الصّوم الشّرعيّ والإضراب عن الطّعام
الصّوم الشّرعيّ والإضراب عن الطّعام
عبير قاسم صلاح
المقدّمة
یعدّ الصّوم أحد أركان الإسلام، وقد فرضه الله على عباده كونه أعظم أركان الدّين، بل وھو كما ذكر السّلف أوثق قوانین الشّرع المتین، فھو مدرسة لتربیة النّفس وكبح جماحھا عن الشّھوات والملذّات من أمور الدنیا، سواء كان منعًا للأكل والشّرب، أو النكاح ومختلف المفسدات.
قد جاء الصّوم مرتبطًا بالإیمان، حیث خاطب الله تعالى عباده المؤمنین وخصّھم بالخطاب عندما كتب وفرض علیھم ذلك في قوله عزّ وجل ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيام كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[1]. بل وقد ارتبط الصیام بتقوى النفس في قوله تعالى ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ وقد جاء في صحیح البخاري أنّ النبي ﷺ كان بارزًا یومًا للنّاس فأتاه جبریل فقال: ما الإیمان؟ قال: الإیمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، وبلقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث، قال وما الإسلام ؟
قال: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقیم الصلاة وتؤتي الذّكاة المفروضة، وتصوم رمضان[2].
وكثيرًا ما نقرأ ونسمع عن قصص كثيرة تروي لنا قصص إضراب أسرى ومساجين في عدّة أماكن من العالم، وعلى وجه الخصوص ما يحدث في سجون الاحتلال الإسرائيلي من قبل الأسرى الفلسطينيين من أجل هذا أحببت أن أبحث هذه المسألة لمعرفة الحكم الشّرعيّ فيها، وأن يكون هذا البحث بعنوان: الصّوم الشّرعيّ والإضراب عن الطّعام.
وللموضوع أهميّة، بأنّ هناك من العلماء من يرى أن المضرِب عن الطّعام إن مات بسبب إضرابه، فلا يصلّى عليه، وهو خالد في النّار، فأردّت بحث هذه المسألة ليتّضح الحكم الشّرعيّ فيها، وبيان الراجح من الأقوال.
أمّا من ناحية الأهداف للدّراسة، إذ يتمحور ويتعلّق ببيان الأحكام الشّرعيّة للناس وتفقيههم في دين الله عزّوجل، وقد تتبّعت المسائل المُراد دراستها في مظانها من كتب الفقه والأصول.
أ_ مشكلة الدراسة
في حديث رواه النسائي yعن أبي أمامة y، قلت: يا رسول مُرني بعملٍ ينفعني، قال: عليك بالصّوم فإنّه لا عدل له[3].
ولا يزال العلم يكتشف أهمّية وضرورة الإمساك عن الطّعام لفترة كعمليّة إراحة للجسد تمكّنه من إعادة بناء توازنه من جديد، وهي مدّة لا يجب أن تتجاوز 20ساعة في اليوم وإلّا صارت ضارّة ولمدّة أربعة أسابيع حسب بعض الدّراسات، حيث توصّل الباحثون في التّغذية عند دراستهم للإضراب عن الطّعام، عددًا من المضاعفات الخطيرة من جراء الوصال في الصّيام لأكثر من واحد وثلاثين يومًا. هذا من الناحية العلميّة أمّا من الناحية الفقهيّة فالسّؤال يطرح نفسه هنا: هل ما يقوم به بعض الأسرى من الإضراب عن الطّعام مباح شرعًا؟
ب_ الفرضيّات
إنطلاقًا من الإشكاليّة الرئيسيّة سنضع الفرضيّة الرئيسيّة كالتالي :
الإضراب عن الطّعام لبعض الأسرى بحيث لا يفضي إلى الموت، مظنّةً منه في تقليص مدّة حبسه وإظهار ظلمه وتعسّفه أمام الرأي العام، لأنّ غاية ما فيه إمتناعه عن مباح لا يتضرر بتركه وله أن ينويه صومًا ليستفيد من الإضراب أجر الصّوم.
_ الدراسات السابقة في الموضوع :
هي كثيرة نذكر منها:
1_ الإضراب عن الطّعام وتسليح الجسد: فلسطين وتجارب: دراسة أجرتها الباحثة أشجان عجّور حيث ناقشت تجربة الإضراب عن الطّعام كشكل من المقاومة والإحتجاج السياسي اللذين حدثا في التاريخ المعاصر في عدّة أجزاء من العالم، والتي يقوم الأسرى من خلالها بتحويل الجسد، عبر رفض الطّعام، إلى سلاح يُستخدم في مقاومة منظومة السجن وبُنيتها العنيفة. بينما قامت دراستنا الحالية في دراسة مقارنة بين الصّيام الواجب والإضراب عن الطّعام والتداعيّات السلبية التي تُشأ على جسد المُضرب التي قد تؤدي بحياته وبالتالي يؤثم عليه شرعًا[4].
2_ حكم الإضراب عن الطّعام وآثاره الفقهيّة: دراسة في الفقه الإسلامي: دراسة أجرها الباحث ياسر عبد العظيم، حيث يشرح معنى الإضراب عن الطّعام حرفيًا وتقنيًا ويقدم منظورًا شاملًا حول هذه القضية. كما يعرض آراء العلماء القدماء والمعاصرين، ويقارن آراءهم، ويحدد الرأي الراجح منهم. ويخلص إلى أن أي مظاهرة قد تؤدي إلى العنف وسفك الدماء محرمة ومرفوضة بشدة في الشريعة الإسلامية. كما أن أي إضراب عن الطّعام قد يؤدي إلى الوفاة محظور بشدة. ويستحسن التحلي بالصبر والهدوء والدعاء بتحسن الأحوال. وهي دراسة مشابهة لدراستنا الحالية مع فارق بسيط، حيث استخدم الباحث حكم الإضراب عن الطّعام في الفقه، بينما دراستنا تقوم بدراسة مقارنة بين الصّيام الشّرعيّ والإضراب عن الطّعام[5].
ج_ المنهج المتّبع في الدراسة
نظـرا لطبیعـة هـذه الدراسـة فإنـه یناسـبها المـنهج الاسـتقرائي الوصـفي التحلیلـي المقـارن، حیــث قمنــا بوصــف الإضــراب وتحلیلــه ومقارنتــه بــین الشــریعة الإســلامیة والقــانون الوضــعي، و المنهج الاستقرائي الذي من خلاله استقرأنا وتتبعنا الآیات الخاصة بالموضوع.
ح_ خطّة البحث
يتألّف البحث من مقدّمة ومبحثين وخاتمة.
يتناول الفصل الأوّل وهو بعنوان “الصّوم الشّرعيّ” الذي تألّف من مبحثين.
المبحث الأوّل تحت عنوان “تعريف الصّيام وفضائله وحكمته”، حيث عرّفنا الصّوم لغةً واصطلاحًا، وذكرنا فضائل الصّيام والحكمة من تشريعه.
أمّا المبحث الثاني تحت عنوان “تداعيّات الصّوم على الأفراد”، إذ تطّرقنا لآداب الصّوم وآثاره في حياة الأفراد والمجتمع.
أمّا الفصل الثاني بعنوان “الإضراب عن الطّعام” وقد تألّف من مباحث ثلاث.
المبحث الأوّل بعنوان: تمهيد في تعريف الإضراب عن الطّعام” حيث عرّفنا الإضراب عن الطّعام لغةً واصطلاحًا.
المبحث الثاني بعنوان “الهدف من الإضراب عن الطّعام آليّته وآثاره الجسديّة”.
أمّا المبحث الثالث بعنوان “حكم الإضراب عن الطّعام” حيث عرضنا فيه أقوال اختلف فيها العلماء في حكم الإضراب عن الطّعام.
وفي الخاتمة عرضنا لأبرز النتائج التي توصّل إليها البحث.
الفصل الأوّل : الصّوم الشّرعيّ
المبحث الأوّل : تعريف الصّيام وفضائله وحكمته
1_ تعريف الصّوم لغةً واصطلاحًا
الصّوم في اللّغة[6]، مصدر صامَ يصومُ صومًا وصيامًا، ومعناه الإمساك مُطلقًا عن الطّعام والشّراب والكلام والنكاح والسّير، ولذلك قيل للفرس المُمسك عن السّير أو العلف، صائم. وقال الشاعر: خيلٌ صيامٌ وأخرى غير صائمة[7]. وقال الله تعالى حكاية عن مريم عليها السلام ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾[8].
وفي الإصطلاح[9]، هو ترك الأكل والشرب والجماع من الصبح إلى الغروب بنيّةٍ من أهله، وقيل : إمساك عن شهوتيّ البطن والفرج بنيّة من الفجر للغروب[10]، وقيل : هو إمساك عن المفطر على وجه مخصوص[11]، وقيل : هو إمساك بنيّة عن أشياء مخصوصة في زمن معيّن من شخص مخصوص[12]. وهذه التعريفات كلّها على اختلاف ألفاظها متقاربة في المعنى.
2- فضائل الصّيام
للصّيام فضائل كثيرة شهدت بها نصوص الوحيين منها :
أ_أنَّ اللهَ تبارك وتعالى أضافَه إلى نفسه فيقول في الحديث القدسي: إلاّ الصّوم، فإنّه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعّمه من أجلي، للصّائم فرحتان : فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربّه. ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك[13].
ب_تجتمِعُ في الصّوم أنواعُ الصَّبرِ الثَّلاثة.
ت_ الصّيام يشفع لصاحبه يوم القيامة[14].
ج_الصّوم مِنَ الأعمالِ التي وعَدَ الله تعالى فاعِلَها بالمغفرةِ والأجرِ العَظيمِ.
ح_الصّيام كفَّارةٌ للذُّنُوبِ، لحديث حذيفة y عن النبي ﷺ فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره، تكفّرها الصلاة، والصّوم، والصّدقة، والأمر، والنّهي، وفي لفظ والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر[15].
خ_ من صام يومًا في سبيل الله، بعّد الله وجهه عن النّار سبعين خريفًا[16].
هـ_الإكثارُ مِنَ الصّوم سببٌ لدُخُولِ الجَنَّةِ.
3_الحكمة من تشريع الصّيام :
لَمَّا كانت مصالِحُ الصّوم مشهودةً بالعُقُولِ السَّليمةِ، والفِطَرِ المستقيمةِ، شَرَعَه اللهُ سبحانه وتعالى لعبادِه، رحمةً بهم، وإحسانًا إليهم، وحِمْيَةً لهم وجُنَّةً، فالصّيام له حِكَمٌ عظيمةٌ وفوائدُ جليلةٌ؛ ومنها: الصّوم يُطَهِّرُ البَدَنَ من الأخلاطِ الرَّديئةِ، ويُكسِبُه صحةً وقوةً.
المبحث الثاني : تداعيات الصّوم على الأفراد
1_ آداب الصّوم : للصوم آداب كثيرة منها
حفظ الجوارح وصيانتها عن كلّ ما من شأنه أن يخدش الصّيام أو يقلّل من ثوابه، فالعين تصوم وتمتنع عن النظر إلى ما حرّم الله تعالى، والبطن يصوم ويمتنع عن أكل الحرام، والفرج يصوم ويمتنع عن ارتكاب ما حرم الله تعالى، والقلب يصوم عن شواغل الحياة وينصرّف إلى الطاعة والعيادة وتحويل العادة إلى عبادة في حركة وسكنة يقوم بها[17]، استخدام السواك، تعجيل الفطر وتأخير السحور، الحرص على الدعاء عند الفطر.
2_ آثار الصّوم في حياة الفرد والمجتمع
للصيام من الأحكام العظيمة التي شرّعها الله تعالى للأمّة الإسلاميّة، لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيّتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة، لأنّ فيه تضييق لمسالك الشيطان، كما أنّه من العبادات الرامية إلى صلاح حال الأفراد، إذ منها يتكوّن المجتمع[18].
وللصوم آثار إيجابيّة كثيرة في حياة الفرد والمجتمع منها
الصّوم يعلّم الصبر وقوّة التحمّل وكبح جماح النفس والتحكّم في نزوتها. وبالجملة فالصّوم مدرسة أخلاقيّة يتعلّم فيها المسلم الصبر والإحتمال بترك الطّعام والشراب وقوّة الإرادة قوّة للصوم بما فيه من ضبط الشّهوات وكبح جماح النفس من تعلّقها بتلك الشهوات، والرّحمة من آثار الصّوم من خلال الشّعور بما يعانيه الفقراء والمحرومون، وغير ذلك كثير.
الفصل الثاني : الإضراب عن الطّعام
المبحث الأوّل : تمهيد في تعريف الإضراب عن الطّعام في اللّغة والاصطلاح
- تعريف الإضراب عن الطّعام في اللّغة والإصطلاح
الإضراب في اللّغة مصدر أضرب، ويأتي في اللّغة بعدّة معان منها:
- الكف عن الشيء أو الإعراض : يُقال أضربت عن الشيء : كففت وأعرضت، وضرب عنه الذكر وأضرب عنه: صرفه وأضرب عنه أي أعرض[19]، قال تعالى ﴿َفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ﴾[20] أي نهملكم ونترككم[21].
أضرب عنه إضرابًا: إذا كفّ وأضرب فلان عن الأمر، فهو مضرب، إذا كف، وأنشد الليث، أصبحت على طلب المعيشة مضربًا… لما وثقت بأنّ مالك مالي[22].
- السّكون: فتقول رأيت حيّة مضربًا إذا كانت ساكنة لا تتحرّك[23].
- الإقامة: وفي تاج الروس أضرب الرجل في البيت : أقام ، وأضرب عن كذا، أي كفّ عنه وتركه.
الإضراب عن الطّعام في الاصطلاح
عرّفه سعود العتيبي بأنه: امتناع شخص أو جماعة عن العمل أو الطّعام تحقيقا لمطالب أو شروط يعلنون عنها للمسؤولين رسميين أو غير رسميين[24]. وعرّفه الدكتور محمد رواس قلعه جي بأنّه: التوقف عن العمل احتجاجًا أو مطالبة بأمر[25]. ويؤخذ على هذا التعريف أنه قصر الإضراب على أحد أنواعه، وهو الإمتناع عن العمل، مع أن الإضراب أشمل من ذلك.
المبحث الثاني : الهدف من الإضراب عن الطّعام، آليّته، وآثاره الجسديّة
1_ أهداف الإضراب عن الطّعام
بعدما يُصبح الكلام صراخًا في فضاء، لا يسمعه الطرف المُقابل، يقرّر أن يؤلّف كتابًا في الثبات على المبدأ، وطلبًا للعدالة الغائبة، ويرسل رسالةً للجميع أنّ روحه لا تُقهر، فيُضرب عن الطّعام. كما في السجناء، فالإضراب عن الطّعام احتجاج مشروع، يلجأون له السّجناء والمعتقلون عند استنفاد الوسائل الأخرى. غالبًا ما يكون هدفه[26]:
- لفت النّظر إلى قضية أكبر من شخص المُضرب. كانتهاكات حقوقية ضخمة أو التّعذيب في السّجن.
- الضّغط على السّلطة التي تحتجزهم أن تمنحهم حريتهم أو تنفذ مطالبهم بخصوص المعاملة الآدمية.
- تحسين ظروف الاحتجاز أو تقديمهم لمحاكمات عادلة.
2_ آليّة الإضراب عن الطّعام
- البعض يرفض الطّعام كلّه، والبعض يُضرب عن أنواع محددة.
- يختار آخرون الاعتماد على المُكملات الغذائية والفيتامينات، بالطبع يوجد الماء كعنصر أساسي في الأنواع السابقة. لكن قد تضطر الظروف القاسية بعض المُضربين إلى اختيار الامتناع عن المياه كذلك.
- حين تتدهور حالتهم الصحية قد يختار بعضهم الحقن بالمحاليل الوريدية للإبقاء على حياته، بينما قد يرفضها البعض.
- في سبيل تنفيذ مطالبهم، يرون مشروعيّة الإضراب إلى حد الترحيب بالموت في سبيل تحقيقها[27].
-3الآثار الجسديّة[28]:
بعد مضي بضعة ساعات من دون تناول أي نوع من الأطعمة، يبدأ الجسم بإحراق الكثير من إمداداته المتاحة من الجليكوجين، وهو أحد أهم مصادر الطاقة المخزنة التي يستطيع الجسم الوصول لها بسهولة، والتي توجد في معظمها في الكبد والعضلات.
المبحث الثالث : حكم الإضراب عن الطّعام
اختلف العلماء في حكم الإضراب عن الطّعام إلى أقوال، ما بين تحريم مطلق، وإباحة مطلقة، وتوسط بين القولين:
القول الأول: يرى جمع من أهل العلم إلى تحريم الإضراب عن الطّعام مطلقًا، وأن فاعله يأثم. ومن مات بهذا الإضراب يكون منتحرا، والانتحار من كبائر الذنوب، فإن استحله كان كافرا، لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين[29]. أدلّة هذا القول: قال الله تعالى: ]إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[30][. وما رواه الشيخان عن أبي هريرة y قال: قال رسول االله e:” إيّاكم والوصال” قالوا يا رسول االله إنّك تواصل. قال: “إنّي لست كأحد منكم، إنّي أبيت يطعمني ربي ويسقيني[31]. والوصال معناه متابعة الصّيام إلى وقت السحر أو أكثر من ذلك دون طعام أو شراب.
القول الثاني: ذهب جمع من أهل العلم إلى القول بجواز ذلك مطلقا، ولو أدّى ذلك إلى الوفاة.
وممن ذهب إلى هذا القول: مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، والدكتور سالم سلامة رئيس رابطة علماء فلسطين، والشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين[32]،والدكتور مروان أبو الراس نائب رئيس رابطة علماء فلسطين، والدكتور إبراهيم زيد الكيلاني عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية[33]. قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين: إن هذا الإضراب هو ضمن الوسائل المشروعة التي يتخذها الأسرى لنيل مطالبهم التي تضمن لهم أبسط الحقوق الإنسانية. واستدلّوا بما يأتي : أن الإضراب عن الطّعام يؤدي إلى إغاظة العدو، وأن كل ما يغيظ الكفار فهو ممدوح شرعا، كما قال تعالى في مدح الصحابة: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾[34]. وعن سعيد بن زيدy قال: سمعت رسول االله ﷺ يقول: إنكم لستم في ذلك مثلى إني أبيت ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد[35].
القول الثالث: ذهب جمع من أهل العلم إلى القول بالتفصيل، ووضعوا شروطًا لجواز الإضراب. فإذا اختلت هذه الشروط حرّم الإضراب عن الطّعام. وممن ذهب إلى هذا القول: الشيخ ابن باز[36]، والشيخ ابن عثيمين[37]، والشيخ صالح الفوزان، والدكتور وهبة الزحيلي[38]، والدكتور عبد الكريم الخضير[39]، والشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا بفلسطين[40].
أدلة هذا القول: استدل أصحاب هذا القول بما استدل به أصحاب القول الأول : ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾[41].
وعن أبي هريرة y ، قال: نهى رسول االله ﷺ عن الوصال في الصّوم. فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول االله، قال: وأيكم مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقين[42]، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال، واصل بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال لو تأخر لزدتكم، كالتّنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا .
وفي الخاتمة، وبعد الانتهاء من هذا البحث أحمد االله تعالى على أن أعانني على ختامه، أوصي إخواني المسلمين ممن ابتلي بالوقوع في أسر الأعداء، ولبث في سجونهم أن يتحلوا بالصبر ورجاء ما عند االله تعالى، وعدم الإسراع في إظهار التبرم والسخط، وليكن لهم في الأنبياء أسوة حسنة، فهذا يوسف عليه السلام لبث في السجن بضع سنين، ولم ينقل عنه انه امتنع عن الأكل والشرب.
وجه الدلالة: صيام الوصال فعله الصحابة لغرض الاقتداء برسول االله فامتنعوا عن الطعام والشراب لغرض مشروع وقد فعله رسول االله معهم فيمكن قياس مشروعية الإضراب عن الطعام للمطالبة بالحقوق الإنسانية على الوصال في الصّوم بجامع الامتناع عن الطعام.
الخاتمة
يمكن تلخيص نتائج البحث فيما يلي:
أوّلًا: الصّوم هو ترك الأكل والشّرب والجماع من الصّبح إلى الغروب بنيّةٍ من أهله، وقيل : إمساك عن شهوتيّ البطن والفرج بنيّة من الفجر للغروب. إنَّ الصّوم وسيلةٌ لتحقيقِ تقوى الله عزَّ وجَلَّ.
ثانيًا: إشعارُ الصَّائِم بنعمةِ الله تعالى عليه، وتربيةُ النَّفسِ على الإرادةِ، وقوَّةِ التحَمُّلِ.
ثالثًا: إنّ الإضراب في اللّغة يطلق على عدة معانٍ؛ منها الإعراض والصّرف عن الشّيء والتّرك والكف والمقام في البيت.
رابعًا: إنّ الإضراب يشمل عدة أشياء؛ فقد يكون امتناعًا عن الأكل والشرب، أو عن الدواء، أو عن العمل.
خامسًا: إنّ المضرب يهدف من إضرابه للتوصل إلى حق يعتقده، كأن يخفف عنه من سجنه، أو تحقق له بعض مطالبه.
سادسًا: إنّ الإسلام جاء بحفظ النّفس ونهى عن إيذائها وفعل كل ما يضرها.
سابعًا: إنّ العلماء اختلفوا في حكم إضراب الأسير في حبسه عن الطعام؛ ما بين محرم مطلقًا، ومبيح ولو أدّى فعله إلى الهلاك، ومتوسط في الحكم؛ حيث رأى صحته ما لم يؤدِ إلى هلاك النفس.
ثامنًا: ترجح لدي من خلال البحث أن قول القائلين بإباحة إضراب الأسير عن الطعام مالم يؤدِ إلى هلاكه؛ لما فيه من جمع بين الأدلة، ومراعاة حفظ النفس الذي جاء الإسلام بالتأكيد عليها.
تاسعًا: أن هناك من العلماء من يرى أن المضرب عن الطعام قاتل لنفسه، ورتبوا على ذلك أمورًا؛ منها: أن من مات بسبب ذلك فلا يصلى عليه، وقالوا بخلوده في نار جهنّم.
عاشرًا: تبين لدي أن من مات بسبب الإضراب عن الطعام أنه يصلى عليه إن مات بسبب ذلك الإضراب؛ لأنّه لم يخرج عن دائرة الإسلام بسبب فعله ذلك، وكذلك عدم الخلود في نار جهنّم؛ وأنه تحت مشيئة االله تعالى.
إحدى عشر: إنّه ليس في الإضراب عن الطّعام إغاضة للعدو؛ بل كل ما فيه أنّ المسلم يؤذّي نفسه ويضعف بدنه مما قد يؤدّي إلى ضعفه عن العبادة.
ثبت المصادر والمراجع
القرآن الكريم
- المصادر
- ابن عاشور، محمد الطاهر بن محمد عاشور التونسي، (_393هـ/973م)، التحرير والتنوير، تونس، دار التونسية للنشر، ط2، 1368هـ/1948م.
- الأفندي، سعيد بن أحمد، (_1433هـ/2012)، أخلاق المهنة أصالة إسلاميّة ورؤية عصريّة، جدّة، دار حافظ للنشر والتوزيع، ط3، 1431هـ/2010م.
- ابن كثير، الدمشقي عماد الدين ابي الفداء اسماعيل القرشي، (_ 774/ 1354م)، تفسير القرآن العظيم، حكمت بن بشير ياسين و سامي بن محمد السلامة، بصرى، دار ابن حزم، 1429هـ/ 2009م.
- ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي أبو الفضل جمال الدين، (_711ه،/1311م)، لسان العرب، القاهرة، دار المعارف، ط3، 1436هـ/ 2016م.
- البخاري، محمد بن اسماعيل بن ابراهيم، (_256/ 870م)، صحيح البخاري، بيروت، دار الكتب العلميّة، 8، 4، 1412ه/1992م.
- أبو البركات، عبدالله بن أحمد النسفي، ( _710هـ/ 1560م)، كنز الدقائق، بيروت، دار البشائر، دار السراج، 1435هـ/2014.
- البهوتي، منصور بن يونس، (_1051هـ/1641م)، الروض المربع شرح زاد المستنقع، الرياض، دار المؤيّد، 1417هـ/1996م.
- الترمذي، الحافظ ابن عيسى محمد بن عيسى، (-279ه/ 892م)، الجامع الكبير، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1417هـ/1996م.
- الشربيني، شمس الدين الخطيب، (_977هـ/ 1557م)، مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1415هـ/1994م.
10_ الشيباني، أحمد بن حنبل، (-241ه/877م)، مسند الإمام حنبل، بيروت، المكتب الإسلامي، (1413ه/1993م).
11_ الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب، (_310ه،/923م)، تفسير الطبري: جامع البيان عن تأويل آيات القرآن، حقّقه عبدالله بن عبد المحسن التركي، الجيزة، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، 1420ه،/2001م.
12_ الغزالي، أبو حامد ( _1416هـ/1996م)، إحياء علوم الدين، بيروت، دار المعرفة، 450هـ/ 1059م.
13_ المالكي، أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن محمد عليش، (_1299هـ/1879م)، منح الجليل شرح مختصر خليل، بيروت، دار الفكر1409هـ/1989م.
14_ المناوي، علي بن زين العابدين الحدادي، (_1031ه/1611م)، التوقيف على مهمات التعاريف، حقّقه محمد رضوان الداية، القاهرة، عالم الكتب، 1410هـ/1990م.
ب_ المراجع
- الأزهري، أبو منصور، تهذيب اللغة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1421هـ/2001م، 12/ 182
- الداودي، صفوان عدنان، المفردات في غريب القرآن، بيروت، دار القلم، 1412هـ/ 1992م، 23/500.
- عبد العظيم، ياسر السيّد محمد ، ” حكم الإضراب عن الطعّام وآثاره الفقهيّة : دراسة في الفقه الإسلامي” ، مركز صالح عبدالله كامل للإقتصاد الإسلامي، 1( 49/ 2013)، 169_268.
- أبو غدة، حسن، ” إضراب الأسير عن الطعّام : رؤسة فقهيّة، الأمن والحياة، 24(229/1978م)، ص51.
ثانيًا: الدوريات
عجّور، أشجان، ” الإضراب عن الطعّام وتسليح الجسد : فلسطين وتجارب”، مجلّة الدراسات الفلسطينيّة، 60( 133/ 2023)، 169_ 185.
ثالثًا: دوائر الموسوعات
- العتيبي، سعود بن عبد العال البارودي، الموسوعة الجنائيّة الإسلاميّة المقارنة بالأنظمة السعوديّة، الرياض، جامع الكتب الإسلاميّة، ط2، 1427ه،/2007م.
- العوايشة، حسين بن عودة، الموسوعة الفقهيّة الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة، بيروت، دار ابن حزم، 1423هـ/2002م، (1_2)، ص72.
رابعًا: المصادر الإلكترونيّة
- أبو العينين، محمّد، ” الإضراب عن الطعّام: تاريخ سياسي موجز”، في إضاءات، ida2at.com
- نون بوست، ماذا يحدث للجسم حين الإضراب عن الطعام؟، noonpost.com
- من الجامع لتراث الشيخ الألباني،” حكم الإضراب عن الطعّام “روح الإسلام، islamspirit.com
- مركز الفتوى على موقع “إسلام ويب” http: //fatwa.islamweb.net
- شبكة فلسطين للحوار، ” الحوار الشرعي”، https: // paldf.net
[1] سورة البقرة/183.
[2] البخاري، محمّد بن اسماعيل (- 256ه/ 870 م)، صحيح البخاري، بيروت، دار الكتب العلميّة، (1412ه/ 1992م)، كتاب الإيمان (2)، باب سؤال جبريل النبي (38)، حديث (50)، 1، 22.
[3] أبو أمامة الباهلي، صُدّي بن عجلان (86ه/ 705م)، مسند الإمام أحمد بن حنبل، بيروت، المكتب الإسلامي، (1413ه/1993م)، ] 22145/13[، 1، (5)، 314.
[4] أشجان عجّور، ” الإضراب عن الطعّام وتسليح الجسد : فلسطين وتجارب”، مجلّة الدراسات الفلسطينيّة، 60( 133/ 2023)، 169_ 185.
[5] ياسر السيّد محمد عبد العظيم، ” حكم الإضراب عن الطعّام وآثاره الفقهيّة : دراسة في الفقه الإسلامي” ، مركز صالح عبدالله كامل للإقتصاد الإسلامي، 15( 49/ 2013) ، 169_268.
[6] أبو منصور الأزهري، تهذيب اللغة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1421هـ/2001م، 12/ 182.
[7] صفوان عدنان الداودي، المفردات في غريب القرآن، بيروت، دار القلم، 1412هـ/ 1992م، 23/500.
[9] أبو البركات عبدالله بن أحمد النسفي، ( _ 710هـ/ 1560م)، كنز الدقائق، بيروت، دار البشائر، دار السراج، 1435هـ/2014، (1_2)، ص 219.
[10] أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن محمد عليش المالكي، (_1299هـ/1879م)، منح الجليل شرح مختصر خليل، بيروت، دار الفكر1409هـ/1989م، 2/108.
[11] شمس الدين الخطيب الشربيني، (_977هـ/ 1557م)، مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1415هـ/1994م، 2/140.
[12] منصور بن يونس البهوتي، (_1051هـ/1641م)، الروض المربع شرح زاد المستنقع، الرياض، دار المؤيّد1417هـ/1996م، (1_7)،225/735.
[13] مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري، (-261ه/875م)، صحيح مسلم، بيروت، دار الكتب العلميّة، ( 1418ه/ 1998م)، كتاب الصّيام ( 13)، باب فضل الصّيام ( 30)، حديث (1151)، 2، 806.
[14] أحمد بن حنبل الذهلي الشيباني، (-241ه/ 877م)، مسند الإمام أحمد، بيروت، المكتب الإسلامي، ( 1413ه/ 1993م)، ]6623/150[، 1، (2)،232.
[15] البخاري، صحيح البخاري، كتاب مواقيت الصّلاة(9)، باب الصّلاة كفّارة (4)، حديث (525)، 1، (1)، (1)، 166.
[16] البخاري، صحيح البخاري، كتاب الجاد والسّير (56)، باب فضل الصّوم في سبيل الله (36)، حديث (2840)، 1، (39)، (3)، 289.
[17] أبو حامد الغزالي ( _1416هـ/1996م)، إحياء علوم الدين، بيروت، دار المعرفة، 450هـ/ 1059م، 1، 234.
[18] ابن كثير، الدمشقي، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل القرشي، (_ 774/ 1354م)، تفسير القرآن العظيم، حكمت بن بشير ياسين و سامي بن محمد السلامة، بصرى، دار ابن حزم، 1429هـ/ 2009م، 497/2061 صفحة.
[19] ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي أبو الفضل جمال الدين، (_711ه،/1311م)، لسان العرب، القاهرة، دار المعارف، ط3، 1436هـ/ 2016، 5006 صفحة.
[20] سورة الزخرف/5.
[21] أبو جعفر الطبري، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب، (_310ه،/923م)، تفسير الطبري: جامع البيان عن تأويل آيات القرآن، حقّقه عبدالله بن عبد المحسن التركي، الجيزة، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، 1420ه،/2001م، 20/549.
[22] المناوي، علي بن زين العابدين الحدادي، (_1031ه/1611م)، التوقيف على مهمات التعاريف،حقّقه محمد رضوان الداية، القاهرة، عالم الكتب، 1410هـ/1990م، 71/393.
[23] ابن منظور، لسان العرب، ص543.
[24]العتيبي، سعود بن عبد العال البارودي ، الموسوعة الجنائيّة الإسلاميّة المقارنة بالأنظمة السعوديّة، الرياض، جامع الكتب الإسلاميّة، ط2، 1427ه،/2007م.
[25] العوايشة، حسين بن عودة، الموسوعة الفقهيّة الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة، بيروت، دار ابن حزم، 1423هـ/2002م، (1_2)، ص72.
[26] أبو العينين، محمّد، ” الإضراب عن الطعّام : تاريخ سياسي موجز“، في إضاءات، www.ida2at.com
[27] أبو العينين، محمّد، ” الإضراب عن الطعّام : تاريخ سياسي موجز“، في إضاءات، www.ida2at.com
[28] نون بوست، ماذا يحدث للجسم حين الإضراب عن الطعام؟ www.noonpost.com
[29] فتاوى دار الإفتاء المصريّة، 10/149
[30] سورة البقرة/173.
[31] البخاري، صحيح البخاري، (_256/ 836م)، كتاب الصوم (30)، باب التنكيل لمن أكثر الوصال (49)، حديث (1966)، 1، 606.
[32] مركز الفتوى على موقع “إسلام ويب” http: //fatwa.islamweb.net
[33] شبكة فلسطين للحوار، ” الحوار الشرعي”، https: // www.paldf.net
[34] سورة الفتح /29.
[35]الترمذي، الحافظ ابي عيسى محمّد بن عيسى الترمذي، (-279ه/ 892م)، الجامع الكبير، بيروت، دار الغرب الإسلامي، أبواب الديّات، كتاب السنن، باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد (22)، حديث (1421)، 1، (3)، 85.
[36] عبد العزيز بن عبدالله بن باز (-1420ه/1999م)، قاض وفقيه سعودي، شغل منصب مفتي في المملكة العربية السعوديّة من سنة 1413ه/1992م) لحدّ وفاته.
[37]محمد بن صالح بن سليمان العثيمين الوهيبي التميمي(-1421ه/2001م)، عالم فقيه ومفسّر، إمام وخطيب وأستاذ جامعي.
[38] وهبة بن مصطفى الزحيلي (-1436ه/2015م)، أحد أبرز علماء السنّة والجماعة من سوريا، عضو المجامع الفقهيّة بصفة خبير في مكة وجدّة والهند وأميركا والسودان.
[39] عبد الكريم بن عبدالله بن عبد الرحمن بن محمد الخضير، عضو هيئة كبار العلماء سابقاً واللجنة الدائمة للبحوث والفتوى في المملكة العربية السعودية.
[40] عكرمة سعيد عبدالله صبري، خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، ومفتي القدس والديار الفلسطينية سابقاً.
[41] سورة النساء/29
[42] البخاري، صحيح البخاري، كتاب الصوم (30)، باب التنكيل لمن أكثر الوصال (49)، حديث (1966)، 1، (1)، 606.
عدد الزوار:4760