أبحاثاللغة والأدب والنّقد

دلالة الألوان عند العرب واللّبنانيّين من خلال أمثالهم

دلالة الألوان عند العرب واللّبنانيّين من خلال أمثالهم

د. غسّان حمد

  • تمهيد

إنّ الأمثال الشّعبيّة من أهمّ ما في تراث الأوطان؛ لأنّها تؤثّقُ الجزء الأهمّ من الأدب الشّعبيّ، وهذا الأدبُ لا يَقِلُّ أهميّةً عن الأدب الفصيح؛ إذ إنَّ الفصيحَ مقصورٌ على فئة المتعلّمين، بينما الأمثالُ الشّعبيّة هي في مرتبةٍ من الشّيوع والانتشار؛ بحيث لا نجد إنسانًا، مهما كان جاهلًا وأُميًّا؛ إلّا ويحفظ معظم الأمثال، فالأمثالُ الشّعبيّة هي ملك الشّعب، تبقى محفوظةً في الصّدور على تقلّب العصور. والباحثون القدماء اهتمّوا بالأمثال، إذ أقبلوا على أمثالهم جمْعًا وتصنيفًا وشرحًا وروايةً لقصصها، حتّى كَثُرَت كُتبِ الأمثال، فقلّما نجد عَلمًا من أعلام العرب المصنّفين إلّا وله كتاب في الأمثال.

وبين الأمثال والألوان حكايةٌ ضاربةُ الجذور في التّاريخ؛ إذ إنَّ الأمثال تَنطِقُ بحكمة الشّعوب وتجاربها، وإذا تضمّنَتِ الألوانَ زادَتْ قيمةُ المثل، وتعدّدت مدلولاتُه، وَنَحا نحوًا آخرَ في رمزيّته ومعناه، وبات يحملُ تأويلاتٍ تختلف من لهجةٍ إلى أخرى، ومن بلدٍ لآخر؛ بحيث يكون لِلّون الواحد دلالاتٌ تصل أحيانًا إلى حدِّ التّناقض والاختلاف، ممّا يدفعنا إلى طرح الإشكاليّة التّالية: ما هي أهميّة الألوان في الأدب والحياة؟ وما هي دلالات الألوان في الأمثال اللّبنانيّة والعربيّة؟ وما هي أبرز النّتائج لتعدّد المدلولات للألوان في الأمثال والأدب؟

 

  • تعريف المثل
  • المعنى اللّغويّ للكلمة “المثل”، فيتضمّنُ، حسب جذره الاشتقاقيّ، معنى المماثلة، أو المثل والنّظير([1])، وما الأمثال في وجْهٍ من وجوهها، سوى عبارات تَرُدّد في مناسبات متماثلة. ومن معانيه المِثال، أو الشِّعار، ومن معانيه أيضًا التّمثيل، أيْ تشبيه شيءٍ بشيءٍ.
  • المعنى الاصطلاحيّ: فقد عرف العربُ عدّة تعريفات للأمثال، منها قول أبي عُبيد القاسم بن سلام (224ه/838م): “إنَّ المثلَ حكمةُ العرب في الجاهليّة والإسلام، وبها كانَت تعارض كلامَها، فتبلغ بها ما حاولَتْ من حاجاتها في المنطق بكناية غير تصريح، فيجتمع لها بذلك ثلاث خِلال: إيجازُ اللّفظ، وإصابةُ المعنى، وحُسْنُ التّشبيه”([2])؛ وقال الفارابي (350ه/961م): “المثل ما ترضاه العامّة والخاصّة، في لفظه ومعناه، حتى ابتذلوه فيما بينهم، وفاهوا به في السرّاء والضرّاء…”([3])، وقالوا: “إنَّ المثلَ عبارةٌ موجزةٌ بليغةٌ سائغة الاستعمال، يتوارثها الخَلَف عنِ السّلَف، وتمتاز عادةً بالإيجاز، وصحّة المعنى، وسهولة اللّغة، وجمال جَرْسها”([4]).

والمثل عبارةٌ موجزةٌ شائعة تتضمّن فكرةً حكيمة، وهو قصّةٌ قصيرةٌ رمزيّة، يكون لها مغزى أخلاقيّ([5])، وقال أحمد أمين (ت 1954م): “المثل نوعٌ من أنواع الأدب، يمتاز بإيجاز اللّفظ، وحُسْن المعنى، ولُطف التّشبيه، وجودة الكتابة، ولا تكاد تخلو منه أمّةٌ من الأمم، ورمزيّة الأمثال أنّها تنبع من كلّ طبقات المجتمع”([6]).

  • تعريف اللّون
  • اللّون لغةً، ورد معنى اللّون في معجم لسان العرب أنّه هَيْئةٌ كالسّواد، والحُمْرةِ، ولَوَّنْتُهُ فتلوّنَ، ولَونُ كُلِّ شيءٍ ما فَصَلَ بينه وبين غيرِه، والجمع “ألوان”، وقد تَلَوّنَ، ولَوَّنَ، ولَوَّنَهُ، والألوانُ الضُّروبُ، واللّون النّوعُ، وفُلانٌ مُتَلَوِّنٌ إذا كان لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحدٍ، واللّون “الدَّقْلُ”، وهو نوعٌ مِنَ النّخْلِ([7]).

ولَوْن: ج ألوان: صِفَةُ الشّيء، وهيئَتُه مِنَ البياض والسّواد والحُمْرَة وغير ذلك، وهي حصيلةُ الأثر الذي يُحْدِثُه في العينِ النّورُ الذي تبُثّه الأجسام: “لوْنٌ زاهٍ”، “لَوْنُ شَعْرٍ”: تناسق الألوان وروعة مظهرها: “نَسيج غنيّ الألوان”. صِباغ: “لونٌ ثابت”. نَوْعٌ، صِنْفٌ: “تناول ألوانًا مِنَ الطّعام”، قاسى ألوانَ العذاب”، حالةٌ من الحالات التي يمرّ بها الشّعور: “لون الحُبّ”. “لونٌ سياسيّ”: اتّجاه([8]). وقال الزّمخشريّ (538ه/1144م): “ألوانُها: أجناسُها مِنَ الرُّمَان والتّفَاح والتّين والعِنب وغيرها ممّا لا يُحصر، أو هيئاتها من الحُمْرةِ والصّفْرَةِ والخُضْرَةِ ونحوِها”([9]).

  • اللّون اصطلاحًا: هو خاصِيّةٌ ضوئيّةٌ تعتمدُ على طول المَوْجَةِ، ويتوقّفُ اللّوْنُ الظّاهريّ لجسمٍ ما، على طول موجةِ الضّوء الذي يعكسه([10]). وقد تعدّدّتِ الألوان في الطّبيعة، واختلفَتْ، وتقاربَت، وهناك عشرات الأسماء للتّعبير عن اللّون الواحد، وهي تختلف باختلاف درجاتِ اللّون، وهو ما عُرِفَ قديمًا باسم: “إشباع اللّون، أو تأكيده”([11]). ويعود هذا الاختلاف في الأسماء والمسمّيات لِلّون الواحد إلى اختلاف الحقل الدّلاليّ الذي يرد فيه، فالأبيض في الإنسان قد يختلف عنه في الحيوان([12]).
  • اللّون عند النّقّاد القُدامى

يرى الجاحظ(255ه/868م) أنَّ الشّعْرَ صناعةٌ، وضَرْبٌ من النّسيج، وجنْسٌ من التّصوير([13])، ومِثْله ابن طباطبا (322ه/934م)، الذي درس العلائق بين الفنون، فعنده أنّ الشّاعر الحاذق كالنّسّاج الحاذق الذي يصنع الأصباغ في أحْسَنِ تقاسيم نقشه، ويُشْبِعُ كلّ صِبْغٍ منها حتى يتضاعَفَ حُسْنُه في العيان([14]).

أمّا عبد القاهر الجرجاني (471ه/1078م)، فذكر العلاقة بين الشّعر والرّسم، قال: “وإنّما سبيل هذه المعاني سبيل الأصباغ التي تعمل معها الصّور والنّقوش، فأكّدَ بذلك التّقارب بين صِفِةِ المبدعِ والرّسّام، فكلاهما يقدّم عملًا حِسَّيًا([15])؛ ولعلّ حازم القرطاجني(684ه/1284م) أشار بعده بِقَرْنَين إلى هذه العلاقة، فقال عن المحاكاة: “إنَّ المحاكاة كالمسموعات تجري من السّمْعِ مجرى الملوّنات من البصر”([16])، “وكان العربيُّ في العصر الجاهليّ يلمس أدقَّ الفروقِ في ألوانِ بيئته المحيطةِ به، ويعبّرُ عنها بأدقِّ المُسَمَّيات”([17]).

  • اللّون عند النّقّاد المُحدثين

لِلَّون جماليّات دفعت بالبحث إلى دراسة تُبيّن فاعليّته، ودلالاته الجماليّة من خلال السّياق الشّعريّ؛ لأنّه وحده الذي يبيّن دلالة اللّون؛ ولأنّ اللّون لم يكُنْ ظاهرةً بصريّةً فقط، وإنّما تجاوز ذلك إلى دلالةٍ جماليّةٍ وذهنيّة ونفسيّة ووجدانيّة، إضافةً إلى دلالاتٍ أُخرى قد يثيرُها اللّونُ نفسُه عندما يَرِدُ في سياقاتٍ أخرى([18]).

أمّا الدّراسة التي تناولت ظاهرة التّشكيل اللّونيّ في شعر أبي تمّام، فقد تناولت مستوَيَين:

  • المستوى الموضوعيّ: مثل: تأكيد الفضائل والمُثُل في الممدوحِين، ومثل رسم صورة جماليّة للمرأة من خلال إبراز محاسنها، وألوان الزّينة التي كانت تتزيّن بها، ومثل الطّبيعة وغير ذلك.
  • المستوى الفنّيّ، الذي يعني استخدام الشّاعر الألوانَ استخدامًا فنيًّا وِفْقَ قواعد الفنّ التّشكيليّ وظواهره المعروفة، مثل: ظاهرة الفراغ، وظاهرة الإيقاع والتّوافق، وظاهرة توزيع الضّوء([19]).

ويعتقدون أنّ لِلّون وظيفةً وجدانيّةً، أو اجتماعيّةً، أو ميثولوجيّةً يكتسبها النّصّ الشّعريّ، وقد ارتبطت هذه الألوان بمجالاتٍ ثلاثة: المجال الإنسانيّ، والمجال الحيوانيّ، والأشياء الأخرى كالمكان والسّلاح والخمرة… وقد ارتبطت الألوان بنفسيّة بشّار بن بُرد (167ه/784م) ارتباطًا كبيرًا بسبب عاهةِ العمى، فجاءَت الألوان للتّعبير عمّا في نفسه من شعور بالنّقص، ومن ذلك الإكثار من وصف صوت المرأة، وبيان جماله وأثره في النّفس، فكان يشبّه صوتها بالألوانِ الجاذبة كالحمراء والصّفراء([20]).

  • أقسام الألوان وصفاتُها

تنبّه بعض علماء العرب، ومِنْهم الجاحظ (255ه/868م) إلى أنّ الألوانَ كلَّها إنّما هِيَ مِنَ السّواد والبَياض، وما الاختلافُ إلّا على درجة المِزاج بدليلِ قوله: “وزعموا أنَّ اللّونَ في الحقيقةِ إنّما هو البياضُ والسّوادُ، وحكموا في المقالةِ الأولى بالقوّة لِلسَّواد على البياض، إذ كانَتِ الألوانُ كلُّها كُلّما اشْتَدَّتْ قَرُبَتْ مِنَ السّواد، وبَعُدَتْ مِنَ البياض، فلا تزالُ كذلك إلى أنْ تصير سوادًا([21]).

واللّون مِنْ أهم وأجمل ظواهر الطّبيعة لِما يشتمل عليه من شتّى الدّلالات الفنيّة، والدّينيّة، والنّفسيّة، والاجتماعيّة، والرّمزيّة، والأسطوريّة، إذ إنّه يبرز كأهمّ عناصر الجمال التي نهتمّ بها في حياتنا، وعلى الرّغم من تعدّد الألوان المُحيطة بنا، والتي تزخر بها الحياة مِنْ ألوانِ الطّبيعة المتمثّلة بالأزهار، والنّباتات، والحيوانات، والسّماء، والأرض، والبحار، إلّا أنَّ الإنسانَ لم يقتنعْ بها، بل أضافَ مِنْ فنّه وعِلْمِه الكثيرَ مَنَ الألوان([22]).

وتتّخذ الألوانُ أحيانًا دلالاتٍ غيرَ الدّلالاتِ المُتَعارَفِ عليها بين النّاس، فترمُزُ إلى دلالاتٍ تُفْهَم مِنْ سياق الكلام، فاللّون الأصفر يدلّ على الخريف، والحزن، والموت، والقَحط، والبؤْس، والذّبول، والألم، والشّحوب، والانقباض؛ والأحمر يُشير إلى الشّهوة، والنّشْوَة، والثّورة، والتّمرّد، والحركةِ، والحياة الصّاخبة، والغضب، والانتقام، والقَسْوَة؛ والأبيض يرمز إلى الصّفاء، والغبطة، والنّقاء، والعفاف، والسِّلْم؛ بينما الأسْود يوحي بالحزن، والخطيئة، والظّلام، والقساوة؛ فيما الأخضرُ عنوانُ انبثاقِ الحياة، والصّحّة، والطّبيعة، والرّبيع، والمَرَح، والسّرور، والشّباب؛ والأزرق يشير إلى الهدوء والسّكينة، والعالم الذي لا يعرفُ الحدود([23]).

والألوانُ الأصليّةُ هي ألوان قوس قزح، وهي: الأحمر، البرتقاليّ، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النّيليّ، البنفسجيّ([24]).

ومِنَ الألوان التي جاءَت في الأمثلة الشّعبيّة، وفي التّشبيهات والشّعر:

  • الحنطاويّ: نسبةً إلى الحِنْطَة، ولونُه أصفرُ مَعَ اقْترابٍ مِنَ الجَوز الفاتح، قال الشّاعر:

لونه حلو حنطاوي                         يتبختر ومتغاوي

  • خمريّ: نسبةً إلى لون الخمر.
  • العسليّ: نسبة إلى لون العسل المُصَفّى، وقال الشّاعر:

خدوده تضوي ليليّه                        عيونه حلوة عسليّة

  • النرجسيّ: وهو أصفرُ فاتحٌ يميل إلى البياض.

ولكلّ لونٍ معنًى نفسيٌّ يتكوّنُ نتيجةً لتأثيرِه على الإنسان، فيُقال: “إنَّ الوقتَ يمضي بسْرعةٍ تحت أشعّةٍ خضراءَ”؛ لأنَّ اللّونَ الأخضرَ لونٌ هادئٌ، ومُريح للأعصاب، مِمّا يجعلُ الوقتَ يمرُّ بسهولةٍ وبَساطة؛ أمّا قولُهم: “إنَّ الوقتَ يمضي بِبُطءٍ تحت أشعّةٍ حمراء”؛ فذلك لأنَّ اللّونَ الأحمَرَ مثيرٌ، ومشهورٌ بالقلق، ممّا يؤدّي إلى شعورٍ بالمَلَلِ: وثقل الوقت، وكأنّ الوقتَ لا يمضي، وكأنَّ العقاربَ (عقارب السّاعة) واقفةٌ، لا تتحرّك([25]).

فالبيئة تلعب دورًا مُهِمًّا في تحديد الدّلالة، وفي إشاعتها، وتوسيع حدود تداولها، وفي الأوساط الشّعبيّة، فقد استخدم الجمهور الألوانَ بدلالاتٍ وإيحاءَات جديدة، تَشي بإدراكهم وفَهْمِهم العميق للألوان.

والألوان دليلٌ حَيَويٌّ على التّنوّع تعتمدُه الدُّوَل في صياغة ألوان أعلامِها، ونراه في إشارات السّير، قال الله تعالى: ﴿يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ﴾([26])؛ حيث كان ذلك الاختلافُ، وذلك التّفاوتُ، فيه مِنَ المصالح والمنافع، ومعرفةِ الطُّرق، ومعرفةِ النّاس بعضِهم بَعْضًا، ما هو معلوم. وقد قالوا: “ترعى البَقَرَةُ العُشْبَ الأخضرَ، فتحوّله لَبَنًا أبيضَ، ونشرب اللَّبَنَ الأبيضَ، فتحوّله دمًا أحمرَ، تباركَتْ كيمياءُ الحياة([27])! كما أدخل الإنسانُ القديم في حضارات الفراعنة الألوان في طقوسه وعباداته، فظهرت الأثوابُ المُكرَّسَةُ للصّلاة، يغلب عليها اللّون الأحمر القرمزيّ، والأصفرُ الفاتح، والأزرقُ السّماويّ، ثُمّ اسْتُعْمِلَتْ تلك الألوانُ في طِلاء جدران المعابد والهياكل المقدّسة، وصار لكلّ لونٍ رمزٌ ومَرْتَبَةٌ، وفي بلاد ما بين النّهرَين صُنِّفَتِ الألوان صِنْفَين: أحدُهما ترتديه الأُسْرَةُ الحاكمة، وتُرَفْرِفُ به قصورَها ومُقْتَنياتِها، والآخر لعامّة الشّعب، أي بمعنى التّمييز الطَّبَقيّ بالألوان([28]). ولعلَّ أصدق تعبيرٍ عن دلالة اللّون ما قاله توماس كارليل: “اللّون يخبُرك عن طبيعة القلْبِ والمزاج”([29]).

وقد رأوا فيما مضى أنّ “الأيدي ثلاثة أنواع: يدٌ بيضاء، ويَدٌ خضراء، ويَدٌ سوداء. فاليدُ البيضاء هي الابتداء بالمعروف، والخضراء هي المكافأة على المعروف، أمّا اليدُ السّوداء، فهي المَنُّ بالمعروف”([30]).

  • اللّون الأبيض:

أبيضُ اسم مُصَغّر من إباضٍ، فقد قال الجوهريّ (ت 393ه/1003م) من الوافر:

أقول لِصاحبي واللّيلُ داجٍ                   أُبَيِّضَكَ الأُسَيِّدَ لا يضيعُ([31])

ومؤنّثه بيضاء، كقولهم: حَمامَةٌ بيضاء؛ أرضٌ بيضاء: ملساء لا نبات فيها، ولا عمارة؛ ثورةٌ بيضاء: سِلْميّة لا إراقةَ دماءٍ فيها؛ وصحيفتُهُ بيضاء: سُمْعَتُه حَسَنةٌ؛ وصفحةٌ بيضاءُ: لا كتابةَ فيها؛ وأُكْذوبَةٌ بيضاء: غير مُؤْذية؛ وليلةٌ بيضاء: مُقْمِرة؛ ويدٌ بيضاء: نِعْمَةٌ، إحسان… أمّا “بَيَاض”، فهو صفة لِما هو أبيض، ومنه: “بياضُ الثّلج”؛ فُسْحَةٌ بيضاء: بَياضٌ في نَصّ، بَياضٌ بين كلمَتين؛ كلُّ طعام مسموح به في أيّام القطاعة عند المسيحيّين؛ بَرَاءةٌ وخُلُّوٌ مِنَ الدَّنَسِ: بياضُ قلب؛ وبَياض البَطْن: شَحْمُ الكُلى وغيرُه؛ وبَياضُ البَيْض: زلاله؛ وبياضُ النّهارِ ضوءُه؛ وبَياضُ الوجْه: حُسْنُ الثّناء؛ وبَياضُ اليوم: طوله([32]).

وقد جاءَ في الأمثال: “أبيض مثل الثّلج“، و”أبيض مِنْ شِقّ اللّفِتْ“([33])، إذ يُضْرَبُ المثل بالثّلج في النّقاوة والبَياض، وقد جاءَ في المَزْمور الخمسين من مزامير داود: “اغْسِلني فأبْيَضّ أكثَرَ مِنَ الثّلج” (الآية التّاسعة)، ويشبّه اللّبنانيّونَ أيضًا الشّيءَ الشّديد البياض بِـ”شِقّ اللّفِت”، فيقولون: “أبيض مِنْ شِقّ اللّفِت“([34])، ويقولون: “إيدو بيضا“، و”إيد بيضا“: أيْ: صاحبة نِعْمَةٍ وفَضْل([35]).

يقولون أيضًا: “فلان قلبُه أبيضُ“، و”كفُّه بيضاء“، ويعنون بذلك طهارة قلبِه ونقاءَه، وصفاء سَرِيرَتِه، إضافةً إلى الهدوء، والأمل، والبساطة، وحبّ الخير، وعدم التّكلّف؛ أمّا نظافةُ الكفّ، فتعني عدمَ السّرِقة، والبُعدَ عَنِ الإجْرام([36])؛ بينما رَفْعُ الرّاية البيضاء، فيعني الهزيمةَ والاستسلام والمُسالَمَة، وعدمَ الرّغبة في الحرب؛ واللّون الأبيضُ دليلُ حُزْنٍ، فقد اسْتُدِلّ على ذلك من خلال قول الشّاعر الأندلسيّ علي الحُصَري القيرواني (488ه/1095م) من الوافر:

إذا كان البياضُ لِباسَ حُزْنٍ                 بأنْدَلُسٍ فذاكَ على صوابِ

ألَمْ تَرَني لَبِسْتُ بياضَ شَيْبي                لأنّي قد حَزٍنْتُ على شبابي([37])

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الدّلالة بقوله تعالى: ﴿وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾([38]).

وفي العصور القديمة كان اللّونُ الأبيضُ مُقّدَّسًا، ومَقْصورًا على آلهة الرّومان، وكان يُضَحّى له بحيواناتٍ بيضاءَ؛ وعند المسيحيّين عادةً ما يُرْمَزُ للسيّد المسيح بثوبٍ أبيضَ دلالةً على السّلام والصّفاء والنّقاء، والخُلوّ مِنَ الدَّنَس؛ وفي مصرَ القديمةِ كان الفِرْعَونُ يرتدي تاجًا أبيضَ يَرْمُزُ إلى سَيْطَرَتِه على مصر، ممّا يُشير إلى أنّها كانَتْ تعيشُ بِسَلامٍ وطمأنينة([39]).

يقولون: “له علينا يدٌ بيضاء“، ويدلّ ذلك على الكَرَم؛ أمّا قولهم: “كِذْبَةٌ بيضاء“، فيعنون بذلك المزاحَ الذي لا خُبْثَ فيه، كجواب النّبيّ e على المرأةِ العجوز التي سَأَلَتْهُ إنْ كانَتْ ستدخل الجنّةَ، فأجابَها: “لا تَدْخُلُ الجنَةَ عجوز”، ويَقْصِدُ بذلك أنّها ستدخل الجنّةَ صَبيّةً تَرْفُلُ بالصّبا والشّباب والحيويّة؛ ويرمزون بالأبيضَين إلى الملح والسُّكّر، وباللّيلة البيضاء إلى ليلة العروس؛ ويقولون: “خبّي قرشك الأبيض ليومِكَ الأسود“، ففي القِرش الأبيض دلالةٌ على أيّام البحبوحة والسّعادة، بينما الأسود هو يومُ الضّيق والحاجة. وأجمل ما قيل عن اللّون الأبيض، هو قولُ نيتشه: “إنَّ مَنْ مَوَّهَ جُدْرانَ منزله بالأبيض، فقد مَوَّهَ نفسَه بهذا اللّون أيضًا”([40]).

  • اللّون الأحمر:

قال بشّار بن بُرْد (167ه/784م) من مجزوء الكامل:

وخُذي مَلابِسَ زينةٍ                          ومُصَبّغاتٍ، فَهْو أَفْخَرْ

وإذا دَخَلْتِ تَقَنَّعي                           بالحُمْرِ إنَّ الحُسْنَ أحْمَرْ([41])

أحمر (اسم)، جمعُه: حُمْر. المؤنّث: حمراءُ، والجمع: حمراوات وحُمُر. وأحمر (فعِل): أحمر الرّجل: وَلَدَ وَلَدًا أحْمرَ؛ وأحَمَرَ الدّابّةَ: عَلَفَها الشّعير حتّى تغيّر فوها من أَكْلِهِ.

والأحْمَرُ: ما لونُه كَلَوْنِ الدَّمِ؛ وأحمر أقشر: الشّديدُ الحُمْرَةِ؛ والأحْمَرانِ: الذّهب والفضّة، أو الذّهب والزّعفرانِ، أو الخبز واللّحْم، أو اللَّحْم والخمر؛ أمّا الجيش الأحمر، فهو اسم أُطْلِقَ على الجيش السُّوفيتي منذ قِيام الثّورة الشّيوعيّة([42]).

والحريّة الحمراء، هي التي تحقَّقَتْ بعد صِراعٍ دَمَوِيّ، كقول أمير الشّعراء أحمد شوقي (1351ه/1932م) من الوافر:

وللحُرّيّةِ الحمراءِ بابٌ                      بِكُلِّ يَدٍ مَضَرَّجَةٍ يُدّقُّ([43])

والخطّ الأحمر، هو الحَدُّ الذي لا يُمْكِنُ تَجاوُزُه؛ والسَّنَةُ الحمراء، فهي السّنة الشّديدةُ، لِزَعْمِهِمْ أنَّ السّماءَ تحمرّ في سِنِيِّ الجَدْب؛ والضّوءُ الأحمر: إشارة ضوئيّة تعني توقُّفَ السّير؛ والعين الحمراء، والموت الأحمر: القتل، أو الموت الشّديد… والصّليب الأحمر، والهلال الأحمر: مؤسّستان عند النّصارى والمسلمين لإسعاف المصابين والمرضى عند حدوث الكوارث والنَّكَباتِ… والهنود الحُمْر: هم سُكّان الأمريكيتَين الأصليّون؛ ولَحْمٌ أحمرُ: لا شَحْمَ فيه، وليلةٌ حمراءُ ماجِنة. أمّا إعلاميًّا، فإنّ برنامج “أحمر بالخَطّ العريض” على شاشة المؤسّسة اللّبنانيّة للإرسال، فهو برنامج اجتماعيّ جريءٌ، يتناول كلّ المواضيع المثيرة والسّاخنة اجتماعيًّا([44]).

ويرمز اللّون الأحمر إلى الخطر، والتّحذير، والحَسْم، والرّفض، وإشارةٌ حمراءُ في قواعد المرور، تعني التّوقّفَ الفوريّ؛ ومصطلح “خطٌّ أحمرُ سياسِيًّا وعسكريًّا”، فتعني الحَدَّ النّهائيَّ. وللأحمر دلالاتٌ إيجابيّةٌ وسلبيّة، فعلى الجانب الإيجابيّ يمثّل القوّة والعاطفةَ والثّقةَ؛ أمّا دلالته السّلبيّة، فلأنّه يمثِّل الغضب، والحَذَر، والخطر. وتقول الأسطورة بأنَّ اكتشافَ هذا اللّون يعود إلى الفينيقيّين الذين استخرجوه من صَدَفَةِ الـ”موريكس”، ليصبغوا به الأزياء، وقد اكتسب هذا اللّونُ دلالاتٍ متنوّعةً على مَرّ التّاريخ، فأصبح رمزًا للشّجاعة والشّغَفِ تارةً، والسّعادةِ والبحبوحة والتّرَفِ تارةً أُخرى، كما اعْتُبِرَ رمزًا للغضب والتّمرّد والشّعور بالذّنب، وتتدَرّجَ ألوانُه مِنْ أحمرَ فارسيّ، إلى عَقيقيّ، فشهوانيّ وياقوتيّ… أمّا الأحمر والأسود، فجميع النّاس، يعني البشريّة جمعاءَ.

وجاء في الأمثالِ: “أحمر منِ الحمار“، إذ يُضْرَبُ المَثَلُ بالحمار في الجهل والبَلادة، ويُقال في الجزيرة العربيّة: “أَجْهَلُ من الحمار“([45]). ويقولون في تفضيل السَّيّئ على الأسْوَأ: “احْمِرار وجوه، ولا مِغْصان بالقلب“؛ كما يقولون: “أحْمَرْها هَيْك“، وهذا المَثَل مُسْتَوحى مِنْ كُتُب الصّلاة التي تُطْبَع بالغلاف الأحمر، ولا يُعْرَف سَبَبُ ذلك([46]).

أمّا في “معجم الدّوحة التّاريخيّ لِلُّغةِ العربيّة”، فقد جاء: أحْمَرُ: صِفة مشبّهة، وجَمْعُه: حُمْر، وحُمْران، وحُمور، وأَحامِر. والأحْمَرُ ما كان له لَوْنُ الدَّمِ ونحوه([47]). والأحْمَرُ مِنَ الإبِلِ: الذي لم يُخالِطْ حُمْرَتَه شيءٌ، قال مهلهل بنُ ربيعة التّغلبيّ (94ق.ه/531م) من البسيط:

الناحِرُ الكُومَ ما يَنْفَكُّ يُطْعِمُها             والواهِبُ المِئَةَ الحَمْرا بِراعيها([48])

بينما الأحْمَرُ من الأشخاص: الأبْيَضُ المُشْرَبُ حُمْرَةً. قال العبّاس بنُ عُبادةَ الخَزْرجيّ الأنصاريّ يخاطب قومَه: “إنّكم تُبايعونَه على حرْبِ الأحمرِ والأسْوَدِ مِنَ النّاس”([49]).

والأحمر مِنْ آثار الأقدام: الجديدُ الطّريُّ الذي لم يَدْرُسْ بَعْدُ. قال ذو الرُّمَة (117ه/735م) من الطّويل:

على وَطْأَةٍ حَمْراءَ مِنْ غيرِ جَعْدَةٍ          ثَنى أُخْتَها في غَرْزِ كَبْداءَ ضامِرِ([50])

أخيرًا، يُعَدُّ اللّونُ الأحمر من أوائل الألوان التي عَرَفَها الإنسانُ في الطّبيعة، ففيه دلالةٌ على وهج الشّمس، والحرارةِ، والوضوح التّامّ. “فهو من الألوان السّاخِنَةِ المُسْتَمَدَّةِ مِنْ وهج الشّمس واشتعال النّار، والحرارة الشّديدة، وهو من أطْوَلِ الموجات الضّوئيّة”([51])؛ كما يُسْتَخْدَمُ للدّلالة على العُنْفِ وإراقةِ الدّماء، فيقولون: “مَوْتٌ أحمرُ“، وهو رمزٌ لجهنّمَ في كثيرٍ مِنَ الدِّيانات.

ويُقالُ إنَّ بعضَ القبائل تُلَطِّخُ المولودَ بالدَّمِ عند ولادته، حتّى يكونَ له فرصةٌ في العَيش مُدَّةً طويلة([52]). أمّا في لغة الورود، فالأحمر دلالةٌ على الحُبّ([53]).

  • اللّوْن الأخضر:

أخضر صفة مُشَبَّهَة. والأخضرُ مِنَ النّبات: النّاعِمُ الغضُّ، قال كُلَيْبُ بنً ربيعةَ التّغلبيّ (135ق.ه/494م) يخاطِبُ قُبَّرَةً، من الرّجز:

يا طَيْرَةً بَيْنَ نَباتٍ أخْضَرِ                 جاءَتْ عليها ناقَةٌ بمُنْكَرِ([54])

 

والأخضرُ مِنَ الأشياء: ما لونُه الخُضْرَةُ، وما كان لونُه مائلًا إلى السواد، كقوله تعالى: ﴿عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾([55]).

أمّا الأخضرُ الجَناب مِنَ النّاس، فهو الكريمُ السَّخِيُّ، قال أبو حُزابَةَ التّميميّ (85ه/704م) يرثي طلحةَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ خَلَفٍ، ويُذَكِّرُ بِكَرَمِهِ وسخائه، من الرّجز:

قد عَلِمَ الجُنْدُ غَدَاةَ اسْتَعْبَروا               والقَبْرُ بينَ الطّيّبينَ يُحْفَرُ

 

أنْ لن يَرَوا مِثْلَكَ حتّى يُحْشَروا            هيهاتَ هيهاتَ الجَنابُ الأخْضَرُ([56])

أمّا الأخضرُ مِن اللّيالي: المُظْلِمُ، قال ذو الرُّمَة (117ه/735م) يصِفُ قَطْعَهُ قَفْرًا في ليلٍ مُظْلِمٍ، من البسيط:

قَدْ أَعْسِفُ النّازِحَ المجهولَ مَعْسِفُهُ                  في ظِلِّ أخْضَرَ يدعو هامَهُ البُومُ([57])

وجاءَ في الأمثال الشّعبيّة: “أخْضَرِ البِطِن، ولا يابسِ الخَرّوب“([58])، ودلالة هذا المثل هل التنبيه إلى عدم الانخداع بالمظاهر؛ لأنَّ أخضرَ البطن تشتعل أغصانه بسرعة، بينما يابس الخرّوب لا تشتعل أغصانُه جيّدًا، بلْ يُنْتِجُ دُخانًا كثيفًا([59]). ويقولون: “أخضر مِتْل السّلق“، فالسّلق نبات ذو أوراق طويلة خضراء تُسْتَخدَم للأكل مطبوخةً، ويُضْرَبُ المَثَل في اخضرارِه.

ويقولون للشّرِه الشّديد الطّمَع، الذي لا يوفّر شيئًا: “أكل الأخضر واليابس“([60])، كما يقولون: “إيدو خضرا” لمن يزرع فتثمر زراعَتُه([61]).

كما يمثّل الأخْضَرُ في العقيدةِ الإخلاصَ، والخلودَ، والتّأمّلَ الرّوحيّ، ويُسَمّى لون الكاثوليك المفضّل، ويُسْتَعمل في عيدِ الفصْحِ ليرمز إلى البعث، واللّون الأخضر الحائل هو لون التَّعْميد عند المسيحيّين([62])، كما يرتبط هذا اللّون بمعاني الدّفاع والمحافظة على النّفس، فهو إلى السّلبيّة أقرب منه إلى الإيجابيّة، ويمثّل التّجديد، والنّموّ، والأيّام الحافلة عند الشّباب الأغرار([63])؛ وفي بعض لهجات اليمن اليوم، يُطْلَق الأخضر على أيّ شيءٍ طريٍّ لمْ يمضِ عليه وقتٌ طويل بِغَضِّ النّظَرِ عَنْ لونِه، وعلى الفتاة السّمراء الحسناء، خضراء. وفي الجزائر على الطّعام الذي لم ينضُجْ بَعْدُ؛ وفي المغرب يقولون: لحْمٌ أخضرُ، أيْ: طَرِيّ، ويُقال للشّيخ المُسِنّ إذا كان مُقْبِلًا على الحياة: قلبُه أخضرُ.

  • اللّوْن الأزرق:

الأزرقُ الذي يَغْلِبُ بَياضُهُ سَوادَه، قال امرؤ القيس (80ق.ه/545م) يَصِفُ كِلابَ صَيْدٍ مُجَوَّعَةً، يُغْريها الصّائدُ، فتَشْتَدُّ ضَراوَتُها، من الطّويل:

مُغَرَّثَةً زُرْقًا كأنَّ عيونَها                      مِنَ الذَّمْرِ والإيحاءٍ نُوّارُ عِضْرِسِ([64])

والأزرقُ: الأعمى تَزْرَقُّ عَيناه بَعْدَ ذَهابِ بَصَرِه، كقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا﴾([65]).

والأزرق من السّحاب: ذو المَطَر، قال عمر بن أبي ربيعة (93ه/711م) يصف ثغرَ صاحِبَتِه المُخْتَلِطِ بماء سَحابٍ باردٍ، من البسيط:

وَنَيِّرِ النَّبْتِ، عَذْبٍ باردٍ خَضِرٍ              كالأُقْحُوانِ، عِذابٍ طَعْمُه رَتِلا

كأنَّ إسْفنْطةً شِيْبَتْ بِذي شَبِمٍ                من صَوْبِ أزرقَ هَبَّتْ ريْحُه شَمَلا([66])

وغالبًا ما نسمع العامّةَ مِنَ النّاس يقولون: “فلانٌ عَظْمُه أزْرق“، أيْ: أنّه لَئيم؛ و”نِيْلَة تْنَيّل بَحْتَك“، أيْ: الدّعاء عليك بالحزن والتّعاسة.

وقد كَرِه العربُ اللّوْنَ الأزرق، واتّهَموا اصحابَ العيونِ الزّرقاءِ بالكَذِب واللّؤْم والشّرّ، وكانوا يقولون: “عِفْريتٌ أزرق“، و”عَدُوٌّ أزرق” للشّخص الماكر المُحتال([67])، فقد عَرَفَ العَرَبُ القُدامى اللّونَ الأزرقَ في عيون الغُزاة الرّوم، فهذا اللّونُ هو علامةٌ فارقةٌ للأعجميّ الرّوميّ، حتّى قيل عَنْ شديدِ العَداوَةِ: “إنّه عَدُوٌّ أزرق“، ويُقال في العدوِّ: “إنّه أزرقُ العينِ“، وإنْ لم تكُنْ عينُه زرقاءَ([68]).

بينما الأزرقُ القاتم يدلّ على الخمول والكسلِ والهدوء والرّاحة؛ أمّا الأزرقُ الفاتحُ، فيعكس الثّقةَ والبراءَةَ والشّبابَ، والأزرق العميق يدلُّ على التّميُّزِ والشّعور بالمسؤوليّة([69]).

  • اللَّوْن الأسود:

أسود: ما كان لونُه “السّواد”، وهو لونٌ مُظْلِمٌ ناتجٌ عن فُقدان أشِعَّةِ النّور، أو عَنِ امتصاصها كُلِّيًّا. والجمع: سُود وسودان، مؤنّثٌه: سوداء، والجمع سودات وسُود. وأسود: حَدَقَةُ العَين.

وأسْوَد القلب: حَقود؛ وأسْوَدُ الكَبِد: عَدُوٌّ؛ والذّهب الأسْوَدُ: النّفط؛ والموتُ الأسْوَدُ: الموتُ خَنْقًا؛ واليوم الأسْوَدُ: وَقْتُ الحاجة، الشِّدّة؛ والأسْوَدانِ: التّمر والماء، أو الحيّة والعقرب، أو اللَّبَن والماء وأسود صفة مشبّهة، والجَمْعُ سُودان، وسُود. والأسود ما كان له لون الفحم ([70]). يقولون: سَوَّدَ اللهُ وجْهَهُ: لِيَجْعَلْهُ اللهُ مَذْمومًا، لِيُهْلِكه؛ واسْوَدَّتِ السّماءُ: أظْلَمَتْ؛ ورأى الدّنيا سَوادًا: كان كثيرَ التشاؤم؛ والخيط الأسْوَد: اللّيل. يقولون: “بعيق الجِدي ولا سواد العنقود“، يعنون بذلك الخوفَ مِنْ فصل الشّتاء القاسي إذا ما اسْوَدَّتِ العناقيد، فيما يظلُّ صوتُ الجِداءِ أقلَّ وَطْأةً في رمزيّتهِ إلى الشّتاء القاسي من اسْوِداد العناقيد([71]).

والأسْوَدُ هو اللّوْنُ الذي يَنْتُجُ عنِ الغياب، أو الامتصاص الكامل للضّوء المرئيّ؛ إنّه عَدِيمُ اللّونِ بدون تدرّج مثل الأبيض والرّماديّ؛ غالبًا ما يتمّ استخدامه بشكلٍ رمزيٍّ أو مَجازيّ لِتَمْثيل الظّلام. ويُعتَبَرُ الأسْوَدُ مَلِكَ الألوان؛ لأنّه لا يَقْبَلُ التّمازج بأي لون، ويبقى منفصلًا بِذاته، بِخلاف الألوان الأخرى؛ كما يشير إلى الحزن، والشّرّ، والشّعور بالتّهديد، وفي نفسِ الوقت يدلّ على الشّموخ، والسّيطرة، والقوّة، والغموض، وقد صدر لأحلام مستغانمي (كاتبة روائيّة جزائريّة معاصرة)، “الأسْودُ يَليقُ بِكِ”([72]).

ويقولون: “أسود تَنَاه أبيض“، أو “أسمر تَناه أبيض“([73])، يُضرب هذا المثل في الأشياء، أو النّاس الذين يبدون غيرَ جَذّابين ظاهريًّا، وهم جيّدون وذو مَعْدَنٍ طيّب. ويقولون: “أسْوَدْ راس“، فيعنون به أنّه غير وفيّ، أو شرّير([74])، كما قالوا: “الأسْوَد شي، والأبيض شي، والحِلّة غَلَبَتْ كلّ شي“، يُضْرَب هذا المثل في فائدةِ اللّباس وأهميّته في تزيين الإنسان وإظْهاره بالمظهر الجميل؛ أمّا قولهم: “أسْود مِتل جْناح الغراب“، أو “مِتل الفحم“، فيُضْرَبُ للسّواد القاتم، فالغراب مشهور بسَوَادِه، وكذلك الفحم؛ ويقولون: “أسود مِتل قَفا الصّاج“([75])، وقفا الصّاج يكون أسود بِفِعْل احتراقِ الوَقود تحته([76]).

يقولون: “فُلانٌ قلبُه أسْود“، ويَعْنونَ بذلك أنّه حَقود وخبيث، كما يستخدمون هذا اللّون للدّلالة على سوء الحظّ، والتّعاسة والحزن، فيقولون: “يومٌ أسود” إذ إنّ اللّوْنَ الأسْوَدَ سلبيٌّ، ويدلّ على العَدَمِيَّة، وكان القُدامى يعتقدون أنّ الوجْهَ مِرْآةُ الرّوح، ولا يخفى ما في الرّوح مِنَ الحالات، ومِنْه قولُه تعالى: ﴿تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ﴾([77])، وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾([78])، فقد كان اللّونُ الأسودُ مكروهًا منذ القِدَم، وقد رمز القُدَماءُ به وبكُلِّ الألوانِ القاتمة إلى الشّرّ والموت، وقد ورد في الأثَرِ أنّ الحجرَ الأسْوَدَ قد نزل من الجنّة أشدَّ بياضًا مِنَ الثّلج، وانّه اسْوَدَّ مِنْ ذُنوبِ العِباد وخَطاياهم([79])، وقد قيل: “ولولا سوادُ العينِ ما كانَ نورُها”، شطرةٌ مَنَ الطّويل([80]).

لقد رأى العَرَبُ أنَّ الجمالَ في التّنوّع، وخاصّةً في الجَمْعِ بين الأضداد، وقد قال شاعرهم (مِنَ الكامل):

فالوجْهُ مِثْلُ الصُّبِحِ مُبْيَضٌّ                والشَّعْرُ مِثْلُ اللّيلِ مُسْوَدُّ

ضِدّانِ لمّا اسْتُجْمِعا حَسُنا                 والضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ([81])

والبَياضُ أفضلُ لَوْنٍ عند العرب، كما قيل: “البياضُ أفضلُ، والسَّوَادُ أهْوَلُ، والحُمْرَةُ أجملُ، والصُّفْرَةُ أشْكَلُ”، وعبّروا عنِ الفَضْل والكرم بالبياض، حتّى قِيل لِمَن لم يَتَدَنَّسْ بَمَعاب: “هُوَ أبيضُ اللّون“([82])، فلِلّسواد مواضع زينة وقبح، وللبياضِ مواضعُ زينةٍ وقبح، إذ ليس كلُّ أبيضَ جميلًا، ولا كلُّ أسودَ قبيحًا”([83]).

وأجملُ ما قيلَ حول السَّواد والبياض: “إنّ في استطاعةِ مُبْصِرٍ واحدٍ أنْ يقودَ ألفَ أعمى؛ ولكنّه ليس في استطاعةِ ألف أعمى أنْ يقودوا مُبْصِرًا واحدًا“([84])، وقولهم: “لو صُوِّرَ العقلُ لأضاءَ معه اللّيل، ولو صُوِّرَ الجَهْلُ لأَظْلَمَ مَعَهُ النّهارُ“([85]).

  • اللَّوْن الأصفر:

أصفرُ صفةٌ مشبّهة. واصْفَرَّ الشّيءُ: صار لونُه إلى اللّونِ الأصفر. يقولون: “فلان وجْهُه أصفر”، للدّلالة على المرض والشّحوب، وربّما ارتبطَتْ هذه الدّلالة بالخريف ومَوْتِ الطّبيعة، والصّحارى الجافّة، لذا، فهو لونٌ سلبيّ، يحمل دلالة المرض والانقباض، وقد يرتبط بالحُزْنِ والتّبرُّم مِنَ الحياة، والتّحفزّ نحو عالمٍ أطهَر([86]). وليس لهذا اللّونِ إيحاءَاتٌ ثابتة، فهو تارةً يستمدّ دلالته من لون الذّهب، وتارةً من لون النّحاس، كما يستمدّها أحيانًا من صُفْرَةِ الشّمس عند المغيب، وأحيانًا من لون بعض الثّمار كاللَّيْمون، والتّفّاح، والطّيْب، مثل: الزّعفران، والصّبغ، مثل: الوَرْس([87])، وأحيانًا يستمدّها مِنَ النّبات الذّابل حين يجفّ، فيميلُ لونُه إلى الاصفرار([88]). وقد قيل: “أصْفر مِتْلِ الكِرْكُمْ“([89]).

ومن أقوال نزار قبّاني (1418ه/1998م): “إنَّ الأصفرَ لوْنٌ عميقٌ وهادئٌ ومتحضّرٌ، ومن هذا الزّواجِ بين الأصفرِ ونفسي، وُلِدَ طِفْلٌ جميلٌ اسمُه “الحزن”([90]).

وقد قال أحدهم: “أَحَبُّ الألوانِ إليَّ الأصْفَرُ القاتمُ والأحمرُ الفاقع، فهما يُدْخِلان لونَ الدَّمِ على جميع الألوان”([91]).

  • خلاصة

إنَّ العالمَ ممتلئٌ بالألوان والأضواء، فلا تَقْدِرُ الأحياءُ على الحياةِ مِنْ غير ألوانٍ، ولا أضواء، وإنَّ الكونَ الذي تَحِلُّ فيه الألوان والأضواء، هو كَوْنُ الإنسان الذي يَنْعَمُ بهما، ويَلَذُّ لهما([92]). وقد استخدم المصريّون القُدَماءُ اللّونَ الأخضرَ في أكفانهم؛ أمّا في العقيدة الإسلاميّة، فقد جاءَت دلالات الألوان تعبيريّةً، أو رمزيّةً، أو حِسِّيّةً، أو جماليّة، وارتبطَ اللّونُ بمصدَرَيْنِ جوهريّين: أوّلهما: النّورُ القادمُ مِنَ السّماء، والمقترن بالخالق العظيم، وثانيهما: الظّلمة المقترنة بِقُبْحِ الظّلم والطّغيان المنافي لجمال العدل، وبذلك فإنَّ جماليّةَ اللّون تقترن بوجود الضّياء، ثُمّ تتداخل في المفهوم مَعَ العدل والقِسْطاس الإلهيّ، وأصبح اللّونُ الأسودُ المظلمُ لونَ الحزن، والألوان المُشِعَّةُ دالّةً على الحُبور في الأعرافِ الشّعبيّة([93]).

يقول د. عبد الرّحمن محجوبي([94]): ما أثار انتباهي منذ سنين مضت أنّني كنْتُ أقرأ بعض المخطوطات التي كُتِبَتْ بطريقةٍ مُحْكَمَةٍ؛ حيث حضور الألوان بشكلٍ مميّز، فالغالبُ مكتوب بالأسْوَد، وبعض العناوين مكتوبة بالأحمر… فكنْتُ أعتقدُ أنّ الأمرَ يتعلّق فقط بإعطاءِ نوعٍ من الجمال للكتاب لتيسير قراءَته وفهمه والإفادة منه، وبعد أعوامٍ عديدة مِنَ البحث والتّعامل مَعَ المصادر تبيّن لي أنَّ استعمال لونٍ معيّن في التّدوين له معنًى خاصٌّ، وأنّ لكلِّ لونٍ دلالةً خاصّةً. ويرى ابن سنان الخفاجي (466ه/1073م) أنَّ تآلفَ حروفِ الكلمة في السّمْعِ كَتَآلُفِ الألوان في مجرى البصر([95]).

ويمكننا القول بأنَّ تعدّدَ الألوان دليلُ غنى، وبهِ تتمايز الأشياءُ، ولكلّ لون دلالةٌ تختلف عن سواه، وبأنّ دلالةَ اللّونِ الواحدِ تختلف بحسب اختلاف الاستعمال، وباختلاف الزّمان والمكان، واختلاف الحضارات، وبأنّ تمازجَ الألوان يخلقُ لونًا جديدًا قد يضيفُ طقسًا مُعَيَّنًا، وجوًّا جديدًا، ودلالةً إضافيّة.. فلو كانَتِ الحياةُ ذاتَ لونٍ واحدٍ، لكانَتْ مُمِلّةً قاسية.

 

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الإشراف في منازل الاشراف، ابن أبي الدّنيا، قدّم له وحقّقه وعلّق عليه نجم عبد الرّحمن خلق، مكتبة الرُّشد، الرّياض، ط 1، 1411ه/1990م.
  • الألوان ودلالتها في القرآن الكريم، سليمان بن عليّ الشّعيلي، مجلّة جامعة الشّارقة للعلوم الشّرعيّة والإنسانيّة، المجلّد 4، العدد 3، الشّارقة (الإمارات)، 2007م.
  • الأمثال الشّعبيّة اللّبنانيّة، د. إميل يعقوب، جرّوس برس، 1987م.
  • الأمثال، الأصمعي، جمع وتحقيق وترتيب ناصر توفيق الجباعي، منشورات الهيئة العامّة السّوريّة للكتاب، دمشق، 2010م.
  • الأمثال العربيّة القديمة، رودولف زلهايم، ترجمة رمضان عبد التّواب، مؤسّسة الرّسالة، بيروت، ط 2، 1982م.
  • اللّغة واللّون، أحمد مختار عمر، عالم الكتب، القاهرة، ط 2، 1997م.
  • اللّون لعبة سيميائيّة/ بحث إجرائيّ في تشكيل المعنى الشّعريّ، فاتن عبد الجبّار جوّاد، دار مجدلاوي للنّشر والتّوزيع، عمّان، لا ط، 2009م.
  • اللّون ودلالته في القرآن الكريم، رسالة ماجستير، نجاح عبد الرّحمن المرازقة، جامعة مؤتة، السّعوديّة، 2010م.
  • التّشكيل اللّونيّ في شعر أبي تمّام، إبراهيم الحاوي، المجلّة العربيّة للعلوم الإنسانيّة، العدد 59، السّنة الخامسة عشر، 1997م.
  • تطوّر الصّورة الفنيّة في الشّعر العربيّ الحديث، نعيم اليافي، دمشق، صفحات للدّراسة والنّشر، ط 1، 2008م.
  • تقنيّات التّعبير في شعر نزار قبّاني، بروين حبيب، المؤسّسة العربيّة للدراسات والنّشر، ط 1، 1999م.
  • جماليّات اللّون في شعر بشّار بن بُرْد، صالح الشّتيويّ، أبحاث اليرموك: سلسلة الآداب اللّغويّة، المجلّد 18، العدد 1، 2000م.
  • جماليّات اللّون في شعر زهير بن أبي سلمى، موسى ربابعة، بحث نُشِر في مجلّة جرش للبحوث والدّراسات، الأردن، 1998م.
  • الحيوان (كتاب الحيوان)، الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر، تحقيق عبد السّلام محمّد هارون، منشورات المجمع العلميّ العربيّ الإسلاميّ، ط 3، 1969م.
  • ديوان امرئ القيس، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، مصر، ط 1، 1958م.
  • ديوان بشّار بن بُرد، نشر وتقويم وشرح وإكمال محمد الطاهر بن عاشور، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1950م؛ ومطبعة دار الثقافة، بيروت، 1981م.
  • ديوان بني أسد – أشعار الجاهليّين والمخضرّمين، جمع وتحقيق ودراسة محمد عليّ دقّة، دار صادر، بيروت، ط 1، 1999م.
  • ديوان ذي الرّمّة (غيلان بن عُقبة)، شرح أحمد بن حاتم الباهليّ، رواية أبي العبّاس ثعلب، تحقيق عبد القدّوس ابي صالح، مؤسّسة الإيمان، بيروت، ط 1، 1982م.
  • ديوان عمر بن أبي ربيعة المخزوميّ، تحقيق محمد محي الدّين عبد الحميد، دار الأندلس، بيروت، ط3، 1988م.
  • ديوان المهلهل، شرح وتحقيق أنطوان محسن القوّال، دار الجيل، بيروت، ط 1، 1415ه/ 1995م.
  • الدّقّة العلميّة في مُسَمّيات الألوان في اللّغة العربيّة، جاسر خليل أبو صفيّة، بحث قُدّم في مؤتمر علميّ حول الكتابة العلميّة في اللّغة العربيّة، بنغازي، 1990م.
  • دلائل الإعجاز، عبد القاهر الجرجاني، تصحيح السّيد محمد رشيد رضا، القاهرة، دار المنار، ط 4، 1956م.
  • دلالات الألوان في شعر نزار قبّاني، رسالة ماجستير، أحمد عبد الله حمدان، جامعة النّجاح الوطنيّة، نابلس، 2008م.
  • دلالات اللّون ورموزه في الشّعر الجاهليّ، أطروحة دكتوراه، سمر نديم متوح، جامعة تشرين، 2004م.
  • الرّمزيّة والأدب العربيّ الحديث، أنطوان غطّاس كرم، دار الكشّاف، بيروت، لا ط، 1949م.
  • الرّمزيّة في الأدب العربيّ، درويش الجندي، مكتبة النّهضة، القاهرةـ، لا ط، 1958م.
  • سرّ الفصاحة، ابن سِنان الخفاجي (أبو محمد)، دار الكتب العلميّة، بيروت، 1982م.
  • السّيرة النّبويّة، ابن هشام المعافري الحِمْيَرين حقّقها وضبطها وشرحها ووضع فهارسها مصطفى السّقّا وآخرون، شركة مكتبة ومطبعة البابي الحلبي وأولاده، القاهرة، ط 2، 1375ه/ 1995م.
  • شرح ديوان ابن الفارض، ضبطه وصحّحه محمد عبد الكريم النمري، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط1، 2007م.
  • شعراء النصرانيّة قبل الإسلام، لويس شيخو، دار المشرق، بيروت، ط 3، 1967م.
  • شعر عليّ بن جبلة، تحقيق حسين عطوان، دار المعارف، مصر، ط 3، لا ت.
  • الشوقيّات، أحمد شوقي، دار الكتاب العربي، بيرون، لاط، لات.
  • الصّحاح تاج اللّغة وصِحاح العربيّة، أبو نصر الجوهريّ، تحقيق أحمد عبد الغفور عطّار، دار العلم للملايين، بيروت، ط 4، 1990م.
  • الضّوء واللّون في القرآن الكريم، نذير حمدان، دار ابن كثير، بيروت، ط 1، 2002م.
  • العقد الفريد، ابن عبد ربّه الأندلسيّ، شرحه وضبطه وصحّحه وعَنْوَنَ موضوعاته ورتّب فهارسه أحمد أمين وآخرون، مطبعة لجنة التّأليف والتّرجمة والنّشر، القاهرة، ط 3، 1393ه/ 1973م.
  • علم عناصر اللّون، فرح عبّون دار دكفن، إيطاليا (ميلانو)، 1982م.
  • عيار الشّعر، ابن طباطبا، تحقيق طه الحاجري ومحمد زغلول سلام، المكتبة التّجاريّة (القاهرة)، لا ط، 1956م.
  • العيون في الشّعر العربيّ، محمد جميل الحطّاب، مؤسّسة علاء الدّين للطّباعة والتّوزيع، دمشق، ط 3، 2003م.
  • غريب الحديث، ابن قتيبة (عبد الله بن مسلم)، تحقيق عبد الله الجبّوريّ، مطبعة العاني، بغداد، ط 1، 1397ه/ 1977م.
  • قاموس الحِكَم والأمثال والأقوال، يوسف مارون، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس (لبنان)، لا ط، 1996م.
  • قاموس المصطلحات اللّغويّة والأدبيّة، إميل يعقوب، دار العلم للملايين، 1998م.
  • قاموس العادات والتّقاليد والتّعابير المصريّة، أحمد أمين، مؤسّسة هنداوي، مصر، 2013م. وقد صدر الكتاب سنة 1953م.
  • الكشّاف عن حقائق التّنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التّأويل، أبو القاسم جار الله الزّمخشريّ، دار الفكر، القاهرة، لا ط، لا ت.
  • لسان العرب، لابن منظور، دار صادر، بيروت.
  • لغة الألوان: مجلّة مجمع اللّغة العربيّة، شفيق جبري، دمشق، 1967م.
  • المؤتلف والمختلف، أبو القاسم الآمديّ، تحقيق عبد الستّار أحمد فراج، دار إحياء الكتب العربيّة، عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة، 1381ه/1949م.
  • مجمع الأمثال للميداني، تحقيق محمد محي الدين، طبعة دار الفكر.
  • المزهر في علوم اللّغة، السّيوطي (عبد الرّحمن بن أبي بكر) ، تحقيق فؤاد عليّ منصور، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط 1، 1998م.
  • معجم الدّوحة التّاريخيّ لِلّغة العربيّة.
  • مفردات ألفاظ القرآن الكريم، الرّاغب الأصفهاني، تحقيق صفوان داؤدي، دار القلم، دمشق، ط 1، 1992م.
  • معجم مقاييس اللّغة، أحمد بن فارس بن زكريّا، أبو الحَسَن، تحقيق عبد السّلام هارون، طبعة اتّحاد الكتّاب.
  • المعجم الوسيط، إبراهيم مصطفى وغيرُه، مجمع اللّغة العربيّة، مكتبة الشّروق الدّوليّة، ط 4، 2004م.
  • المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، دار الشّروق، بيروت، 2013م.
  • مِنهاج البُلَغاء وسراج الأُدباء، حازم القرطاجَنّي، تقديم محمد الحبيب بن الخوجة، دار الغرب الإسلاميّ (بيروت)، ط 1، 1981م.
  • موسوعة الأدب والحكمة، أ.د. إميل يعقوب، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس (لبنان)، ط 1، 2016م.
  • الموسوعة العربيّة الميسّرة، محمد شفيق غربال وزملاؤه، دار النّهضة، بيروت، 1986م.
  • الوشم والوشي في الشّعر الجاهليّ، فايز عارف حمدان القرعان، رسالة جامعيّة، جامعة اليرموك، 1984م.

([1]) المعجم الوسيط، مادّة (م ث ل).

([2]) الأمثال العربيّة القديمة، ص 23؛ المزهر في علوم اللّغة 1/486.

([3]) المزهر في علوم اللّغة 1/486.

([4]) الأمثال الشّعبيّة اللّبنانيّة، ص 16.

([5]) قاموس المصطلحات اللّغويّة والأدبيّة، ص 342.

([6]) قاموس العادات والتّقاليد والتّعابير المصريّة، ص 69.

([7]) لسان العرب، مادّة (ل و ن).

([8]) المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (ل و ن)، ص 1304.

([9]) الكشّاف عن حقائق التّنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التّأويل 3/307.

([10]) الموسوعة العربيّة الميسّرة 2/1581.

([11]) الألوان في معجم العربيّة، ص 36، 37.

([12]) الدّقّة العلميّة في مُسَمّيات الألوان في اللّغة العربيّة، ص 2-9.

([13]) كتاب الحيوان 3/1320.

([14]) عيار الشّعر، ص 5، 6.

([15]) دلائل الإعجاز، ص 71.

([16]) مِنْهاج البُلغاء وسراج الأدباء، ص 104.

([17]) لغة الألوان، ص 200.

([18]) جماليّات اللّون في شعر زهير بن أبي سلمى، ص 8-49.

([19]) التّشكيل اللّونيّ في شعر أبي تمّام، ص 9-43.

([20]) جماليّات اللّون في شعر بشّار بن بُرْد، ص 83-114.

([21]) كتاب الحيوان 5/59.

([22]) تقنيّات التّعبير في شعر نزار قبّاني، ص 121.

([23]) تطوّر الصّورة الفنيّة في الشّعر العربيّ الحديث، ص 179، 180.

([24]) معجم مقاييس اللّغة 5/250.

([25]) اللّون لُعْبَةٌ سيميائيّة/ بحث إجرائيّ في تشكيل المعنى الشّعريّ، ص 43.

([26]) النحل 69:16.

([27]) القول منسوب إلى ميخائيل نعيمة (موسوعة الأدب والحكمة) 1/308.

([28]) دلالات اللّون ورموزه في الشّعر الجاهليّ، ص 185-190.

([29]) موسوعة الأدب والحكمة 1/308.

([30]) قاموس الحِكَم والأمثال والأقوال، ص 17.

([31]) الصّحاح تاج اللّغة وصِحاح العربيّة، مادّة (بيض)؛ والبيت بلا نسبة في لسان العرب7/111 (أبض).

([32]) المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (بيض)، ص 135.

([33]) اللّفِت: نباتٌ يُنْقَع في الخَلّ، وهو أبيض اللُّبّ.

([34]) موسوعة أمثال اللّبنانيّينَ وكناياتهم وتعابيرهم الاصطلاحيّة 1/163.

([35]) م.ن 1/600، 603.

([36]) علم عناصر اللّون 2/137.

([37]) شرح ديوان ابن الفارض، ص 200.

([38]) يوسف 84:12.

([39]) اللّغة واللّون، ص 163.

([40]) موسوعة الأدب والحكمة 1/308.

([41]) موسوعة الأدب والحكمة 1/308؛ ديوانه 4/61.

([42]) المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (حمر)، ص 324-326.

([43]) الشوقيّات 2/77.

([44]) المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (حمر)، ص 324-326.

([45]) موسوعة أمثال اللّبنانيّين وكناياتهم وتعابيرهم الاصطلاحيّة 1/194.

([46]) موسوعة أمثال اللّبنانيّين وكناياتهم وتعابيرهم الاصطلاحيّة 1/194.

([47]) معجم الدّوحة التاريخيّ (حمر).

([48]) ديوان المهلهل، ص 92.

([49]) السّيرة النّبويّة لابن هشام.

([50]) ديوانه، ص169.

([51]) اللّغة واللّون، ص 201.

([52]) الوشم الوشي في الشّعر الجاهليّ، ص 124-128.

([53]) دلالات الألوان في شعر نزار قبّاني، ص 39.

([54]) شعراء النصرانيّة، ص157.

([55]) الإنسان 21:76.

([56]) الإشراف في منازل الأشراف، ص 5.

([57]) ديوانه1/401.

([58]) البِطِن: البِطْم، وهو شُجَيْرَةٌ قزعاء من الفُسْتُقِيّات تعلو من 3 إلى 5 أمتار، يُسْتخرَجُ من لِحاءِ سُوقِها مادّةٌ راتنجيّة، فوّاحة العُرْف، كثيرة الاستعمال (المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، ص 100).

([59]) موسوعة أمثال اللّبنانيّين وكناياتهم وتعابيرهم الاصطلاحيّة 1/202.

([60]) موسوعة أمثال اللّبنانيّين وكناياتهم وتعابيرهم الاصطلاحيّة 1/338.

([61]) م.ن 1/604.

([62]) اللّون ودلالته في القرآن الكريم، ص 28.

([63]) م.ن، ص 30.

([64]) ديوانه، ص 103.

([65]) طه 102:20.

([66]) ديوان عمر بن أبي ربيعة، ص 358.

([67]) العيون في الشّعر العربي، ص 85.

([68]) العقد الفريد 3/56.

([69]) اللّون ودلالته في القرآن الكريم، ص 29.

([70]) المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (سود)، ص 719، 720.

([71]) المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (سود)، ص 719، 720.

([72]) هي رواية صدرت عن هاشيت أنطوان (نوفل)، عام 2012م.

([73]) موسوعة أمثال اللّبنانيّين وكناياتهم وتعابيرهم الاصطلاحيّة 1/281، 284. تناه: إمّا مِنَ الثّناء، وإمّا بمعنى بِطانته، أو قفاه.

([74]) موسوعة أمثال اللّبنانيّين وكناياتهم وتعابيرهم الاصطلاحيّة 1/284.

([75]) الصّاج: حديدة مستديرة مقمّرة تُحْمى ويُخْبَزُ عليها.

([76]) موسوعة أمثال اللّبنانيّين وكناياتهم وتعابيرهم الاصطلاحيّة 1/284، 285.

([77]) الزّمر 60:39.

([78]) آل عمران 106:3.

([79]) اللّغة واللّون، ص 164.

([80]) قاموس الحِكَم والأمثال، ص 44.

([81]) البيتان في قصيدة طويلة تُنْسَبُ لعليّ بن جَبْلَة، المُلَقّب بالعَكَوَّك، ولأبي الشّيص الخزاعي. انظر: ديوان عليّ بن جبلة، ص 115.

([82]) مفردات ألفاظ القرآن، ص 115.

([83]) الضّوء واللّون في القرآن الكريم، ص 6.

([84]) قاموس الحِكَم والأمثال، ص 262.

([85]) قاموس الحكم والأمثال، ص 265.

([86]) الرّمزيّة في الأدب العربيّ، ص 94.

([87]) الوَرْس: نبات كالسُّمْسُم من الفصيلة البقليّة والفراشيّة، بنبت في بلاد العرب والحبشة والهند، يغدو أحمر، يستعمل لتلوين الملابس الحريريّة. (المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، ص 1518).

([88]) اللّون ودلالته في القرآن الكريم، ص 27.

([89]) موسوعة أمثال اللّبنانيّين وكناياتهم وتعابيرهم الاصطلاحيّة 1/293. يُضْرَبُ للشّيءِ الأصفر، و”الكِرْكُمْ” (الكُرْكُمْ)، هو الزّعفران.

([90]) موسوعة الأدب والحكمة 1/308.

([91]) موسوعة الأدب والحكمة 1/308.

([92]) الألوان ودلالاتها في القرآن الكريم، ص 62.

([93]) الألوان ودلالاتها في القرآن الكريم، ص 62؛ اللّون ودلالته في القرآن الكريم، ص 31.

([94]) باحث مصطلحيّ معاصر.

([95]) سِرّ الفصاحة، ص 64.

عدد الزوار:416

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى