أبحاثاللغة والأدب والنّقد

التّحليل الصّوتي لآيات الوعيد في القرآن الكريم

التّحليل الصّوتي لآيات الوعيد في القرآن الكريم

Phonetic analysis of the warning verses in the Holy Qur’an

م.هاونياز مصطفى رشيد[1]

  1. Hawanyaz Mustafa Rasheed

 

تاريخ الاستلام 19/4/2024                                                  تاريخ القبول 2/5/2024

 

الملخّص  

يقدّم هذا البحث دراسة تحليليّة للبنية المقطعيّة في آيات الوعيد في القرآن الكريم، وذلك بغية بيان مكمن الجمال الصّوتي والانسجام النّغمي بين الصّوت ودلالاته في تلك الآيات، ومدى تعبير المستوى الصّوتي عن معاني الوعيد ومضامينه. وقد تمّت الدّراسة من خلال مبحثين؛ الأوّل نظري بيّن مفهوم المقطع وأنواعه في العربيّة، والثّاني تطبيقي تضمّن تحليلًا لنماذج من آيات الوعيد وفواصلها. وقد توصّل البحث إلى جملة من النّتائج كان من أبرزها بيان جماليّة البناء المقطعي في الآيات القرآنيّة ودوره في تحقيق الانسجام الصّوتي ذي المسحة الإيقاعيّة التي يستشعر بها القارئ أو السّامع لآي القرآن الكريم.

الكلمات المفتاحيّة: التّحليل الصّوتي، المقطع الصّوتي، آيات الوعيد، الفاصلة القرآنيّة.

Abstract 

This research presents an analytical study of the syllabic structure in the warning verses in the Holy Qur’an, in order to show the source of the sonic beauty and the tonal harmony between the sound and its connotations in those verses, and the extent to which the phonetic level expresses the meanings of the threat and its contents. The study was conducted through two sections: The first is theoretical, explaining the concept of the passage and its types in Arabic, and the second is practical, including an analysis of examples of warning verses and their breaks. The research reached a number of results, the most prominent of which was an explanation of the beauty of the syllabic structure in Qur’anic verses and its role in achieving vocal harmony with a rhythmic tinge that the reader or listener of a verse of the Holy Qur’an senses.

Keywords: phonetic analysis, audio clip, warning verses, Quranic interlude

 

المقدّمة

يعد معجم العين المنسوب إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي أقامه على أساس صوتي وبدأه بمقدمة صوتية تعد أول دراسة صوتية وصلت إلينا[2]؛ ويقوم المستوى الصّوتي في اللغة على دراسة أصواتها و هيئاتها المنطوقة التي تعمل على تشكيل الخصائص الصّوتيّة للتّراكيب، ولا يقف هذا المستوى عند حدود الصّوت المفرد، بل يشمل السّمات الصّوتيّة التي تنشأ من علاقات الأصوات؛ فقد “البحث الصّوتيّ الحديث معرفة بحقائق صوتيّة تتجاوز الأصوات المفردة إلى علاقاتها في بنية اللغة. ومن أهمّ هذه الحقائق وجود المقاطع والنّبر والتّنغيم“.[3]

وقد مثّل المقطع البنية الشّاملة للأصوات المفردة، وهو المسؤول عن طريقة تأليف الكلمات؛ فـــ”تتابع المقاطع على نحو خاصّ، سواء كانت هذه المقاطع أصواتًا أو صورًا للحركات الكلامية، يهيّئ النّص لتقبّل تتابع جديد من هذا النّمط دون غيره”.[4]

كما أنّ الدّراسة التّحليليّة للبنى المقطعيّة تعدّ “من العوامل الرّئيسة التي تعتمد في اكتساب طريقة النّطق المماثلة لأهل اللغة، والتّجمّعات الفونيميّة على هيئة مقاطع تمنح المتكلّم فرصة أفضل في التّدريب والمران، إذا اعتمد النّطق المقطعي المتدرّج البطيء، وبالتّواصل في زيادة سرعة النّطق للحدث الكلامي، وهذا يعتمد المهارة اللغويّة وكيفيّة التّعامل مع سياقاتها“.[5]

وتعدّ اللغة العربيّة من أبرز اللغات القائمة على أساس النظام المقطعي؛ “ومن هنا أتى سحر الكلمة في العربيّة، وتأثّر العرب بالشّعر والخطابة، وتميّز الشّعر والنّثر لديهم بحركة صوتيّة ذات قيمة كميّة، تندرج فيها المقاطع اللفظيّة”.[6]

وهذا ما جعلها لغة إيقاعيّة؛ وذلك بفعل المقاطع المتماثلة في بناء ألفاظها وتراكيبها؛ إذ إنّ “تماثلها الصّوتي يسهم في تشكيل الإيقاع الذي يعدّ بدوره لازمة جوهريّة من لوازم النّص الأدبي”.[7]

والقرآن الكريم أعظم نصٍّ عربيٍّ مبين؛ وقد جات آياته المباركة مبنيّة على مقاطع منسجمة ومتناسبة، وهذا ما زادها بيانًا وبلاغة ونغمة؛ فـ “للقرآن أداء صوتي متميز، وتأثير عجيب، وهو يتجلّى في تنقله بين مقاطع مختلفة، وأساليب متعددة من الأداء الصّوتي، ممّا يثير الشّجن أو الأمل أو الفرح لدى سامعه، ولو لم يكن يعرف العربيّة”.[8]

وقد ظهر ذلك في آيات القرآن جميعها على اختلاف موضوعاتها التي تتناولها، وقد حفلت آيات الوعيد بالجانب الصّوتي بشكل لافت؛ إذ إنّ تأليفها جاء مناسبًا لتصوير الأهوال التي توعّد الله تعالى بها الأقوام الكافرة والمشركين به جلّ جلاله .

ومن ثمّ فإنّ التّحليل الصّوتي لآيات الوعيد يبيّن البنية المقطعيّة التي قامت عليها تلك الآيات التي جاءت معبّرة عن دلالاتها بصور متعددة وشاملة لكلّ تفاصيل تصوير العذاب المحيق بالكافرين .

الإشكاليّة

ينطلق البحث من إشكاليّة رئيسة مفادها: كيف وظِّفت البنية المقطعيّة في خدمة السّياق الدّلالي الذي تعبِّر عنه آيات الوعيد؟

أهميّة البحث

تنبع أهميّة هذا البحث من كونه خادمًا لبيان المعاني القرآنيّة وجماليّات تأليفها، فهو يبحث في التّحليل الصّوتي للبنية المقطعيّة، ما يبيّن طبيعة اللغة العربيّة الإيقاعيّة، و يكشف سرًّا من أسرار الانسجام الصّوتي والدّلالي في النّص القرآني.

 منهج البحث

ينهج البحث المنهج الوصفي التّحليلي، إذ يتيح هذا المنهج إمكانية مقاربة النصوص وفق خطوات متسلطة[9]، وهو يقوم على استعراض نماذج من آيات الوعيد وتحليلها تحليلًا صوتيًّا يكشف عن طبيعة بنائها المقطعي؛ في محاولة لاستجلاء أبعاده الدّلاليّة والجماليّة.

 خطّة البحث

يتكوّن البحث من قسمين: الأوّل نظري يعرّف بماهية المقطع وأنواعه في اللغة العربيّة، والثّاني تطبيقيّ يمثّل التّحليل الصّوتيّ لآيات الوعيد؛ وذلك من خلال تحليل البنية المقطعيّة لنماذج منها.

 

المبحث الأوّل: حول مفاهيم البحث

يعدّ المقطع من أهم عناصر التّحليل الصّوتي؛ إذ يمكن من خلاله الوقوف على الخصائص الصّوتيّة للنّص المُحلَّل، وهذا يتطلّب تقديم تعريف لغوي واصطلاحي للمقطع، وبيان لأهم أنواعه في العربيّة:

أوّلًا: المقاطع في اللغة العربيّة

يدلّ المعنى اللغوي للمقطع على أنّه يمثّل في ” كلّ شيء آخره.. وهو غاية ما قطع .. وهو الموضع الذي يُقطَع فيه النَّهر، ومقاطع القرآن: مواضع الوقوف”. [10]

فالمعنى اللغوي للمقطع يشير إلى نهاية الشّيء؛ أمّا المقطع اصطلاحًا فهو “الوحدة الأساسيّة والدُّنيا في الكلام”.[11]

وقد برز “اتّجاهان في تعريفه والوقوف على حدوده، اتّجاه صوتي وآخر وظيفي”.[12]

ويعرّف الاتّجاه الأوّل المقطع على أنّه “تتابع من الأصوات في تيّار الكلام له حدّ أعلى أو قمة إسماع تقع بين حدَّين أدنيين من الإسماع”.[13]

ويعرّفه الاتّجاه الثّاني بوصفه “وحدة ذات صفات وخصائص متميّزة في كلّ لغة[14].أو أنّه الوحدة الأساسيّة التي يظهر بداخلها نشاط الفونيم الوظيفي”.[15]

وإذا التفتنا إلى بنية المقاطع وجدنا أنّ المقطع الصّوتي في العربيّة يمتاز بمجموعة من الخواص العامّة، هي:[16]

– المقطع في العربيّة يتكوّن من وحدتين صوتيّتين (أو أكثر)، إحداهما حركة، فلا وجود لمقطع من صوت واحد، أو مقطع خال من الحركة .

– المقطع لا يبدأ بصوتين صامتين، كما لا يبدأ بحركة، وإن لوحظ وقوع الصّورة الأولى في بعض اللّهجات العاميّة الحديثة .

– لا ينتهي المقطع بصوتين صامتين إلّا في سياقات معيَّنة؛ أي عند الوقف أو إهمال الإعراب.

– غاية تشكيل المقطع أربع وحدات صوتية (بحسبان الحركة الطّويلة وحدة واحدة).

 

ثانيًا: أنواع المقاطع في اللغة العربيّة

ويمكن تصنيف المقاطع على أساسين:

1- نهاية المقطع: فالمقطع الذي ينتهي بصوت صائت (حركة قصيرة أو طويلة) يسمّى مفتوحًا، وذلك لأنَّه يقبل زيادة أصوات أخرى، أمّا المقطع الذي ينتهي بصوت صامت فهو مغلق.[17]

2- مدّة النّطق: يمكن تقسيمها بحسب هذا الأساس إلى أنواع ثلاثة:[18]

– مقطع قصير وهو: (صوت ساكن + حركة قصيرة).

– مقطع متوسّط وهو: (صوت ساكن + حركة قصيرة + صوت ساكن)

أو: (صوت ساكن + حركة طويلة).

  • مقطع طويل وهو: (صوت ساكن + حركة طويلة + صوت ساكن).

أو: (صوت ساكن + حركة قصيرة + صوتين ساكنين).

وبناء على هذين الأساسين، يمكن لنا تحديد المقاطع في اللغة العربيّة بتوزيعها على خمسة أبواب، وذلك وفق   الجدول الآتي:[19]

المقطع مكوّناته    رمزه
مقطع قصير جدًّا مفتوح صامت + حركة ( ص ح )[20]
مقطع متوسّط مفتوح  صامت+حركة + حركة ( ص ح ح )
مقطع متوسّط مغلق صامت + حركة + صامت ( ص ح ص )
مقطع طويل مغلق صامت +حركة +حركة + صامت ( ص ح ح ص )
مقطع طويل مزدوج الإغلاق صامت +حركة + صامت+ صامت (ص ح ص ص )

 

وبذلك يمكن تحديد النّسيج المقطعي للكلمة العربيّة، إذ إنّه يتكوّن من:[21]

– كلمة أحاديّة المقطع: ( هلْ / في ).

– كلمة ثنائيّة المقطع: ( كَفَى = كَ + فَا ).

– كلمة ثلاثيّة المقطع مثل: ضَرَبَ ( ضَ + رَ + بَ ).

– كلمة رباعيّة المقطع مثل ( منزلنا = مَنْ +زِ + لُ + نا ).

– كلمة خماسيّة المقطع مثل: ( يسمعونكم = يسْ + مَ + عو + نَ + كُمْ).

– كلمة سداسيّة المقطع مثل ( سألتمونيها = سَ + أل + تُ + مو + ني + ها ).

– كلمة سباعيّة المقطع مثل ( أنلْزمكموها: أَ + نلْ + زِ + مُ + كُ + مو + ها ).

 

المبحث الثّاني: التّحليل الصّوتي لآيات الوعيد في القرآن الكريم

يعود لفظ (الوعيد) إلى الجذر اللغوي ( و/ ع / د) الذي يدلّ على “ترجية القول”.[22] “و في الشّر الإيعاد و الوعيد”.[23]

وقد حمل لفظ الوعيد في القرآن الكريم دلالات من هذا القبيل، ففي قوله تعالى:

﴿وكذلك أنزلناهُ قُرآنًا عربيًّا و صرّفنا فيه من الوعيد لعلّهم يتّقون أو يُحْدِثَ لهم ذِكْرًا﴾.[24]

فقوله صّرفنا فيها من الوعيد “أي: نوّعناها أنواعًا كثيرة، تارة بذكر أسمائه الدّالّة على الانتقام، و تارة بذكر المَثُلات التي أحلّها بالأمم السّابقة، وأمر أن تعتبر بها الأمم اللاحقة، وتارة بذكر آثار الذّنوب، وما تكسبه من العيوب، وتارة بذكر أهوال القيامة وما فيها من المزعجات و المقلقات، وتارة بذكر جهنّم وما فيها من أنواع العقاب وأصناف العذاب..”.[25]

أي أنّ آيات الوعيد تشمل كلّ آية معبّرة عن هذه المعاني، سواء أكان ذلك بلفظة الوعيد أو بذكر هذه المعاني. وسنحاول في هذا المبحث بيان دلالة البنية الصّوتيّة المقطعيّة في التّعبير عن هذه المعاني.

أوّلًا: البنية المقطعيّة لآيات الوعيد

يمكن لنا تحليل نماذج من آيات الوعيد من خلال الوقوف على تأليفها المقطعي، ففي قوله تعالى:

﴿وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسولَهُ ويتعدَّ حُدوده يُدْخِلْهُ نارًا خالدًا فيها ولهُ عذابٌ مُهينٌ﴾.[26] تتكوّن هذه الآية من ( 17)

كلمة؛ وهذا تحليلها الصّوتي:

الكلمة  مقاطعها الصّوتيّة رموزها
وَ   ( وردت أربع مرات) وَ ( ص ح )
يعْصِ يعْ / صِ ( ص ح ص ) + (ص ح )
الله لا / ها ( ص ح ح ) + ( ص ح ح)
رسوله رَ / سو / لَ / هو (ص ح ) + ( ص ح ح ) + (ص ح ) +  ( ص ح ح )
يتعدَّ يَ + تَ + عَدْ + دَ (ص ح ) + (ص ح ) + ( ص ح ص ) + (ص ح )
حدوده حُ + دو +دَ + هو (ص ح ) + ( ص ح ح ) + (ص ح ) +  ( ص ح ح )
يُدْخِلْهُ يدْ + خلْ + هو ( ص ح ص ) + ( ص ح ص ) + ( ص ح ح )
نارًا نا + رًا ( ص ح ح ) + ( ص ح ص )
خالِدًا خا + لِ + دًَا ( ص ح ح ) + (ص ح ) + ( ص ح ص )
فيها في + ها ( ص ح ح ) + ( ص ح ح )
لهُ لَ + هو (ص ح ) + ( ص ح ح )
عذابٌ عَ + ذَا + بٌ (ص ح ) + ( ص ح ح ) + ( ص ح ص )
مُهِيْنْ مُ + هِيْنْ ( ص ح ) + ( ص ح ص ص )

 

تتوزّع مقاطع كلمات الآية على أربعة أنواع من المقاطع هي:

 

المقطع (ص ح ) ( ص ح ص ) ( ص ح ح ) ( ص ح ص ص )
مرّات وروده 16 8 13 1

 

يكشف لنا التّحليل الصّوتي لهذه الآية أنّها:

يغلب على كلماتها المقاطع الصّوتيّة الأشهر في العربيّة التي تضمّ خمسة أنواع شهيرة للمقطع،  والأكثر شهرة هي النّوع الأوّل ( ص ح )، والنّوع الثّاني ( ص ح ص )، والنّوع الثّالث ( ص ح ح ).

ومن الملاحظ أنّ هذه الآية تألّفت في معظمها من هذهالأنواع، وأمّا النوعان الرّابع ( ص ح ح ص )، والخامس (ص ح ص ص )، فهما قليلا الورود، وهذا ينطبق على المقطع (ص ح ص ص) الوارد في الكلمة الأخيرة من الآية.

إنّ التّكوين الصّوتي لهذه الآية منسجم مع طبيعة تكوين الجملة العربيّة؛ فـ”الأنواع الثّلاثة الأولى من المقاطع العربيّة هي الشّائعة وهي التي تتكوّن الكثرة الغالبة من الكلام العربيّ، أمّا النّوعان الأخيران؛ أي الرّابع و الخامس فقليلا الشّيوع، ولا يكونان إلّا في أواخر الكلمات وحين الوقف”.[27]

ومن حيث النّسيج المقطعي للكلمات، فمن الملاحظ أنّ الكلمات في عدّة مقاطعها هي:

كلمات مؤلّفة من مقطع واحد: مثل: وَ.

كلمات مؤلّفة من مقطعين مثل: نارًا.

كلمات مؤلّفة من ثلاثة مقاطع مثل: يدْخلْهُ.

كلمات مؤلّفة من أربعة مقاطع مثل: رسوله.

وهذا أيضًا ينسجم مع ما هو شائع في بناء الكلمة العربيّة، و قد كان لذلك كلّه أثره في خلق النّغمة المنسجمة في الآية، فلو أخذنا الكلمتين (رسوله / حدوده) يظهر لنا الاتّفاق في نسيجهما المقطعي، فكلّ منهما يتألف من مقطعين قصيرين =( ص ح )، و مقطعين متوسّطين مفتوحين ( ص ح ح )، وهذا ما أضفى ارتفاعًا في أصواتهما، ووضوحًا أكسب السّياق انسجامًا صوتيًّا بارزًا، ولعلّ غلبة هذين النّوعين على كلمات الآية زاد من جهرها ووضوحها السّمعي؛ نظرًا لانفتاح مقاطعها وارتفاع صوتها المتأتي من الأصوات الصّائتة، وهذه الخصائص الصّوتيّة تنسجم مع دلالة الوعيد التي تتطلّب قوّة و تحدّيًا، و إظهارًا للقدرة الإلهيّة على النّيل من الكفّار والمشركين.

ومن آيات الوعيد ما يتضمّن لفظة الوعيد، من ذلك قوله تعالى: ﴿و نُفِخ في الصّور ذلك يوم الوعيد﴾.[28]

تتكوّن هذه الآية من ( 7) كلمات، هذا تحليلها الصّوتي:

 

الكلمة مقاطعها الصّوتيّة رموزها
     
وَ وَ ( ص ح )
نُفِخَ نُ + فِ + خَ ( ص ح ) + ( ص ح ) + ( ص ح )
في في ( ص ح ح )
الصّور صُو + رِ ( ص ح ح ) + ( ص ح )
ذلك ذا  + لِ + كَ ( ص ح ح ) + ( ص ح ) + ( ص ح )
يَوْمُ يَوْ + مُ (ص ح ص ) + ( ص ح )
الوعيد وَ + عيد ( ص ح ) + ( ص ح ص ص )

تتألّف كلمات الآية من ( 14 ) مقطعًا موزّعة على أربعة أنواع هي:

 

المقطع (ص ح ) ( ص ح ص ) ( ص ح ح ) ( ص ح ص ص )
مرّات وروده 9 1 3 1

 

يتكوّن النّسيج المقطعي لكلمات هذه الآية من:

كلمة مؤلّفة من مقطع واحد مثل: في.

كلمة مؤلّفة من مقطعين مثل: وعيد.

كلمة مؤلّفة من ثلاثة مقاطع مثل: نُفِخ.

فهي كلمات تغلب يغلب عليها القِصر، وهذا ما يمنح الآية سرعة في النّطق توحي بسرعة الحدث وتحقق ذلك الوعيد يوم القيامة، كما تغلب عليها المقاطع المفتوحة من خلال غلبة النّوعين ( ص ح ) و ( ص ح ح )؛ ما يزيد من وضوحها الصّوتي و مناسبتها للمعنى.

 

ثانيًا: البنية المقطعيّة للفاصلة القرآنيّة في آيات الوعيد

يعدّ مصطلح (الفاصلة) في الدّراسات القرآنيّة من أبرز المصطلحات المتعلّقة بالبنية الصّوتيّة؛ فــــ “هي كلمة آخر الآية، كقافية الشّعر وقرينة السّجع”.[29]  أي إنّها أشبه بوقفة صوتيّة تعلن نهاية الآية، أو الجملة، فهي “الكلمة التي تختم بها الآية في القرآن”.[30] أي إنّها “تقع عند الاستراحة في الخطاب لتحسين الكلام بها، وهي الطريقة التي يبان القرآن بها سائر الكلام، وتسمّى فواصل؛ لأنّه ينفصل عندها الكلامان”.[31]

ويمكن لنا تحليل فواصل بعض آيات الوعيد، وبيان نسيجها المقطعي ومدى انسجامها مع الدّلالات، ففي قوله تعالى:

﴿والذين كفروا لهم نارُ جهنَّم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفّفُ عنْهمْ من عذابها كذلك نَجْزي كلّ كفُور* وهم يصطرخونَ فيها ربَّنا أخرِجنا نعمَل صالِحًا غير الذي كُنَّا نعمَلُ أَوَلَمْ نُعَمّرْكُمْ ما يتذكَّرُ فيه مَنْ تذكَّر وجَاءَكُمُ النَّذيرُ فذوقوا فما للظَّالمينَ من نصير﴾[32]، فالفاصلة القرآنيّة في هاتين الآيتين تتحدد بلفظتَي ( كفور / نصير )، و تحليلهما المقطعي كالآتي:

 

الفاصلة مقاطعها الصّوتيّة رموزها
كفورْ كَ / فُورْ ( ص ح ) + ( ص ح ح ص)
نصير نَ / صِيْرْ ( ص ح ) + ( ص ح ح ص)

 

فهاتان الفاصلتان لهما النّسيج المقطعي ذاته، فكلّ منهما يتكوّن من مقطعين؛ الأوّل قصير مفتوح، والثّاني طويل مغلق. ولعلّ الإغلاق هنا ينسجم مع الوقف؛ إذ إنّه يدلّ على انتهاء الآية. ومن جانب آخر فإنّ وحدة البناء المقطعي وحدت نغمة نهاية الآيتين. أي إنّ للمقاطع بعدين؛ أحدهما دلالي، والآخر إيقاعي .

و في قوله تعالى: ﴿وَ مِنَ النّاسِ مَن يقولُ آمَنَّا باللهِ و باليومِ الآخرِ و ما هم بمؤمنين* يخادِعونَ اللهَ و الذين آمنوا و ما يخدعونَ إلّا أنْفُسَهُمْ و ما يشعرون * في قلوبِهم مَرَضٌ فزادَهُمُ اللهُ مَرَضًَا و لَهُمْ عذابٌ أليمٌ بما كانوا يَكذِبون﴾.[33]

يتنوّع تركيب كلمة الفاصلة في هذه الآيات، فالفاصلة الأولى اسم ( مؤمنين )، والفاصلتان الثّانية ( يشعرون ) والثّالثة ( يكذبون ) فعل، ويمكن تحليل هذه الفواصل صوتيًّا كما يأتي:

 

الفاصلة مقاطعها الصّوتيّة رموزها
مؤمنين مؤ + مِ + نين ( ص ح ص ) + ( ص ح ) +  ( ص ح ح ص )
يشعرون يشْ + عِ + رُوْنْ ( ص ح ص ) + ( ص ح ) +  ( ص ح ح ص )
يكذبون يكْ + ذِ + بُون ( ص ح ص ) + ( ص ح ) +  ( ص ح ح ص )

 

فكلمات الفواصل ذات انسجام صوتيّ ينبع من وحدة النّسيج المقطعي إلى جانب وحدة الحرف الأخير (النّون)؛ وهذا يدلّنا على أنّ النّغمة الإيقاعيّة في فواصل القرآن الكريم ليست مستمدّة من وحدة الحرف الأخير، بل إنّ بناءها المقطعي له ثِقلُه في هذه النّغمة ودوره البارز المرتبط بالمعنى، فمن الملاحظ غلبة المقاطع المغلقة على هذه الكلمات من خلال تكرار المقطعين المغلقين (ص ح ص) و(ص ح ح ص)، وهذا ينسجم مع معنى القطع و البت في مصير هؤلاء المخادعين الكاذبين، و”إنَّما اختير لفظُ الكَذِبِ في التّعبير للتّحذير منه، وبيان فظاعته وعِظَم جُرْمِه، ولبيان أنّ الكُفر من مشتملاته وينتهي إليه في غاياته، ولذلك حذَّر القرآنُ منه أشدّ التّحذير، وتوعَّدَ عليه أسوأ الوعيد، وما فشا الكذِبُ في قومٍ إلّا فَشَتْ فيهمْ كلُّ جريمةٍ وكبيرةٍ، لأنّه يَنشأ من دناءَةِ النَّفسِ وضَعْفِ الحَيَاءِ والمُرُوءةِ”.[34]

ولعلّ مجيئه في كلمة الفاصلة زاد من هذا التّأكيد؛ إذ إنّه آخر ما يسمعه المتلقي، كما أنّ وحدة النّغمة تزيد من تركيز المتلقي على كلمات الفواصل ومعانيها.

وفي قوله تعالى: ﴿إنّ الله لعنَ الكافرين و أعدَّ لَهُمْ سَعيرا * خالدينَ فيها أبدًا لا يجدونَ وليًَّا و لا نصيرا * يومَ تُقلَّبُ وجوهُهُمْ في النَّارِ يقولُونَ يا ليْتَنا أطَعْنا الله وأطَعْنا الرّسولا * وقالوا ربَّنا إنَّا أطعْنَا سَادَتَنَا وكُبَرَاءَنا فأضَلُّونا السَّبيلا * ربَّنا آتهمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ العَذَابِ والْعنْهُمْ لَعْنًَا كَبيرًا﴾.[35]

تتنوّع كلمات الفاصلة في الحرف الأخير بين  الرّاء المشبعة واللام المشبعة، وهذا لا يلل من النغمة الموحدة في هذه الفواصل، فصوتا اللام و الراء من الأصوات الليّنة التي تمتاز بتشابه خواصها الصّوتية، وأبرزها السّلاسة والوضوح السّمعي[36]. أمّا بناؤها المقطعي فيتّضح من خلال التّحليل الآتي:

 

الفاصلة مقاطعها الصّوتيّة رموزها
سعيرا سَ / عيْ / را ( ص ح ) + ( ص ح ح ) + ( ص ح ح )
نصيرا نَ / صي  / را ( ص ح ) + ( ص ح ح ) + ( ص ح ح )
الرّسولا رَ / سو / لا ( ص ح ) + ( ص ح ح ) + ( ص ح ح )
السّبيلا سَ / بي  / لا ( ص ح ) + ( ص ح ح ) + ( ص ح ح )
كبيرا كَ / بي / را ( ص ح ) + ( ص ح ح ) + ( ص ح ح )

 

تتسم هذه الفواصل بوحدة نسيجها المقطعي، فكل منها يتكوّن من ثلاثة مقاطع، هي على التّرتيب: مقطع قصير مفتوح/ مقطع متوسّط مفتوح / مقطع متوسّط مفتوح، فسمة الانفتاح هي السّمة الغالبة على مقاطعها، وهذا الانفتاح أورثها وضوحًا سمعيًّا زاد من ظهور الخصائص الصّوتيّة لصوتَي ( الرّاء و اللام ) اللذين يمثّلان رويّها.

 

الخاتمة

يظهر لنا من خلال التّحليل الصّوتي للبنية المقطعيّة لنماذج من آيات الوعيد وفواصلها أنّ النّسيج المقطعي لكلماتها كان منسجمًا مع ما هو شائع في العربيّة، وخلاصة البحث تتمثّل في ما يأتي:

– مثّل الانسجام بين معاني آيات الوعيد الدّالة على الانتقام وشدّة العقاب ومقاطعها الصّوتيّة المنفتحة في أغلبها سمة بارزة حملت أبعادًا دلاليّة وإيقاعيّة، إذ إنّ أغلب الكلمات تمتاز بوحدة النّسيج المقطعي.

– يغلب القِصر على كلمات آيات الوعيد؛ ما شكّل سمة صوتيّة توحي بالسّرعة والشّدّة التي تحيط بمعاني الوعيد.

– إنّ نغمة الفاصلة الموحدة في آيات الوعيد ليست مستمدّة من وحدة أروائها فحسب، بل إنّها تمتاز بوحدة البناء المقطعي الذي يضفي إيقاعًا منسجمًا عليها يشي بختام الآية ويركز على معاني تلك الكلمات التي تكون شديدة الاتصال بموضوع الآية المتمثّل بالوعيد.

 

المصادر والمراجع

القرآن الكريم

  1. أ. أ ريتشاردز، مبادئ النقد الأدبي والعلم والشعر، ترجمة وتقديم وتعليق: محمّد مصطفى بدوي, مراجعة: لويس عوض وسهير القلماوي، المجلس الأعلى للثقافة, القاهرة، ط1، 2005.
  2. إبراهيم، عبد الفتّاح، مدخل إلى الصّوتيّات، دار الجنوب للنّشر، تونس، د. ت.
  3. ابن فارس، مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السّلام هارون، دار الفكر، بيروت، 1979، ج 6.
  4. ابن منظور، لسان العرب، تحقيق:علي عبد الله الكبير وآخرون، دار المعارف، مصر، د. ت، ط 2، ج 8.
  5. الأنطاكي، محمّد، المحيط في أصوات العربيّة ونحوها وصرفها، دار الشّروق العربي، بيروت، ط 3، ج1
  6. أنيس، إبراهيم، الأصوات اللغويّة، مكتبة الآنجلو، القاهرة، ط 5، 1975 م.
  7. باي، ماريو، أسس علم اللغة، ترجمة وتعليق: د. أحمد مختار عمر، عالم الكتب، ط8، 1998 م.
  8. بدوي، أهحد، من بلاغة القرآن، نهضة مصر، مصر، د. ط، د. ت .
  9. بشر، كمال، علم الأصوات، دار غريب للطّباعة والنشر والتّوزيع، مكتبة المنار، الزّرقاء، الأردن، ط 1، 1985 م.
  10. الجوهري، الصّحاح، تحقيق: أحمد عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط 2، 1979 م، ج 2.
  11. حجازي، محمود، مدخل إلى علم اللغة، دار الثقافة للنّشر والتّوزيع، ط2، 1989 م.
  12. رضا، رشيد، تفسير المنار، الهيئة المصريّة العامّة للكتاب، مصر، 1995 م، ج 1.
  13. الزّركشي، البرهان في علوم القرآن، تحقيق: محمّد إبراهيم، دار إحياء الكتب، القاهرة، ط 1، 1958، ج 1.
  14. زنجير، محمد رفعت، ديناميكيّة الأداء الصّوتي في القرآن الكريم، دار (إقرأ)، سورية، 2010 م.
  15. سايح، حافظ، الوظيفة الدّلاليّة للصّوائت و الصّوامت في سورة الفجر، مجلّة العمدة في اللسانيّات وتحليل الخطاب، مج 4، ع 1، 2020 م .
  16. السّعدي، تيسير الكريم الرّحمن، تحقيق: عبد الرّحمن اللويحق، دار السّلام، السّعوديّة، ط 2، 2002 م، ج 1.
  17. سوسير، فردينان، محاضرات في علم اللّسان العام، ترجمة: د. يوئيل يوسف عزيز، مراجعة النّص العربي: د. مالك يوسف المطلبي، دار آفاق العربيّة، بغداد، ط3، 1985م.
  18. عبد الجليل، عبد القادر، الأصوات اللغويّة، دار صفاء للنّشر والتّوزيع، عمان، ط1، 2010 م.
  19. العياشي، محمّد، نظريّة الإيقاع في الشّعر العربي، مطبعة العصريّة، تونس، 1976م.
  20. مبروك، مراد، من الصّوت إلى النّص، الهيئة العامّة لقصور الثّقافة، 1996م.
  21. مدكور، عاطف، علم اللغة بين القديم والحديث، كليّة الآداب ـــ منشورات جامعة حلب، 1987م.
  22. مندور، محمد، في الميزان الجديد، نشر وتوزيع مؤسسات ع. بن عبد الله، تونس، ط1، 1988م.

 

 

[1] رئاسة جامعة كركوك الشؤون العلميّة/ Presidency of Kirkuk University Scientific Affairs

[2]  صفات الأصوات عند أبي شامة المقدرس،هاونياز مصطفى ijel international journal of education and language studis

[3]  حجازي، محمود،  مدخل إلى علم اللغة، دار الثقافة للنّشر والتّوزيع، ط2، 1989، ص46.

[4]  أ.أ ريتشاردز، مبادئ النقد الأدبي والعلم والشعر، ترجمة وتقديم وتعليق: محمّد مصطفى بدوي، مراجعة: لويس عوض وسهير القلماوي، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، ط1، 2005، ص185.

[5]  باي، ماريو،  أسس علم اللغة، ترجمة وتعليق: د. أحمد مختار عمر، عالم الكتب، ط8، 1998، ص 97.

[6]  العياشي، محمّد، نظريّة الإيقاع في الشّعر العربي، مطبعة العصريّة، تونس، 1976 م، ص 122.

[7]  مبروك، مراد، من الصّوت إلى النّص، الهيئة العامّة لقصور الثّقافة، 1996، ص 34 .

[8]  زنجير، محمد رفعت، ديناميكيّة الأداء الصّوتي في القرآن الكريم، دار ( إقرأ )، سورية، 2010 م، ص 30 .

[9]  جماليّات التّقديم والتّأخير قصيدة المواكب لـ جبران خليل جبران أنموذجًا، هاونياز مصطفى .

[10] ابن منظور، لسان العرب، تحقيق: علي عبد الله الكبير و آخرون، دار المعارف، مصر، د . ت، ط 2، ج 8، ص 276.

[11] إبراهيم، عبد الفتّاح،  مدخل إلى الصّوتيّات، دار الجنوب للنّشر، تونس، د . ت. ص 163 .

[12] عبد الجليل، عبد القادر، الأصوات اللغويّة، دار صفاء للنّشر والتّوزيع، عمان، ط1، 2010 م، ص 215 .

  [13] عبد الجليل، عبد القادر، الأصوات اللغويّة، ص 215 .

[14] عبد الجليل، عبد القادر، الأصوات اللغويّة، ص 215.

[15] سوسير، فردينان، محاضرات في علم اللّسان العام، ترجمة: د. يوئيل يوسف عزيز، مراجعة النّص العربي: د. مالك يوسف المطلبي،     دار آفاق العربيّة، بغداد، ط3، 1985، ص 76.

[16] بشر، كمال، علم الأصوات،  دار غريب للطّباعة والنشر والتّوزيع، مكتبة المنار، الزّرقاء، الأردن، ط 1، 1985م، ص 509 ـ 510

[17] مدكور، عاطف،  علم اللغة بين القديم والحديث، كليّة الآداب ـــ منشورات جامعة حلب، 1987م، ص 113.

[18] مندور، محمد، في الميزان الجديد، نشر وتوزيع مؤسسات ع. بن عبد الله، تونس، ط1،  1988 م، ص 260.

[19] سايح، حافظ، الوظيفة الدّلاليّة للصّوائت و الصّوامت في سورة الفجر، مجلّة العمدة في اللسانيّات و تحليل الخطاب، مج 4، ع 1، 2020 م، ص 16.

[20]  ص: صامت / ح: حركة.

[21] الأنطاكي، محمّد، المحيط في أصوات العربيّة و نحوها و صرفها، دار الشّروق العربي، بيروت، ط 3، ج 1، ص 48.

[22]  ابن فارس، مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السّلام هارون، دار الفكر، بيروت، 1979، ج 6، ص 125.

[23]  الجوهري، الصّحاح، تحقيق: أحمد عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط 2، 1979 م، ج 2، ص 551.

[24]  سورة طه، الآية  ( 113 ).

[25] السّعدي، تيسير الكريم الرّحمن،  تحقيق: عبد الرّحمن اللويحق، دار السّلام، السّعوديّة، ط 2، 2002 م، ج 1، ص 514.

[26]  سورة النّساء،ن الآية ( 14 ).

[27]  أنيس، إبراهيم، الأصوات اللغويّة، مكتبة الآنجلو، القاهرة، ط 5، 1975، ص 164 .

[28]  سورة ق، الآية  ( 20 ) .

[29]  الزّركشي، البرهان في علوم القرآن، تحقيق: محمّد إبراهيم، دار إحياء الكتب، القاهرة، ط 1، 1958، ج 1، ص 5.

[30]  بدوي، أحمد، من بلاغة القرآن، نهضة مصر، مصر، د . ط، د . ت، ص 75.

[31]  الزّركشي، البرهان في علوم القرآن، تحقيق: محمّد إبراهيم، دار إحياء الكتب، القاهرة، ط 1، 1958، ج 1، ص 54.

[32]  سورة فاطر، الآيتان ( 36 _ 37 ).

[33]  سورة البقرة، الآيات ( 8 _ 9 _ 10 ).

[34]  رضا، رشيد، تفسير المنار، الهيئة المصريّة العامّة للكتاب، مصر، 1995 م، ج 1، ص 31.

[35]  سورة الأحزاب، الآيات ( 64 _ 65 _ 66 _ 67 _ 68 ).

[36]  بشر، كمال، علم الأصوات،  دار غريب للطّباعة والنشر والتّوزيع، مكتبة المنار، الزّرقاء، الأردن، ط 1، 1985 م،  ص 358.

عدد الزوار:208

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى