سألتُك بالشِّعر – موسى حمادة
سألتُكِ بالشِّعر لا تتركيني
وقد شاخَ هذا المدى في عيوني
وقد حمَّلتْني الحياةُ من الهمِّ ما لا
يُطيق من الحَمل طيني
تُجَرِّح غيماً طريّاً
تفتِّح مثل الخيال هنا في الجفونِ
وتفتَحُ فيَّ نوافذَ شكٍّ
تُطِلُّ عليَّ بكلِّ الظنونِ
سألتُك بالشِّعرِ هذا الذي
قد تفرَّع في خاطري كالغُصونِ
أُجاذِبُهُ كالصبايا اشتهاءً
فيبدأُ لُعبةَ شدٍّ ولينِ
وكأسٍ من الشِّعرِ تكفي
لأُسرِجَ
مهر المجازِ
ويصهلَ فيَّ جنوني
بهذا الّذي يترقرقُ مثلَ الصلاة ِ
لأُمٍّ حنونِ
تعوَّد أن يكبر الفجر فوق يديها
كما الياسمينِ
تُطَوِّعُ هذا الهواء َ بِعطرٍ
يُجَرِّحُ حنجرةَ الزيزفونِ
وتنمو كعِرقٍ من الضوء يشهَقُ
في شُرُفاتِ الصّباحِ الحزينِ
بهذا الّذي لستُ أُقسمُ إلّا
بهذا الّذي كالسَّما يَحتَويني
يَلُمُّ مشالحَ كلِّ الغيومِ
ويأتي إلَيَّ لكي يرتَديني
عليه من الحُزنِ صمتٌ ثقيلٌ
تلبّد حتّى
غدا كالعجينِ
له ُ الله كيف يُغافِلُ أَبوابَ روحي
ويمضي
إليَّ
بدوني.. .