جمالُ المَرْأَة النّفسيّ عِنْدَ العَرَبِ
جمالُ المَرْأَة النّفسيّ عِنْدَ العَرَبِ
The psychological beauty of women among Arabs
الدّكتور علي اسماعيل
Dr. Ali Ismail
تاريخ الاستلام 1/6/2024 تاريخ القبول 26/6/2024
مقدّمة
الإنسان روح وجَسَد، ولكلٍّ جمالُه، ومعاييره الجماليّة الّتي يتوافق عليها أبناء الثّقافة الواحدة، والقِيَم المشتركة.
وللعرب معايير جماليّة نفسيّة تخصّ المرأة، يستنتِجها الباحِث من خلال أشعارهم، وخاصّةً أشعار العشّاق العرب في وصف حبيباتهم. ومن أهمّها: العفّة، والغنْج أَوِ الدّلال، والحياء، والأنس، ورقّة الحديث، والصّدّ أَوِ التّمنُّع أَوِ البخل؛ والمطْل في المواعيد، والتّقلّب، وحبّ المالِ. وفيما يلي الكلام على كلٍّ من هذه المعايير مع بعض الشّواهد عليه.
1- العِفّة
هي صَوْنُ العِرْض، وحفْظ الشَّرف، والإخلاص للحبيب. إنَّها فضيلة الفضائل المستحبَّة في المرأة، ومن دونها تسقط كلُّ الفضائل الأخرى. إنَّها المطلب الأهَمّ للرجل في حبيبته أَوْ زوجه، ومن دونها تسقط من عينه، ويتركها، مهما اشتَدَّ هيامُه بها.
واختِلاطُ المرأة بالرّجال لا يذهب بعِفّتها، كما يتوهَّم البعض. فقد تخالطهم، وتحدِّثهم الحديثَ الجادَّ الرّزين، دون أن تؤثِّر هذه المخالطة على عفّتها؛ أمّا المرأة الّتي تهزل وتتلوّى، ويسِفُّ حديثها وينحطّ، فإنَّها تعَرِّضُ نفسها لمحاولات النَّوال منها. والشّابُّ العربيّ عمومًا يعلق قلْبه المـــرأة
الممنَّعة الصّعبَة، ويعافُ الّتي تجود بوصلها.
يقول السّليك بن السُّلكة (مِنَ الوافِر):
يِـــعــــــافُ وِصــــــالَ البَـــــــــذْلِ قَــــــلــــــبــــــــــــــــــي ويَـــتَّـــــــــبِــــــــــــعُ الـمُـــمَـــنَّـــعَــــــــــــةَ النَّــــــــــــــــــوارا([1])
ويصِفُ عمرو بن كلثوم ثديَّ حبيبته بأنَّه عصِيٌّ على الطّامعين، مُحَصَّن من أكُفّ اللّامسين. يقول (مِنَ الوافِر):
وثَـــدْيًـــا مِـــثْــــــلَ حُـــقِّ العــــــاجِ رَخْـــصًــــــــــــــا حَــصــيــــنًــا مــــن أَكُــفِّ الــلّامــســيـنــــــا([2])
وحبيبة عُمَر أبي ربيعة لم يعانقها رجل قبله. قال (مِنَ الرّمل):
لَـــمْ تـــعـــانِـــــقْ رَجُــــلًا فــــيـــمــــــا مـــضــــــــــــــى طَـــفْــــــلَـــــــــةٌ غَــــــيْــــــداءُ فــــــي حُــــــلَّـــتِــــهــــا([3])
وأُمَيْمَة، حبيبةُ الشّنْفرى، لا تحِلّ في الـمَحَلِّ المشبوه. وهو، إنْ غاب عن بيته، لا يخاف على سمعتها، ولا يسألها: أينَ ذَهَبْتِ؟ لأنَّه مطمَئِنّ على وفائها، وحفْظ شرفِها وشرف زوجها. قال (مِنَ الطّويل):
تَــحِلُّ بـِمَـنْــجــاةٍ مِــنَ الـلَّـــــــــــوْمِ بَـيْـتَـــهـــــــــــــا إذا مـــــــا بُــــيــوتٌ بالـمَــــذَمّــــــةِ هَــلَّـــــــــــــــــــتِ
أُمَــيْــــمَــــةُ لا يُــخْــــزي نَــثــاهــا خَــلــيــلُــهـــــــا إذا ذُكِـــرَ النِّسْـــوانُ، عَـــفَّـــتْ وجَلَّتِ([4])
إذا هـــو أَمْـــســـــــــى، آبَ قُــــــرَّةَ عَـــيْـــنِـــــــــــــهِ مَآبَ السَّعيدِ، لم يَسَلْ: أَيْنَ ظَلَّــــتِ([5])
وحبيبةُ علقمة الفحل منَعَّمَةٌ وعفيفةٌ أيْضًا، لا يُسْتطاعُ التقرُّب منها، ولا التّكلُّم معها، لا تفشي سرَّ زوجها، ولا تخونه في غيابه، بل تنتظر إيابه، لِتُرْضيه. قال (مِنَ الطّويل):
مُنَعَّمَــــةٌ لا يُــــسْــــتــطــــــاعُ كَــــــــلامُــــهــــــــــــا عــلــــى بــابــهــا مِــنْ أَنْ تُــــــزارَ رقــــيــــــــــــــــبُ
إذا غــابَ عَنْهــا البَعْــلُ، لا تُفْشِ سِــرَّهُ وتُرْضي إيابَ البَعْلِ حيـــــــنَ يَؤوبُ([6])
وحبيبةُ حسّان بن ثابت مهذَّبة ومطهَّرة من كلّ رذيلة، وباطِل. قال (مِن الطّويل):
مُــهَــذَّبــــةٌ قَــــدْ طَــــيَّــــبَ اللهُ خِــــيـــمَــــهـــــا وطَــهَّــــرَها مِـــنْ كُــــــلِّ ســــــوءٍ وبـــاطِـلٍ([7])
ولَيْلى المجنون مُطَهَّرة أيضًا من الفُحْشِ والنُّكْرِ، لا تغادِر بيتها لا في النّهار ولا في اللّيل، ولو مسافة شبرْ واحد. قال (مِنَ الطّويل):
لَــقَــدْ أَصْــبَــحَــتْ مِــنّــي حَصانًــا بــريـئــــــةً مُطَهَّرَةً ليلـى مِــنَ الفُحْــشِ والنُّـــكْــــرِ([8])
مِنَ الخَفِراتِ البيضِ لم تَدْرِ مــــــا الخنــــا ولَمْ تُلْفَ يومًــا بعـد هَجْعَتِها تَسْري([9])
وَلا سَمِعوا مــن ســائِرِ النّــــاسِ مِــثْــلَــهــــــــــــا ولا بَرَزَتْ في يَوْمِ أَضْحى ولا فُطْـــرِ([10])
بَرَهْرَهَةٌ كالشَّمْسِ في يَوْمِ صَحْوِهــــــــــــا مُنَعَّمَـــــةٌ لَـمْ تَخْــطُ شِـبْـرًا مِـــنَ الحَـــــذْرِ([11])
وجميل بثينة لم يَنَلْ من حبيبته سوى التّمَنُّعِ والمطْل في الوعد. قال (مِنَ الطّويل):
وإنّــي لَأرْضــــى مــــن بُــثَــيْــنَـــــــــةَ بــــالَّــــــذي لَــوَ ٱبَـــصَـــرَهُ الواشــي لَقَرَّتْ بَــلابِلُـــــهْ([12])
بــــــ”لا، وبــــــ”ألّا أَسْــــتَـــطيــــعُ” وبالـمُنـــــــى وبالوَعْدِ حَتـــّى يَسْــــأَمَ الوَعْــــدَ آمِــــلُـــــــــــهْ
وبالنَّظْرَةِ العَجْلى وبالحَـــــوْلِ تَنْقَضـــــــــي أَواخِــــــــرُهُ، لا نَـــــلْـــــتَــــقـــي وأَوائِــــــلُـــــــــــــــهْ([13])
ونِساء بشّار بن برد، أُنْس، لَيّناتُ الحديث، لكنَّهن شريفات مؤمنات يصدُّهنّ إيمانُهُم بالإسلام عن الخنا. قال (مِنَ الكامِل):
أُنْـــــسٌ غَـــرائِـــرُ، مـــا هَـــمَـــمْـــنَ بـــريـــبــَـــــــــــــةٍ كَـــظِـــبـــاءِ مَـــكَّـــةَ صَـــيـْــدُهُـــــــــنَّ حَــــــــــــــــرامُ
يُحْسَــــبْــــنَ مِــــنْ لــــيــــنِ الحــــديـــثِ زَوانيًــــــا ويَصُـــــدُّهُـــنَّ عــــــــــنِ الخنـــــــــــا الإسلامُ([14])
أمّا الفتاة الّتي تتبذَّل، وتصبح مطْمَع من يراها، وتهب جَسَدَها لِمَن اشْتهاه، فيعافُها من كان يُحبُّها عياف المؤمِن من الشّيطان الرّجي. وتصوير هذه الحالة قليل في الشِّعْر العربيّ، وخير من يمثِّلها محمّد بن يوسف بن محمّد الإربلي في قصيدته التّالية (من المديد):
قُــــــلْ لـِـــــجــــــيــــــــــــرانٍ مَــــــواثــــــيــــــقُــــــهُـــــــــــــــــــــمُ كُــلَّــمــــــا أُحْــكِـمُهـــــــا، رَثَّـــــتْ قِواهــــــا([15])
كُــنْــتُ مَــشْــغــوفًــا بِــكُــمُ إذ كُــنْــتُــــــــــــــــمُ شَــــــجَــــــرًا لا تَــــــبْــــــلُــــــغُ الطَّيْــــــــــــرُ ذُراهـــــــــا
لا تـــبــــــاتُ اللَّيْـــــــــــــــــــــلَ إلّا حَـــــــــوْلَهـــــــــــــــــــــا حَــــرَسٌ تَـــرْشَــــــحُ بـــالمــــــوتِ ظُبـــاهـــــــــا([16])
وإذا مُــــــدَّتْ إلــــــــــــى أَغْــــــصــــــانِــــــهـــــــــــــــــــــا يَــــدُ جــــانٍ، قُـــــطِـعَـــــــتْ دونَ جـنــاهــــــــــــا
فـتـراخــى الأَمْــــــرُ حـتَّــــــــــى أَصْـبَــحَــــــــــــتْ هَـــمَـــلًا([17]) يَـــطْمَــعُ فــيــهــــــا مَــــنْ يــراهــــــــا
تَخْصَــــبُ الأَرْضُ، فــــــــلا أَقْــــــــرَبُــــــــهــــــــــــــــــا رائــــــدًا إلّا وقَــــــــــــــــدْ عَــــــــــــزَّ حِمــــــاهـــــــــــا([18])
لا أرانــــــــــــي اللهُ أَرْعــــــــــــــــى رَوْضــــــــــــــــــــــــــــــةً سَــهْــلَــةَ الأَكْنــافِ مَنْ شاءَ رعاهــــــا([19])
2- الغُنْج والدَّلال
الدَّلال أَوِ الغُنْج هو رَفْضُ أمْرٍ ظاهِرًا، وإرادته باطنًا. وهو من أهمّ طِباع الأنثى، حتّى قيل: “طبْعُ النِّساءُ الدّلالُ”. وهو نتيجة الحياءِ والعِفّةِ، والمطْلِ، والبُخْلِ.
ولعــلَّ أقــدم صــورة لــــدلال المــرأة تــلــك الّتــي صــوّرها امــرؤ القيـس، حـيــن دَخَلَ خِدْرَ حبيبته
عُنَيْزة، فتتدلَّلَتْ عليه بالرَّفْضِ، مُتَعَلِّلَةً بخوفِها من عَقْرِ بعيرِها. وهو عُذْرٌ يدعو حبيبها إلى البقاءِ في
خِدْرِها، وليس فِراقها. قال (مِنَ الطّويل):
ويَـــوْمَ دَخَلْـــتُ الخِـــدْرَ خِـــــدْرَ عُنَيْـــــــــــــزَةٍ فقالَـتْ: لَــكَ الوَيْـلاتُ، إنَّكَ مُرْجِلي([20])
تــقــــولُ وقَــــدْ مــــالَ الغــبــيــطُ بــنــا مــعًــــا: عَقَرْتَ بعيري، يا امْرَأَ القيــسِ، فانْزِلِ([21])
وصِفَةُ الدَّلالِ مُلازِمةٌ لِكُلِّ حبيباتِ الشُّعراءِ، إذْ لم يصف شاعِر حبيبته إلّا وقال: إنَّها مُدَلَّلَة. وصِفَةُ الدَّلالِ أهمُّ صِفاتِ المرأةِ الّتي يحبُّها الرّجل فيها، ولم أقع علـى شاعِرٍ نَفَرَ مِنْ حبيبته لدلالها، بل كان هذا الدّلالُ يروقه، ويزيده شغفًا بِها.
قال جميل بُثينة (مِنَ الطّويل):
ولَسْتُ على بَذْلِ الصّفــــــاءِ هَوَيْتُهــــــــــــا ولكِـــــنْ سَبَتْنــــي بالـــــدَّلالِ وبالبُخْـلِ([22])
وقال (مِنَ الطّويل):
فقُلْتُ: أَصَرْمٌ أَمْ دَلالٌ؟ وإنْ يــــكُـــــــــــــنْ دَلالٌ، فـــهـــذا مِـــنْـــكِ شَــــــيْءٌ مُمَلَّــــــحُ([23])
وقال جرير (مِنَ الكامِل):
إنْ كــــانَ طِــــبُّــــكُــــمُ الــــدَّلالَ فــــــــإنَّــــــــــــــــهُ حَسَـــــنٌ دَلالُـــــكِ، يـــــا أُمَيْـــمُ، جَميــلُ([24])
وقال العبّاس بن الأَحْنف (مِنَ الطّويل):
وإنْ كانَ هـــذا الصَّـــرْمُ مِنْــــــكِ تَدَلُّـــــــــلًا فَأَهْــــلًا وسَـــهْلًا بالدَّلالِ الـمُخالِبِ([25])
وقال قيس لبنى (مِنَ البسيط):
فأصْبَحَتْ لُبْنى عَنْــكَ اليــومَ نــازِحَـــــــــــــةً ودَلُّ لُبْنــى، لَهـا الخَيْــــراتُ، مَعْســـــولُ([26])
ويظهر الدّلال في الحديث، وقد خصَّصْتُ لرقّة حديث المرأة، فقرةً في بحثي هذا، ومنه قول مجنون ليلى – وما أَرْوَعه! (مِنَ الطّويل):
أقـــــولُ لِظَبْــيٍ مَـــرَّ بـــي وهْـــوَ شـــــــــــــــارِدٌ: أَأَنْتَ أخــو لــيــلــــى؟ فــقــــال: يُــقــــالُ([27])
كما يظهر في مشيتها، وهي تتثنّى بقوامها اللّدن اللَّيِّن كقضيب الرّمّان. قال البحتريّ (مِنَ الطّويل):
ومَهْزوزَةٍ هَــــزَّ القضيــــبِ إذا مِشَـــــــــــــــتْ تَــثَــــنَّــــتْ عــلــــى دَلٍّ وحُــــسْــــنِ قَــــــــــوامِ([28])
وقال بشّار بن برد (مِنَ الكامِل):
ويَشكُّ فيهـــا النّـــاظِــــــرونَ إذا مَـــشَــــــــتْ أتَســــــــيلُ أَمْ تَمْشـــــــي لَـــــــهُـــــــمْ تـَـــأْويدا([29])
أَرْخَتْ على قَصَبِ الرَّوادِفِ فانْثَنَــتْ كــالخَــيْــــــــزَرانَــــــــــةِ لَــــــدِنَــــــــــــةً أُمْــــــلـــــــــودا([30])
وكأَنَّهـــــا شَـــــرِبَــــــــــتْ سُـــــلافَــــــــــةَ بـــــابــــــــــــلٍ بالسّاهريَّةِ خالَـــطَـــــــــتْ قِــــــنْــــــديــــــــــــدا([31])
وغالِبًا ما يجمع الشّاعِرُ دلالَ حبيبته معَ صِفة أو صِفات أخرى محبَّبة في المرأة. فها هو جرير يقول: إنَّ نِساءه تجمع إلى الدّلال الخُلْف بالوعود، وجمال الجسم. قال (مِنَ البسيط):
يَجْمَعْــــنَ خُـلْفًا ومَوْعـــــــودًا بَخِلْــــــــنَ بِــــــــــــهِ إلـــى جَـــمـــالٍ وإدْلالٍ وتَـــــــصْـــــويـــــــــــــرِ([32])
وكذلك يقول النّابغة الشَّيْبانيّ (مِنَ الكامِل):
وتُــــــــريــــــــكَ دَلًّا آنِــــــــسًـــــــــــــا وتَـــــــفَــــــــتُّــــــــــلا ويـَــزيـــنُ ذاكَ بَـــهـــاؤهــــــا وقَــــــوامُـــهـــــــــــــا([33])
3- الحَياءُ
الحَياءُ هو الحِشْمةَ، وظاهِرةٌ تُعَبِّرُ عَنِ الخَوْفِ مِنَ الظُّهورِ بمظاهِرِ النّقْصِ، وتجنُّب ارتكاب الشّرّ، حَذَرًا مِنَ الذّمِّ واللَّوْمِ. و”الخجل: التَّحَيُّر والدَّهَش مِنَ الاسْتِحْياء”([34]).
والحياءُ دليلُ عِفَّةِ المرأة، وتصوّنها، وتمنّعها، وأنوثتها. وقد تكون المرأة عفيفة، لكنَّ حياءها قليل، فتُبْدي بعض محاسنها، أو تضحك بخِفّة، أو تتحدَّث بِقِحة. ويكادُ الحياءُ أن يكون أشدَّ جاذبيّة من جمالها. قال بوشكين: جمال بلا حياءٍ وَرْدَةٌ بِلا عِطْر([35]).
ودلائل حياء المرأة مشيتها الرّزينة، وحديثها المتَّزِن، وضحكتها النّاعمة، وقلّة زياراتها، وعدم تسقّط الأخبار.
يصِفُ الشّنْفرى حبيبته في مشيتها، فيقول: إنَّها لم تُسْقِطْ قِناعها، ولا تتلفَّتُ يمينًا أو شِمالًا، كما تفعل الوقحات الوضيعات، ناظِرةً، من شِدَّةِ حيائها، إلى الأرض، كأنَّها تبحث عن شيءٍ ضاعَ مِنْها، وإن كَلَّمَتْكَ، لم تُطِلْ حديثها.
يقول (مِنَ الطّويل):
لَقَدْ أَعْجَبَتْنــــي لا سُــقــوطًــا قِنـــاعُــهـــــــــــا إذا مَــشَـــــــتْ، ولا بِــــــذاتِ تَــــلَــــفُّــــــــــــــــــــتِ
كــأنَّ لــهــــا فــي الأَرْضِ نِــسْــيًــــا تَقُصُّـــهُ على أمِّها، وإنْ تُكَلِّمْكَ تَبَلَّــــــــــــــــــتِ([36])
وحبيبةُ مَرْوان بن أبي حَفْصة تجمع الحياءَ والدَّلال. قال (مِنَ الطّويل):
طَــرَقَــتْـــكَ زائِــــــرَةً، فَــــحَــــــيِّ خَــيــــالَــهـــــــــــــا بَــيْــضــــاءُ تُــخــالِــطُ بــالحــيــــاءِ دلالَهـــــــــا([37])
وحبيبة جميل بُثَيْنة تجمع جمال الجسد والدّلال والحياء. قال (مِن الطّويل):
قَطــوفٌ ألــــوفٌ لِلْحِجــــــالِ يــــزيــــنُــــهــــــــــا مَعَ الدَّلِّ منها جِسْمُهــــا وحَياؤهـــــــا([38])
وحبيبة المجنون تجمع إلى الحياء قلّة الكلام. قال (مِنَ الكامِل):
خَوْدٌ، إذا كَــثُــــرَ الكــــلامُ، تَــعَـــــــــــــــوَّدَتْ بِحِمى الحياءِ، وإنْ تَكَلَّمَ تَقْصِدِ([39])
والمستحِمّة الّتي رأت أبا نواس يراقبها، استَحْيت، فورَّد الحياءُ وَجْهها. قال (مِنَ الوافِر):
نَضَتْ عَنْها القميصَ لِصَــــــبِّ مــــــــــــــــاءٍ فَـــــــوَرَّدَ وَجْـــــــهَـــــــهـــــــا فَـــــــرْطُ الحَيــــــــــــــاءِ([40])
أمّا حبيبة ابن المعتزّ، فَخَدُّها يَصْفرُّ من الحياءِ حينًا، ويورِّدُ حينًا آخر. قال (مِنَ الكامِل):
ويَــظَــــلُّ صَــبّــــــــاغُ الحَــيــــــــاءِ بِــخَـــــــــــــــــــــــــدِّهِ تَـــعِــــــــبًــــــــا يُعَصْفِــــــــــــــرُ تــــــــارَةً ويُــــــــــــوَرِّدُ([41])
4- الأُنْس
الأُنْسُ خِلافُ الوحشة، والمقصود بِه هنا لطفُ المعاشرةِ، وحُسْنُ المخالَطةِ، ولذَّةُ المحادثة، والاستمتاعُ بالجلوسِ معَ الآخَر، وعَدَم الملَل والضَّجر.
والآنِسة، في اللّغة، “الفتاةُ الطَّيِّبةُ النَفْسِ، المحبوبُ قربُها وحديثُها، يُؤْنَسُ بها”([42]).
وتردَّدت كثيرًا في الشِّعْر الغزليّ لفظة ألفاظ: الآنِسة، والأَوانِس، والأُنْس، والآنسات.
ولا يُذْكر أُنْس المرأة إلّا ومعه صِفة أو صِفات محبَّبة إلى نفس مُحِبِّها. وها هي حبيبة عُمَر بن أبي ربيعة يجمع إلى أنسها حَوَر العينين وعذوبَةَ الفم. قال (مِنَ الكامِل):
حَــــــــــــوْراءُ آنِــــســـــــــــــةٌ، مُــــقَــــبَّــــلُـــــــهــــــــــــــــــــــــــا عَـــــــــذْبٌ، كـــــــأَنَّ مَــــــــــذاقَــــــــــهُ خَمْــــــــــــــرُ([43])
وجمع الرّاعي النّميريّ في أوانِسهِ الحياءَ والعِفَّة والبراعة في اصطيادِ الرّجال، شبابًا كانوا أَوْ كهولًا. قال (مِنَ الطّويل):
جَوامِــــعُ أُنْــــــــسٍ فــــــــي حَيــــــــاءٍ وعِفَّــــــــــــــةٍ يَصِـدْنَ الفتـــى، والأَشْمَطَ الـمُتناهِيــــــا([44])
وحبيبة بشّار غَرّاء (بَيْضاء) ممتلِئة لحمًا، حَوْراءُ العينينِ، تُؤْنِسُ رائيها بخجلها وغنجها. قال (مِنَ المنسرِح):
غَـــــــــــرّاءُ رَيّــــــــــــــــــــا العِـــظـــــــــــامِ، آنِسَــــــــــــــــــــــةٌ مَــكْســــــورةُ العَيْــــــــنِ زانَــــــهـــــــا دَعَــــــــــــجُ([45])
وحبيبة معن بن أوس تجمع الأُنْس والدّلال ونغمةَ الحديث الرّائعة. قال (مِنَ الطّويل):
تَصَيَّــــــدُ أَلْبــــــابَ الرِّجــــــــــــالِ بِــــــأُنْــــــسِهـــــا ويَقْتُلُهُـــــم مِنْهـــــا التَّدَلُّـــــــــلُ والنَّغَـــــــــــــمُ([46])
5- رقَّة الحديث
الحديثُ عند المرأة ذو شَقَّيْن: الأوّلُ طريقةُ الحديثِ وما يحويه من عَذْب الكلامِ، وحُسْنِ المقالِ، ورَوْعَةِ التّعبيرِ، ووَفْرَةِ التّأثير. والثّاني نَغْمةُ الحديثِ، فكمْ من مُتَحَدِّثات مُتْقِناتٍ لِفَنّ الحديثِ وطرائقِهِ، ساءَ حديثُهنَّ بسوء نَغْمَتِه.
والصَّوْتُ الرَّخيم العذْبُ الهادئ الخفيض يَجْذُب المرأةَ، ويُحَبِّبُ بها السّامعين، ويتعشّقها النّاظرون. وكم يكون الأَمْرُ ساحِرًا حين تَجْمَعُ المرأةُ بينَ جمالِ الصّوْتِ وعذوبته، ورِقَّةِ الحديثِ ولطافتِه وعمْقِه.
قال بشّار بن برد يَصِفُ رِقّةَ حديث صواحِبهِ (مِنَ الكامِل):
أُنْـــــسٌ حَـــــرائِـــــرُ مـــــا هَمَمْــــــــــنَ بِريبَــــــــــــــــــــــةٍ كَظِبـــــــاءِ مَــــكَّــــــةَ صَيْــــدُهُــــــنَّ حَـــــــــــــــــــرامُ
يُحْسَــبْــــنَ مِــــنْ ليــــنِ الكــــــــلامِ زَوانــــيًـــــــــــــا ويُصُـــدُّهُــــــنَّ عَــــــنِ الخَنـــــــــا الإسْـــــلامُ([47])
وجَمَع مَعْن بن أوس في حبيبته الأُنْس والدَّلال ونغمة حديثها الجميلة. قال (مِنَ الطّويل):
تَصَيَّــــــدُ أَلْبــــــابَ الرِّجــــــــــــالِ بِــــــأُنْــــــسِهــــا ويَقْتُلُهُـــــم مِنْهـــــا التَّدَلُّـــــلُ والنَّغَـــــــــــــمُ([48])
وشبّهوا حديثَ الحبيبةِ بالدّرّ. قال أبو تمّام (مِنَ الطّويل):
أحاديــثُـــهـــــــــــــا دُرٌّ، ودُرٌّ كَــــــلامُـــهــــــــــــــــــا ولَـمْ أَدْرِ دُرًّا قَبْلَــــــه يَنْظُــــــمُ الــــــــــــــــدُّرَّا([49])
وقال جميل بُثينة (مِنَ الكامِل):
غَـــــرّاءُ مِـبْســــــــــامٌ كَـــــــــأَنَّ حَــديــثَــــــــهـــــــــــــــا دُرٌّ تَــحَــــــــــــدَّرَ نَــــظْــــمُـــــــــــه مَــنْــــــثــــــــــــــورُ([50])
وقال بشّار بن برد (مِنَ الوافِر):
حَـــــــوْراءُ المـــــــدامِـــــــعِ مِــــــــــــــنْ مَـــــــعَـــــــــــــــــــــــدٍّ كَـــــــأَنَّ حَـــــــديـــــــثَهـــــــا قِطَــعُ الجُمـــــانِ([51])
وحديثها ما قَلَّ ودَلَّ، لا هَراءَ فيه يُمْللِ السّامِع، ولا إيجازٌ مُخِلٌّ في المعنى. قال ذو الرّمّة (مِنَ الطّويل):
لــهــا بَشَــرٌ مِــثْــــلُ الحــريــــــــرِ ومَــنْـــطِــــــــــــــــــقٌ رَخـــيـــمُ الحـــواشــــــي لا هُـــراءٌ ولا نَزْرُ([52])
وقال عُمَر بن أبي ربيعة: إنَّ حبيبته لا تُكْثِر من الكلام، بل تنتقي منه أَهَمَّهُ وأَكْثَرَه بلاغةً وتأثيرًا.
قال (مِنَ الكامِل):
وإذا تُنازِعُـــــكَ الحـــــديـــــثَ تَــــظَرَّفَـــــــــــــــتُ أَنْــــفَ الحديـــثِ ولَـــــــمْ تُـــــــرِدْ إكْثــــــارا([53])
وحديثها يلتَذُّ بِه سامِعُه. قال يزيد بن معاية (مِنَ الطّويل):
وتَلْتَـــــذُّ مِنْهــــــــا بالحديــــثِ وقَــــدْ جـــــرى حَديثُ سِواها في خُروقِ المسامِــــــــعِ([54])
ولِلَذاذته، يودّ جليسُها ألّا توجز كلامَها، بل تعيده. قال ابن الرّومي (مِنَ الكامِل):
وحديثُها السِّــــحْرُ الحَــــلالُ لَــــــــوَ ٱنَّهــــــــــا لَــــــمْ تَجْـــــنِ قَــــتْـــــــلَ الـمُسْلِـــــــمِ الـمُتَحَـــــرِّزِ
إنْ طالَ، لَـــمْ يُمَلِلْ، وإنْ هِيَ أَوْجَــــزَتْ وَدَّ الـمُحَـــــــدِّثُ أنَّهـــــا لَـــمْ تُـــــوجـــــــــــــــزِ([55])
وقال مجنون ليلى (مِنَ الطّويل):
مِـــنَ الخـــفِــــــراتِ البيـــضِ وَدَّ جَليسُـــهــــــا إذا ما انْقَضَتْ أُحْدوثَةٌ لو تُعيدُهــا([56])
وهو لِمَلاحتِه، لا يُنْسى. قال جميل بُثينة (مِنَ الطّويل):
تَذَكَّـــرَ مِنْـــهـــا القَـــلْـــبُ مــــــا لَيْــسَ ناسِيًا مَــلاحَــةَ قَــوْلٍ يَــــوْمَ قــالَــتْ ومَــعْهـــدا([57])
ولِشِدَّة وقْع حديثها في القلوبِ حلاوةً ولذاذَةً، قال كُثَيِّر عزّة: إنَّ الوُعول العَصْماء في رَضْوى، لو سمعته، لتركَتْ جبالها، وتَقرَّبَتْ إليها. قال (مِنَ الطّويل):
ولَــــوْ بَــــذَلَـــتْ أُمُّ الــوَلــيــــدِ حَــديــــثَــهــــــــــــــا لِعُصْمٍ بِرَضْوى، أَصْبَحَتْ تَتَقَــــرَّبُ([58])
وكذلك لو سمِعها رهبانُ مَدْين، لتركوا عبادتهم، وجاؤوا إلى عَزَّة ليسجدوا لها. قال (مِنَ الكامِل):
رُهْبـــــانُ مِدْيَــــــــــن والّذيـــــنَ عهدْتُهُــــــــــــــمْ يــبــكــونَ مــــن حَـــــذَرِ العَـــــذابِ قُعـــــــودا
لَــوْ يسمعونَ كما سمِعْتُ كَلامَهــــــــــــــا خَـــرّوا لِـــعَـــــــزَّةَ رُكَّــــــعًـــــــا وسُجــــــــــــــــــــودا([59])
6- الصَّدُّ والتَّمَنُّعُ والبُخْلُ
الصَّدُّ هو الإعراض والصُّدوف، والمنْعُ هو أن تحول بين الرّجُل والشّيْء الّذي يريده، والبُخْلُ ضِدُّ الكَرَمِ والعطاءِ، والمقصود بِه هنا عدم إعطاء الحبيب ما يطلبه من حبيبته قُبَلًا، ولقاءات، ونحوهما. ودواوين الشّعراء، وخاصّةً الشّعراء المتيَّمين، مَمْلوءةٌ بألفاظ الصّدِّ والمنْعِ والصَّرْمِ والبُخْلِ ومشتقّاتها.
يقول طرفة بن العبد: إنَّ حبيبته في شِدَّةِ تمنُّعها، تريه النّجومَ ظُهْرًا (مِنَ الرّمل):
إنْ تَــــنَــــوِّلْـــــــــه، فَـــــقَــــــــــدْ تَـــمْــــنَـــــــــعُـــــــــــــــــــــــــــه وتُـــريـــهِ النَّـــجْـــمَ يَـــجْـــري بالظُّهُــــــــــــــــــــرْ([60])
ويُفَضِّلُ المجنون ليلى على غيرها، وهو على ثِقةٍ بأنَّ حَظَّه منها الصُّدود (مِنَ الطّويل):
وأَمْنَحُهـــــــا أَقْصــــــى هَــــــوايَ وإنَّنــــــــــــــــــــي على ثِقَةٍ مِنْ أَنَّ حَظّـي صُدودُهـــــــــــا([61])
وهو، إن أرادَ تقبيلَها، مالَتْ عنه، ونَفَرَتْ نفور فَرسٍ جَموحٍ عنيفٍ حثَّ حَبْلَ لجامِهِ وارتخى
(مِنَ الطّويل):
إذا سُمْتُها التَّقْبيلَ، صَدَّتْ وأَعْرَضَـــــتْ صُــدودَ شَموسِ الخَيْــلِ صَـــــلَّ لِجامُها([62])
وقال كُثَيِّرُ عَزَّةَ (مِنَ الطّويل):
كَأَنّي أُنادي صَخْرَةً حينَ أَعْرَضَـــــــــــــتْ مِنَ الصُّمِّ لو تَمْشي بها العُصْمُ زَلَّتِ([63])
وواللهِ، مــــــا قــــــارَبْــــــتُ إلّا تباعَـــــــــــــــــدَتْ بِـــصَـــرْمٍ، ولا أَكْـــثَـــرْتُ إلّا أَقَـــــــــلَّـــــــتِ([64])
وعانى جرير هَجْرَ حبيبته وصَدّها ثلاث سنين، فقال (مِنَ الوافِر):
ألَمْ يـــكُ فـــي ثــــلاثِ ســــــنينَ هَجْـــــــــــــــــرٌ فقَـــــدْ طـــــالَ التَّجَنُّــــــبُ والصُّــــــــــدودُ([65])
والبُخْلُ في حبيبة قَيْس لُبنى طبيعة وسجيّة. قال (مِنَ الطّويل):
لَــقَــــدْ بَخَــلَــــتْ حتّــى لــــو أنّــي سَــألْــتُــهــا قذَى العَيْنِ من سافي التُّرابِ، لَضَنَّتِ([66])
فإنْ مَنَعَتْ، فالبُخْـــــلُ مِنْهـــــــــــا سجِيَّــــةٌ وإنْ بَذَلَتْ، أَعْطَتْ قليـــلًا، ومَـنَّـــــتِ([67])
وقال جميل (مِنَ الطّويل):
ألا إنَّهــــا لَيْسَــــتْ تجــــودُ لِــــذي الهـــــــــوى بَلِ البُخْلُ منهــــــا شيمـــــةٌ وخَلائِـــــــــــــقُ([68])
ويَقُلْــــــــنَ: إنَّـــكِ، يـــــــا بُثَيْــــنُ، بَخيــلـــــــــــةٌ نَفْسي فِداؤكِ مِـــنْ ضنيــــــنٍ بــــاخِــــــــلِ([69])
وحبيبةُ البحتريّ تجمع البُخْلَ والصُّدودَ، قال (مِنَ البسيط):
تِلْكَ البَخيلةُ ما وَصْلـــي بِـمُنْصَــــــــرِفٍ عَلَيْهـــا، ولا صَدُّها عَنّـــي بـمَصْــــــدودِ([70])
7- المَطْل في المواعيد
الـمَطْلُ هو التّسْويفُ في إنجاز الوَعْد، وعدم الإيفاء بالعهود في أوقاتها. والمقصود بِه هنا، نَوْع مِنَ الدَّلَعِ الأنثويّ، يقوم على تأجيل وصالِ الحبيب، والبُخْل بما يطلبه، بهدف إذكاء الشَّوْقِ في نفسه. إنَّه نتيجة الحياءِ والعِفّةِ والدّلالِ معًا، وليس كذبًا أو نفاقًا، أو عدم وفاء.
شبّهوا مواعيدها بمواعيد عُرْقوب([71]) الّذي ضُرِب بِه المثل في إخلاف الوعود.
قال علقمة بن عبدة الفحل (مِنَ الطّويل):
وقَدْ وَعَدَتْك مَوْعِدًا، لـــو وفَــــــتْ بـِـــــــــــهِ كَمَوعودِ عُــرْقــــــوبٍ أَخـــــــــاهُ بيَثْـــــرِبِ([72])
وقال كعب بن زهير: إنَّ الإخلاف بالوعد خُلَّةٌ تسري في دم حبيبته (مِنَ البسيط):
يا وَيْحَها خُلَّةً، لـــــو أنَّهــــــــــا صَـــــدَقَــــــــــــتْ ما وَعَدَتْ أو لَوَ أَنَّ النُّصْحَ مَقْبـــــــــــــولُ
لكنّهــــا خُــــــــلَّــــــــةٌ قـــــد سيـــطَ مِـــنْ دَمِهـا فَــجْــــعٌ وَوَلْــــعٌ وإخْـــــلافٌ وتَبْديـــــــــــلُ([73])
وما تَـمَسَّكُ بالوَصْــــلِ الّــــذي زَعَمَــــتْ إلّا كـــمـــا تُـــمْـــسِــــــكُ المــــــاءَ الغـــرابيـــــــــلُ
كانتْ مَواعيــــدُ عُرْقــــــــــوبٍ لهـــــــا مَثَــــــــلًا ومــــا مَــــواعيــــدُهــــــــا إلّا الأَبـــاطـــيـــــــــلُ([74])
والمسافة بين وَعْد سَوْداء، حبيبة حاتم الطّائيّ، وتحقيقه كالمسافة بيْننا وبين النّجوم. قال
(مِن الطّويل):
ألا أَخْلَفَــــتْ سَــــــــوْداءُ مِنْــكَ المــــواعِــــــدُ ودونَ الّــذي أمَّــلْــــتَ مِنْــهــا الفَــراقِدُ([75])
وشبّه جميل بثينة إخلاف حبيبته بالوعد، بالسَّحابَةِ الّتي يُرجى مطَرها، فلا تمطر. قال (مِنَ الكامِل):
مــا أَنْــتِ والــوَعْــــدَ الّــــذي تـَـعِــديــنَــنــــــــــي إلّا كَــبَــــرْقِ سَــــحــــابــــةٍ لَــــمْ تُــمْــطِــــــــرِ([76])
وهو بات راضيًا منها بالمنى وبالوعد يسأم من يتوقّع تحقيقه. قال (مِنَ الطّويل):
وإنّــي لَأرْضــــى مِــــنْ بُــثَــيْــنَــــةَ بــــالَّـــــــــــذي لَــوَ ٱبْـــصَـــرَهُ الواشــي، لَقَــرَّتْ بَــلابِلُـــــــــــــهْ
بــــــ”لا، وبــــــ”ألّا أَسْــــتَـــطيــــعَ” وبِالـمُنـــــــى وبالوَعْدِ حَتـــّى يَسْــــأَمَ الوَعْدَ آمِـلُــــــهْ([77])
ويستحضِر عُمَر بن أبي ربيعة صورة الدّائن والمدين. فهو الدّائن، وحبيبته المدين الّتي تمطل إيفاء الدّيون، وهي ميسورة مَطَلَتْ سنة وبعضَ سنة، تَتَعَلَّل بالأعذار، لتُبَرِّر مطْلها. قال (مِنَ البسيط):
مَطَلْـــتِ دَيْـــنـــي، وأَنْـــتِ اليَوْمَ موسِـــــــرَةٌ أَحْبِــــبْ بهــــا مِــــنْ غَريمٍ موسِرٍ مَطَـــلا([78])
مــطَــلْــتِــــهِ ســنــــــةً حَــــــــــــوْلًا مُــــجَــــرَّمَــــــــــــــــــــةً وبَعْضَ أخرى، تَجَنَّى الذّنْبَ والعِلَلا([79])
وهو، كلّما طالبها بتنفيذ وعدها، ضحكَتْ، ووعَدَته بتنفيذه بعد غد. قال (مِنَ الرَمل):
لَيْـــــتَ هِـــــنْـــــدًا أَنْــجــزَتْــــنــــــــا مــــا تَــــعِــــــــــــــدْ وَشَــــــفَــــــتْ أَنْفُسَــــــنــــــا مــــــِمّــــــا تَــــــجِــــــــــــــدْ
كُلَّمـــــا قُـــــلْـــــتُ: مـــــتـــــى مـــــيـــــعـــــادُنــــــــــــــا ضَـحِكَتْ هِــنْــدٌ، وقــالَتْ: بَعْـدَ غَدْ([80])
وحبيبة ابن المعتزّ تجمع إلى دلالها الكذب في مواعيدها، وقِصَر الوفاء لحبيبها، فتُسبِّب له التّعب بتلوّنها. قال (مِنَ المتقارب):
وحُـــلُــــــوُ الــــــدَّلالِ مَــــــلـــيــــــحُ الغَــــــضَــــــبْ يَشوبُ مَــــواعــــيــــــــدَهُ بــــالــــكَــــــــــــــــــــــــــذِبْ
قَـــصـــيــــــــــــــرُ الـــوفـــــــــــــــــاءِ لِأحْـــــــــبــــــابِـــــــــــــــــــهِ فَـــــهُــــــــــمْ مِـــــنْ تَـــــلَـــــوُّنِــــــــــهِ فـــــي تَعَـــبْ([81])
8- التّقلُّب
وُصِفَت المرأة بالتَّقَلُّبِ والتَّلوُّنِ. فقالوا: إنَّها تُمنّي وتُخْلف، وتعِد وتحنث. ترمـــي شـــبـــاكـــهــــا، فتصيد الرّجل، فإذا وقع في حبّها، واستوثَقَ من وصالها، تقلَّبَت، ومنعته، وصَدَّته.
وفي تقلُّبها آراء، منها ما يُرَدّ إلى عِفّتها وحيائها، إذ بدافعٍ من عاطفتها، تعد الرّجل بالوِصال، لكنّها ما تلبث أن تتذكَّر حياءها، فتمنعها العِفّة، فَيَتَّهمها الرّجل بالنُّكوث والتّلوّن.
وقد يكون مَردّه إلى أنّها مسوقة بالفطرة الجنسيّة إلى أن تُعْجِب وتُحَبّ، فكُلَّما كَثُرَ المحبّون والمعجبون، ازداد إرضاؤها لغرورها، وازدادت افتنانًا بنفسها وجمالها.
والثّابت أنّها تحبّ الرّجل في شبابه وعنفوانه، فإذا كَبُر، أو غزا الشّيْب شَعْره، انقلبت عليه، وانصرفت عنه.
يصوّر كعب بن زهير تلوّنَ حبيبته، فيقول (مِنَ البسيط):
فمـــــا تَـــــدومُ علـــــى حــــــــــالٍ تكونُ بهـــــــا كمــا تَلـــــــوَّنُ فـــــــي أثـــــوابـهـــــــــــــا الغُـــــــــولُ
وما تَمسَّكُ باِلوَصْلِ الّــــــذي زَعَــــــمَــــــتْ إلّا كمـــــا تُمْسِــــــكُ المـــــاءَ الغَــرابيــــــــــلُ([82])
وشكا العبّاس بن الأحنف إلى الله تغيُّر حال حبيبته فَوز نحوه، فقال (مِنَ الطّويل):
إلـــى اللهِ أَشْــكــو أنَّ فَــــوْزًا تــغــــيَّــــــــــــــــــرَتْ وحالَتْ عــنِ العَهْدِ القديمِ فَأَنْهَجــا([83])
وكذلك يشكو جميل بُثينة، ويقول (مِنَ الطّويل):
وقالـــوا: نَــــــراها، يـــا جميــــــلُ، تَبَدَّلَـــــــــــتْ وغَيَّرَهـــــــا الـــــــواشـــي، فقُلْتُ: لَعَلَّهـا([84])
والأنثى تَصْرم بعد الوَصْل حبيبها، إذا شابَ، وهذه حالة حبيبة صالح بن عبد القدّوس الّذي قال (مِنَ الكامِل):
صَرَمَتْ حبالَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَــــــــــبُ والدَّهْــــــــرُ فيـــــــــه تَصَـــــــــــــرُّمٌ وتَـــقَــــــلُّـــــــــــــــبُ
نَشَـــرَتْ ذوائِـــبَـــهــــــا الّتــــــي تَــــــزْهــــــو بـــهـا ســــودًا ورَأْسُـــــكَ كالنَّعامَــةِ أَشـــــنَــــــــــــبُ
واسْـتَنْـفَـــــرَتْ لـمّـــــا رأَتْـــــــكَ، وطـــــالمــــــــــــــا كــانَــتْ تَحِــــنُّ إلــــى لِقــــاكَ وتَــــرْهَــبُ([85])
وهذه حال الكثير من الشّعراء المتيَّمين. قال الأخْطَل (مِنَ الكامِل):
ولَـــقَـــدْ أكـــونُ لَـــهُـــنَّ صـــاحِــــــبَ لَــــــــــذَّةٍ حَـــتَّــــــى تَـــــغَــــــيَّــــــــرَ حــــالُــهُــــــنَّ وحـالـــــــــــي
فَــتَــنَــكَّــرَتْ كَــمـــا عَــلَــتْــنــــي كَــبْــــــــــــــــــــــــرَةٌ عِـــنْـــــدَ الـمَشــيـبِ، وآذَنَـــــتْ بزَيـــــالِ([86])
وقال جرير (مِنَ الكامِل):
واستْنَكَـــــــرَ الفتيـــــــــاتُ شَيْـــــبَ الـمَفْرَقِ مِـــــنْ بَعْـــــدِ طــــــولِ صَبابَـــــــةٍ وتَشَـوُّقِ([87])
وقال عُمَر بن أبي ربيعة (مِنَ الخفيف):
والغَوانــــــــي، إذا رأَيْنَــــكَ كَــــــــهْــــــــــــــــــــــــــــلًا كــــــانَ فيهِنَّ مِــــــنْ هَـــــــواكَ التِــــــــــــــــواءُ([88])
وقال (مِنَ الطّويل):
وكُــــــــنَّ، إذا أَبْصَرْنَنــــــــــــــــي أو سَمِعْنَنــــــــــــي سَـعَيْنَ، فَرَقَّعْـــنَ الكُوى بِالـمَحاجِرِ([89])
وما أروَعَ قول الخليفة العبّاسيّ، المستنْجد باللهِ يوسف بن محمّد المقتفي (مِنَ الخفيف):
غيَّرَتْنـــــي بالشَّـــــيْبِ، وهْــــــــــوَ وقــــــــــــــــــــــارُ لَيْتَهــــــــا عَيَّــــــــــــــــرَتْ بمــــــــا هـــــــــــــو عــــــــــــــــــارُ
إنْ تَكُـــــنْ شـــــابَـــــتِ الذَّوائِــــــــــبُ مِنّــــــي فاللَّيالــــــــي تَزينُهــــــــــــــــا الأقمـــــــــــــــــــــــــــــارُ([90])
9- حبّ المال
ومَنْ مِنّا لا يحِبُّ المال؟ ومَنْ مِنّا لا يَسْعى إلى الغِنى بالطُّرُقِ الّتي يرتضيها اللهُ والأخلاقُ الرَّفيعة فــ﴿والْـمَالُ والْبَنُونُ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ كما يقول الله العزيز الحكيم؟ لكنَّ الشُّعراء يرون أنَّ النِّساء أكثر حبًّا للمالِ مِنَ الرِّجال، فَهُنَّ لا يَهوينَ منْ قَلَّ مالُه، أو مَنْ ذَهَبَ شبابُه. يقول علقمة ابن الفحل مصوِّرًا حبّ النِّساء للمال، وكرهَهُنَّ للشَّيْب (مِنَ الطّويل):
فــــإنْ تَــــسْــــألــــونــــي بالنِّســــــــاءِ، فَــــإنَّــــنــي خَبيــــــرٌ بِــــــأَدْواءِ النِّســـــــــــــــاءِ طبيـــــــــــــــــــــبُ
إذا شــــابَ رَأْسُ الـمَــــرْءِ، أو قَــــلَّ مــــالُــه فَلَيْـــسَ لَـــهُ فــــــي وِدِّهِــــــنَّ نَـــصـــيـــــــــــــــــــــبُ
يُــــــــرِدْنَ ثَراءَ المــــــــالِ حَيْــــــــثُ عَلِمْنَــــــــــــــــــه وشَرْخُ الشَّـــبابِ عِنْـــدَهُــــــنَّ عجيـبُ([91])
10- خاتمة البحث
أجمع الشّعراء العرب على معايير جماليّة نفسيّة للمرأة، وأهمّها عِفَّتها، فهي عصيّة عَمَّنْ يريد الوصول إليها، لم يعانقها، ولم يمسّها أحد قبل زواجها، وهي، بعد الزّواج، تحفظ عِرْضها وعِرْضَ زوجها.
ويزينها الدّلال، وهو مظهر من مظاهر الأنوثة المستَحَبّ، والحياءُ الّذي هو وليد العِفّة، والأُنْس بحيث يلتذّ الحبيب بقضاء الوقت معها، وكذلك برقّة الحديث، وإيجازه وعذوبته، فيتمنّى الحبيب لو تعيده، ويحسبه من لا يعرفها أنّ من رقّته زانية من الزّواني.
أمّا الصّدّ والتّمنُّع والبُخْل، فهي من سَجايا الأنثى، ووليد دلالها وعِفّتها، وغايتها زيادة الشّوق في قلب الحبيبِ، فــ”كُلّ محبوب مرغوب”، كما نقول في أمثالنا. وقلِ القول نفسه بالنسبة إلى شهرتها في مَطْل المواعيد.
أمّا تقلّبها، فهو عندما يشيب رأس من يرغب فيها من ناحية، ولزيادة شغف حبيبها بها من ناحية أخرى؛ وأمّا حبّها للمال، فكأنّه من طبيعة الأنثى مُذ خُلِقَتْ، وهو مظهر من مظاهر أهمّيّة المال من جهة، وحبّ المرأة كي تعيش مُترفة منعَّمة من جهة أخرى.
11- المصادر والمراجع
–أروع 365 قصيدة من الشّعر العربيّ والعالميّ، الدّكتور إميل بديع يعقوب، جروس برس، طرابلس (لبنان)، ط1، 2020م.
–ثمار القلوب في المُضاف والمنسوب، الثّعالبيّ، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف بمصر، لاط، 1985م.
–ديوان ابن الرّومي، شرح وتحقيق عبد الأمير علي مهنا، دار ومكتبة الهلال، بيروت، ط1، 1991م.
–ديوان شعر ابن المعتزّ، تحقيق الدّكتــور يــونــس أحــمــد السّــامــرائيّ، عالم الكتب، بيروت، ط1،
1997م.
–ديوان أبي تمّام= شرح ديوان أبي تمّام للخطيب التّبريزيّ، بعناية راجي الأسمر، دار الكتاب العربيّ، بيروت، ط1، 1992م.
–ديوان أبي نواس = شرح ديوان أبي نواس، إيليا الحاوي، الشّركة العالميّ للكتاب، بيروت، لاط، 1987م.
–ديوان الأحْوَص= شعر الأحْوَص الأنصاري، جمع وتحقيق عادل سليمان جمال، الهيئة المصريّة العامّة للتأليف والنّشر، القاهرة، لاط، 1970م.
–ديوان الأخطل، شرح راجي الأسمر، دار الكتاب العربيّ، بيروت، ط1، 1992م.
–ديوان امرئ القيس، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف بمصر، ط1، 1985م.
–ديوان البحتري، تحقيق حسن كامل الصّيْرفيّ، دار المعارف بمصر، ط2، لات.
–ديوان بشّار بن برد، بعناية محمّد الطّاهر بن عاشور، مطبعة لجنة التأليف والتّرجمة والنّشر، القاهرة، لاط، 1950م.
–ديوان جرير، تحقيق نعمان أمين طه، دار المعارف بمصر، ط3، لات.
–ديوان جميل بثينة، تحقيق الدّكتور إميل بديع يعقوب، دار الكتاب العربيّ، بيروت، ط1، 1992م.
–ديوان حاتم الطّائي، صنعة يحيى بن مدلك الطّائي، رواية هشام بن محمّد الكلبيّ، دراسة عادل سليمان جمال، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط2، 1990م.
–ديوان حسّان بن ثابت الأنصاري، تحقيق سيّد حنفي حسنين، دار المعارف بمصر، لاط، 1977م.
–ديوان ذي الرّمة، شرح أحمد بن حاتم الباهليّ، رواية أبي العبّاس ثعلب، تحقيق عبد القدّوس أبي صالح، مؤسّسة الإيمان، بيروت، ط1، 1982م.
–ديوان الرّاعي النّميريّ، جمعه وحقّقه راينهرت ﭬـابيرت، نشر فرنتس شتايز بقيسبادن، بيروت، لاط، 1980م.
–ديوان السُّليك بن السُّلكة، دراسة وجمع وتحقيق حميد آدم توبلي وكامل سعيد عواد، مطبعة العاني، بغداد، ط1، 1984م.
–ديوان الشّنْفرى، جمع وتحقيق وشرح الدّكتور إميل بديع يعقوب، دار الكتاب العربيّ، بيروت، ط2، 1991م.
–ديوان صالح بن عبد القدّوس، تحقيق عبد الله الخطيب، منشورات البصريّ، بغداد، لاط، لات.
–ديوان طرفة بن العبد، دار صادر، بيروت، لاط، 1980م.
–ديوان العبّاس بن الأحنف، دار صادر، بيروت، لاط، 1987م.
–ديوان علقمة بن عبد الفحل، تحقيق لطفي السّيّد ودريّة الخطيب، راجعه فخر الدّين قباوة، دار الكتاب العربيّ بحلب، ط1، 1969م.
–ديوان عُمَر بن أبي ربيعة = شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة، محمّد محيي الدّين عبد الحميد، دار الأندلس، بيروت، ط1، 1988م.
–ديوان عمرو بن كلثوم، جمع وتحقيق الدّكتور إميل بديع يعقوب، دار الكتاب العربيّ، بيروت، ك1، 1991م.
–ديوان قيس لُبْنى (قيس بن ذريح)، جمع وتحقيق وشرح الدّكتور إميل بديع يعقوب، دار الكتاب العربيّ، ط1، 1993م.
–ديوان كُثَيِّر عَزّة، تحقيق إحسان عبّاس، دار الثّقافة، بيروت، لاط، 1971م.
–ديوان كعب بن زهير= شرح ديوان كعب بن زهير، صنعة الحسن بن الحسين السكّريّ، الدار القوميّة للطباعة والنّشر، لاط، 1950م.
–ديوان مجنون ليلى، جمع وتحقيق عبد السّتار أحمد فرّاج، مكتبة مصر، القاهرة، لاط، لات.
–ديوان مروان بن أبي حفصة = شعر مروان بن أبي حفصة، تحقيق الدّكتور حسين عطوان، دار المعارف.
–ديوان معن بن أوس، تحقيق شوارتز، ليبزغ، لاط، 1903م.
–ديوان النابغة الشّيبانيّ، تحقيق الدّكتور عبد الكريم إبراهيم يعقوب، منشورات وزارة الثّقافة في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة [ط1]، 1987م.
–ديوان يزيد بن معاوية، تحقيق الدّكتور واضح الصّمد، دار صادر، بيروت، لاط، 1998م.
–فوات الوفيات والذيل عليها، محمّد بن شاكر الكتبي، تحقيق إحسان عبّاس، دار صادر، بيروت، لاط، لات.
–موسوعة روائع الحكمة والأدب، الدّكتور إميل بديع يعقوب، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس (لبنان)، ط1، 2016م.
[1]– ديوانه، ص 55. يقول: لا يهوى المرأة السّهلة، بل المرأة النّفور من الرّيبة.
[2]– ديوانه، ص 68. الحصان: العفيفة.
[3]– ديوانه، ص 487. الغَيْداءُ: الرّشيقة النّاعمة.
[4]– النَّثا: إخبارك عن الشَّيْء بالحسنى أو بالقبيح. يقول: إذا ذُكرِتْ أفعال أميمة، لم تسؤ خليلَها لعِفّتها.
[5]– ديوانه، ص 33. آب: رجع. قرّة العين: ما يُسَرّ به الإنسان ويطمئنّ.
[6]– ديوانه، ص 33.
[7]– ديوانه، ص 228، الهامش.
[8]– الحصان: العفيفة.
[9]– الخَنا: الفحش في الكلام. تسري: تمشي ليلًا.
[10]– ديوانه، ص 121.
[11]– ديوانه، ص 121. البرْهَرهة: البيضاء.
[12]– قَرّتْ: اطمأنَّتْ. البلابل: الهواجس والأفكار.
[13]– ديوانه، ص 245. وتُنْسب إلى غيره. انظر: ديوانه، ص 245.
[14]– ديوانه 4/192. وهما لعبد الله بن حسن في ثمار القلوب، ص 408.
[15]– يريد بالجيران محبوبته. المواثيق: العهود.
[16]– ترشح: تقطر. الظّبى: جمع ظُبة، وهي حدّ السّيْف.
[17]– الهَمَل: المتروك بلا راعٍ.
[18]– عَزَّ جماها: صعب الوصول إليها.
[19]– الأكناف: الجوانب. والقصيدة مع نسبتها في كتاب “أروع 365 قصيدة من الشّعر العربي والعالمي”، ص 19.
[20]– الخِدْر: الهَوْدَج؛ وهو من مراكب النِّساء. مُرْجلي: تاركي أمشي راجلةً.
[21]– ديوانه، ص 11. الغبيط: قَتَب الهَوْدَج.
[22]– ديوانه، ص 177.
[23]– ديوانه، ص 47.
[24]– ديوانه 1/91. طبّكم: عادتكم، وسجيَّتكم.
[25]– ديوانه، ص 29. المخالب: المخادع.
[26]– ديوانه، ص 72.
[27]– ديوانه، ص 169.
[28]– ديوانه 3/2000.
[29]– شبَّه مَشْيها بِسَيَلانِ الماء لرقَّتِها وانتظام مشيها. التأويد: التثنّي.
[30]– اللَّدنة: اللّيِّنة. الأملود: الغُصْن النّاعِم.
[31]– ديوانه 2/327. السّاهريّة: عطر. القنْديد: عَسَل قصب السُّكّر.
[32]– ديوانه 1/145.
[33]– ديوانه، ص 228.
[34]– لسان العرب، مادّة (خجل).
[35]– موسوعة روائع الحكمة والأدب 3/972.
[36]– ديوانه، ص 33.
[37]– ديوانه، ص 103.
[38]– ديوانه، ص 92، الهامش.
[39]– ديوانه، ص 93. تقصد: تختصر.
[40]– ديوانه 1/53.
[41]– ديوانه 1/273.
[42]– المعجم الوسيط، مادّة (أنس).
[43]– ديوانه، ص 157. الحَوْراءُ: الّتي في عينيها حَوَر، وهو شدَّةُ سواد سواد العين مع شِدّة بياض بياضها.
[44]– ديوانه، ص 280. الأشمط: مَنْ خالَطَ بياض رأسه سواد.
[45]– ديوانه 2/71. الدَّعج: شدَّة سواد العين مع سعتها.
[46]– ديوانه، ص 38. الألباب: جمع لُبّ، وهو العقل. النّغَم: جمع نغمة: أي: هي رخيمة الكلام حسنته.
[47]– ديوانه 4،192. وهما لعبد الله بن حسن في ثمار القلوب، ص 408.
[48]– ديوانه، ص 38. الألباب: جمع لُبّ، وهو العقل. النّغَم: جمع نغمة: أي: هي رخيمة الكلام حسنته.
[49]– ديوانه 2/269.
[50]– ديوانه، ص 93.
[51]– ديوانه 4/198.
[52]– ديوانه 1/577، رخيم الحواشي: لَيِّنُ نواحي الكلام. الهُراء: الكلام الكثير الّذي ليس له معنى. نَزْر: قليل.
[53]– ديوانه، ص 144. أَنْفُ الحديث: أوَّله.
[54]– ديوانه، ص 50.
[55]– ديوانه 3/247.
[56]– ديوانه، ص 86.
[57]– ديوانه، ص 57.
[58]– ديوانه، ص 160.
[59]– ديوانه، ص 441-442.
[60]– ديوانه، ص 52.
[61]– ديوانه، ص 86.
[62]– ديوانه، ص 194.
[63]– أَعْرَضَتْ: صَدَّت. الصّمّ: جمع صَمّاء، وهي الصّخرة الصّلبة . العُصْم: الوعول الّتي تُحْسِنُ السَّيْرِ والقَفْزَ فوق الصّخورِ.
[64]– ديوانه، ص 97، 100.
[65]– ديوانه 1/287.
[66]– قذى العين: ما يقع فيها من تبنة ونحوها. سافي التراب: التراب المنثور بالرّيح. ضنَّت: بخلت.
[67]– ديوانه، ص 38.
[68]– ديوانه، ص 137.
[69]– ديوانه، ص 180.
[70]– ديوانه 1/556.
[71]– هو عُرقوب بن نصر، كان صاحب نَخْل. وعد صديقًا له ثَمَر نخلَةٍ من نَخْله، فلمّا حملت، وصارت بلحًا، أراد الرّجل أن يصرِمه (يجنيه). فقال عُرقوب: دَعْه حتّى يُشقِّحَ، أي: يحمرّ أو يصفرّ. فلمّا شَقَّحتْ، أراد الرّجل أن يصرِمها، فقال له عُرقوب: دَعْها حتـّى تصير رُطَبًا. فلمّا صارت رُطَبًا، قال: دَعْه حتّى يصير تمرًا. فلمّا صار تمرًا، انطلق إليه عُرقوب، فجذَّه ليلًا. فجاء الرّجل بعد أيّام، فلم يَرَ إلّا عودًا قائمًا، فذهب موعود عُرقوب مثلًا (ديوان كعب بن زهير، ص 8-9).
[72]– ديوانه، ص 82.
[73]– سيطَ: خُلِط. الفجْع: المصيبة. الولْع: الكذب.
[74]– ديوانه، ص 7-8.
[75]– ديوانه، ص 216.
[76]– ديوانه، ص 104.
[77]– ديوانه، ص 245.
[78]– ديوانه، ص 351.
[79]– ديوانه، ص 351.
[80]– ديوانه، ص 323.
[81]– ديوانه 1/444-445.
[82]– ديوانه، ص 7.
[83]– ديوانه، ص 89.
[84]– ديوانه، ص 276.
[85]– ديوانه، ص 123.
[86]– ديوانه، ص 143.
[87]– ديوانه 2/936.
[88]– ديوانه، ص 484.
[89]– ديوانه 2/936.
[90]– فوات الوفيات 4/360.
[91]– ديوانه، ص 36.
عدد الزوار:142