تأسيس يوغسلافيا
تأسيس يوغسلافيا[1]
أسيل محمد عبيد القريشي
أ.د محمد علي القوزي مشرفًا رئيسًا
أ. د راما دراز مشرفًا مشاركًا
المستخلص
كان من طموحات السّلافيّون الجنوبيون هو حصولهم على الاستقلال التام، لكن طموحهم الاكبر هو قيام دولة خاصة بهم، واتت الرياح بما اشتهت سفنهم عقب نهاية الحرب العالمية الأولى وتفكك الإمبراطورية النمساوية – والمجرية وانهزام الدّولة العثمانية بموجب معاهدة سيفر، منح هذا الامر فرصة للسلافيين الجنوبيين للإعلان عن قيام دولتهم التي عُرفت بمملكة الصّرب والكروات والسلوفنيين في كانون الأول عام 1918، وبمرور الوقت أصبحت تعرف رسميًا بأسم مملكة يوغسلافيا وذلك في عام 1929.
اعطى الموقع الجغرافي أهمية كبيرة لدولة يوغسلافيا، ولم تختلف يوغسلافيا كثيرا عن الدول المجاورة لها، ولكنها تميزت بتنوعها العرقي والمذهبي والديني. أن كلمة يوغسلافيا تتكون من مقطعين باللغة الصّربو – كرواتية (Jugo) وتعني الجنوب و (SLav) وهم القومية السّلافيّة، وبعد عام 1929 تم الإعلان عن اسم المملكة الجديد وهو مملكة يوغسلافيا، بعد أن كان اسمها مملكة الصّرب والكروات والسلوفنيين عند تأسيسها في الأول من كانون الأول عام 1918، والذي استمر حتى عام 1945، إذ تم انهاء الحكم الملكي وإعلان الحكم الجمهوري في التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1945 بزعامة المارشال يوسيب بروز تيتو
الكلمات الافتتاحية: – يوغسلافيا- الصّرب -الكروات- العرقيّة- كاراجورجفيج- الدّستور
Abstract
One of the ambitions of the South Slavs was to gain complete independence, but their greatest ambition was to establish a state of their own, and the winds blew as their ships desired following the end of World War I, the disintegration of the Austro-Hungarian Empire, and the defeat of the Ottoman Empire under the Treaty of Sevres. This gave the South Slavic’s an opportunity to announce them. The establishment of their state, which was known as the Kingdom of Serbs, Croats and Slovenes.
The geographical location gave great importance to the state of Yugoslavia, and Yugoslavia did not differ much from its neighboring countries, but it was distinguished by its ethnic, sectarian and religious diversity. The word Yugoslavia consists of two syllables in the Serbo-Croatian language (Jugo), which means south, and (Slav), which is Slavic nationalism. After 1929, the new name of the kingdom was announced, which is the Kingdom of Yugoslavia, after its name was the Kingdom of Serbs, Croats and Slovenes when it was established on the first of January 1918, which continued until 1945, when the monarchy was ended and republican rule was declared on the twenty-ninth of November 1945 under the leadership of Marshal Josip Broz Tito.
Keys words: – Yugoslavia – Serbs – Croats – Ethnicity – Karađorđević – Constitution.
المقدمة
لقد بدأت الدّولة القومية اليوغوسلافيّة كحلم للمثاليين في القرن التاسع عشر الذين تصوروا اتحادًا سياسيًا بين المجموعات السّلافيّة الجنوبية الرئيسية: الكروات، والصّرب، والسلوفنيين، والبلغار. ولكن بحلول القرن العشرين، كانت كل مجموعة من هذه المجموعات، فضلا عن عدد من المجتمعات العرقيّة الأصغر داخل أراضيها، قد شهدت قرونا من التأثيرات الثّقافية والسّياسية المتنوّعة للغاية. في ظل هذه القيود، تشكّلت مملكة الصّرب والكروات والسّلوفنيين والتي أعيدت تسميتها فيما بعد بمملكة يوغوسلافيا بوصفها ملكية دستوريّة بعد الحرب العالمية الأولى. أصبحت يوغوسلافيا حقيقة واقعة في عام 1918،
يحلل هذا البحث الظروف والاحداث التي أدت الى قيام دولة يوغسلافيا واعتمدت على عدد لا بأس به من المصادر التي أسهمت في وضع خطة كتابة الموضوع بالشكل المطلوب.
قّسّم البحث الى قسمين: القسم الأول تناول جذور التكوين لدولة يوغسلافيا، اما القسم الثاني فتناول تأسيس دولة يوغسلافيا 1918.
أوّلًا: جذور التّكوين لدولة يوغسلافيا
شكّلت المصلحة المشتركة للشعوب السّلافيّة الجنوبية([2]) في مقاومة المحتلين المتمثلين بالدّولة العثمانية والامبراطورية المجرية- النمساوية فكرة التقارب الثقافي والسياسي، وإنشاء دولة مشتركة لهذه الشعوب، ونشأت الفكرة من التقارب في الأصل العرقيّ واللّغة والثّقافة، وأصبحت هذه الحركة ملموسة في الثّلاثينيات من القرن التّاسع عشر، إذ نشأت الحركة في كرواتيا، وكانت بقيادة ليوديفيتا كايا (Leodivita Kaya)، إذ كانت تلك الحركة وطنية بالدرجة الأولى، فضلًا عن كونها حركة ثقافية وسياسية كرواتية، وكانت ذات أهمية استثنائية بالنسبة للشعب الكرواتي، لأن الوعي بالانتماء الوطني قد أستيقظ، وانه لابد من أن يكون هناك تجمع أوسع للشعوب السّلافيّة تحت الاسم الإيليري([3])، والذي كان محاولة لمقاومة الشعب الكرواتي ضد السّيطرة النّمساويّة -المجريّة، إذ رأى كايا أن السّلاف الجنوبيين نشأوا من الإيليريين القدماء، وكان اسم إلير غالبًا هو تسمية للكروات، خاصة في أوروبا الغربية وكان الكروات على استعداد للتنازل عن اسمهم لصالح اسم إيليري مشترك(Hupchick,2002,p.198.)
تشكلت الفكرة اليوغوسلافيّة لأول مرة في الحركة الإيليرية، ولم يتم إبراز التوحيد السياسي مع الشعوب السّلافيّة الجنوبية الأخرى (بما في ذلك البلغار) كهدف مباشر، وفي الواقع لم يتم صياغة الأفكار السياسية الأخرى رسميا أيضا ((Sirotković, Margetić,1988,p.140.
رفض الصّرب والسلوفنيون قبول الاسم والبرنامج الإيليريين، لذلك اقتصرت حركة الإحياء الإيليري على المناطق الكرواتية، إذ كان الهدف الذي تم تحديده هو تطوير الوعي الوطني والتغلب على التجزئة في المقاطعات الكرواتية غير الموحدة بهدف توحيدها، فضلًا عن ذلك أراد الكرواتيون إيقاف تفشي القومية الهنغارية من خلال إدخال اللغة الوطنية الكرواتية بوصفها لغة رسمية، وهذا هو السبب في أن الحركة الإيليرية واجهت خصوما لاسيما من المجريين ((Davorin, Čobanov, 2009,p.289.
كان يوسيب يوراي ستروسماير (Joseph Yuray Strossmayer) أول من طورَّ فكرة قيام دولة يوغوسلافيا بوصفها برنامجًا سياسيًا بعد التوحيد الثقافي، واستندت فكرة ستروسماير على حقيقة أن الشعوب اليوغوسلافيّة قد تشكلت بالفعل على المستوى الوطني، لذلك يجب أن تعيش أخيرًا في حالة شعوب متساوية متحدة، لذا لم تعد الفكرة تشمل البلغار في الأفكار حول إنشاء الدّولة اليوغوسلافيّة التي نشأت من القرن التاسع عشر (Davorin, Čobanov, 2009,p.289)، ويمكن رؤية نقاط البداية لفكرة ظهور الدّولة الجديدة عند غالبية السياسيين الكروات في وقت لاحق.
ظهر في كرواتيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تيار سياسي جديد مناهض لأفكار الحركة اليوغسلافية، مثلَّ هذا التيار مؤسسي حزب الحق الكرواتي (The Croatian Party of Right -Hrvatska Panka prava) بزعامة انته ستارجفيج (Ante Starćveić) وأوكين كفاتيرنيك (Eugen Kvaternik )، وكان برنامج هذا التيار السياسي متطرفًا يسعى لتحقيق بناء (دولة كرواتيا الكبرى) المستقلة عن هيمنة الإمبراطورية النمساوية- المجرية، والتي تضم الكروات والبلغار باعتبارهم عرق نقي على خلاف القومية الصّربية التي تضم العديد من القوميات (Djilas,1991,p.3).
كانت السياسة الصّربية تهدف إلى إنشاء (دولة صربيا الكبرى)، وكان هذا المشروع بقيادة الحزب الراديكالي الصّربي (Srpska Radikalna Panka -Serbian Radical Party) الذي تم تأسيسه عام 1881 بزعامة نيكولا پاشيچ ((Nikola Pašić ([4])، ونص برنامجه السياسي على ضرورة قيام نظام مركزي الحكم للدولة الصّربية، وان تكون الأقاليم المنضوية تحت حكمه من العرق الصّربي، تجمعهم لغة واحدة وديانة واحدة وهي المسيحية الارثوذكسية، فضلًا عن تأكيدهم ضرورة ضم منطقة البوسنة والهرسك بسبب موقعها الجغرافي المطل على بحر الادرياتيك(Banac,1992,pp.303-305)، وبُذلت الجهود لاستعادة “إمبراطورية دوشان” كنواة لتجمع الشعوب السّلافيّة الجنوبية الأخرى (Davorin, Čobanov, 2009,p.290).
في العام 1903 بدأت العلاقات الصّربية- الكرواتية تشهد تحسنا ملحوظًا، وهذا انعكس بدوره على السّلاف الجنوبيين، إذ قتل ملك الصّرب الكساندر ابرنوفيج ((Aleksandr Obrenović ([5])، وتولى العرش الملك بيتر كاراجورجفيج (Peter Karađorđević) ([6]) وكان الأخير معروضا بكرهه لأسرة هابسبورغ، وهذا ما شجع على التقارب بين الشعوب السّلافيّة(Hupchick,2002,p.308).
وفي إطار ذلك التعاون تم تشكيل ائتلاف سياسي صربي-كرواتي عام 1905، ضم العديد من الأحزاب الصّربية والكرواتية، وكان هذا الائتلاف بزعامة السياسي الكرواتي السياسي انته ترومبيج (Ante Trumbić)([7])، ودعا هذا الائتلاف الى إقامة دولة سلافية جنوبية مستقلة(Lampe,2000,p.77).
بعد اندلاع الحرب العالميّة الأولى (1914-1918)، بدأت التكهنات حول سقوط مملكة النمسا-المجر، وبدأت مجموعة من السياسيين الكروات والمسؤولين الحكوميين بالهروب إلى الخارج، وتغلبت فكرة تحرير المناطق السّلافيّة الجنوبية من الحكم النمساوي -المجري وتوحيدهم مع صربيا والجبل الأسود على أذهانهم، وفي الثلاثين من شهر أبريل/ نيسان 1915، أسسوا اللجنة اليوغوسلافيّة، التي عملت على تحقيق هذا الهدف، فضلًا عن السياسيين الكروات، كان هناك أيضا ممثلون عن صربيا وسلوفينيا في اللجنة وكانت اللجنة برئاسة الدكتور أنته ترومبيج (Davorin, Čobanov, 2009,p.291).
لم يكن النّشاط الدعائيّ القوي للجنة الإطاحة بالنّمسا والمجر مناسبًا لقوى الوفاق، التي لم يكن لها هذا الهدف في بداية الحرب، وفد عرف السياسيون الذي هاجروا خارج اراضيهم أن التوحيد لم يكن ينظر إليه على قدم المساواة من كلا الجانبين، إذ يعتقد نيكولا باشيج، أنّ دولة جديدة يجب أن تنشأ من صربيا، وأن الكروات والسّلوفنيين يجب أن يندمجوا مع الصّرب في دولة واحدة، وكانت إيطاليا ضد الوحدة اليوغوسلافيّة على وجه التحديد بسبب تطلعاتها الإقليمية على الساحل الشرقي للبحر الأدرياتيكي، لذا كانت متفقة مع صربيا بشكل مشترك، ونجحا في ذلك، وأن تكتسب اللجنة اليوغوسلافيّة شرعية ممثلي الدول الحليفة أمام قوى الوفاق، وهو الأمر الذي أرادته صربيا لنفسها فقط حتى تتمكن من القيام بعملية التوحيد وفقا لشروطها، إذ يمكن لممثلي “الدول” المعترف بها بعد الحرب، أن يدافعوا عن دولتهم في مؤتمر السّلام. على عكس اللّجنة اليوغوسلافيّة، فقد تم الاعتراف باللّجان الوطنية للشعبين التشيكوسلوفاكي والبولندي من قبل فرنسا وبريطانيا العظمى في عامي 1917 و1918(Davorin, Čobanov, 2009,p.291).
ثانيًا : تأسيس دولة يوغسلافيا 1918
وعلى الرغم من اختلاف وجهات نظر صربيا واللجنة اليوغوسلافيّة حول التنظيم الداخلي للدولة المستقبلية، إلا أنهما اتفقا على أن الأمر يتعلق بتوحيد نفس “الأمة الثلاثة أو الثلاث قبائل“، وفي حزيران /يونيو وتموز / يوليو1917، انعقد مؤتمر لأعضاء الحكومة الصّربية مع الرئيس نيكولا باشيج ووفد اللجنة اليوغوسلافيّة برئاسة أنته ترومبيج في كورفو، ووقع على الإعلان الختام باشيج وترومبيج أراد ترومبيج التوحيد بأي ثمن بسبب الادعاءات الإيطالية بشأن الساحل الشرقي للبحر الأدرياتيكي واحقيتها في الاستحواذ، وتم الاتفاق على أن الصّرب والكروات والسلوفنيين سوف يتحدون بإرادتهم الحرة في دولة مشتركة، ملكية دستوريّة وبرلمانية خاضعة لأسرة كاراجورجفيج ([8])،أنه توحيد أمة ثلاثية الأسماء(Петрановић,1918,p.19)
ويظهر ان الجماعة اليوغسلافية استثمرت اعلان الرئيس الأمريكي (توماس وودرو ولسن Thomas Woodrow Wilson 1913 – 1921)([9]) لنقاطه الأربعة عشر والتي تضمن حق الشعوب في تقرير مصيرها ((Heckscher, 1991, p.459-474، لذا كانت تلك النقاط بمثابة الحجر الاساس الذي اعتمد عليه اليوغسلافيون في اعلان مملكتهم، وعلى أثر نهاية الحرب وتفكك تلك الامبراطوريات والتي كانت مهيمنة على معظم دول البلقان، ظهرت دولتان يوغسلافيتان الأولى في الشمال ضمت كرواتيا وسلوفينيا والبوسنة عاصمتها زغرب، والثانية في الجنوب والتي ضمت صربيا وفويفودينا والجبل الأسود وعاصمتها بلغراد (Pešić,1996,p5)
في غضون ذلك، قامت الجمعية الوطنية في الجبل الأسود، وتحت الضغط الصّربي المتزايد بعزل الملك نيكولا بتروفيج (Никола Петровић) ([10]) والاعلان عن نيتهم قيام الاتحاد مع صربيا، إذ أرسل المجلس الوطني وفدًا إلى بلغراد لمقابلة الأمير الكساندر كاراجورجفيج (Александар Kарађорђевич) ([11]) الوصي على عرش صربيا، وتقديم طلب له من اجل الاتحاد مع صربيا في مطلع تشرين الأول عام 1918، وبذلك قامت دولة الجنوب وعاصمتها بلغراد بعد ان قامت فويفودينا كذلك بالاتحاد مع صربيا في تشرين الثاني عام 1918(Jelavich,1999,p.147).
بالمقابل، أقدمت دولة الشمال وعاصمتها زغرب بفعل مخاوفها من الاطماع الإيطالية في الاستيلاء على أراضيها على تقديم طلبها الى دولة الجنوب في السابع والعشرين من شهر تشرين الاول/ أكتوبر عام 1918، ابدت فيه رغبتها بالانضمام الى دولة الجنوب وإعلان الاتحاد معها (Krizman,1977,p.223-224)، حتى جاء يوم التاسع والعشرين من الشهر نفسه، ليعلن انضمام دولة الشمال إلى مملكة صربيا والجبل الأسود وفويفودينا، ليأتي فيما بعد الاعلان عن تأسيس مملكة سميت بمملكة الصّرب والكروات والسلوفينين (Kraljevina Srba ,Hrvata i Slovenaca -Краљевина Срба, Хрвата, Словенаца) في الأول من كانون الأول/ ديسمبر عام 1918، وكان هذا ايذانًا لظهور دولة موحدة عرفت فيما بعد باسم مملكة يوغسلافيا الحديثة والتي أصبح لها دور بارز في تاريخ أوربا الشّرقية (القريشي،2014، 40-41).
مع إنشاء دولة جديدة نشأت مسألة الاعتراف بها، حتى ذلك الحين كانت صربيا والجبل الأسود خاضعتين للقانون الدولي، ولم يكتفِ الاعتراف بهما، لكنه لم يمتد إلى الدّولة المنشأة حديثا، في مرحلة التّحضير لمؤتمر السلام في باريس عام 1919، أثيرت مسألة الاعتراف كونها ضرورة ملحة، لأنّ الدّولة غير المعترف بها ستكون في موقف صعب فيما يتعلق بالأراضي التي تطالب بها إيطاليا. كانت حكومات القوى العظمى المتحالفة مقيدة، ولم تتسرع في الاعتراف: قررت فرنسا، بدافع من إيطاليا، الاعتراف بمملكة الصّرب والكروات والسلوفنيين، في حين تركت بقية الدول مسألة الاعتراف لمؤتمر السلام، إن الاعتراف بالدّولة الجديدة يعني أن دولة جديدة قد تم إنشاؤها بالفعل (Davorin, Čobanov, 2009,p.299).
منذ البداية، كانت هناك خلافات كبيرة وتطلعات متعارضة وتوقعات مختلفة لعملية التوحيد، إذ نظر السياسيون الكرواتيون والسلوفنيون إلى الحالة المشتركة للسلاف الجنوبيين باعتبارها صلة بين الدول المنفصلة وكيانات الدّولة في دولة اتحادية مشتركة، وخلال الحرب العالمية الأولى(1914-1918) رأى السياسيون الصّرب في فكرة التوحيد إمكانية توسيع صربيا لاسيما بسبب حقيقة أنهم كانوا إلى جانب قوى الوفاق المنتصرة، كانت الاختلافات في مقاربة فكرة التوحيد هي أيضا بذور الصراع في الدّولة المشتركة المستقبلية، أرادت صربيا تعزيز موقعها في البلقان بهذه الطريقة وتضمين جميع الدول الصّربية في إطار دولة واحدة مع كرواتيا وسلوفينيا لإنشاء دولهم الخاصة خارج إطار الملكية النمساوية- المجرية ومنع التطلعات الإيطالية نحو أراضيهم، في حين كانت بعض القوى العظمى مهتمة أيضا بالحفاظ على امبراطورية النمسا-المجر بدلًا من تدميرها، كونها إحدى الدعائم الأساسية للنظام السياسي في أوروبا آنذاك((Бартуловић,Ранђеловић,2012,p.165
غطت مملكة الصّرب والكروات والسلوفنيين مساحة واسعة إذ بلغت مساحة المملكة ما يقارب (666,248) كم2 وبلغ عدد سكانها وفقًا لإحصائية عام 1921 عشرين مليون نسمة، من مختلف القوميات والأديان، فكان الصّرب يؤلفون الأغلبية تلاها الكروات ومن ثم السلوفنيين وعدد من القوميات الأخرى ([12])، فضلا عن تعدد المذاهب والأديان (عبد القادر، 1996،ص73) .
فضلًا عن المشاكل الاقتصادية المتراكمة، ظهرت مشكلة تنظيم الدّولة أمام الدّولة الجديدة، أي العمل على وضع النظام القانوني والسياسي حتى اعتماد الدّستور، الذي سيؤسس لدستور فريد من نوعه، ويرسخ الوضع القانوني في المملكة، إذ كانت النزاعات حول تنظيم الدّولة هي إلى حد كبير انعكاس للاختلافات الكبيرة التي كانت قائمة بين أجزاء معينة من البلاد من الناحية الاقتصادية والسياسية والجغرافية والثقافية والقانونية للذين يريدون أن يصبحوا أمة واحدة، فقد نشأ السؤال حول كيفية تنظيم هذه المملكة، التي تم إنشاؤها على أنقاض قوة عظمى عمرها ألف عام.
جغرافيًا امتازتْ المملكة بموقع جغرافي سياسي مهم، إذ تقع يوغسلافيا في جنوب شرق أوروبا، ويحدُّها من الشمال المجر والنمسا، ومن الجنوب البانيا واليونان، ومن الشرق بلغاريا ورومانيا، ومن الغرب بحر الأدرياتيك وإيطاليا(الغريري ، 1988، ص15)، وبذلك مثلت جسرًا بين أوربا الوسطى وآسيا الصغرى والشرق الأوسط، إذ كان الرابط مفتوحًا نحو البحر المتوسط ومتصلًا بالبحر الأسود عبر نهر الدانوب، وعليه، كان لذلك الموقع أهمية بالغة؛ ليس فقط من ناحية السياسة الخارجية، ولكن أيضًا من الناحية الاقتصادية ، إذ تم إنشاء منطقة اقتصادية جديدة تمامًا، عقب تفكك اقتصاديات الامبراطوريات الكبرى نتيجة الحرب العالمية الأولىBićanić,1973,p.1)) لذا، بدأ التكيف والتكامل التدريجي للمنطقة الجديدة، الذي لم يحدث بهدوء أو دون جهد، بفعل وجود الصراعات السياسية، فضلًا عمّا تمخض من الحرب من ازمات اقتصادية حادةBićanić,1967,p.84)) .
كان هناك عدد من الأحزاب التي ساهمت في العملية السياسية للمملكة الفتية، إلا ان صراع القوميات والخلافات السياسية ، أدى الى وجود حزبين بارزين في الساحة السياسية، هما الحزب الراديكالي الشعبي (People’s Radical Party -Narodna Radikalna Panka) والحزب الديمقراطي اليوغسلافي(Yugoslav Democratic Party- Jugoslovenska demokratska Panka)، وكانا هذان الحزبين من أهم الأحزاب المسيطرة على دفة الحكم وكان لكل منهما وجهة نظر في طبيعة النظام الذي يجب أن يتبع في إدارة المملكة فقد أراد الحزب الراديكالي الشعبي أن يتبع نظام الحكم المركزي تحت قيادة الصّرب أما الحزب الديمقراطي اليوغسلافي فكانت لهم وجهة نظر مختلفة ،إذ أرادوا أن يتبعوا النظام الفيدرالي اللامركزي الذي تستطيع من خلاله القوميات المكونة للمملكة الحصول على بعض الاستقلالية (القريشي ، 2014، ص47-48).
تعد المرحلة التأسيسية من المراحل الانتقالية الصعبة لمملكة الصّرب والكروات والسلوفنيين، بسبب الخلافات بين الأحزاب السياسية، لاعتقاد الصّرب انهم عانوا اكثر من غيرهم خلال الحرب العالمية الأولى(Станковић,1985, р.265).
تشكلت الحكومة الجديدة بزعامة نيكولا باشيج الزعيم الصّربي، وأجريت انتخابات الجمعية التأسيسية في الثامن والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني عام1920، وحصد الصّرب نسبة عالية من المقاعد البرلمانية كونهم يمثلون نسبة (45%) من مجموع الشعب اليوغسلافي، فكانت لهم حصة الأسد في المقاعد بواقع مائة وثلاث وثمانون من أصل اربعمائة وتسعة عشر مقعدًا(Аврамовски,1986,p.37).
شارك في الانتخابات اثنين وعشرون حزبًا سياسيًا، كان أبرزها الحزب الديمقراطي بزعامة ليوبومير دافيدوفيج (Ljubomir Davidović) ([13])، وسفيتوزار بريجيفيج (Svetozar Pribićević) ([14])، وحصد أربعا وتسعون مقعدًا، والحزب الراديكالي الصّربي بواقع تسع وثمانون مقعدًا، في حين حصل الحزب الفلاحي الكرواتي وحزب الاتحاد الكرواتي على خمسين مقعدًا، وكانت الاحزاب السلوفينية قد حصلت على سبعة وعشرين مقعدًا وقد حصلت الأحزاب المسلمة اليوغسلافية على أربعة وعشرين مقعدًا (Аврамовски, 1986,р.37).
مع بداية كتابة الدّستور للمملكة اصطدمت وجهات النظر الموحدة والفيدرالية، إلى جانب عدد من الخلافات الأخرى والمصالح المتضاربة مع التنازلات والصراعات، تم تبني دستور فيدوفدان عام 1921([15]) ، تم تشكيل مملكة الصّرب والكروات والسلوفنيين كملكية دستوريّة برلمانية، على رأسها سلالة كاراجورجفيج Karađorđević ، ونظام ديمقراطي مركزي، إذ كان تكوينها المتعدد للقوميات هو الذي افترض ترتيبا وحدويا فيدراليا، إذ تنظيم الحكومة المركزية على أساس مبدأ الفصل بين السلطات، في شكل نظام برلماني لكن هذا المبدأ شوهته الأحكام المتعلقة باختصاص السلطات المركزية، وألغيت السمات الأساسية للنظام البرلماني، إذ كان الملك والجمعية التأسيسية يمارسان السلطة التشريعية بشكل مشترك(Jovanović,2009,p.25-26).
فضلًا عن المشاكل العامة والمعروفة، فإن مشكلة عمل الجمعية التأسيسية كانت ممثلة أيضا في النظام الداخلي المؤقت، الذي تم اعتماده بمرسوم الملك والذي نص من بين أمور أخرى، على أن النواب المنتخبين يقسمون أمام الملك، وهو ما عارضه بعض أعضائه، ولقد كان عمل البرلمان الشعبي منذ عام 1921 حتى التاسع والعشرين من تشرين الأول عام 1928 يسير بصورة طبيعية، وكانت عملية الانتخابات تتم بطريقة الاقتراع السري والمباشر، محددة بمدة الأربع سنوات، والتي هي عادة تكون مدة الدورة الواحدة(Аврамовски, 1986,р.40)، وكان عددًا من النواب الكروات قد قاطعوا جلسات البرلمان منذ عام 1921 حتى عام 1924 بسبب رفضهم التصويت على فقرات الدّستور لعام 1921 ومنها قيام النظام المركزين إذ انهم كانوا يطالبون بقيام نظام فيدرالي، واستمرت تلك المناوشات والمقاطعات بين النواب الصّرب والكروات داخل قبة البرلمان حتى وصلت ذروتها في عام 1928، عندما تم تبادل اطلاق النار داخل البرلمان من قبل احد النواب الصّرب الراديكاليين ليصيب خمسة نواب كروات توفي منهم اثنان على الفور فيما أصيب الاثنان الاخران بجروح خطيرة ، اما الخامس وهو زعيم الحزب الفلاحي الكرواتي ستيبان راديتج( Stepan Radić) بجروح قاتلة توفي بعدها بأيام قليلة، وكانت هذه الازمة قد أوصلت الحكومة الى ازدياد الخلاف والهوة بين الكتل السياسية ، الامر الذي دفع الملك الكساندر الى تعليق الحياة الحزبية وإعلان الديكتاتورية الملكية في عام 1929Петрановић, 1992,p.88)) .
الخاتمة
لقد كانت الدّولة اليوغسلافية التي تأسست في عام 1918، والني عرفت باسم مملكة الصّرب والكروات والسلوفنيين، قد امتازت بالتعددية والتنوع الديني والعرقي. وتسبب ذلك التنوع عن صراع سياسي عرقي بين الصّرب والكروات والذي اشتد في عام 1928، بسبب رفض الكروات الهيمنة الصّربية، ورفض الصّرب للوجود الكرواتي، وهذا ما أظهرته مقولة أحد النواب الصّرب عندما “قال نحن لا نستبدل الدماء الصّربية بثيران كرواتية”.
لقد كانت الصراعات العرقيّة هي أحد الأسباب التي أدت الى قيام الصراعات الداخلية داخل المملكة وقيام الملك الكساندر في عام 1929 الى إيقاف العمل بالدّستور وإعلان الديكتاتورية المطلقة وإيقاف وحظر عمل الأحزاب السياسية.
المصادر
- الوثائق غير منشورة
Архив Југославије ,Фасцикла двор, Подела Краљевине Југославијк од стране сила осовине, Фонд бр.103, Фасц.бр116.
- 2. باللغة العربية
- عبد القادر، حسين، 1996، انشطار يوغسلافيا –دراسة تاريخية تحليلية، ط1، مركز الدراسات العربي –الأوربية، باريس.
- الغريري، عبد الحميد ياسين، 1988، يوغسلافيا الأرض والانسان، الأمانة العامة لإدارة الثقافة والشباب لمنطقة كردستان الحكم الذاتي.
- القريشي، اسيل محمد عبيد ،2014، التطورات السياسية الداخلية في يوغسلافيا 1918-1945، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية الأساسية – الجامعة المستنصرية، بغداد.
- 3. باللغات الاجنبية
أ. باللغة الإنكليزية
- Frazee, Charles,1997, World History the Easy Way, Volume One, Barrons Educational Series.
- Bataković, Dušan T., 2002, Belgrade in the Nineteenth Century: A Historical Survey, in the Serbian Studies, Journal of the North American Society for Serbian Studies, Bloomington, Indiana.
- Bićanić, Rudolf, 1973, Economic Policy in Socialist Yugoslavia, Cambridge University Press.
- Djilas, Aleksa, 1991, The Contested Country Yugoslav Unity and Communist Revolution, 1919-1953, Harvard University Press, London.
- Heckscher, August, 1991, Woodrow Wilson 1856-1924 President United State-Biography, published by Charles Scriber’s Sons, New York.
- Hupchick, Dennis P, 2002, the Balkans from Constantinople to Communism, New York.
- Jelavich, Barbara, 1999, History of The Balkans Twentieth Century, Volume 2, 14th edition, Cambridge University Press, Cambridge.
- Lampe, John R,2000, Yugoslavia as History Twice there was a Country, 2nd edition, Cambridge University press, United Kingdom.
- New Age Encyclopedia, 1980, 18th. ed., Vol.,19, Lexington, Lexicon Publication, Inc.
- Pešić, Vesna, 1996, Serbian Nationalism and the Origins of the Yugoslav Crisis, United State Institute of peace, Washington.
- Ramet, Pedro ,1978, Migration and Nationality Policy in Soviet Central Asia, Humboldt Journal of Social Relations, Vol. 6, No.
- Ramet, Sabrina P. 2006, The three Yugoslavias: state-building and legitimation 1918-2005, Indiana University Press.
- Singleton, Fred, 1989, A Short History of Yugoslav people, Cambridge university press, United Kingdom.
- Tucker, Spencer, 2005, Encyclopedia of World War I: A Political, Social, and Military History ABC-CLIO, California.
ب. باللغة الصّربية
- Аврамовски, Живко,1986, Британци о Краљевини Југославији: Годишњи извештаји Британског посланства у Београду 1921-1938, Београд.
- Бартуловић Жељко & Ранђеловић, Небојша ,2012, Основи уставне историје југословенских народа, Ниш.
- Bićanić, Rudolf ,1967, Ekonomske promjene u Hrvatskoj izazvane stvaranje Jugoslavije 1918, u: Prilozi za ekonomsku povijest Hrvatske, Zagreb.
- Ђурић, Ђорђе, Павловић, Момчило,2010, Исторја за трећи разред гимназије природно–математичког смера ичетврти разред гимназије општег и друштвено –језичког смера, завод за уџбеника, Београд.
- Davorin, Rudolf, Čobanov, Saša Jugoslavija,2009, Unitarna država ili federacija povijesne težnje srpskoga i hrvatskog naroda – jedan od uzroka raspada Jugoslavije, Zbornik radova Pravnog fakulteta u Splitu, Vol.46, No.2.
- Хоптнер, Јаков Б., 1964, Југославија у Кризи 1934-1941, Превео Ото Ливац, Цолумбиа Университи Пресс, Нев Иоурк и Лондону.
- Jovanović, Milan ,2009, Politički Sistem Srbije – Hrestomatija, Beograd, Univerzitet u Beogradu, Fakultet političkih nauka.
- Krizman, Bogdan, 1977, Raspad Austro-Ugarske i stvaranje Jugoslavenske države, Zagreb, Školska Knjiga.
- Матковић ,Хрвоје, 1999, Повијест Хрватска сељачке pанка, Наклада ПИП Павичић,Загтеб.
- Петрановић, Бранко, 1918, Историја Југославије 1918-1988, књиге прве, Београд, 1918.
- ________________ ,1992,Србија у другом светском рату 1939-1945, Војноиздавачки и новинарски , Београд.
- ________________, 1988, Istorija Jugoslavije 1918-1988, Knjiga Prva, Nolit, Beograd.
- Sirotković, Hodimir & Margetić Lujo,1988, Povijest Države i prava Naroda SFR Jugoslavije, Školska knjiga, Zagreb.
- Станковић, Ђорђе Ђ, Б.Д, Никола Пашић Савезници И Стварање Југославије, Нолит, Београд.
- ___________________, 1985, Никола Пашић и југословенско питање (2) БИГЗ, Београд.
- Тодоровић, Митар, 2006, Александар први – краљ Југославије1918-1934, Издавач: Архив Србије и Црне Горе, Београд.
[1] بحث تكميليّ لنيل درجة الدكتوراه في التّاريخ الحديث والمعاصر
([2]) السّلاف هم أكبر مجموعة عرقية لغوية في أوروبا، وتقسم السّلاف الى ثلاث مجموعات، السّلاف الغربيين وتضم التشيك والبولنديين، والسّلاف الشرقيين ويمثلون الروس والاوكرانيين وروسيا البيضاء، والسّلاف الجنوبيين يمثلون شعوب دولة يوغسلافيا من الصرب والكروات والسلوفنيين والبلغار. للمزيد انظر: Ramet, 1978, pp.79-101.
([3]) هم مجموعة من القبائل الهندية الأوروبية عاشت في العصور القديمة، وسكنوا أجزاء من غربيّ البلقان وجنوب شرقي شبه الجزيرة الإيطالية، عرف الإغريق والرومان القدماء الإقليم الذي سكنته هذه القبائل باسم إيليريا، وبحسب التعاريف الواردة في كتاباتهم القديمة فقد كان هذا الإقليم يشمل دولة يوغوسلافيا السابقة وأجزاءً من ألبانيا الحديثة، وهي منطقة تمتدُّ ما بين البحر الأدرياتيكي غرباً ونهر درافا شمالاً ونهر مورافا شرقاً ومنبع أوس جنوباً. انظر:A. Frazee, 1997, p.89
([4]) نيكولا پاشيچ: زعيم صربي من أصول بلغارية ولد في قرية فيلكي ازفور (Veliki Izvor) الواقعة بالقرب من مدينة زايجر (Zaječar) شرق إمارة صربيا في الثامن عشر من كانون الأول عام1845، كان زعيما للحزب الراديكالي وأنتخب في عام 1889، تولى منصب عمدة بلغراد عام 1897، أصبح رئيساً لوزراء صربيا في الأعوام 1891 – 1892-1904، تم انتخابه رئيساً للوزراء ولعدة مرات حتى وفاته في العاشر من كانون الأول 1926. انظر: Станковић, б. д, ,p. 25-75.
([5]) الكساندر ابرنوفيج (1876-1903): آخر سلالة ابرنوفيج ، تولى العرش تحت وصاية والدته لان كان يبلغ من العمر فقط العمر ثلاثة عشر عاماً، بعد تنازل والده الملك ميلان عن العرش عام 1889، اغتيل اثر انقلاب عسكري من قبل الضباط الصرب في الرابع عشر من اب/ أغسطس عام 1903، لتبدأ بعدها اسرة كاراجورجفيج الحكم حتى عام 1945. أنظر: Хоптнер, 1964,p.245.
([6]) بيتر كاراجورجفيج (1844-1921): أخر ملوك صربيا، وأول ملك لمملكة الصرب والكروات والسلوفنيين عام 1918، تم انتخابه ملكاً لصربيا من لدن البرلمان الصربي بعد مقتل الكساندر ابرنوفيج عام 1903، تنازل عن العرش لولده الملك الكساندر بعد مرضه، توفي عام 1921. انظر: Bataković, 2002, p.352; Hupchick, 2002, p.308.
([7]) أنته ترومبيج (1868-1938): سياسي كرواتي، ولد في مدينة سبلت الكرواتية التي كانت خاضعة آنذاك لسيطرة الإمبراطورية النمساوية – المجرية عام 1864، أصبح رئيساً لبلدية سبلت منذ عام 1905 قام بـتأسيس لجنة اليوغسلاف مع مجموعة من السّلاف الجنوبيين في المنفى في إيطاليا بعد قيام الحرب العالمية الاولى سعياً لإقامة دولة موحدة تضم الصرب والكروات والسلوفنيين، أصبح أول وزير للخارجية في المملكة على الرغم من معارضة الراديكاليين، طالب بإقامة دولة فدرالية، وهذا ما تعارض مع المركزية الملكية. انتخب عام 1927 ممثلا للكتلة الكرواتية وأصبح زعيماً لها في عام ٬1933 توفى عام 1938. للمزيد عن دوره السياسي. انظر: Tucker, 2005, p. 1189; Ramet, 2006, p.57.
[8] اسرة كاراجورجفيج هي من الاسر الكاثوليكية الذين سكنت في الجبل الأسود ومن ثم غادرت الى صربيا، مؤسسها هو كاراجورج أو المعروف ب جورج الأسود الذي اغتيل من قبل رجال ميلوش أوبرينوفيج في 24 تموز/ يوليو عام 1817، حيث بدأ عهد الاسرة الأخيرة حتى عام 1903 حيث استطاع احد الضباط الصرب من قتل اخر امير من سلالة أوبرينوفيج ليعود الحكم لأسرة كاراجورجفيج مرة أخرى، ومنذ منتصف عام 1914 اختير الأمير الكساندر وريثاً شرعياً لعرش صربيا بعد ان تنازل والده الملك بيتر الأول في الثاني والعشرين من شهر حزيران من نفس العام عن العرش مدعياً المرض. للمزيد انظر: القريشي، 2014، ص 45.
([9]) ودرو ويلسن (1856-1924): ولد عام 1856 في ولاية فرجينيا، مارس العمل الأكاديمي حتى أصبح رئيساً لجامعة (برنستون Princeton) ، ثم حاكماً لولاية نيوجيرسي منذ عام 1911 حتى فوزه مرشحاً عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية عام 1912 لدورتين متتاليتين. اشتهر بمبادئه الأربعة عشر وانشاءه لعصبة الأمم، حصل على جائزة للسلام توفى عام 1924. انظر:
New Age Encyclopedia, 1980, pp. 387 – 390.
([10]) نيكولا بتروفيج (19 تشرين الأول عام 1840 -2 اذار 1921): حكم الجبل الأسود من عام 1860 حتى عام 1918، واتخذ لقب ملك بعد إعلانه الجبل الأسود مملكة، تنازل عن السلطة في عام 1918. للمزيد. انظر: Ђурић, Павловић, 2010, ctp.52.
([11]) الكساندر كاراجورجفيج (1888-1934) او الكساندر الأول والمعروف أيضاً باسم ألكساندر الموحّد ، أصبح وريثاً لعرش مملكة صربيا عام 1914، وبعد اعلان تشكيل مملكة الصرب والكروات والسلوفنيين اصبح ملكاً عليها بعد تنازل والده الملك بيتر الأول في العام 1921، إذ اعلن في الأول من كانون الثاني عام 1929 ، عن تغيير اسم المملكة الى مملكة يوغسلافيا واصبح بذلك ملكاً لمملكة يوغسلافيا حتى العام 1934، اذ تم اغتياله في مدينة مرسيليا بفرنسا ، من قبل البلغاري فلادو جرنوزمسكي( Владо Черноземски_ Vlado Černozemski) أثناء زيارة رسمية. للمزيد. انظر: Тодоровић, 2006, p.14-136.
([12]) تعددت القوميات في المملكة، إذ كان هناك أكثر من 25 قومية كانت الصرب اكبرها تلتها الكروات ومن ثم السلوفنيين والمقدونيين والالبانين والمجريين والاتراك والبلغار والرومانيين والروس والتشيك والايطاليين والأوكرانيين والغجر والبوسنيون وعدد من القوميات الأخرى. أنظر:
Архив Југославије , Фонд бр.103, Фасц.бр116, ctp.1.
([13]) ليوبومير دافيدوفيج (1863-1940): سياسي صربي، كان عضواً في البرلمان الصربي، وقام بدورٍ بارز في تأسيس الحزب الديمقراطي، شغل عدة مناصب مهمة في مملكة صربيا منها وزيرا للتعليم عام 1904، ورئيس الجمعية الوطنية عام 1905، ورئيس الدفاع الوطني عام 1908، كن ابرز المؤيدين للفكرة اليوغسلافية ، وكان احد أعضاء لجنة كورفو، اصبح رئيساً للوزراء لمملكة الصرب والكروات والسلوفنيين عام 1919واعيد انتخابه عام 1924، كان من المعارضين لقرار الملك الكساندر بإعلان الديكتاتورية الملكية عام 1929. انظر:
Petranović, 1988, p.95-139
([14])سفيتوزار بريجيفيج(1875-1936): سياسي صربي، شغل مناصب عدة، ابرزها وزيرا للداخلية 1918-1920، ووزيرا للتربية والتعليم للأعوام 1920-1922-1924و1925، أسس الحزب الديمقراطي وبعد خلافه مع أعضاء الحزب انشق وأسس الحزب الديمقراطي المستقل عام 1924، زج في السجن بعد معارضته لسياسة الملك عام 1929، افرج عنه في عام 1931 لسوء حالته الصحية، غادر الى باريس والف كتاباً بعنوان ديكتاتورية الملك الكساندر باللغة الفرنسية عام 1933، وبعد مقتل الملك في باريس عام 1934، تم اعتقاله من قبل السلطات الفرنسية، الا انه تم الافراج عنه ليرحل الى براغ حيث توفي هناك عام 1936 ، وتم نقل جثمانه في عام 1968 لعدم سماح الحكومة الملكية بنقل جثمانه وقتذاك ودفن في المقبرة الجديدة في بلغراد عام 1968.انظر: Матковић, 1999, стр.270-289.
([15]) كان دستور فيدوفدان أو دستور عيد القديس فايتوس هو أول دستور لمملكة الصرب والكروات والسلوفنيين، تمت الموافقة عليه من قبل الجمعية الدستورية في الثامن والعشرين من يونيو/ حزيران 1921 على الرغم من مقاطعة =المعارضة للتصويت، تمت تسمية الدستور على اسم عيد القديس فيتوس (فيدوفدان) ، وهو عيد أرثوذكسي صربي. تطلب الدستور أغلبية بسيطة لتمريره، صوت لصالحه (223) من أصل 419 نائباً، فيما صوّت (35) ضده وامتنع (161) نائباً عن التصويت، كان الدستور ساري المفعول حتى أعلن الملك الكساندر ديكتاتوريه في السادس من يناير/ كانون الثاني في عام 1929. انظر:
Singleton, 1989, p.142.
عدد الزوار:393