم التوازن بين الأهداف التعلمية، حيث تغلب الأهداف المعرفية على الأهداف الوجدانية والمهاراتية. وقدمت الباحثة عدة اقتراحات في مجال تحسين وتطوير النظام التربوي في لبنان… وقد أفادت الدّراسة في تنظيم الموضوع، وتعريفات بعض المصطلحات، ومقارنة الأهداف التعلمية وتحديد أنواعها.

وفي دراسة حسين عبدالباسط (2009) بعنوان: تقويم أهداف ومحتوى مناهج الدراسات الاجتماعيّة(الجغرافيا) للمرحلة  الإعداديّة في ضوء قيم المواطنة في جمهورية مصر العربية. قام الباحث بإعداد قائمة بقيم المواطنة المناسبة لتحديد مدى توافرها بأهداف ومحتوى مناهج الدراسات الاجتماعيّة، وقد توصلت الدّراسة  إلى مراعاة أهداف منهج الدراسات الاجتماعيّة للمرحلة  الإعداديّة لتضمين قيمة الولاء للوطن وثقافته وتقاليده، كما أشارت الدّراسة  إلى تدني مراعاة أهداف منهج الدراسات الاجتماعيّة لعدد من قيم المواطنة مثل العدالة والمساواة و الانتماء والمشاركة والتسامح والحرية واحترام الملكية العامة والوحدة الوطنيّة واحترام القانون والحفاظ على البيئة ونبذ العنف، وبينت الدّراسة وجود قصور واضح في مراعاة اجمالي فقرات محتوى منهج الدراسات الاجتماعيّة للمرحلة  الإعداديّة لقيم المواطنة المناسبة لهذه المرحلة. وأفادت هذه الدّراسة في أهمية التركيز على الكتاب المدرسيّ لتدعيم قيم المواطنة عند المتعلّمين.

كذلك هدفت دراسة سيف شوية (2009) بعنوان: قيم المواطنة في المناهج المدرسيّة الجزائرية،  إلى التعرف على قيم المواطنة في كل من كتاب التّربيّة المدنية وكتاب المطالعة وكتاب التّربيّة الإسلامية للسنة الأخيرة من المرحلة  الإعداديّة في المنهج الجزائري، واستخدم الباحث المنهج الوصفي وتقنية تحليل المضمون، وقام بإعداد استبانة تحتوي على 30 سؤالًا لقياس اتجاه هيئة التدريس نحو دور الكتب في ترسيخ قيم المواطنة، وتوصلت الدّراسة  إلى أن مفهوم المواطنة غير وارد نهائيًا في كتاب التّربيّة المدنية وهناك فجوة بين قيمة الحقوق وقيمة الواجبات مما قد يوحي بأن المواطن له حقوق أكثر بكثير من واجباته، وهذا يرسّخ فكرة أن المواطن خلق من أجل الحقوق فقط فيحدث تبعًا لذلك الخلل الاجتماعيّ مما يفسح المجال لانتشار الأنانية واللامبالاة، وأن مبدأ الانتخابات كقاعدة لترسيخ الديمقراطية كان تكراره ضعيفا في كتاب التّربيّة المدنية، مما يعطي انطباعًا سيئًا عن الجانب العملي للديمقراطية ويجعلها لا تخرج عن نطاق الشعارات، وقد بينت الدّراسة أن قيمتي الوطنيّة و الانتماء على نسبة ضعيفة جدًا لترسيخ مبدأ المواطنة. تمت الإفادة من هذه الدّراسة في تطبيق تقنية تحليل المضمون، ولفتت الانتباه  إلى أن ضعف الارتباط بين مضمون الكتاب المدرسيّ الذي يحتوي فقط على الواجبات دون الحقوق الأمر الذي يعيق تحقيق المواطنة و الانتماء.

أما دراسة عايدة أبو غريب (2008) بعنوان: تطوير مناهج التّعليم لتنمية المواطنيّة في الألفية الثالثة، فقد هدفت  إلى تحديد أوجه القصور في المناهج الدراسية للمرحلة الثانوية في تنمية قيم المواطنة لدى الطلاب في المناهج المصرية، وبناء معيار يتضمن أبعاد المواطنة الصالحة الواجب توافرها في مناهج هذه المرحلة، استخدمت الباحثة المنهج الوصفي ، إضافة  إلى المنهج التجريبي، وقامت بإعداد استبانة لاستطلاع آراء المعلمين والموجهين، وعينة من أولياء الأمور حول مدى توافر مقومات المواطنة في المناهج الدراسية للمرحلة الثانوية، وتكونت عينة الدّراسة من 150 مستجيبًا، وتوصلت الدّراسة  إلى أن المناهج الدراسية لا تتضمن سوى القليل من المعارف التي تنمي المواطنة، وتخلو من المواقف التّعليميّة، والأنشطة التي يمارسها التلاميذ من خلالها سلوكيات ومهارات المواطنة، كما أغفلت المقررات الدراسية معالجة المشكلات المجتمعيّة، ولا يظهر فيها اهتمام بتقديم أنشطة يكتسب التلاميذ من خلال ممارستها سلوكيات المواطنة، وما تستلزمه من واجبات وحقوق. واستفادت الدّراسة الحالية منها في أنها ألقت الضوء على ضرورة تكامل مقومات المواطنة النظرية مع الممارسة العملية في المدرسة والحي والمجتمع والوطن..

كذلك أوضحت دراسة وجيه صعب (2007) بعنوان: دور المناهج في تنمية قيم المواطنة الصالحة، قيم المواطنة التي تقدمها مناهج التّربيّة الوطنيّة المعتمدة للتدريس في المدارس السعودية، والكشف عن قيم المواطنة التي تنميها مناهج التّربيّة البدنية المعتمدة للتدريس في مدارس وزارة التّربيّة والتّعليم ، وتحديد درجة التوافق بين قيم المواطنة التي تقدمها مناهج التّربيّة البدنية وقيم المواطنة التي تقدمها مناهج التّربيّة الوطنيّة، والكشف عن الآليات المتبعة في تنمية المواطنة من خلال مناهج التّربيّة البدنية، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التّحليليّ، إضافة  إلى تحليل مضمون كتب التّربيّة الوطنيّة وكتب التّربيّة البدنية من الصف الرابع ابتدائي حتى الثالث ثانوي باستخلاص القيم التي يسعى المنهج لتنميتها لدى الطلبة، وتوصلت الدّراسة  إلى توافق قيم تنمية المواطنة التي يقدمها منهج التّربيّة البدنية في التّعليم العام مع قيم تنمية المواطنة التي تقدمها كتب التّربيّة الوطنيّة المعتمدة في التّعليم العام (التكافل والترابط الاجتماعيّ، ونظام الحكم ومؤسسات الوطن، الحوار والمناقشة، تقنيات الاتصال بشكل لا يحقق استمرارية تقديم القيمة).

قدّمت هذه الدّراسة نموذجًا عن تكامل المقررات الدراسية سواء أكانت نظرية أم عملية في تنمية قيم المواطنة لدى الطلاب.  ورغم تعدد الدراسات التي تتناول موضوع دور المناهج التربوية في تنمية قيم المواطنة لدى المتعلّمين، فإن الدّراسة الحالية من الدراسات الجديدة التي تتناول دور منهج وكتب الجغرافيا المدرسيّة الخاصة والرّسميّة في تنمية الحس الوطنيّ وقيم المواطنة لدى التلاميذ في المناهج التّعليميّة اللّبنانيّة.

وبعد مراجعة بعض الدراسات المرتبطة بموضوع الرسالة، سنوضح تقنية  التّحليل التنازلي للأهداف.

 

ثالثًا: تقنية التّحليل التنازلي (Analyse Descendante )

إن جميع الأهداف التربوية مصدرها غايات المنهج، ويقوم التّحليل التنازلي على تفكيكها  إلى المرحلة الثانية أي الأهداف الوسيطة، هذا التفكيك يتتابع ” من تفكيك  إلى آخر  إلى أن يصل  إلى تحديد التّعلّم الذي يجب أن يتم في حصة أو اثنتين، أي إلى مستوى الأهداف التعلمية-التّعليميّة”.(Raynal et Rieunier,2005,p.30.ذكرتها بدران،2014ص. 78).

هذه التقنية هي “ممر إجباري في وضع مخطط الإعداد، تسمى أيضًا التّحليل بالأهداف، هي نشاط يقوم على تحليل خطة إعداد لاستخلاص الأهداف العامة، الأهداف الوسيطة، والأهداف الخاصة. ومن خلال هذه الأهداف يمكن فهم الهندسة العامة للمنهج لمخطط الإعداد”. (بدران، 2014، ص.41).

 

 

 

 

 

 

 

المستند رقم (1): شبكة التّحليل التنازلي للأهداف )بدران وديب 2014.ص.51)

 

رابعًا: التّربيّة على المواطنيّة

يعد “التّعليم” حقًا من حقوق الإنسان الأساسيّة التي تقوم على نقل المعارف، والمهارات والقيم الموجودة في المجتمع، وتشكيل المواطنة المسؤولة على أساس مبادئ احترام الحياة والكرامة الإنسانية والتنوع الثّقافيّ. وقد نصت العديد من المواثيق الدولية على الحق في التّعليم، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان(المادة 26)، على “أنّ لكل فرد الحق في التّعليم” والمعاهدة الدولية للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة، والمعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسّياسيّة، واتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية اليونيسكو لمكافحة التمييز في مجال التّعليم، والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والحريات الأساسيّة. كما أكّد عقد الأمم المتحدة للتثقيف في مجال حقوق الإنسان (1995 – 2004)، وعقد الأمم المتحدة للتّعليم من أجل التنمية المستدامة (2005 – 2014) على أهمية دور التّعليم في تشجيع التغيير في السلوك الذي سوف يخلق مستقبلًا أكثر استدامة يضمن العدالة للأجيال الحاضرة والمستقبلية.

في العام 2005 نفّذ المجلس الأوروبي “السنة الأوروبية للمواطنة من خلال التّعليم” التي استهدفت” إبراز ضرورة التّعليم من أجل المواطنة الديمقراطية عبر أوروبا، والربط بين السياسة والممارسة، وتطوير الشراكات والشّبكات، وزيادة تعليم الديمقراطية لتعزيز التماسك الاجتماعيّ، وقد حققت فعاليات هذه السنة نجاحًا ملحوظًا تبلور في تعاون مجلس أوروبا مع المنظمات الدولية لجعل الموضوعات الرئيسية ومبادرات سنة المواطنة مدمجة في السياسات التّعليميّة والممارسات في الأنظمة التّعليميّة الرّسميّة وغير الرّسميّة في أوروبا. وفي العام 2010 طوّر مجلس أوروبا ميثاق التّعليم من أجل المواطنة الديمقراطية وحقوق الإنسان الذي على الرغم من عدم إلزامه، إلاّ أنه شجّع تدريس وتعلّم الممارسات والأنشطة التي تعزز القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان”. Citizenship Education at School in Europe.2004-2005).).

وقد حددت اللجنة العالمية المعنية بالتّعليم للقرن الواحد والعشرين أربعة مبادئ للتعليم وهي: “التّعلّم من أجل أن تكون“، “التّعلّم من أجل أن تعرف“، “التّعلّم من أجل أن تفعل“، “والتّعلّم من أجل العيش المشترك” . (UNESCO.2009).

يؤدّي التّعليم دورًا مهمًا في خلق التحولات الاجتماعيّة في المجتمع، حيث يوضح أسس شكل العلاقة بين المواطنين وبعضهم، وبين المواطنين وسلطات الدولة، فالتّعليم آداة أساسية للتغيير المؤسسي من خلال تعليم الأفراد الذين سوف يشكلون المؤسسات في المستقبل – ماهية دورهم، وحقوقهم ومسؤولياتهم والتزاماتهم. وقد فرضت التحولات السّياسيّة والاقتصاديّة التي شهدها العالم بعد نهاية الحرب الباردة وبروز الصراعات الداخلية في مجتمعات الدول، إلى إدراك أهمية “تعليم المواطنة” كوسيلة لتعزيز قيم المجتمع، وحل الصراعات والنزاعات التي تفجّرت داخل العديد من المجتمعات إثر موازين القوى الجديدة، فالمواطنة ليست مجرّد غريزة فطرية تنمو مع الفرد كلما تقدّم في العمر، حيث يجب أن يدرس المواطنون منهجًا يؤهلهم لممارسة المواطنة المسؤولة التي تتطلب وعيهم لحدود حريتهم وأطرها، والقنوات التي يمكن لهم المشاركة من خلالها، والحقوق المضمونة لهم، والواجبات المتوقعة منهم. وتعد العملية التعلمية- التّعليميّة  بكافة عناصرها ومكوناتها أداة مهمة في بناء مجتمعات سلمية تحترم سمة التنوع، وتشجعه على نحو يدعم الحقوق المتساوية لجميع المواطنين في كافة المجالات، وهو ما يساهم في مواجهة أوجه الضعف الرئيسية في منظومة المجتمع التي تؤدي  إلى العنف، حيث يرسّخ الوعي بحقوق وواجبات المواطنين أمام القانون بحيث يكون  الانتماء للدولة لا ينازع الولاءات الأولية في المجتمع.

“وتشكل التّربيّة المواطنيّة مركز الثقل في التّعليم، لأنها تقيم توليفًا بين مختلف العناصر النظرية والعملية فيه، ولا يقتصر دورها على الربط بين المواد التّعليميّة، إنما أيضًا بين هذه المواد ونظام المدرسة وإعداد المعلمين، فضلًا عن الواقعين الاجتماعيّ والسياسي. إنها الفعل التربوي الذي يتوجه  إلى الإنسان- الفرد لتحضره لكل الحياة الأصيلة والتصدي لمختلف مشكلاتها . كما وتعتبر التّربيّة المواطنيّة اليوم وسيلة ضرورية للنظام التربوي وبشكل خاص في مرحلتي الثانوي والمتوسط، تواكب استعداد الشباب ليصبحوا مواطنين، وتعتبر أكثر أهمية من الأسرة أو الجماعات المكونة للمجتمع والتي لم تعد تتفق على اعتماد منظومة القيم الأساسيّة نفسها”. (شعبان، مرجع سابق.ص. 198-204).

1ـ السّمات العامة للتّربية على المواطنيّة

يستهدف تعليم المواطنة بشكل عام تلبية حاجات متجددة للمجتمع، على المستوى السياسي والاقتصاديّ والاجتماعيّ والثّقافيّ، بالإضافة  إلى الحاجات الشّخصيّة والفرديّة للمتعلمين. وهو بشكل عام يتسم بأربعة أبعاد رئيسية:

  • “معرفة الحقوق والواجبات: ويشمل الجوانب التّشريعيّة التي تنظم علاقة المواطن مع الدولة، وعلاقته مع مؤسساتها والحقوق التي يحصل عليها، وهي حقوق متعددة: سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، في مقابل الواجبات التي يلتزم بها، فبناء علاقة سليمة بين الفرد والسلطة يتطلب تعريف الفرد بحقوقه كاملةً حتى يحظى الجميع بحقوقهم كافة، ويمارسوها في إطار قائم على الوعي والمسؤولية، ويدركوا أهمية هذه الحقوق في حياتهم، وأثرها في استقرار مجتمعهم، والقوانين التي تؤطرها، والأساليب والطرق التي يمكنهم استخدامها إذا ما انتهكت هذه الحقوق، والمؤسسات التي تشرف عليها. فالمواطنة ليست مجرّد ارتباط بأرض، وإنما هي عقد اجتماعي بين الإنسان ووطنه، وكلما كان هذا العقد عادلًا ومتوازنًا وتمتع بموجبه المواطن فعليًا بحقوقه، وبالاحترام الواجب لحرياته، وأدى في ذات الوقت ما عليه من واجبات، يزداد شعور الفرد بمواطنته، ويقوى ارتباطه ورغبته في التفاني في خدمة وطنه.
  • فهم الهوية الوطنيّة: حيث أن كل مجتمع له هويته الوطنيّة التي تتكوّن من مجموعة متعددة من العناصر المادية والمعنوية، وتبرز من هذه العناصر العادات والتقاليد، وآليات التفاعل بين الناس، والقيم التي تحكم هذا التفاعل، وبالتالي يحتاج المواطنون إلى دراسة كيفية تطور هذه الهوية الوطنيّة ومميزاتها وقيمها التي من واجبهم الحفاظ عليها، ودور سلطات الدولة والمواطنين الحفاظ على هذه الهوية.
  • تعزيز الانتماء: حيث يتسم أي مجتمع بتعدد انتماءات أفراده، ويكمن دور مؤسسات الدولة في نقل الفرد من  الانتماءات الفرديّة  إلى  الانتماء الوطنيّ، ويكون هذا عندما تقوم علاقة سلطات الدولة بالمواطنين على المساواة والعدالة، فمن حق الفرد أن يحتفظ بالانتماءات الدينية والمذهبية والقبلية، لكن حق المجتمع والدولة أن يكون  الانتماء الوطنيّ في قمة هذه  الانتماءات. وتلعب مؤسسات التنشئة دورًا مهمًا في توضيح أهمية  الانتماء الوطنيّ، والأسس التي يقوم عليها، ودور سلطات الدولة وأجهزتها في الحفاظ على حق المواطنين في الاحتفاظ بانتماءاتهم، وتوضيح الآثار السلبية التي تلحق بالتنمية والاستقرار والوحدة الوطنيّة عند تغليب هذه  الانتماءات على  الانتماء الوطنيّ.
  • تعزيز المشاركة: وهي تعتبر بمثابة أحد واجبات المواطن التي تساهم في الحفاظ على حقوقه، وتعطيه دورًا في صناعة القرارات المتعلقة به. ويكمن دور مؤسسات التنشئة في تعريف المواطنين بأنواع المشاركة السّياسيّة وأهميتها، والقوانين التي تنظمها، والمجالس التي تتم من خلالها الشروط التي تحكمها. وفي هذا الإطار يستهدف تعليم المواطنة أربعة مستويات أساسية:

أـ المستوى الوطنيّ: ويعنى بتعزيز  الانتماء للوطن، والمحافظة على مكتسباته ومنجزاته، وإدراك طبيعة النظام السياسي، واحترام القوانين والتشريعات في الدولة، وتقدير أهمية المحافظة على الوحدة الوطنيّة، وحب الصالح العام، والاهتمام بالقضايا العامة، وقيم المشاركة السّياسيّة والتعددية والمحاسبة والوعي بالواجبات تجاه الوطن والاستعداد لأدائها.

ب ـ المستوى الاجتماعيّ: يهدف  إلى إدراك طبيعة النظم الاجتماعيّة والثّقافيّة للجماعات المختلفة في المجتمع، والوعي بالعادات والتقاليد والقضايا والمشكلات السائدة في المجتمع، وتعلم الإدارة السليمة للنزاعات والاختلافات الناتجة عن تنوع هذه النظم، وإدراك معنى المسؤولية الاجتماعيّة السليمة.

ج ـ المستوى الشخصي: ويهدف  إلى بناء قدرات الأفراد على ضبط النفس والتسامح على مستوى الفكر والسلوك والثقة بالنفس وتحمل المسؤولية، والوعي بالحقوق الشّخصيّة والقدرة على الاندماج في المجتمع بما يتطلب ذلك من مواقف وسلوكيات تنفتح على ثقافات المجتمعات المختلفة.

د ـ المستوى المهاري: ويعنى بالتدريب على مهارات التفكير العلمي، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، والحوار البنّاء، وتقبّل نقد الآخرين، والتّعلّم الذاتي، والتفاوض وتكوين الائتلافات، وتوظيف المعارف والمهارات المكتسبة في مواقف جديدة”. (عمار،2014.ص.13-14.الرابط: www.socialcontract.gov. بتصرف).

 

القسم التّحليليّ

أولًا: التّحليل التنازلي للأهداف في منهج الجغرافيا الرّسميّ

تشكل المناهج الاداة الاستراتيجية والفعّالة في تكوين المتعلّمين ونقل المعارف وبناء الاتّجاهات، وذلك عبر أنشطة التّعلّم المتنوعة بمشاركة المعلمين وبمساهمة فاعلين آخرين بما يتناسب مع الغايات والأهداف الموضوعة للمناهج. وتشكل المناهج منظومة ” مركّبة من أربعة عناصر: “الأهداف، المضمون، الوسائل والأنشطة، التقييم” ولا تستقيم مناهج من دون تكامل هذه العناصر الأربعة وتناغمها، وعليه تمّ تحديد الأسس والمبادئ التي اعتمدها المركز التربوي للبحوث والإنماء في إعداد المناهج التربوية الجديدة”.(مناهج التّعليم العام وأهدافها مرسوم 10227 سنة 1997).

لذا سنتتبّع هذه الأهداف في منهج الجغرافيا من المبادئ والغايات وحتى الأهداف التعلمية-التّعليميّة. وبما أن الكتب تترجم غايات وأهداف المنهج، فإن تحليل كتاب الجغرافيا سيبيّن مدى توافر الأهداف الوطنيّة فيه ومدى فعاليتها في التّربيّة على المواطنيّة وممارستها، لذلك سيتناول القسم التّحليليّ:

أولًا: استخلاص الأهداف الوطنيّة الواردة في منهج الجغرافيا للمرحلة المتوسطة.

ثانيًا: دراسة مدى التوافق بين الأهداف التّعليميّة الوطنيّة في الكتاب المدرسيّ من جهة، وتفاصيل منهج الجغرافيا من جهة أخرى.

أولًا: الأهداف الوطنيّة في غايات المنهج الرّسميّ

شكّلت مناهج التّعليم العام وأهدافها التي صدرت بناءً للمرسوم 10227 تاريخ 8 أيار 1997 نقلة نوعية في التّعليم العام في لبنان ورؤيا معاصرة وحضارية للتعليم ما قبل الجامعي، وإن أصبحت حاليًا بحاجة لمراجعة شاملة بدأ فيها المسؤولون التربويون بتنفيذ عدة خطوات (مؤتمرات، لجان تطوير المناهج، لقاءات تربوية..). وقد أوردت هذه المناهج المبادئ والأهداف العامة للتعليم في لبنان، والأهداف العامة والخاصة بكل مرحلة وبكل مادة تعليمية. وسيتم تطبيق تقنية التّحليل التنازلي في هذا البحث  لتحديد الأهداف الوطنيّة ضمن الأهداف العامة وتفرعاتها تنازليًا حتى الأهداف التعلمية الوطنيّة التي تعمل دروس الجغرافيا على تحقيقها في حصة أو حصتين وذلك في جميع المراحل ثم المرحلة المتوسطة بشكل خاص.

1ـ الأهداف الوطنيّة في الأهداف العامة للمناهج

ورد في مقدمة المناهج: “انطلاقًا من مجموعة من المبادئ العامة الفكرية والإنسانية والوطنيّة والاجتماعيّة، تتوخّى المناهج تنمية شخصية اللبناني كفرد وكعضو صالح ومنتج في مجتمع ديمقراطي حر، وكمواطن مدني ملتزم بالقوانين ومؤمن بمبادئ ومرتكزات الوطن، وتستجيب لضرورات بناء مجتمع متقدم ومتكامل يتلاحم فيه أبناؤه في مناخ من الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة”. (المركز التربوي للبحوث والإنماء، 1997. ص. 3).

انطلاقًا من هذه المقدمة تؤكد المناهج على بناء المواطن الذي يتمتع بحقوق المواطنة ويمارسها في جو من الحرية. وقد وردت الأهداف العامة للمناهج التّعليميّة كافة وهي”  ترمي لتحقيق هدفين أساسيين:

أـ بناء شخصية الفرد

  • القدرة على تحقيق الذات وتحمل المسؤولية و الالتزام الأخلاقي والتعامل مع الآخرين بروح المواطنة المسؤولة.

ب ـ تكوين المواطن

– المعتز بوطنه لبنان وبالانتماء إليه و الالتزام بقضاياه.

– المعتز بهويته وانتمائه العربيين والملتزم بهما.

– المستوعب تاريخه الوطنيّ الجامع بعيدًا عن الفئوية الضيقة وصولًا إلى مجتمع موحّد ومنفتح إنسانيًا.

– المحافظ على موارد لبنان وعلى بيئته الطبيعية والعمل على وقايتها وتحسينها وصيانتها باستمرار.(المرجع نفسه. ص.4).

الأهداف الوطنيّة في أهداف المرحلة المتوسطة

 تهدف هذه المرحلة  إلى:

– “تكوين مواطن لبناني: مثقف ومتمدّن.

– إكساب المتعلم معارف ومهارات وتدريبه على  الالتزام بقيم المواطنيّة، وما يرتبط بها من هوية وطنية وإنسانية وثقافة مدنية” . (م.ن.ص.5).

 

ثانيًا: الأهداف الوطنيّة في منهج الجغرافيا

 أظهرت الدراسات التّحليليّة الشاملة لمنهج الجغرافيا مايلي:

أـ في مقدمة منهج مادة الجغرافيا تحت عنوان المبادئ والمنطلقات وردت الفقرة التالية: “المعرفة الجغرافية ضرورة وطنية كونها تعزز روح المواطنة المسؤولة وتقوي  الانتماء وتوطّد العلاقات على أساس من الواقع والمصالح والمنافع المشتركة والمتكاملة، وتوفّر معطيات علمية لفهم العلاقات بين الدول”.( المرجع نفسه.ص. 736 المبدأ رقم 5).

ب ـ في الأهداف العامة لمنهج الجغرافيا

 وردت الجمل التالية حول التّربيّة المواطنيّة:

إعداد المتعلّم ليكون مواطنًا سويًّا، يتحسس مشاكل مجتمعه ويعمل للمحافظة على موارد وطنه، وعلى بيئته الطبيعية، ووقايتها وتحسينها وصيانتها باستمرار”. (م.ن.ص. 737. الهدف رقم 8).

تعزيز  الانتماء الوطنيّ عند المتعلم من خلال تعريفه بطبيعة بلاده وخصائصها، وثرواتها البشرية والطبيعية، وتزويده بالمعارف الجغرافية التي تؤهله للمساهمة في بناء وطن متقدّم قادر على مواجهة متطلبات العصر وتحديات المستقبل”. (م.ن.ص.737.الهدف رقم 11).

  • في الأهداف العامة لمراحل التّعليم الأساسيّ : وتشمل هذه المرحلة ثلاث حلقات كالتالي:
  • في الحلقة الأولى من التّعليم الأساسيّ (8 أهداف): إن أهداف الجغرافيا في هذه المرحلة تراعي الفترة العمرية للمتعلم (من 6 إلى 9 سنوات) وتوفر له مفاهيم معرفية أولية، وأبرز الأهداف الوطنيّة التي تتضمنها:

– “تنظيم المعارف والمفاهيم التي اكتسبها المتعلّم قبل بدء المرحلة الابتدائية، كالتعرّف على الذات والأسرة والوطن”. (م.ن.ص.750 الهدف رقم 1).

– “إدراك المتعلّم لأهمية دوره في الحفاظ على البيئة من خلال المحافظة على نظافة محيطه”. (م.ن.ص. 750 الهدف رقم 5).

  • في الحلقة الثانية من التّعليم الأساسيّ (13 هدفًا): إن أهداف تعليم الجغرافيا في هذه الحلقة تراعي الفترة العمرية (من 9  إلى 12 سنة) وتدعو  إلى الأخذ بالتعلم الذاتي والتدرّج به من المحسوس_السيكولوجي  إلى التّعلّم القياسي_المنطقي وتوفر للمتعلم مفاهيم أساسية، وأبرز الأهداف الوطنيّة التي تضمنتها هذه المرحلة:

تعريف المتعلم  إلى جغرافية وطنه لبنان وميزاته الطبيعية والبشرية مما يساعد على تفتّح وعيه الوطنيّ”. (م.ن.ص.752 الهدف رقم 6).

– “لفت المتعلّم  إلى بعض المشكلات البيئية المحلية وإدراكه مسؤوليته ودوره في حماية البيئة اللّبنانيّة “. (م.ن.ص.752 الهدف رقم 7).

  • في الحلقة الثالثة من التّعليم الأساسيّ (المرحلة المتوسطة):هذه المرحلة هي محور الدّراسة الحالية تراعي أهدافها الفترة العمرية (من 12  إلى 15 سنة) في هذه المرحلة يمكن للمتعلّم أن يتقدّم في مجال التّعلّم القياسي- المنطقي تدريجيًا، بحيث تتوفر له مختلف المفاهيم العامة بمبادئها، خصوصًا أن هذه المرحلة تشكل نهاية التّعليم الأساسيّ  والقاعدة التي سيرتكز عليها التفريع في المرحلة الثانوية. تتضمّن هذه المرحلة تسعة أهداف، وقد تمّ استخلاص الأهداف الوطنيّة التالية منها:

تعريف المتعلّم  إلى جغرافية لبنان، مما يساعد على تفتّح الوعي الموضوعي والعقلاني لديه، وينمي فيه الحس الوطنيّ“. (م.ن.ص.755 الهدف رقم 3).

– “توعية المتعلّم الحاجات الاجتماعيّة لتعزيز  الانتماء الوطنيّ مثل: دور اليد العاملة المتخصصة وارتباطها بالإنتاجية، التطور الاقتصاديّ لمواجهة المتغيرات والتحديات المتسارعة في العالم، دور التكنولوجيا في مجال التنمية، الإنماء المتوازن لمواجهة النزوح والهجرة وترسيخ الاستقرار الاجتماعيّ والسياسي”. (م.ن.ص. 755-756 الهدف رقم 4).

  • في المرحلة الثانوية: “تشمل المرحلة الثانوية الفترة العمرية (من 15 إلى 18 سنة) وتكتسب هذه المرحلة أهمية خاصة كونها تشكل بالنسبة للمتعلّم مرحلة النضج الفيزيولوجي، والاستقرار العقلي للتحصيل عن طريق التّعلّم المنطقي_القياس المجرّد”.(م.ن.ص.764).

إلاّ أنّ تحليل أهداف هذه المرحلة يبيّن الغياب التام للأهداف الوطنيّة ضمن  الخمسة عشر هدفا المخصصة لهذه المرحلة كما يبيّن المستند رقم (2).

 

ثالثًا: نسبة الأهداف الوطنيّة في منهج الجغرافيا  إلى الأهداف العامة بحسب مراحل التّعليم

لقد تمّ تحديد نسبة الأهداف الوطنيّة في كل من المراحل الدراسية من إجمالي الأهداف العامة لاستنتاج مسارها عبر كافة المراحل، بالإضافة  إلى تبيان نسبة الأهداف الوطنيّة  إلى الأهداف التعلمية العامة في المرحلة المتوسطة موضوع التّحليل بشكل أساسي، وذلك في الجدولين رقم (2) ورقم (3):

المرحلة/الصف عدد الأهداف العامة عدد الأهداف الوطنيّة نسبة الأهداف الوطنيّة  إلى الأهداف العامة %
الحلقة الأولى 8 2 25
الحلقة الثانية 13 2 15،4
الحلقة الثالثة(المتوسطة) 9 2 22،2
المرحلة الثانوية 15 صفر صفر
المجموع 45 6 13،33

المستند رقم (2) : نسبة الأهداف الوطنيّة بالنسبة للأهداف العامة في منهج الجغرافيا وحسب المراحل الدراسية

 

إنّ تحليل الجدول يسمح باستخلاص الاستنتاجات التالية:

أـ تدني نسبة الأهداف الوطنيّة  إلى الأهداف العامة في كافة مراحل التّعليم العام قبل الجامعي بحيث لم تتخط نسبتها (13،33%) من مجموع الأهداف.

ب ـ التفاوت الكبير وغياب التوازن في توزع نسبة الأهداف الوطنيّة في منهج الجغرافيا على مراحل التّعليم وحلقاته الأربعة وهي تصاعديًا: المرحلة الثانوية (صفر %)، المرحلة المتوسطة (22،22%)، الحلقة الثانية من التّعليم الأساسيّ – المرحلة الإبتدائية (15،4%)، الحلقة الأولى (25%).

المرحلة/الصف عدد الأهداف التعلمية عدد الأهداف الوطنيّة نسبة الأهداف الوطنيّة  إلى الأهداف التعلمية الإجمالية %
المرحلة المتوسطة 405 30 7،40
السنة السابعة 129 صفر صفر
السنة الثامنة 130 صفر صفر
السنة التّاسعة 146 30 7،40

المستند رقم (3): نسبة الأهداف الوطنيّة  إلى الأهداف التعلمية في المرحلة المتوسطة

إنّ تحليل الجدول يظهر:

أـ انخفاض نسبة الأهداف الوطنيّة في المرحلة المتوسطة بالنسبة للأهداف التعلمية، فنسبتها بلغت (7،40%) فقط.

ب ـ الفجوة الكبيرة بين صفوف المرحلة المتوسطة، إذ غابت الأهداف الوطنيّة تمامًا عن الأهداف التعلمية في الصفين السابع والثامن أساسي من الحلقة الثالثة، فيما توفرت هذه الأهداف في الصف التّاسع أساسي فقط ذلك أنّ موضوعات هذا الصف تتضمن محورًا يدرس جغرافية لبنان، وآخر يدرّس العالم العربي، فإنّ نسبة الأهداف الوطنيّة (7،40%) فقط وهي ذاتها نسبة المرحلة بأكملها.

بعد عرض الأهداف الوطنيّة التي تضمنتها الأهداف العامة  لكافة مراحل التّعليم ، والأهداف التعلمية الخاصة بالمرحلة المتوسطة من التّعليم الأساسيّ  لمادة الجغرافيا، سوف يتمّ تمثيلها وفق شبكة تظهر تراتبية الأهداف بدءًا من الغايات وحتى الأهداف التعلمية الخاصة بكل حصة تعليمية وذلك بتطبيق تقنية التّحليل التنازلي وفق ما ورد في أطروحة د.بدران:

 

 

 

المبادئ والمنطلقات

1-   المعرفة الجغرافية ضرورة وطنية كونها تعزز روح المواطنة المسؤولة وتقوي  الانتماء وتوطّد العلاقات على أساس من الواقع والمصالح والمنافع المشتركة والمتكاملة، وتوفّر معطيات علمية لفهم العلاقات بين الدول

   
  الأهداف العامة لمنهج الجغرافيا

1-   إعداد المتعلّم ليكون مواطناً سويّاً، يتحسس مشاكل مجتمعه ويعمل للمحافظة على موارد وطنه، وعلى بيئته الطبيعية، ووقايتها وتحسينها وصيانتها باستمرار.

2-   تعزيز  الانتماء الوطنيّ عند المتعلم من خلال تعريفه بطبيعة بلاده وخصائصها، وثرواتها البشرية والطبيعية، وتزويده بالمعارف الجغرافية التي تؤهله للمساهمة في بناء وطن متقدّم قادر على مواجهة متطلبات العصر وتحديات المستقبل.

الأهداف  العامة بحسب المراحل
مرحلة التّعليم الثانوي

(صفر هدف)

مرحلة التّعليم الأساسيّ

(6 أهداف)

 

 

الحلقة الثالثة (هدفان)

– تعريف المتعلم  إلى جغرافية لبنان مما يساعد على تفتح الوعي الموضوعي والعقلاني لديه وينمي فيه الحس الوطنيّ.

– توعية المتعلم الحاجات الاجتماعية لتعزيز  الانتماء الوطنيّ…

الحلقة الثانية(هدفان)

– تعريف المتعلم  إلى جغرافية لبنان…مما يساعد على تفتح وعيه الوطنيّ.

– لفت المتعلم  إلى بعض المشكلات البيئية المحلية وادراكه مسؤوليته ودوره في حماية البيئة اللبنانية

السابع(لا أهداف)
الثامن(لا أهداف)
التّاسع( 30 هدفا)
الأهداف التعلمية الوطنيّة للمرحلة المتوسطة

 

الحلقة الأولى(هدفان)

– تنظيم المعارف والمفاهيم التي اكتسبها المتعلم…كالتعرف على الوطن

– إدراك المتعلم لأهمية دوره في الحفاظ على البيئة من خلال المحافظة على نظافة محيطه

 

 

 

 

المستند رقم (4) :التّحليل التنازلي للأهداف الوطنيّة في منهج الجغرافيا

إن تحليل شبكة الأهداف يظهر أن منهج الجغرافيا اللبناني تضمّن في مبادئه ومنطلقاته الأهداف الوطنيّة ، وصولًا  إلى الأهداف العامة فالوسيطة فالأهداف التعلمية، ويؤكّد:

  • تدني نسبة الأهداف الوطنيّة في المرحلة المتوسطة رغم أنها المرحلة المثالية لتعلّم التلاميذ المفاهيم الوطنيّة وبناء المواطنيّة الصحيحة من خلال الأنشطة الصفية واللاصفية .
  • غياب الأهداف الوطنيّة في الصف السابع والثامن من المرحلة المتوسطة وهذا يشكّل ثغرة ديداكتيكية ويؤثّر سلبًا على اكتساب التلميذ للأهداف الوطنيّة المتوفرة في الصف اللاحق (التّاسع أساسي).
  • تدني نسبة الأهداف التعلمية الوطنيّة في الصف التّاسع أساسي (7،40%). رغم أنّ المحتوى الجغرافي في هذا الصف يتضمن جغرافية لبنان والعالم العربي، وهذه ميادين مثالية لاكتشاف الأهداف الوطنيّة وتحقيقها وممارستها وخاصة محور لبنان.

استكمالًا لهذا البحث لا بدّ من دراسة وتحليل محتوى الكتب المدرسيّة الجغرافية لتتبع مدى توافر هذه الأهداف وكيفية ترجمتها نصوصًا ومستندات.

رابعًا: الأهداف الوطنيّة في كتاب الجغرافيا الرّسميّ:

يشكل الكتاب المدرسيّ مصدرًا من مصادر المعرفة، إنه أداة مطبوعة ومنظمة وموجهة للاستعمال في منظومة تعلّم وتعليم وفق غايات وأهداف التّربيّة المتفق عليها على المستوى الوطنيّ، يقدّم المفاهيم الجوهرية لعلم ما، وتعرض فيه عناصر لمادة علمية منظمة كتابيًا ومناسبة لوضعيات بيداغوجية محددة. يشكّل الكتاب المدرسيّ الرابط الأساسيّ  بين عناصر المنهج والمتعلّمين، وإعداده يخضع لمواصفات علمية وتربوية نصت عليها وثائق المركز التربوي للبحوث والإنماء،وهو ذو وظيفة محددة وأهداف واضحة وموجهة  إلى شرائح عمرية مختلفة تتميز بخصائص نفسية وجسدية وعقلية واجتماعية متفاوتة، وتمتلك قدرات فكرية متقاربة نوعًا ما، ومختلفة في الوقت ذاته بما يعرف بالفروق الفرديّة داخل الصف الواحد المتقارب في العمر الزمني. ويعد الكتاب المدرسيّ وثيقة مهمة تعبر عن المنهاج الدراسي، وما زال يحتل موقعه المهم في العملية التّعليميّة على الرغم من تعدد مصادرها، ومكوّن أساسي من مكونات الموقف التّعليمي، فهو يسهم بتشكيل عقليات المتعلّمين وتزويدهم بالمفاهيم الصحيحة وباكتشاف قدراتهم ومواهبهم وتنميتها، وبزيادة معارفهم وإكسابهم المهارات والكفايات المختلفة، وتنمية الاتّجاهات السلوكية البنّاءة، وكلما كان الكتاب المدرسيّ متوافقًا مع استعدادات المتعلّمين وميولهم، كانت الفائدة منه أكبر والتأثّر بمضمونه أقوى وأفضل. (عبدالخالق. المجلة التربوية 2004، الرابط  www.crdp.org).

يستخدم المتعلمون في المدارس الرّسميّة الكتاب المدرسيّ الرّسميّ في الجغرافيا الصادر عن المركز التربوي للبحوث والإنماء والذي يستعمل إجباريًا في المدارس الرّسميّة واختياريًا في المدارس الخاصة ويشار إليه في البحث بالكتاب الوطنيّ أيضًا.

 

 

 

 

عنوان المحور عنوان الدرس الأهداف التعلمية/ الوطنيّة في المنهج
 

 

 

 

المجال الجغرافي للبنان

الموقع ومظاهر السطح (هدف واحد) -يدرك أهمية موقع لبنان من الناحيتين الاقتصادية والبشرية…
الإنسان والبيئة الطبيعية (هدفان) -يقدّر أهمية المساحات الخضراء…

-يفهم أسباب تراجع مساحة الغابات…

الموارد الطبيعية (أربعة أهداف) -يدرك خطورة مشكلة انجراف التربة…

-يعي دور الإنسان اللبناني في المحافظة على التربة…

-يدرك أهمية المياه كثروة حيوية…

-يعي سلبية استخراج بعض الموارد المنجمية على البيئة في لبنان…

ملف عملي: المحافظة على بيئة الشاطئ. (هدفان) -يتبيّن مدى تدمير بيئة الشاطئ اللبناني…

-يبين أسباب تلوث الشاطئ اللبناني…

 

 

السكان: بنية وتحركات

خصائص السكان. (هدف واحد) -يتبيّن حجم الانتشار اللبناني في العالم وأهميته بالنسبة للبنان…
التحركات المكانية للسكان. لا أهداف وطنية
الأوضاع الاجتماعية للسكان.(هدف واحد) -يفهم دور الدولة والمؤسسات الأهلية في معالجة المشاكل الاجتماعية…
ملف عملي: الانتشار اللبناني في العالم لا أهداف وطنية
 

 

 

 

 

 

المجالات الإقتصادية: بنية ودينامية

الاقتصاد اللبناني. (هدف واحد) -يدرك الأثر السلبي للحرب في الاقتصاد اللبناني…
المجالات الزراعية. لا أهداف وطنية
التحولات في المجال الزراعي.(هدف واحد) -يتعرف  إلى دور القطاعين العام والخاص في تطوير المجال الزراعي…
المجالات الصناعية. (أرعة أهداف) -يتعرف  إلى دور القطاعين العام والخاص في تطوير المجال الصناعي…

-يدرك أهمية تطوير الصناعة…

-يعي أهمية شراء المنتجات الصناعية اللبنانية…

ملف عملي: مشروع الليطاني. (هدف واحد)   -يتبيّن أهمية مشروع الليطاني…
مجالات التبادل والخدمات   -يدرك أهمية دور المصارف…
السياحة: إمكانيات ونشاطات

(أربعة أهداف)

  – يفهم أهمية المواصلات وقصر المسافات في النشاط السياحي…

  – يعي دور القطاعين العام والخاص في تطوير النشاط السياحي…

  – يدرك أثر الحرب على القطاع السياحي…

  – يدرك انعكاسات النشاط السياحي على البيئة…

المواصلات. (ثلاثة أهداف)   – يدرك مشكلة إزدحام حركة السير وانعكاساتها…

  – يتبين أهمية المواصلات في النقل والتنقل…

 – يتبيّن أهمية كل من مطار ومرفأ بيروت في نقل المسافرين والبضائع…

الإتصالات لا أهداف وطنية
 

 

مراكز الاستقطاب ونطاقات تأثيرها

التقسيمات الإدارية ومراكز الاستقطاب(هدف) – يدرك دور بيروت كمدينة مهيمنة…
مشاكل العمران (ثلاثة أهداف) – يعي الآثار السلبية للتوسع العشوائي للعمران…

 – يعي مشاكل العمران…

 – يدرك أهمية التخطيط والتنظيم المدني…

ملف عملي: بيروت مدينة عريقة (هدف واحد)  -يتبيّن أهمية آثار مدينة بيروت…

المستند رقم (6): جدول توزع الأهداف الوطنيّة على دروس “جغرافية لبنان” في منهج الجغرافيا

 

تشكل هذه الأهداف الوطنيّة في الجدول(6) مجموع الأهداف التعلمية التي تهتم بتنمية الاتّجاهات والمواقف الوطنيّة عند المتعلّمين، وهذه الأهداف هي تجسيد للغاية التربوية التي وردت في مناهج الجغرافيا: “المعرفة الجغرافية ضرورة وطنية تعزز روح المواطنيّة المسؤولة وتقوي  الانتماء وتوطد العلاقات على أساس من الواقع والمصالح المشتركة والمتكاملة”. كما أنها تجسيد للأهداف العامة لمادة الجغرافيا التي ترمي  إلى:

  • إعداد المتعلم ليكون مواطنًا سويًا يتحسس مشاكل مجتمعه ويعمل للمحافظة على موارد وطنه وعلى بيئته الطبيعية ووقايتها وتحسينها.
  • تعزيز الانتماء الوطنيّ عند المتعلم من خلال تعريفه بطبيعة بلاده وخصائصها وثرواتها البشرية والطبيعية، وتزويده بالمعارف الجغرافية التي تؤهله للمساهمة في بناء وطن متقدم وقادر على مواجهة متطلبات العصر وتحديات المستقبل.

وفيما يلي الاستنتاجات حول ورود الأهداف الوطنيّة في كتاب الجغرافيا المدرسيّ موضوع التّحليل: تضمن الكتاب المدرسيّ في الصف التّاسع أساسي الذي تم تحليله بأهداف المنهج الرّسميّ كما وضعها المركز التربوي للبحوث والإنماء. كما إن توزع هذه الأهداف جاء متفاوتًا وغير متوازن بحسب محاور ودروس ” جغرافية لبنان”، فالمحور الأول تضمن (9 أهداف وطنية)، والمحور الثاني تضمن (هدفين وطنيين)، والمحور الثالث تضمن (14 هدفًا وطنيًا)، والمحور الرابع تضمن (5 أهداف وطنية). هذا التفاوت ظهر أيضًا في الدروس حتى ضمن المحور الواحد، فقد توزعت الأهداف على الدروس كالتالي: الموارد الطبيعية (4 أهداف)، المجالات الصناعية (3 أهداف)، السياحة (4 أهداف)، المواصلات (3 أهداف)، مشاكل العمران (3 أهداف). وتجدر الإشارة  إلى خلو العديد من الدروس من الأهداف الوطنيّة (التحركات المكانية للسكان، المجالات الزراعية، الاتصالات)، وهذا ما يعد من الفجوات والأخطاء الديداكتيكية.

كما يلاحظ أن صياغة هذه الأهداف هي صياغة غير إجرائية ولا تتطابق مع المواصفات الديداكتيكية الصحيحة والعلمية، فقد استخدمت “أفعالًا ذهنية” غير قابلة للقياس والملاحظة والتقويم (يدرك، يعي، يفهم…).”فالهدف التعلمي هو أداة تواصل بين المتعلم والمعلم والمادة المعرفية”. (بدران”ب”، 2013.ص. 113). لكننا لن نعالج هذه الثغرة لأنها ليست من ضمن أهداف البحث.

 

الاستنتاجات

في التّعليم الناجح لا يقاس التّعلّم بما يعرفه المتعلّم من جوانب نظريّة، بل يقاس في ضوء ما يستطيع توظيفه من هذه الجوانب النظرية في حياته العملية بحيث يكون لها أثر وظيفي واضح في سلوكه وفي ممارسته لحياته اليومية..

ويؤكّد ميشال (Michel) في هذا الإطار على “أن ارتباط المدرسة بالحياة والتلازم بين المنهج والبيئة يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق وظيفة التّعليم، وهذا يعني أن يتجه التّعليم بالدرجة الأولى  إلى إعداد الفرد المتعلّم لحياة منتجة وليس لمجرّد تحصيل حقائق ومعارف متفرّقة، فالمعرفة لا تكتسب أهميتها إلّا من خلال إمكانية استخدامها وتطبيقها في الحياة بصورة أفضل”. (2003.p.6).

مدى تحقق الفرضيات:

الفرضية الأولى: إن الأهداف الوطنيّة متوفرة في منهج الجغرافيا الرّسميّ في المرحلة المتوسطة من التّعليم الأساسيّ  نظرًا لكون التّربيّة على المواطنيّة من ضمن أهداف تعليم الجغرافيا.

بيّنت الدّراسة بعد تحليل منهج الجغرافيا الرّسميّ عبر تقنية التّحليل التنازلي صحة الفرضية الأولى، حيث احتوت مناهج المرحلة المتوسطة على الأهداف الوطنيّة، ولكن الثغرة كانت بأن التّحليل أظهر غياب هذه الأهداف في الصفين السابع والثامن أساسي من مرحلة التّعليم الأساسيّ  (المرحلة المتوسطة). وأظهر التّحليل تدني نسبة الأهداف الوطنيّة في هذه المرحلة (7،4%) فقط من الأهداف التعلمية، وهذا ظهر في القسم التّحليليّ صفحة (67).

الفرضية الثانية: تتوافق الأهداف الوطنيّة في كتب الجغرافيا المدرسيّة في الصف التّاسع أساسي مع المنهج الرّسميّ نظرًا لإشراف المركز التربوي للبحوث والإنماء على إصدارها.

بيّنت الدّراسة صحة هذه الفرضية من خلال تحليل مضمون كتب الجغرافيا المدرسيّة، فقد التزم مؤلفو الكتب الأهداف التعلمية الوطنيّة كما وردت في المنهج الرّسميّ ، وقد ظهر ذلك من خلال تحليل مضمون الكتب المدرسيّة في الصفحة (73).

على ضوء هذه الاستنتاجات فإننا نقدم بعض الاقتراحات بهدف تحسين وتطوير محتوى كتب الجغرافيا المدرسيّة .

الاقتراحات والتوصيات:

نظرًا لأهمية الجغرافيا كمادة اجتماعية، ونظرًا لأهمية تدريسها كونها تهتم ببناء شخصية المتعلّم من كافة الجوانب وخاصة الجانب الوطنيّ.. يمكن إيراد الاقتراحات التي تسهم في تحسين محتواها، وأداء مدرّسيها، وأنشطتها بما يسهم في بناء جيل وطني متماسك ومتفاعل بشكل إيجابي بما يضمن الاستقرار والتضامن المجتمعيّ المستدام، وتطوير الحياة الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وهذه الاقتراحات تتلخص بالتالي:

1ـ ضرورة المراجعة الفورية للمناهج، وإجراء تعديلات على منهج الجغرافيا تشمل كافة المراحل وخاصة المرحلة المتوسطة لسد الثغرات في مجال الأهداف التي تنمي المواطنيّة عند المتعلّمين بما يضمن تسلسلها وتتابعها وتكاملها. خاصة وأننا في الألفية الثالثة التي تشهد تغيرات سريعة على مستوى التقنيات والمفاهيم…وما للعولمة بكافة أشكالها من مخاطر جمّة على مفهوم الهوية الوطنيّة والقيم الجامعة.

2ـ إعادة صياغة الأهداف التعلمية بما يضمن جودة التّعليم وتحسين نوعيته، بحيث تستخدم الأفعال الإجرائية في صياغتها بما يسهّل قياسها وملاحظتها، والعمل على تحقيق التوازن بين الأهداف المعرفية والوجدانية والسلوكية في ظل طغيان الأولى، ووضع معايير دقيقة لقياس مدى فعالية الأهداف الوجدانية والسلوكية في مجال التّربيّة المواطنيّة عبر تنويع الوضعيات التعلمية وتنفيذ الطرائق الحديثة الملائمة.

5ـ تنويع الأنشطة التعلمية – التّعليميّة وعدم حصرها بالأنشطة الصفية، فالجغرافيا هي مادة للحياة، ويمكنها عبر التركيز على النشاطات اللاصفية ورحلات التعارف بين المناطق والتي من شأنها دمج المتعلّمين في إطار وطني وإزالة الحواجز المناطقية والطائفية، والاستراتيجيات التعلمية- التّعليميّة التي يمكن لمدرسيها اتباعها والقائمة على الحوار والنقاش والمشروعات والعمل الفريقي… أن تعمل على غرس مفهوم الوطنيّة في نفوس التلاميذ وإلغاء الحواجز والحدود بينهم، وأن تنمي فيهم المواطن المنتج والمحاور والمنفتح والأهم من كل هذا المواطن غير الطائفي وغير المناطقي.

6ـ ضرورة فتح كلية التّربيّة أمام المعلمين وخاصة معلمي مادة الجغرافيا، لأن المعلّم المدرّب والكفوء والإيجابي هو المسؤول الأول عن نقل المفاهيم والقيم الوطنيّة  إلى النشء، وعليه يتوقف نجاح أو فشل هذه المهمة الوطنيّة، فهو القادر عبر أنماط سلوكه، وطرائق التدريس التي يتبّعها، والأنشطة التي يختارها للمتعلمين، أن ينجح أو يقوّض التّربيّة المواطنيّة من خلال تدريس مادة الجغرافيا.. من هنا تأتي أهمية تدريب معلمي الجغرافيا وتمكينهم بما يخدم العملية التربوية برمتها.

7ـ  تفعيل الشراكة بين المدرسة والمجتمع المحلي  بما يعزز  الانتماء الوطنيّ، وذلك من خلال بناء شبكة تعاون بين المدرسة والجمعيات والمنظمات المدنية بما يخدم التّربيّة المواطنيّة، فتشجيع انخراط التلاميذ في نشاطات خدمة المجتمع (زراعة الأشجار، تنظيف البيئة، خدمة الأطفال والمسنين، حملات التوعية، الكشافة…) تخلق دينامية عالية بين هذه المؤسسات وتنمي الروح الوطنيّة لدى التلاميذ.

الخاتمة

إنّ دراسة الاتّجاهات المعاصرة في التّربيّة المواطنيّة تشكل ضرورة ملحة، لما لها من أثر تحديد أولويات المجتمع في هذا الإطار، وبما يكفل تربيةً ومواطنةً واعية وخاصة في ظل ما يشهده العالم بأسره من تغيرات متسارعة على كافة المستويات وأخطرها ما يتعلّق بتهديد الهوية الوطنيّة. ما يضع كل من السلطة السّياسيّة في لبنان أمام مسؤولياتها في إطار تحديث مناهجها وغاياتها، والمدرسة اللّبنانيّة أمام أولوية تجديد أدوارها ووظائفها بما يخفف من التأثيرات السّلبيّة للعولمة، وبما يحقق أعلى نسبة من التكامل والانسجام بين مختلف عناصر الدولة.

ولقد جاءت هذه الدّراسة لتعكس صورة جزئية عن منهج الجغرافيا اللبناني في مجال التّربيّة على المواطنيّة ودور محتوى كتب الجغرافيا المدرسيّة في هذا المجال، وهي من الدراسات الجديدة والمعاصرة والتي تفتح المجال لدراسات أخرى تتناول هذا الموضوع لما للتربية على المواطنة من أهمية محورية وخاصة في هذا العصر وفي هذه الأوقات حيث تكثر النزاعات والحروب والانقسامات العمودية والأفقية في لبنان ومحيطه الإقليمي، ومع ظهور التكفير الأعمى وتهديد الكيان اللبناني في تنوعه وتمايزه، حيث يتوجب على اللبنانيين جميع اللبنانيين التكافل والتضامن ونبذ التعصب والولاءات الطائفية والمذهبية.. لصالح  الانتماء والولاء الوطنيّ والذي وحده يضمن استمرار لبنان البلد النموذج في الشرق. وبالتّربيّة نبني المواطنيّة.

 

المصادر والمراجع

أوّلًا : المصادر

الجمهورية اللّبنانيّة، وزارة التّربيّة الوطنيّة والشباب والرياضة، المركز التربوي للبحوث والإنماء (1997). مناهج التّعليم العام وأهدافها، بيروت.

2ـ الجمهورية اللّبنانيّة (1999) . تفاصيل محتوى منهج مادة الجغرافيا، ملحق العدد 28 الجزء 11/16: المركز التربوي للبحوث والإنماء، الجريدة الرّسميّة. بيروت.

ثانيًا: المراجع:

  • باللغة العربية
  • الكتب

11ـ سعيد، محمود (2001). مؤشرات تحليل الكتب المدرسيّة في إطار منهج البحث التربوي. الرياض: دار المعراج الدولية للنشر.

12ـ شعبان، وفاء (2016). التّربيّة المواطنيّة. بيروت: دار النهضة العربية.

21ـ فريحة، نمر(2012). من المواطنة  إلى التّربيّة المواطنيّة: سيرورة وتحديات. لبنان: منشورات المركز الدولي لعلوم الإنسان بيبلوس.

22ـ  فريحة، نمر(2002). فعالية المدرسة في التّربيّة المواطنيّة. دراسة ميدانية. بيروت: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر.

الأطروحات والرسائل والأبحاث

1ـ مرتجى، زكي(2011). التّربيّة للمواطنة لتلاميذ التّعليم الأساسيّ  بفلسطين تصور مقترح. القاهرة: أطروحة دكتوراه. معهد البحوث والدراسات العربية.

2ـ إبراهيم، شعبان حامد،إبراهيم، نادية حسن (2001). تطوير مناهج التّعليم لتنمية المواطنة في الألفية الثالثة لدى التلاميذ بالمرحلة الثانوية. رسالة ماجستير. القاهرة:. المركز القوميّ للبحوث التربوية والتنمية.

3ـ بدران، إلهام”أ” (2013) . مدى توافق الإيديولوجية في كتب الجغرافيا المدرسيّة مع ايديولوجيا المناهج الرّسميّة. بيروت: مجلة أوراق جامعية. العدد 38.السنة العشرون.

4ـ بدران، إلهام”ب” (2013). مدى توافق الأهداف التعلمية- التّعليميّة في منهج الجغرافيا مع المعايير الصحيحة المحددة في المناهج الحديثة. بيروت: مجلة الأبحاث التربوية. كلية التّربيّة. الجامعة اللّبنانيّة.

5ـ بدران، إلهام، ديب، سليم (2014). الأهداف البيئية بين المنهج الرّسميّ وكتب الجغرافيا المدرسيّة. بيروت: مجلة حنون.الجامعة اللّبنانيّة. كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

6ـ الرنتيسي، محمود (2011). تقييم مناهج التّربيّة المدنية للصفوف السابع والثامن والتّاسع الأساسيّ  في ضوء قيم المواطنة.فلسطين: مجلة الجامعة الإسلامية. المجلد التّاسع عشر. العدد الثاني.

7ـ عبدالكافي، إسماعيل (2001). التّعليم والهوية في العالم المعاصر. مجلة دراسات استراتيجية. الإمارات العربية المتحدة: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. العدد 135.

8ـ الفرّا، فاروق حمدي (1992). مناهج المواد الاجتماعيّة ودورها في تحقيق أهداف وفلسفة التّعليم الأساسيّ  بقطاع غزة. مصر: بحث مقدم  إلى المؤتمر العلمي الرابع نحو تعليم أساسي أفضل. كلية التّربيّة. جامعة عين شمس.

9ـ الكندري، يعقوب (2008). دور التنشئة الاجتماعيّة والإعلام والمجتمع المدني في تحقيق الوحدة الوطنيّة.الكويت: ورقة عمل مقدمة  إلى مؤتمر الوحدة الوطنيّة لرابطة الاجتماعيّين.

22ـ المبارك، عبدالله(2005). قراءة في مفهوم الوحدة الوطنيّة.السعودية: جريدة الرياض.العدد 13443.

10ـ  معبد، علي، وزارع،أحمد (2008). فاعلية وحدة مقترحة في الدراسات الاجتماعيّة في ضوء التعديلات الدستورية على تنمية مفهوم المواطنة لدى تلاميذ المرحلة  الإعداديّة.القاهرة: بحث مقدم  إلى المؤتمر العلمي تربية المواطنة ومناهج الدراسات الاجتماعيّة. جامعة عين شمس.

المراجع باللغة الأجنبية

  • Michel,David (2003). An investigation of the relationship among life-esteam,an well-being in adults(phd), Louisiana.tech university.
  • Raynal,F,Rieunier,A (1997).Pédagogie: Dictionnaire des concepts clés.Paris.ESF editeur.

المواقع الإلكترونية

1ـ المجلة التربوية.المركز التربوي للبحث والإنماء. الرابط  www.crdp.org

2ـ حمداوي (2014): على الرابط www.alukah.net

3ـ عمار (2014): على الرابط www.socialcontract.gov

 

عدد الزوار:89

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى